1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاحتفال بعيد القديسة فوتيني 22/5/2011

“ان السامرية الشائعة الذكر اتت مقبلة بأمانة الى البئر, فشاهدتك يا ماء الحكمة التي لما سقيت منك باتراع ورثت الملكوت العلوي أبديا” (قنداق العيد).
أيها الاخوة الاحباء بالمسيح يسوع
أيها الزوار الحسني العبادة

إن معنى العيد في هذا اليوم الخاص بالمرأة السامرية, وكما وصف بوضوح في انجيل القديس يوحنا الانجيلي : اذ يقول الرب يسوع المسيح للمرأة السامرية “ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه انا فلن يعطش الى الأبد, بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية” (يو 4:14).
إن الذي سيشرب من الماء الذي انا اعطيه لن يعطش الى الأبد, لكن هذا الماء الذي سوف أعطيه اياه سيتحول داخله الى ينبوع ماء لا ينضب, انما سيتفجر ويطفر جاريا باستمرار, مخولا اياة الحياة الابدية.
ما هو الماء الذي وعد به المسيح المرأة السامرية ؟؟
انه ماء الحكمة , اي (الحكمة الالهية). الحكمة الالهية هي تماما المسيا, فالنبي اشعياء البوق الإلهي العظيم تنبا قائلا: “ويحل عليه روح الرب, روح الحكمة والفهم, روح المشورة والقوة, روح المعرفة ومخالفة الرب” (اش 2:11). وحسب شهادة الرسول بولس في رسالته الأولى الى كورنثوس يقول جهارا: “ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا… فالمسيح قوة الله وحكمة الله” (1 كو 1 23:24).
بالنسبة لقوة الله وحكمة الله ايها الأحباء بالرب, هي ليست الا الروح القدس الذي ينبثق من الاب ويستقر مستريحا بالابن. هذا هو روح ابن الله الذي يغدقه المسيح كماء الى المراه السامرية, ولكن نفس عطشى ولكل الفصول, كما يقول مرنم الكنيسة:
“ان الكلمة المساوي للاله الاب في الازلية الصانع الكل والرازق الحياة قد اتخذ جسدا من البتول وصار إنسانا باختياره وبما انه صالح افاض للكل تعاليم الحكمة التي لا توصف. من كان عطشانا فليفد الي ويشرب. والذي يؤمن بي يجري من بطنه انهار ماء حياة الروح الالهي”.
هذا الماء يصير للذي يشربه ينبوع ماء (يو 4:14), يختلف من الماء العادي الطبيعي من بئر يعقوب البطريرك, بسبب قول – مفسر كلمة الرب – اعطى ماء للسامريين عامة, فالذين يرتشفونه سوف يعطشون ثانية. ولكن في المقابل الماء الروحي المتدفق من المسيح… “قادر (للشارب منه) ان يصير ينبوع ماء لا ينضب, معطيا مياه خلاصية”.
فعلا أيها الاخوة الأحباء: هبة المسيح لا تقدر بثمن, فعندما نقارن حكمة المسيح مع حكمة العالم واموره, يظهر لنا باجلى بيان ان حكمة المسيح الاصلية تعلو علوا كبيرا, فوق حكمة العالم, فلا مجال للمقارنة بينهما إطلاقا.
بكلام اخر: المسيح اروى واراح روح النفس العطشى, فلم يطرد العطاش للروح انما يدفعهم الى حد الكمال, اي يهب روحه القدوس الينبوع الداخلي الذي لا ينضب مرويا هؤلاء العطاش للروح بشكل مستمر وتلقائي. نرى ما يقوله القديس اغناطيوس الحامل الاله بهذا الرباط في رسالته الى رومية:
“ان رغبتي الارضية قد صلبت ولم يتبق في اي نار لاحب المادة, لا يوجد في غير “ماء حي” يدمدم في اعماقي ويقول تعال الى الله الاب, لم يعد يروقني غذاء الفساد ولا تغريني ملذات الحياة, اني اريد خبز الله, الخبز السماوي, خبز الحياة الذي هو بشر يسوع المسيح ابن الله الذي اتى في ملء الزمان من نسل داود وابراهيم, اني اريد شرابي دمه الذي هو المحبة غير الفاسدة والحياة الابدية”.
هذه بالتدقيق المحبة غير الفاسدة التي كانت تطلبها بالحاح وبشكل مختلف – من الرجال الخمسة – المرأه (المتحرره ) في عصرها كما ذكر اي المرأه السامرية. فهؤلاء الرجال لم يحققوا لها رغبتها.
اما المسيح في المقابل, فقد قطر في قلبها الحب الالهي مقدرا لها المحبة غير الفاسدة.
وجدت السامرية في شخص المسيح ينبوع الحياه, وجدت ينبوع المحبة الحقيقية التي حسب الحكيم بولس “لا تطلب ما لنفسها … ولا تظن السوء… المحبة لا تسقط ابدا” (1 كو 13 8-5).
حققت السامرية محبة غير فاسدة للمسيح من خلال موتها الاستشهادي, هكذا اصبحت جسما واحدا ودما واحدا مع ربنا يسوع المسيح المصلوب والمقام.
ايها الاخوة الاحباء
ان الشيء المميز بلقاء المسيح مع السامرية في هذا المكان المقدس بئر يعقوب, هو الحدث بان المسيح يكرز قائلا: الله روح والساجدين له ينبغي ان يسجدوا بالروح والحق, كذلك يكشف انه المسيا الاتي والمنتظر.
القديسة الشهيدة العظيمة فوتيني التي نكرمها اليوم اي المراه السامرية تدعونا وبنفس الوقت تحضنا لكي نقتدي بها, ليس فقط من خلال الاعتراف بالمسيح, لكن بالطريقة الخاصة والمميزة التي اعلن المسيح فيها انه بالروح والحق يجب ان نسجد لله, وهذا لان الحقيقة بالمسيح هي ليست السيطرة على القوى الفكرية للانسان, لكن هو استعلان الله لها.
هذا هو كلمة الله المتجسد, هو بالحقيقة المسيح المصلوب والمقام. هذا هو نور وحياة العالم.

