رسالة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لعيد الفصح المجيد 2022

ثيوفيلوسُ الثالثُ

برحمةِ اللهِ بطريركُ المدينةِ المقدسةِ آوروشليمَ
وسائرِ أعمالِ فلسطينَ
إلى أبناء الكنيسةِ أجمعين، نعمةٌ ورحمةٌ وسلامٌ لكم من القبرِ المقدّسِ المانحِ الحياةِ
قبرِ المسيحِ القائمِ منَ بين الأمواتِ.

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

“لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا

 فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.

لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ!

هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ. (متى 28: 5-6)

    من خلالِ هَذهِ الأقوالِ المعزِّيةِ شَجَّعَ النسوةَ حاملاتِ الطيبِ مَلاَكُ الرَّبِّ الذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ بابِ القبرِ، في الموضعِ حيث دُفنَ المصلوبُ يسوعَ المسيحِ الناصريّ. إنَّ النسوةَ حاملاتِ الطّيبِ اللواتي بترثٍّ مزجْنَ الطيوبَ بالدموعِ، قد وَقَفْنَ مندهشاتٍ ومرتعداتٍ من منظرِ القبرِ الفارغِ، لهذا فقدْ شَجَّعَهُنَّ الملاكُ من خلالِ منظرهِ وقولِه: لا تخافا أنتما، فقد كَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ، أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ، وجلسَ فوقَ القبرِ هاتفاً لحاملاتِ الطيبِ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ. ولم يخجلْ من تسميَتِهِ المصلوب؛ لأنَّ هذا هوَ رأسُ البركاتِ كلَّها كما يقولُ القديسُ يوحنا الذهبيُّ الفم.

    إنَّ الملاكَ اللامعَ قد أعلنَ ما لا يُسمعُ وغيرَ المستطاعِ عندَ البشر. أعلنَ أنَّهُ يمكنُ أنْ تحدثَ فقط مسرةُ، ومشيئةُ وقوةُ الله. أنَّ يسوعَ المسيحِ المتجسدِ ابنُ وكلمةُ اللهِ والمصلوبُ بالجسد، دُفنَ، وقامَ من بينِ الأمواتِ وأقامَ مَعَهُ كلَّ جبلةِ آدمَ، وذريّتِهِ بيدٍ قوية. ويشرحُ القديسُ يوحنا الذهبيُّ الفم قائلاً: إنَّ اللهَ الناهضَ منَ “العروشِ الملوكية” من محبَّتِهِ للإنسانِ “هجمَ على الأرضِ”، وحتّى على الجحيمِ نفسَها والشيطانُ أصبحَ خصماً ليسَ ضدَّ اللهِ غيرِ المحتجبِ بل ضدَّ الله ِالمُحتجبِ في طبيعتِهِ البشريةِ، ونرى الموتَ مُفنى بالموتِ واللعنةَ مُبطلةً باللعنةِ وسلطانَ الشيطانِ قد سُحقَ بالأشياءِ نفسَها التي كانَ يُسيطرُ علَيْها. حقاً بموتِ المخلّصِ قدْ أُبيدَ سلطانُ الموتِ؛ لأنَّ الفرحَ قدْ أتى بالصليبِ منتشراً في كلِّ العالم. فالجحيمُ قدْ ذاقَ المرارةَ؛ لأنهُ أُميت، معتقداً أنّهُ تناولَ جسداً مائتاً. لهذا فإنَّهُ بإيمانِ وقوةِ المسيحِ القائمِ من بينِ الأمواتِ، فإنَّ رسولَ الأممِ يهتفُ نبويّاً ويقولُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ (1كور 15: 54-55)

    لقدِ اختبرَتِ النسوةُ حاملاتُ الطيبِ خبرةَ القيامةِ ليسَ فقط من رؤيةِ القبرِ الفارغِ والملاكِ وممّا سمعْنَ منهُ منْ أقوالٍ، بل أيضاً من رؤيةِ الربِّ القائمِ منْ بينِ الأمواتِ نفسَه وإِذ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا» لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي (متى 28: 9-10). حقاً لقد تراءى الربُّ لهم لمدةِ أربعينَ يوماً مُظهِراً لهم نفسَه، كما يشهدُ بذلكَ بولسُ الرسولِ قائلاً: وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَوَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ. (1كور 15: 5-7) مخاطباً إياهُم ومؤكِّداً لهُم أنّهُ هو بجسدِهِ المصلوبِ والمقام، متناوِلًا طعامًا وأكلَ أمامَهم. وفي النهايةِ سَجَد لَهُ الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذًا في الْجَلِيلِ على الْجَبَلِ، حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ: اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ (متى 28: 16-19)

