كلمة غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة استقبال الميلاد في عبلين
يستهل القديس غريغوريوس اللاهوتي احد أبناء كنيستنا العظام تسبيحته قائلا :
” المسيح ولد فمجدوه, المسيح أتى من السماوات فاستقبلوه … أتى المسيح على الأرض فعظموه . لتفرح السماوات , ولتبتهج الأرض لذاك الذي أتى من السماء على الأرض . لبس المسيح جسدا فتهللوا مرتعدين بسبب الخطايا وابتهجوا لأجل فرح الرجاء “.
أيها الأبناء المحبوبون بالرب الفادي يسوع المسيح
يحضنا القديس غريغوريوس اللاهوتي هذا الأب العظيم والأصيل في كنيستنا ألمقدسه ومن خلال فم مرنم الكنيسة أن نعد ونهنئ دواتنا وأنفسنا بمجد كبير لاستقبال المسيح الذي طاطا السماوات وانحدر متواضعا ,ليستلم على هذه الأرض من العذراء مريم طبيعتنا البشرية الكاملة بدون خطيئة.
فالقديس العظيم غريغوريوس يحضنا بغيره متقدة لنستعد بكل جديه ووقار أن نستقبل هذا العيد العظيم , عيد سر التدبير الإلهي بالمسيح يسوع , ألا وهو تجسد وتأنس ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح . هذا العيد وبحسب القديس يوحنا الذهبي الفم هو عيد أم الأعياد.
لماذا يدعى عيد الميلاد بأم الأعياد؟
يدعى عيد الميلاد بأم الأعياد لان القديس عريغوريوس يرى في تجسد المسيح “خوف وارتعاد, وفرح وبهجة”.
فالارتعاد والخوف هو بسبب وجود الخطيئة , أما الفرح والبهجة فهما نتيجة مباشره لفضيلة الرجاء .
نعم أيها الاخوه الأحباء بالفادي يسوع
تدعونا اليوم نعمه الروح القدس لنؤلف محفلا روحيا في هذا الاجتماع ألشكري المقدس , لجسد ودم ربنا يسوع المسيح , حيث تقام هذه الشعائر الالهيه في هذه الكنيسة التاريخية والمقدسة في هذه ألبلده ألمعروفه في عراقتها الاصيله في نهجها , المتمسكة في تراثها الزكي عبلين الابيه.
نجتمع لكي نتمتع من ناحية بالفرح الإلهي لله الأب الذي مولدنا الرجاء حي بقيامه ابنه ربنا يسوع المسيح , بحسب أقوال والرسول بطرس , وكذلك لنتمتع مره أخرى بالفرح من رعده الخطيئة, هذه الخطيئة التي أدخلت للعالم الموت كما يذكر رسولنا بولس العظيم .
إن جوهر احتفالنا وأساس إيماننا وحقيقة المعنى لهذا العيد تكمن في عمل ألمصالحه الذي بادر إليه الله أتيا بمحبه عظيمه ليعيد ادم الساقط من خلال اللقاء معه . ليتسنى لنا نحن جنس البشر السكني واللقاء تحت كنف العطف الإلهي . فمحور هذا الارتباط مرهون بتركنا الإنسان القديم المأسور فينا , لنستبدله بلباسنا الإنسان الجديد , كما متنا مع ادم القديم هكذا وبنفس ألطريقه علينا أن نحيا مع المسيح ادم الجديد . فحري بنا أن نولد معه , لا بل أن نصلب من اجله , وندفن معه , لكي نقوم مع قيامته ونسير في موكب نصرته .
القديس غريغوريوس يصدح قائلا : ليتنا نعيد لا احتفاليا بل الهيا , لا عالميا لكن يوق وخارج العالم … لا الأشياء العليلة والمريضة , لكن الأشياء الطبية العلاجية, لا للأشياء المجبولة والمبدعة والمخلوقة , بل للأشياء التي ستشكل من جديد وتصاغ بدورها ثانيه.