المسيح قام




كلمه غبطه بطريرك المدينه المقدسه اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبه احد حاملات الطيب – الرمله- 8/5/2011

” أيها المسيح إن يوسف لف جسدك بالسباني ووضعك يا مخلصنا في قبر جديد فبما انك اله أقمت الأموات منهضا ” . “إن النسوة قد سابقن سحرا مشاهده المسيح وهتفن إلى التلاميذ الإلهيين : حقا لقد قام المسيح فهلموا لتسبيحه معنا” (اوذيات سحر العيد).
أيها الاخوه الأحباء بالمسيح يسوع
المرنم الإلهي لكنيستنا ألمقدسه , يسبح الأشخاص الذين أصبحوا شهودا صادقين لدفن وقيامة مخلصنا يسوع المسيح .
من هم هؤلاء الأشخاص؟
أول هؤلاء الأشخاص يوسف من اريماثيا , ونيقوديموس , وكذلك النسوة حاملات الطيب تلميذات المسيح.
يقول القديس مرقس الانجيلي : ” جاء يوسف من اريماثيا أي مدينتكم (الرملة), وكان مشيرا شريفا , وكان هو منتظرا ملكوت الله .فتجاسر ودخل الى بيلاطس وطلب جسد يسوع”.(مرقس 43:15). وكذالك : ” وبعدما انقضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومه حنوطا ليأتين ويدهن يسوع .”(مرقس 1:16).
من ناحية أخرى فان النساء وكما يذكر سنكسار الكنيسة هن : (شاهدات صادقات , وأول مباشرات بالقيامة.), ويوسف ونيقوديموس هما أيضا شاهدين وصادقين للدفن .
لهذا السبب , وخاصة في هذا اليوم يوم الأحد الثالث من الفصح , فان كنيستنا تعيد باحتفال كبير للنساء اللواتي كنا حاملات الطيب , وكذالك أيضا تقيم تذكار القديس يوسف من اريماثيا الذي كان تلميذا مستترا . ومعه نيقوديموس التلميذ السحري( الذي كان يختلي ليلا خفيه) والذي طرد لأجل ذلك من المجمع .
يقول مرنم الكنيسة : هلم يا معشر المؤمنين لنمدح يوسف العجيب مع نيقوديموس الفاضل, والنسوة المؤمنات حاملات الطيب والكارزات بقيامة المسيح .
إن حدث الخلاص العظيم لجميع العالم , هو قيامة كلمه الله المتجسد ربنا وإلهنا يسوع المسيح من الأموات. ومن ناحية أخرى فقد اظهر النور الحقيقي لجميع الناس , وكذلك أعطانا وبحسب ما يذكره لنا مرنم الكنيسة هبات جليلة أخرى : “قد قام المسيح إلهنا من الأموات بما انه قادر على كل شيء المانح للكل الحياة وعدم الفساد والتنوير والرحمة العظمى”.
أيها الأحباء
قيامة المسيح عارضت وكشفت الخطيئة والضلالة للكذاب وأبو الكذاب أي الشيطان . قيامة المسيح هي التي دانت العالم لأنها أوقفت قوه الموت وإبادته”(عبرانيين 14:2). وفتحت لنا أبواب الفردوس , أي خلاص الإنسان من خلال التوبة والاعتراف بصلب وقيامة المسيح تماما كما يذكر مرنم الكنيسة :