    إنَّ هذه الوصيةَ قد تمَّمَها الرسلُ، عندما أخذوا الروحَ القدسَ، وكرزوا إلى أقاصي الأرض، الّذي رأَوْهُ بأعينِهم ولمسوهُ بأيديهِم، واصطادوا المسكونَةَ وأصبحوا الأعمدةَ الاثني عشرَ لجسدِ الكنيسةِ وحجرِ الزاويةِ هوَ المسيحُ نفسَه. إنَّ الجسدَ الذي بناهُ الرّبُّ هو الكنيسةُ، والذي سبقَ وقالَ عنها، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. (متى 16: 18) وهيَ تستمرُّ على مرِّ العصورِ في عملِ المسيحِ الخلاصيِّ والتقديسيِّ من خلالِ الرّسلِ وخلفائِهِم منَ الأساقفةِ والكهنةِ. وفي مسيرتِها المصلوبةِ والمُقامةِ في العالمِ، فإنَّ الكنيسةَ المحياةَ من دمِ الصّليبِ الّذي خرجَتْ منهُ تنقلُ القوّةَ والأملَ والفرحَ؛ لخلقِ وبناءِ وإنعاشِ واستعادةِ الإنسانِ من أنقاضِ رمادِ الحروبِ، مكرِّرَةً دعوةَ المسيحِ المعزّيةِ: تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. (متى 11: 28)

    إنَّ كنيسةَ آوروشليمَ، المثبتةِ، من الربِّ القائمِ من بينِ الأمواتِ، لكي تخدمَ في أماكنَ ظهورِهِ بالجسدِ، تتعرضُ في الآونةِ الأخيرةِ لضغوطاتٍ من عناصرَ متطرفةٍ عدائية، معَ ذلكَ لا تتحطّمُ، بل تُجاهدُ بشجاعةٍ، وفي اتحادٍ ووحدةٍ من أجلِ حقوقِ الوجودِ المسيحيِّ ورعيّتِها في الأراضي المقدّسةِ مرحبةً بالزوارِ الأتقياءِ كرعيةٍ خاصةٍ لها أثناءَ زيارتِهم وحجِّهم مرسلةً لهم ولرعيتِنا الأتقياءِ في كلِّ الأرضِ التحيةَ الفصحيةَ، “المسيحُ قامَ من بينِ الأموات وداسَ الموتَ بالموتِ ووهبَ الحياةَ للذينَ في القبور”.

في مدينةِ أوروشليمَ المقدسة، فصح 2022

الداعي لكم بحرارةٍ من أعماقِ القلب

ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة أوروشليم




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد بشارة والدة الإله

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الخميس الموافق 7 نيسان 2022 (يعادله 25 آذار حسب التقويم الشرقي) بعيد بشارة والدة الإله.

تقيم الكنيسة في هذا اليوم تذكار بشارة الملاك جبرائيل لفتاة من الناصرة تدعى مريم حيث بشرها بأنها ستحبل من الروح القدس وتلد بالجسد إبن الله المسيح مخلص البشرية. عندها أجابته مريم” هوذا أنا أمة الرب فليكن لي كقولك” (إنجيل لوقا الإصحاح الاول). بهذه الإجابة لصوت الملاك غير المتجسد تجسد الكلمة أبن الله وأصبحت مريم والدة الإله الفائق قدسها.

إحتفل بهذا العيد المبارك في:

1. كنيسة البشارة في مدينة الناصرة حيث ترأس خدمة القداس الإلهي الإحتفالي صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة طابور كيريوس ميثوذيوس, آباء أخوية القبر المقدس من كهنة متوحدين وشمامسة, وكهنة مطرانية الناصرة. وشارك في الترتيل خوروس كنيسة البشارة, وحضر القداس الإلهي أبناء الرعية الأورثوذكسية في الناصرة والجليل, وزوار من روسيا واليونان.

بعد القداس الإلهي أعد سيادة متروبوليت الناصرة مأدبة غذاء على شرف صاحب الغبطة والحضور.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد بشارة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم في مدينة الناصرة 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول النبي اشعياء وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا. (اشعياء 7: 14/متى 1 : 23 )

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن نعمة الروح القدس قد جمعتنا في هذا المكان والموقع المقدس أي في مسكن الرب في مدينة الناصرة لكي بشكرٍ نُعيّد لظهور:” السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. (أفسس 3: 9) ابن الله الصائر ابن العذراء.

    إن العذراء مريم هي التي سبق وتنبأ عنها النبي اشعياء وهي تلك التي شهد القديس لوقا الإنجيلي لها “ عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. (لوقا 1: 27). فإنها هي التي أتى نحوها الملاك جبرائيل مرسلاً من الله قائلاً: «افرحي يا ممتلئة نعمةً، اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِوَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. (لوقا 1: 26-35).

    حقاً إن العذراء مريم هي التي قال عنها مرنم الكنيسة ” رأس خلاصنا نحن البشر ” وذلك لأن سر التدبير الإلهي والذي هو الإيمان في المسيح قد شكل ملئ الناموس وأنبياء العهد القديم كما يكرز الرسول بولس قائلاً: وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. (غلا 4: 5-4).