من خلال كلام القديس غريغوريوس , طولا وعرضا وعمقا , الذي لا يسير غوره , المليء بالاستنارة لماهية سر تجسد كلمه الله من ناحية , وسر الكنيسة من خلال المكان والحيز كونها مستودع حي من ناحية أخرى, فمن خلال هذا الربط بين سر التجسد وسر الكنيسة , نكتشف أن الغير المنظور يصبح منظورا , والأزلي يتخذ له بداية , والغير المتجسد يتجسد . فهذا المكان وهذا الحيز ما هو إلا منبعا لفاعليه الروح القدس, ومحل لتفكير الانسانيه يستمد منه شهده .
في هذا المكان والحيز يلتقي الشخص الإلهي يسوع المسيح مع الشخص الإنساني .
فالقديس غريغوريوس يستفيض في دفقه المسهب , فيطهر باجلى بيان وبوضوح تام , بتفسيرات مذهله عاليه في هذا العالم المنظور , وكذلك رسالتها في العالم الغير المنظور.
فالكنيسة الارثوذكسيه الشرقية أيتها الاخوه الأحباء تعطي الأولوية وبجداره كبيره إلى أعمالها الليتورجية؛ والسرائريه وخاصة الافخارستيه ( الشكريه) منها , لأننا نعود ونقول ثانيه : الكنيسة تنتظر وتهتم إلى أشياء طبية علاجيه , لا للأشياء المرضية العليلة , كذلك تولي اهتماما خاصا بالأمور التي تشكل وتصاغ من جديد أي الخليقة الجديدة , لا إلى الخليقة الأولى المحدودة للإنسان في جبلته وخلقه الأول .
بكلام أخر المسلك القويم للأشياء الطبية والمصاغة من جديد هي الجواب والرد على الخطيئة كونها مرض عضال , والرد على الموت من خلال الخليقة الراكدة والكسيحة .
سر الحياة : الذي يشمل بين جنباته الألم والحزن والموت , لكن بالإضافة إلى ذالك فالمفهوم الروحي للفرح هو بالمسيح إلهنا , وهذا المفهوم ليس خاضع لناحية فلسفيه بالتفكير العالمي والبشري .
لنتأمل في مقطع إنجيل هذا اليوم , لماذا أصبح هذا الإنسان حزينا , متى قال له يسوع أريد منك أن ترث الحياة الابديه : بع كل شيء وأعط الفقراء والمساكين , فتأخذ الكنز السماوي , وتعال واتبعني .|(لوقا : 27-18:18) .
الحياة الأبدية والكنز السماوي يا إخوتي الأحباء ما هو إلا المسيح الإله إن كنيستنا كنيسة الأماكن ألمقدسه , ألجامعه ألمقدسه ألرسوليه , الكنيسة الاورشليميه هي الكنيسة الوحيدة التي تقوم بكل ضبط وتدقيق من ناحية لائقة , إلهيه ومهيبة , ومن خلال المحبة البشرية المتأصلة فيها بعرض كنزها الفريد والواحد والوحيد التي تنفرد به . فهي تعرض هذا الكنز لكل شخص يريد أن يأخذ دورا يكون فيه مجربا ومستفزا للكنيسة إذ يقول : ماذا اعمل لكي ارث الحياة الأبدية .
انه لمن اللائق لا بل من الواجب أيها الأخوة الأحباء أن نعد ونجهز هياكل نفوسنا لتكون مكانا ومسكنا لنستقبل فيه الكنز الأبدي وغير الفاسد , ليكون غداءا لحياتنا يسوع إلهنا هي الذي بغير دنس ولد من أحشاء العذراء مريم .
ومع المرنم نقول :
يا رب أنت اله السلام وأب ألرحمه والرافات . أنت أرسلت لنا رسول رأيك العظيم لكي يمنح لنا السلام . لهذا انت هو الله محب البشر . فنحن الذين أرشدتنا إلى نور معرفة الله, نبتكر إلى تمجيدك قائلين وبشكر معترفين يا من أتيت لتعيد ادم الساقط منحدرا من علو مجدك لأنك لم تشأ أن ترى جبلتك معذبه من الشيطان لذلك أتيت لتخلصنا بمحبتك الغنية, آمين
وكل عام وانتم بخير