” إن يوسف ابتغى جسد يسوع وجعله في قبر له جديد لأنه لاق به أن يجوز نافذا من القبر كأنه من خدر فيا من سحق اقتدار الموت وفتح للبشر أبواب الفردوس, يا رب المجد لك “.
امتداد دفن وقيامة المسيح يعود كعمل خلاصي عبر جميع الدهور , داخل الكنيسة كونها جسد المسيح . لهذا فان حدث الدفن والقيامة من بين الأموات يتم وبشكل حاسم من خلال التكريس والاستحالة لقيامتنا بواسطة المسيح القائم . ذلك بمناوله الأسرار الالهيه ألمقدسه الطاهرة الغير المائته السماوية المحيية الرهيبة .
وكما يقول القديس يوحنا الدمشقي :
جسد الرب حقيقه وليس رمزا :- ليس الخبز والخمر رمزين لجسد المسيح ودمه – حاشا – بل هو جسد الرب نفسه متالها, جسد الرب الذي يقول هو نفسه :” هذا ليس رمز جسدي, ولا رمز دمي , بل دمي “. وكان قبلا قد قال لليهود :” إن لم تأكلوا جسد ابن البشر وتشربوا دمه, فلا حياه في أنفسكم….. لان جسدي مأكل حقيقي ودمي مشرب حقيقي ” (يوحنا 57-53:6) وأيضا “من ياكلني يحي”.
وكذلك يقول القديس يوحنا الدمشقي :
” فقد أبصر اشعياء جمره . والجمرة ليست مجرد عود , بل هي عود متحد بالنار . كذلك أيضا خبز الشركة فهو ليس مجرد خبز بل هو خبز متحد باللاهوت . والجسد المتحد باللاهوت ليس طبيعة واحده , بل هو طبيعة الجسد وطبيعة اللاهوت المتحد هو به , حتى أن كليهما ليسا طبيعة واحده , بل هما اثنتان .
ايها الاخوه الاحباء
المسيح الذي قام من بين الأموات إلهنا الحقيقي . هو موجود سريا وألهيا في القبر الجديد أي المائدة ألمقدسه . لذا فالمسيح يدعونا لكي نصير شركاء فرح قيامته . وبتدقيق نقول هذا هو الفرح الذي تناوله التلاميذ الأطهار الذي نكرمهم اليوم : يوسف ونيقوديموس فقد تذوقوا ذات الفرح فرح قيامة مخلصنا يسوع , وكذلك حاملات الطيب اللواتي أصبحن شركاء هذا الفرح إذ أسرعوا إلى قبر المسيح بخوف ورعده , لكن بشعور كله حميه وتوق ورغبه شديدة لرؤية جسد المسيح .
هلموا نحن أيضا نأتي بخوف ورعده منضمين لهؤلاء, ولكن بشوق كبير , لكي نقتدي بهم ,أي بالقديسين يوسف ونيقوديموس , وحاملات الطيب , ساجدين لقيامة المسيح الظافر , صافحين بعضنا لبعض عن كل شيء في القيامة , ومع المرنم هاتفين :
إن فصحنا الذي هو فصح الرب . قد أشرق لنا فصحنا مطربا فصحا جليل الاعتبار فصحا نصافح فيه بعضنا بعضا بفرح. فيا له من فصح منقذ من الحزن . وذلك فان المسيح قد بزغ اليوم من القبر كالبازغ من الخدر . واوعب النسوة فرحا بقوله انذرن الرسل بذلك .
المسيح قام – حقا قام