    ويُفسر ايكومينيوس أقوال الرسول بولس هذه قائلاً: لم يقل إنه خلال امرأةٍ بل من امرأةٍ موضحاً بذلك أنه من جوهرها قد أخذ الرب جسداً وهو حقاً ثمرة بطنها. وأما افسافيوس ايماسى فيقول: لأن المرأة هي التي قد جلبت الخطيئة فالخلاص يكون من المرأة أي المسيح، لهذا فإن القديس كيرلس الإسكندري يمدحها قائلاً: افرحي يا والدة الإله مريم التي منها جاءت النعمة التي لا توصف والتي قال عنها بولس الرسول هاتفاً لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ (تيطس 2: 11)، افرحي يا والدة الإله مريم التي منها جاء النور الحقيقي ربنا يسوع المسيح والذي قال في الأناجيل “أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ” (يوحنا 8: 12)، افرحي يا والدة الإله مريم التي من خلالها أضاء النور للجالسين في الظلمة وظلال الموت الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا (متى 4: 16). وهل هناك نور إلا ربنا يسوع المسيح، النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ (يوحنا 1: 9) افرحي يا مريم يا كنز المسكونة.

    حقاً أيها الإخوة الأحبة إن عذراء الناصرة قد أصبحت كنز المسكونة وذلك لأن بشارة العذراء مريم الممتلئة نعمة والمباركة في النساء قد كَرَّسَت لَنَا طريقاً حَدِيثًا حَيًّا (عبر 10: 20).

    وبكلامٍ آخر إن بشارة العذراء مريم والدة الإله قد أسست وثبتت طريق الخلاص أي شفاء الإنسان من الخطيئة أي شفاء الإنسان من المرض وفساد الموت كما يقول الرب «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. (يوحنا 11: 25-26).

    ويقول القديس بولس الرسول الحكيم في قيامة المسيح فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَوَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ (1كور 15: 13-14) وهذا يعني أن قيامتنا في المسيح تفترض بالضرورة تجسد وتأنس كلمة الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالروح القدس من دماء النقية مريم العذراء والدة الإله. وبدون قوة ايماننا من المستحيل أن نفهم وندرك سر التدبير الإلهي في المسيح هأنذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، وَالَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَ وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، (1 بط 2 :6-7 متى 21: 44) كما يقول الرب.

    وعدا عن ذلك فإن القديس يوحنا الدمشقي يؤكد عليه بالترنيم قائلاً: لقد عُرفتِ أماً على منوال يفوق على الوصف والإدراك، ولا يستطيع إنسان أن يُفسر معجزة ولادتك، فإنكِ كما كان حبلكِ غريباً باهراً، كذلك كانت ولادتك على منوال لا يُدرك فحيثما شاء الله يُغلب نظام الطبيعة، فلذلك نعرفك كلنا أماً لله ولا ننفك طالبين إليك أن تتشفعي في خلاص نفوسنا.

    ما أبعد أحكام الله عن الإدراك وطرقه عن الاستقصاء فإنه أصبح من المعروف بحسب القديس بولس عِنْدَ الرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ (أفسس 3: 10). إذ أن كنيسة المسيح قد أظهرت من خلال الآباء المتوشحين بالله المُحركين من الروح القدس في المجامع المسكونية بأن العذراء مريم تُدعى والدة الإله. ولنسمع ما يقوله بهذا الصدد القديس كيرلس الإسكندري قائلاً: يكفي إذاً أن نقول إن الاعتراف بإيماننا صحيحٌ ولا تشوبه شائبة. ونعترف بأن العذراء هي القديسة والدة الإله …. وأن العذراء القديسة لم تلد الألوهة عارية ومجردة، بل متحدة بجسد كلمة الله. وأنه بالحقيقة أن العذراء القديسة صارت والدة الإله عندما ولدت مسيحاً واحداً مشاركاً معنا في اللحم والدم ومساوياً لجوهرها ولنا نحن بحسب الطبيعة البشرية، وذلك لأن جسد “المسيح” خرج من مريم والدة الإله.

     فها نحن عرفنا أيها الإخوة الأحبة لماذا تُعظم كنيستنا المقدسة العذراء مريم والدة الإله بالتسابيح والترانيم هي التي بشّرها الملاك جبرائيل قائلاً: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. (لوقا 1: 30).

    وأما نحن أيها الإخوة فإننا نهتف ونرتل قائلين: أيتها العذراء الكلية القدس لقد حصلت أكرم من الشاروبيم المجيدين لأن أولئك بما أنهم لا يحتملون القوة الإلهية فيتممون الخدمة بوجه محجوب بأجنحتهم وأما أنتِ فاستطعتِ أن تُشاهدي الكلمة متجسداً وجهاً بإزاء وجه، فتوسلي إليه بغير فتور من أجل نفوسنا، ومن أجل توقف الحروب والسلام لمنطقتنا والعالم أجمع.

كل عام وأنتم بألف خير

فصحاً مجيداً مباركاً

آمين

2. دير الجثسمانية المقدس في مزار قبر والدة الإله المقدس, حيث ترأس خدمة القداس الإلهي سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس يشاركه آباء من أخوية القبر المقدس, بحضور القنصل اليوناني العام السيد إيفانجيلوس فليوراس.