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جاورجيوس الظافر 6-5-2011

“وأيها المسيح إن سر تدبيرك لعظيم هو لان حبقوق سبق منذ البدء بالوحي الإلهي فهتف نحوك صارخا: لقد خرجت لخلاص شعبك يا محب البشر” (الأوذية 4 الأحد الجديد).
أيها اللأخوه الأحباء بالمسيح يسوع
تحتفل كنيستنا المقدسة وتعيد بابتهاج, لهدا السر العظيم, سر التدبير الإلهي, الذي فيه يخلص المسيح شعبه. كما صرح وأعلنه لنا المرنم انفا.
إن الرسول توما احد ألاثني عشر لم يستطع إدراك هذا السر العظيم, لذلك نراه يطلب برهانا ملموسا, يمس من خلاله جنب المسيح الإلهي. ولكن بعد أن تجاوز هذه الخبرة, نراه يصرخ قائلا “ربي والهي”. (يوحنا 20:28).
بهذه الصرخة المدوية ينسب كلمة ربي للناسوت, وكلمة الهي للاهوت. أما السيد المسيح فيجيبه قائلا: “لأنك رأيتني يا توما أمنت. طوبى للدين امنوا ولم يروا” (يوحنا 20:29).
قيامة ربنا يسوع المسيح أيها الاخوه الأحباء: تعتبر السر العظيم والمتميز والمتناقض للتاريخ الإنساني, فانه هو الأساس الإيماني لإدراك وفهم أقوال الأنبياء. (حبقوق 13:3).
إن مضمون وفحوى سر التدبير الإلهي للمسيح يسوع, يتمحور حول: “محبة البشر, الخلاص والقيامة”, فان ربنا وإلهنا قد تجسد وتأنس متخطيا الآلام الطوعية, متكبدا موت الصليب, ظافرا بالقيامة المجيدة, بعد ألامه الخلاصية, هكذا يجدد المسيح الاله طبيعة البشر الفاسدة. حيث ضم تجسده من العذراء لبهائه غير الفاسد. “الرب قد ملك … هكذا يقول النبي دارد في مزموره : ملكوت الله الذي دشنه بقيامته المجيدة … ويضيف: والجمال لبس”
(مزمور 1:92).
إن المواهب غير المحدودة التي ضمنت جسده المتانس وحده الطبيعي, لم يقتصر به المسيح لنفسه فقط, لكنه ولأجل عظيم محبته ألصالحه غير المستقصاه أغدقه لجميع البشر بدون أي تفرقه أو تمييز. كما يفسر ذلك باجلى بيان القديس غريغوريوس اللاهوتي فيقول:
(ذلك الذي يمنح الغني يصير فقيرا, فقد اخذ علا نفسه فقر جسدي, لكي اخذ غنى الوهتيه. ذاك الذي هو ملئ يخلي نفسه, لأنه أخلى نفسه من مجده لفترة قصيرة. ليكون لي نصيب في ملئه. أي صلاح هذا؟! وأي سر يحيط بي ؟! اشتركت في الصورة ولكي يجعل الجسد عديم الموت).
بالنسبة لهذه الخبرة : يعني سر العبادة, او لنقل بشكل أوضح: سر موت وقيامة المسيح. هذا السر تجلى بشهادة القديس جاورجيوس الصادقة حيث اقتدى بالأم المسيح وقيامته. تماما كما يذكر مرنم الكنيسة:
لقد حرثت بذار الوصايا الألهيه معتنيا به. يا جاورجيوس الشهيد المجيد. وبددت غناك كله على الفقراء عن حسن عبادة. واقتنيت عوضا عنه مجد المسيح. فانك أقدمت على الجهادات والمشاق الطويلة عن ثقة. وشاركت المنزه عن التألم في آلامه وقيامته. فمساهمته في ملكه. لذا تبتهل من اجلنا.
الغيرة النقية الإلهية للقديس جوارجيوس أوصلته إلى تفهم سر التدبير الإلهي العظيم للمسيح, بكلام أخر: القديس جاورجيوس العظيم في الشهداء الذي ولد من أبوين كباذوكيين وفلسطينيين. علم من خلال إنجيل المسيح “بالنور العظيم” الذي “أشرق على الجالسون في ارض ظلال الموت” (اش 2:9). “النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان أتيا إلى العالم” (يو 9:1).
هذا بالتدقُيق ليس إلا نور “مجد الرب” الذي أشرق من قبر مخلصنا يسوع المسيح الثلاثي الأيام. هذا النور الذي يتخلله صليب المسيح القائم, لذا فالسيد المسيح يدعونا قائلا: “إن أراد احد إن يأتي ورائي فليحمل صليبه ويتبعني” (متى 24:16).
صليب مخلصنا يسوع المسيح هذا. حمله أيضا الشهيد العظيم جاورجيوس , الذي أصبح مشاركا حقيقيا لنور المسيح الإلهي غير المخلوق الذي ينير الكنيسة, ويضيء لجميع مؤمنيها.
أيها الأخوة الأحباء
نحن الذين في هذا اليوم نسجد لصليب المسيح, ونسبح ونمجد قيامته المقدسة. أيضا نكرم الشهيد العظيم جاورجيوس اجل إكرام ومع المرنم نقول:
لقد سلكت على ما يستلزمه اسمك يا جاورجيوس الجندي الباسل. فانك حملت صليب المسيح على منكبيك. وحرثت الأرض التي بارت بالضلالة الشيطانية, اوستاصلت منها أشواك عبادة الأوثان. وغرست فيها كرمة الإيمان الأرثوذكسي. فأصبحت فلاحا للثالوث القدوس بارا. تفيض الاشفيه لجميع المؤمنين المنبثين في منطقتنا هذه وفي سائر أرجاء المسكونة. فنطلب أليك ان تتشفع في خلاص نفوسنا مرسلا السلام العادل والشامل لإقليمنا وللعالم اجمع. امين.