بعد القداس الإلهي إستقبل الرئيس الروحي الجديد لمزار الجثسمانية سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم سيادة المطران مع الآباء والمصلين للضيافة في الدير.

مكتب السكرتارية العامة

 




تدشين بدء أعمال ترميم الأرضية في كنيسة القيامة المقدسة

تم صباح يوم الإثنين الموافق 14 آذار 2022 تدشين بدء أعمال ترميم الأرضية في كنيسة القيامة المقدسة.

هذا المشروع هو استمرار لأعمال الترميم التي أنجزت في القبر المقدس القابل الحياة  قبل أربع سنوات. يتم هذا المشروع بإتفاق الكنائس الثلاث المسؤولة عن الوضع الراهن في كنيسة القيامة، بطريركية الروم الأرثوذكس الأورشليمية،  أخوية الفرنسيسكان، وبطريركية الأرمن في القدس ، وبتعاون مع جامعة سابينزا في روما التي وضعت الدراسة حول المشروع.

يتضمن المشروع أعمال ترميم أي صيانة أو استبدال بلاط الأرضيات التالف في الجزء الشمالي من القاعة المستديرة وحفريات في منطقة تحت الأرض تحت الأقواس السبعة وأمام القبر المقدس. ومن المقرر الانتهاء منه في غضون ستة وعشرين شهراً وسيتم تمويله من قبل ممولين ومتبرعين.

 تدشين أعمال المشروع  تم بحضور الكنائس الثلاث: عن البطريركية الاورشليمية صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، مع سيادة متروبوليت كابيتولياذا إيسيخيوس، سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس، سيادة رئيس أساقفة إيرابوليس أيسيذوروس، الترجمان الأرشماندريت ماثيوس، الكاماراسيس الأرشمندريت نكتاريوس، مسؤول المراسم الأرشمندريت بارثلماوس، وآباء أخرين من أخوية القبر المقدس. وكذلك حضر القنصل العام لليونان في القدس السيد إيفانجيلوس فليوراس ومهندس كنيسة القيامة السيد ثيودوسيوس ميتروبولوس. من أخوية الفرنسيسكان حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، الأب دوبروميرو، الأب أثناسيوس ماكورا، من بطريركية الأرمن ،سيادة المطران سيفان، هيغومين الأرمن الأب صموئيل، الأب غوريون وآباء من البطريركية الأرمنية.

في هذه المناسبة المباركة القى صاحب الغبطة كلمة أمام الحضور باللغة الإنجليزية:

Come bless the Lord all you servants of the Lord

who stand…in the house of the Lord.

Lift up your hands to the holy place,

and bless the Lord”.

(Psalm 133[134]:1-2).

Your Beatitudes,

Your Eminences,

Your Graces,

Beloved Members of our Respective Brotherhoods,

Ladies and Gentlement,

We are gathered in the holiest of places in this historic moment to continue the work that has been so well begun in the restoration of the Sacred Edicule. On this occasion we remember the words of the Psalms:

“How very good and pleasant it is when brethren live together in unity!”

(Psalm 132 [133]:1).

Five years ago this month, we gathered here to celebrate the completion of the restoration of the Sacred Edicule. That restoration was the fruit not only of the labour of experts, but of our common purpose and unity in placing the restoration of the Sacred Edicule above all other concerns and distractions. As those to whom the Divine Providence has entrusted the diakonia of the Holy Places, we must always deepen our commitment to this common purpose.

The restoration of the Sacred Edicule, the first in two centuries, stands as a true achievement of our Communities acting together, and is a sign of hope for the world.

And now we stand at the beginning of a new phase of this work, to restore the area beneath the floor of the rotunda as well as the pavement, to ensure that the foundations of this holy place are secure for generations to come. We are deeply grateful to all those sponsors whose generosity and expertise are making this project possible, and we fully expect that his work will bring the present renovation of the sacred Edicule and the rotunda to a successful completion.

We are meeting here at a difficult time for humanity. The pandemic is not yet over, there is grave conflict in Ukraine and in the world generally there is a great deal of political, economic and social instability.

But here, in this holiest of places, that is, the Holy Tomb, there is hope. In the resurrection of our Lord Jesus Christ form the dead, the new and eternal life of God has shone forth like a light in our dark and confused world. As we care for and restore this holy place, we participate in the message of hope that emanates from the Holy Tomb not just for the Christians, but also for people of good will around the world.

As we gather here, we recall the words of Saint John Chrysostom which are recited here very day:

“O Lord, save your people and bless your inheritance;

protect the fullness of your Church;

and sanctify those who love the beauty of your house…

For every good gift and every perfect gift comes from above,

coming down from you, the Father of lights”.

MAY the Almighty God, the Father of lights, whose uncreated Light shines from the Holy Tomb, bless our new work that begins today in His name.

His Beatitude Theophilos III

Patriarch of Jerusalem




بيان صادر عن غبطة بطريرك المدينة المقدّسة ثيوفيلوس الثالث حول الوضع في أوكرانيا

27 فبراير 2022

بخالص التعاطف، نتابع الأزمة المؤلمة القائمة منذ الأيام الأخيرة في أوكرانيا ونقف بقلق عميق على المعاناة الإنسانية لجميع إخوتنا وأخواتنا في المسيح.

أقوى قوة للمسيحي هي الصلاة. لذلك مع باقي رؤساء الكنائس في أنحاء العالم، ندعو جميع المسيحيين للانضمام للصلاة من أجل عالمنا ومن أجل الشعب الأوكراني.

هنا في القدس، نرفع صلواتنا من مكان صلب وقيامة ربنا يسوع المسيح لكي يمنح الله الحكمة والشجاعة لجميع القادة والجهات المعنية. عسى أن ينير الرب عقولهم في البحث عن الحوار والوحدة، ويسود السلام الدائم.




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديس أبينا البار ثيوذوسيوس

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الإثنين الموافق 24 كانون ثاني 2021 (يعادله 11 كانون الثاني حسب التقويم الشرقي للبطريركية) بعيد القديس إبينا البار ثيوذوسيوس رئيس الأديرة الواقع في صحراء يهوذا.

في هذا العيد تحيي الكنيسة كلها وخاصة الكنيسة الأورشليمية تذكار القديس ثيوذوسيوس الذي جاء إلى الأرض المقدسة من مسقط رأسه موغاريستوس في كابادوكيا حوالي عام 450 بعد الميلاد.

بعد أن جاهد القديس ثيوذوسيوس في البداية في التتنسك في دير إيكليا المقدس بالقرب من أورشليم جاء إلى صحراء يهودا وأسس الدير المقدس الذي يحمل اسمه حتى يومنا هذا. عندما أراد بناء الدير كشفت له العناية الإلهية عن المنطقة التي عاد منها المجوس إلى وطنهم بعد سجودهم للطفل المسيح المولود في الجسد. أسس القديس هناك ديراً والذي أصبح تدريجيًا عبارة عن كينوفيوم (أي مجموعة أديرة) فيه أربع كنائس وأربعمائة راهب عاشوا وفقًا لقواعد الرهبنة أي العبادة المشتركة، والعمل المشترك، والمائدة المشتركة، وطاعة الآباء الروحيين، حتى يصبحوا مستعدين لدخول أسلوب رهباني أكثر صعوبة وهو أسلوب رهبان لافرا مثل الرهبنة في دير القديس سابا. أقام الرهبان في الدير بيتًا للفقراء وبيتًا للمسنين والضعفاء، لذلك كان للدير دور اجتماعي، كما احتفظ بمدرسة لتعليم الرهبان. كان هذا دير القديسين مثل القديس موذيستوس والقديس صفرونيوس، وبطاركة الكرسي الأورشليمي.

أصبح القديس ثيودوسيوس الرئيس الروحي ورئيس الأديار في فلسطين بينما ألقديس سابا كان يُعتبر الأب الروحي لحياة اللافرا.  كان كل من القديسين ثيودوسيوس وسابا من وطن واحد, وتعاونا بجهاد بالتصدي لأتباع الطبيعة الواحدة وفي تأسيس عقيدة المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونية عام 451 م، فيما يتعلق بالإتحاد غير المنفصل بين طبيعتي المسيح الإلهية والبشرية في أقنوم واحد.

 أثبت الدير أنه أقوى من الدمار الذي لحق به من مختلف الغزاة عبر الزمن. تم تجديده من قبل الرهبان الكريتيين غلاكتيون و ليونديوس في بداية القرن العشرين، وفي وقت لاحق في نفس القرن من قبل رئيسأ ساقفة مادبا بارثلماوس الذي من جزيرة خيوس، ومؤخراً من قبل الأرشمندريت إيروثيوس، الذي بنى جناحاً جديدًا للدير، وأكمل رسم الأيقونات الجدارية في الكنيسة وقام بحماية ممتلكات البطريركية في محيط الدير.

 أقيمت صلاة السهرانية في هذا الدير التاريخي ترأسها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس، سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس المُحتفل بعيد شفيعه، سيادة رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس قدس الأرشمندريت إغناطيوس، قدس الأرشمندريت إفذوكيموس، قدس الأب يوسف الهودلي، المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس والشماس المتوحد الأب إفلوغيوس.

بعد خدمة القداس الإلهي أعد الرئيس الروحي للدير الأرشمندريت إيروثيوس مادبة طعام متواضعة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس ثيوذوسيوس رئيس الأديار 24 -1-2022

تعريب قدس الاب الإيكونومس يوسف الهودلي

يَهْتِفُ اَلنَّبِيُّ أَشْعِيَاء صَادِحًا: اِفْرَحِي أَيَّتُهَا اَلْبَرِّيَّةِ اَلْعَطْشَى وَلْيَبْتَهِجُ اَلْقَفْرُ وَلْيُزْهِرُ كَالسَّوْسَنِ. فَتُزْهِرُ بَرَارِي اَلْأُرْدُنِّ وَتَفْرَحُ بِغَابِهَا وَتَبْتَهِج. (اش 35 :1-2)