المسيح قام




وفد من الطائفة الأرمينية يزور البطريركية الأرثوذكسية المقدسية

في يوم الاثنين, بعد احد توما, الموافق 2 أيار 2011, قام عدد من ممثلي البطريركية الأرمينية ومن بينهم المطران نورخان وعدد من الآباء الأرمن بزيارة البطريركية الأرثوذكسية, بمناسبة عيد الفصح.
في اطار هذه الزيارة قام المطران نورخان بمخاطبة غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وعدد من أخوية القبر المقدس, أما البطريرك فكانت كلمته كالتالي:
“أنها لفرحة وتجربة جميلة أن نعيش هذا العيد العظيم عيد الفصح معا كمسحيين في هذا الجو الاحتفالي الكبير تاركين ورائنا مشاكل حصلت في الماضي, لأننا قد عالجنا بعد المشاكل والنزاعات التي ظهرت في الماضي ونتوقع في المستقبل القريب ان تعالج المشاكل الاخرى, لأنه في الحوار والاحترام المتبادل ممكن الحفاظ على جميع حقوق المزارات المقدسة التي تنتمي الى كل طائفة, لأننا بهذا الشيء نحافظ على الطابع الديني الذي يزين هذه الأراضي المقدسة”.
وبعدها طلب من الوفد أن ينقلوا تهاني البطريرك وأخوية القبر المقدس إلى غبطة البطريرك الأرميني السيد توركام مانوكيان.
وفي اليوم الثاني, يوم الثلاثاء, قام غبطة البطريرك ووفد من أخوية القبر المقدس بزيارة البطريركية الأرمينية الواقعة القسم الجنوبي من البلدة القديمة أمام جبل صهيون المقدسة.
وفي إطار هذه الزيارة قام غبطة بطريرك المدينة المقدسة بخطاب بطريرك الأرمن الذي بدوره خاطبه قائلا:
“نحن أيضا مليئين فرحة لأننا نعيد هذا العيد معا بهذه الروح الأخوية الجميلة.
نستقبلكم اليوم ونحن ممتلئين بروح سلام قيامة المسيح, السلام الذي قدمه لتلاميذه في اليوم الأول بعد قيامته, بواسطة السلام والمحبة بيننا نستطيع أن نعطي للعالم شهادة إيمان وتقوية. نحن الأرمن والروم الأرثوذكس وقعنا تحت تجارب عديدة ونخص بالذكر الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الأرميني. وبالرغم من هذا تغلبنا على هذه الأحداث المؤلمة وعشنا من جديد. إن إيماننا المسيحي وتعاوننا المتبادل سوف يساعدنا لمواجهة المشاكل والمصاعب لكي تعيش شعوبنا بسلام, تقدم وسعادة.”