أَيُّهَا اَلْإِخْوَةُ اَلْمَحْبُوبُونَ فِي اَلْمَسِيحِ

أَيُّهَا اَلْمَسِيحِيُّونَ اَلْأَتْقِيَاءُ

إِنَّ اَلنُّورَ اَلْحَقِيقِيَّ، اَلرُّوحُ اَلْقُدُسُ اَلَّذِي ظَهَرَ بِهَيْئَةِ حَمَامَةٍ عِنْدَ نَهْرِ اَلْأُرْدُنِّ قَدْ جَمَّعَنَا اَلْيَوْمِ فِي هَذَا اَلْمَوْقِعِ اَلْمُقَدَّسِ حَيْثُ مَكَانُ نُسُّكِ وَجِهَادِ أَبِينَا اَلْبَارِ ثِيوذُوسِيوسْ رَئِيسِ اَلْأَدْيَارْ وَأَيْضًا حَيْثُ مَغَارَةُ اَلْمَجُوسِ لِكَيْ نُعِيدَ لِتِذْكَارِهِ اَلْمُوَقَّر.

تَفْرَحُ حَقًّا وَتَبْتَهِجُ بَرِّيَّة اَلْأُرْدُنِّ وَجَمِيعِ صَحْرَاءَ اَلْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ اَلْأَعْيَادِ اَلْمُقَدَّسَةِ هَذِه، ِ يَوْمُ مِيلَادِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ فِي بَيْتِ لَحْمِ ِ وَالرُّعَاة اَلسَّاهِرُونَ فِي بَلْدَتِهِمْ وَالْمَجُوسُ اَلَّذِينَ أَتُو حَامِلِينَ هَدَايَاهُمْ. وَالظُّهُورِ اَلْمُقَدَّسِ فِي مَجَارِي نَهْرِ اَلْأُرْدُنّ. وَأَمَّا بَرِّيَّة اَلْأُرْدُنِّ فَهِيَ تَبْتَهِجُ لِأَنَّهُ كَمَا يَقُولُ اَلْمُرَنِّمْ: لَقَدْ ظُهْرَ اَلنُّورِ اَلْحَقِيقِيِّ. فَهُوَ يَمْنَحُ اَلِاسْتِنَارَةَ لِلْجَمِيعِ وَقَدْ اِعْتَمَدَ مَعَنَا اَلْمَسِيحُ اَلْفَائِقُ عَلَى كُلِّ طَهَارَةٍ. وَدَسَّ اَلتَّقْدِيسُ فِي اَلْمَاءِ. فَجَعَلَهُ مُطهَّرًا لِلنُّفُوسِ. فَالْأَمْرُ اَلظَّاهِرُ أَرْضِيٌّ وَلَكِنَّ مَفْهُومَهُ يَعْلُو عَلَى اَلسَّمَاوَاتِ. فَإِنَّهُ بِالِاغْتِسَالِ يَتِمُّ اَلْخَلَاصُ وَبِالْمَاءِ نَفُوز بِالرُّوحِ اَلْقُدْسِ. وَبِالتَّغْطِيسِ يَتِمّ لَنَا اَلِارْتِقَاءُ إِلَى اَللَّهِ. فَعَجِيبَةُ أَعْمَالِكَ يَا رَبٌّ. فَالْمَجْدُ لَكَ.

وَأَمَّا صَحْرَاء اَلْيَهُودِيَّةِ فَإِنَّهَا تَبْتَهِجُ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ قَدْ نَبَتَتْ فيها سِيرَةُ اَلْآبَاءِ اَلْمُتَوَشِّحِينَ بِاَللَّهِ اَلْمَعَادِلِي اَلْمَلَائِكَةِ فِي كَنِيسَةٍ آُورُوشْلِيمْ اَلْمُقَدَّسَةَ أَمْثَالَ اَفْثِيمِيُوُسْ اَلْكَبِيرَ وَسَابَّا اَلْمُتَقَدِّسْ وَالْبَارُ ثِيوكْتِيسْتُوسْ وثِيوذُوسِيوسْ رَئِيسِ اَلْأَدْيَارْ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضًا؟ لِأَنَّهُ يَعُوزُنِي اَلْوَقْتُ أَنَّ أَخْبَرَتْ عَنْهم. (عِبْرَانِيِّينَ 11: 32)

لَقَدْ اِتَّقَدَ أَبِينَا اَلْبَارِ ثِيوذُوسِيوسْ غَيْرَةً حَارَّةً لِلسِّيرَةِ اَلْمَلَائِكِيَّةِ فِي اَلسَّمَاوَاتِ فَغَادَرَ مَسْقَطُ رَأْسِهِ وَبَلَدِهِ مُوغَارِيسُوسْ فِي كَبَادُوكِيَّة قَادِمًا إِلَى اَلْأَرَاضِي اَلْمُقَدَّسَةِ لِكَيْ يَقْتَفِيَ وَيَسِيرُ عَلَى اَلْآثَارِ اَلطَّبِيعِيَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ لِلَّذِي أَتَى فِي اَلْجَسَدِ مِنْ أَجْلِ خَلَاصِ اَلْعَالَمِ يَسُوعْ إِلَهُنَا وَمُخَلِّصَنَا فَأَتَى إِلَى آُورُوشْلِيمْ وَسَجَدَ لِقَبْرِ اَلْمَسِيحِ اَلْقَائِمِ مِنْ بَيْنِ اَلْأَمْوَاتِ القابل الحياة، وألْتَجِأْ كَايِلْ ظَمْآنَ تَحْتَ أَقْدَامٍ كِبَارَ مُعَلِّمِي صَحْرَاءَ فِلَسْطِينِ اَلْعُظَمَاءِ وَلَاسِيَّمَا قَدْ كَانَ عِنْدَ اَلْقِدِّيسِ سَمْعَانْ اَلْعَامُودِي اَلَّذِي لَمَعَ فِي اَلنُّسُكِ فِي أَنْطَاكِيَا وَاَلَّذِي سَبَقَ أَنَّ تَنَبَّأَ لَهُ لِمَا سَيَصِيرُ إليهِ اَلْبَارُ مِنْ اَلْفَضَائِلِ وَهَذَا مَا فَعَلَهُ ثِيوذُوسِيوسْ اَلْحَامِلُ اَلنُّورْ عَنْدْ سَمَاعُهُ صَوْت نَاظِمْ اَلْمَزَامِيرِ

قائلاً: الإِلهُ الَّذِي يُمَنْطِقُنِي بِالْقُوَّةِ وَيُصَيِّرُ طَرِيقِي كَامِلًا.الَّذِي يَجْعَلُ رِجْلَيَّ كَالإِيَّلِ ويُقِيمُنِي. على المشارف الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ، ويجعلُ ذِرَاعَيَّ كقَوْس مِنْ نُحَاسٍ.أعطيتني تُرْسَ الخَلاَص يَمِينُكَ تَعْضُدُنِي، تأديبك أيدني إلى النهاية تأديبك يدربني

حَقًّا أَيُّهَا اَلْإِخْوَةُ اَلْأَحِبَّةُ إِنَّ اَلتَّرْبِيَةَ وَالتَّعْلِيمَ فِي اَلْمَسِيحِ بِوَسَائِلَ تَرْبَوِيَّة وَنَصَائِحَ آبَائِيَّة وَالتَّجَارِبُ اَلَّتِي هِيَ مِنْ فِخَاخِ إِبْلِيسِ قَدْ شَدَّدَتْ ثِيوذُوسِيوسْ اَلْمُتَأَلِّهَ اَللُّبِّ وَجَعَلَتْهُ مُسَاهِمًا لِأَسْرَارِ اَللَّهِ اَلَّتِي لَاينْطَقْ بِهَا صَائِرًا عَلَى مِثَالِ بُولُسْ اَلْإِلَهِيَّ اَلَّذِي اُخْتُطِفَ إِلَى اَلسَّمَاءِ وَسُمِعَ كَلِمَاتٍ لَا يَنْطِقُ بِهَا ( 2 كُو 12 : 2 ) وَهَذَا مَايْؤُكْدَه مَرْنَمْ اَلْكَنِيسَةِ قَائِلاً : لَقَدْ دَخَلَتْ يَا ثِيوذُوسِيوسْ إلى غَمَامَةِ اَلنُّورِ اَلْإِلَهِيِّ اَلْعَقْلِيَّةِ وَأُحْضِرَتْ لِتَلَامِيذِكَ أَلْوَاح عَقَائِدِ حُسْنِ اَلْعِبَادَةِ مَكْتُوبَةً فِي قَلْبِكَ بِأُصْبُعِ اَللَّهِ كِتَابَ حَيَاةٍ يَا كُلِّيٌّ اَلْغِبْطَةِ

وَبِحَسَبِ اَلْمُؤَرِّخِ كِيرْلِسْ سِيكْثُوبُولِيتْسْ فَإِنَّ ثِيوذُوسِيوسْ اَلْمَغْبُوطْ قَدْ ظَهَرَ مُدَافِعًا عَنْ اَلْإِيمَانِ اَلْأُرْثُوذُكْسِيِّ اَلصَّحِيحِ وَالْقَوِيمِ ، أَيُّ عَقَائِدِ حُسْنِ اَلْعِبَادَةِ وَاَلَّتِي كَانَتْ تَأْتِي من أُنَاسٍ فَاسْدَي اَلذِّهْنُ وَعَادِمَيْ اَلْحَقُّ كَمَا يَقُولُ اَلرَّسُولْ بُولُسْ وَعَلَى مِثَالِ أُولَئِكَ كَانُوا جَمَاعَةٌ مُنْشَقِّينَ مِنْ اَلرُّهْبَانِ فِي اَلصَّحْرَاءِ لَا يَشْتَرِكُونَ مَعَ اَلْكَنِيسَةِ اَلْجَامِعَةِ لَكِنَّهُمْ كَانُوا يَتَّبِعُونَ هرطقة و منازعات اَفْتِيخِيسْ وذِيوسَقُورْسْ وَسُوءُ اِعْتِقَادِهِمْ وَأَمْجَادِهِمْ اَلْبَاطِلَةِ .