بطريركية اورشليم المقدسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عرس قانا الجليل 2011/05/01

” هلموا بنا نشرب مشروباً جديداً ليس مستخرجاً بأية باهرة من صخرة صماء. لكنه ينبوع عدم الفساد . بفيضان المسيح من القبر. الذي به نتشدد ” (كاطافسيات العيد).
يقول لنا مرنم الكنيسة : تعالوا لنشرب مشروباً غير نابع من صخرة من خلال عجيبة أو أية باهرة! لكنه مشروب الينبوع عديم الفساد . فالمسيح الناهض من القبر هو المشروب الذي به نتقوى.

ايها الاخوة الاحباء بالمسيح يسوع
ان كنيستنا المقدسة تدعونا بفم القديس يوحنا الدمشقي . لنشرب مشروباً جديداً. هذا المشروب الجديد هو المسيح الناهض من القبر.
إن النبي موسى قد سد ظمأ شعبه فيصحراء سيناء بإروائه إياه من ماءٍ قد نبع إثر ضربه بالعصاة كما أوحى له الله:”خروج 17: 1-7 ).
ان المسيح قد أروانا ليس من صخرة صماء لكن من قبره المعطي الحياة. من الينبوع الذي لا ينضب عديم الفساد. أي الينبوع المجدد ايانا ، منعماً علينا بالخلود وعدم الفساد. أي الحياة الابدية.

نسأل أنفسنا بدقة: ما هو هذا المشروب الجديد؟
أيها الاحباء هذا المشروب الذي خرج من جنب المخلص ربنا يسوع المسيح المصلوب والناهض من الرمس ألا وهو الدم المحيي.
هذا هو دم المسيح ” الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا” (متى 26: 28) وبنفس الوقت أيضا هو جسد المسيح الذي يكسر من أجلنا لمغفرة الخطايا. ” أيها المسيح الكلمة أنت بذلت جسدك ودمك عن الكل لمل صلبت. فجسدك منحته لكي تعيد به جبلتي. ودمك لترحضني به، وأسلمت روحك لكي تدخلني إلى والدك” (القانون الكبير).
ان الجبلة في المسيح فعالة للطبيعة البشرية كلها ، أي لجميع البشر على حد سواء.
بالنسبة للرحض والتنقية، فإن فاعليتها تكون فقط لأولئك الذين يقبلون ختم وموهبة الروح القدس من خلال المعمودية المقدسة . بسكب الروح القدس، روح المسيح.مجتذباً إيانا لأبيه الله الآب. أي إلى ملكوت السموات.
لهذه الخبرة نتذوق مسبقاً، ونستلم بدلالة منذرة ، من خلال مشاركتنا لعشاء الرباني، أي الإفخارستيا المقدسة. ومن خاله نشارك في مأكل الجسد ومشروب الدم للمسيح القائم من القبر. ” من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يوحنا 6: 54).

أيها الأخوة الأحباء
عند قدوم يوم الرب الأخير ، سوف نجلس في عشاء ملكوت الله : ” وأقول لكم إني من الأن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي”(متى 26: 29 ).

إن الشركة مع المسيح ، في عشاء الزواج الذي حدث في هذا المكان المقدس في بلدة قانا الجليل بحضور والدة الإله مريم من الناصرة وتلاميذه الأطهار هي شهادة تاريخية دامغة، لظهور مجده . ” هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده ، فآمن به تلاميذه” (يوحنا 2: 11).