وَمِنْ اَلْجَدِيرِ بِالذِّكْرِ أَنَّهُ عِنْدَ وُصُولِ ثِيوذُوسِيوسْ اَلْمَغْبُوطْ إِلَى آُورُوشْلِيمْ عَلَى زَمَنِ مَلِكِ اَللَّإِمْبَرَاطُورْ مَرْكِيَانُوسْ اَلْمَحْبُوبَ مِنْ اَللَّهِ ( 396 – 457 ) اُسْتُضِيفَ البار فِي بُرْجِ دَاوُدْ مِنْ شَيْخٍ يُدْعَى لُونْجِينُوسْ كَبَادُوكِي اَلْأَصْلِ يَتْبَعُ طُغْمَة اَلْمُمَيَّزِينَ اَلتَّابِعَةَ لِكَنِيسَةِ قِيَامَةِ اَلْمَسِيحِ إِلَهَنَا ، وَاَلَّتِي تَعْرِفُ اَلْيَوْمَ بِاسْمِ أَخَوِيَّة اَلْقَبْرِ اَلْمُقَدَّسِ ، هَذَا اَلشَّيْخِ قَدْ سَلَّمَ ثِيوذُوسِيوسْ إِلَى اِمْرَأَةٍ مَغْبُوطَة قِدِّيسَةَ اِسْمِهَا إِيكِيلْيَا ، كَانَتْ تَمْلِكُ قَلَايَّة صَغِيرَةً وَكَنِيسَةَ جُلُوسِ وَالِدَةِ اَلْإِلَهِ وَهِيَ بَاقَتَبَالْهَا اَلشَّابِّ اَلْقِدِّيسِ ثِيوذُوسِيسْ وَجَدَتْ فِيهِ مُرَتِّلاً نَابِغًا اِنْضَمَّ إِلَى طُغْمَةِ اَلرُّهْبَانِ اَلْمَقُولِ عَنْهَا ( اَلْمُمَيَّزِينَ ) حَيْثُ تَقَلَّدَ تَدْبِيرُ اَلْمَكَانِ بَعْدَ رُقَادِ اَلْمَغْبُوطَة اَيكِيلْيَا .

سُمِّي أَبِينَا اَلْبَارِ ثِيوذُوسِيوسْ رَئِيسِ اَلْأَدْيَارْ لِأَنَّهُ فِي هَذَا اَلدَّيْرِ اَلتَّارِيخِيِّ اَلشَّهِيرِ أَنْشَأَ حَيَاةَ اَلشَّرِكَةِ اَلرَّهْبَانِيَّةِ ، وَمِنْ ذَلِكَ اَلْحِينِ اِبْتَدَأَ اَلْكَثِيرُونَ يَلْجَئُونَ إِلَيْهِ مُتَضَرِّعِينَ أَنْ يَسْكُنُوا مَعَهُ وَهُوَ بِقَبُولِهِ إِيَّاهُمْ بِالطَّبْعِ كَرُهْبَانِ قَادَهُمْ إِلَى مَشِيئَةِ اَللَّهِ اَلْكَامِلَةِ وَكَانَ اَللَّهُ يعَضدُهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا مِثْل يُوسُفْ ( تَكُ 39 : 2 ) أَيْ بِكَلَامِ آخَرَ عَرَفَ ثِيوذُوسِيوسْ أَنَّ اَلرَّبَّ مَعَهُ وَفِي كُلِّ مَا عَمَل وَفَّقَهُ اَللَّهُ.

ختاماً نَتَضَرَّع إِلَى مُجَاهِدِ اَلصَّحْرَاءِ اَلْعَظِيمِ وَكَوْكَب اَلْمَسْكُونَةِ اَلْكَثِيرَ اَلضِّيَاءَ لِكَيْ بِتَضَرُّعَاتِهِ وَشَفَاعَة وَالِدَةِ اَلْإِلَهِ اَلْعَذْرَاءِ اَلدَّائِمَةِ اَلْبَتُولِيَّة مَرْيَمْ أَنْ يُوَجِّهَ قَلْبُنَا وَعَقْلُنَا إِلَى مَشِيئَةِ إِلَهِنَا وَمُخَلِّصَنَا اَلْمَسِيحُ وَلْنَهْتِفْ مَعَ اَلْمُرَتَّلِ قَائِلِينَ لَا تَنْسَ رَعِيَّتَكَ يَا ثِيوذُوسِيوسْ اَلْكُلِّيَّ اَلْغِبْطَةَ بَلْ نَطْلُبُ إِلَيْكَ أَنَّ تَخَلُّصَنَا بِشَفَاعَاتِكَ إِلَى اَلرَّبِّ اَلَّذِي اِعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي اَلْأُرْدُنِّ .

سِنِينَ عَدِيدَةً مُبَارَكَةً مِنْ اَللَّهِ آمين

مكتب السكرتارية العامة