1

كلمة صاحب الغبطه بطريرك المدينه المقدسه أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس ديميتريوس الفائض الطيب

   “لقد لبست المسيح فخر جهاد يا ديميتريوس الشهيد . فحاربت العدو الواهن القوى . فإنك أبطلت به ضلاًلة الأثمه . وقمت تمرن ذوي الإيمان على حسن العبادة. فلذلك نحتفل بتذكارك معيدين له بإجلال”

) الذكصا على اللحن الرابع – صلاة السحر).

أيها الأخوة الأحباء بالمسيح يسوع إن تذكار الشهيد المجيد ديمتريوس ، الذي نحتفل به هذا لليوم ، في هذه الكنيسة التي تحمل أسمه الكريم ، في هذه ألمدينه ألصغيره ، ألكبيره في التاريخ والتي أصالتها تعود إلى عهد الكتاب المقدس ، ألا وهي مدينة نابلس الأبية. إن تذكار قديسنا العظيم ديمتريوس يشع فرحاً وسروراً ، ليس في كنيسة المسيح فقط ، لكنه يمدنا بافتخار روحي ، كوننا نقيم هذه الشعائر الدينية في تتميم الأسرار ألمقدسه ( الليتورجيا) ، وهذه ألشركه ألروحيه الإفخارستيا . لهذا السبب نقول مع الرسول بولس : إنه لدينا إفتخار في المسيح يسوع بوجه الشهيد القديس ديميتريوس الذي لبس المسيح . وفي لباسه هذا ، فإنه حارب العدو الواهن القوى عابد الأصنام ، فأبطل ضلاله الأثمه. إن لباس المسيح أيها الأخوة الأحباء ، ما هو إلا الإيمان المليء بالمحبة الكاملة المنطلق من كيان الشهيد ديمتريوس نحو المسيح الإله . هذا الكيان الذي ختمه بدمه الاستشهادي الكريم ، فأن الدم أنصب من جنبه المقدس ، سربله وخضبه المضطهدين لكنيسة المسيح. استشهد القديس ديمتريوس في مدينته ووطنه تسالونيكي ، حيث حظي من والديه الحسني ألعباده بتربية مسيحيه صحيحة ونهل من معين الإيمان المستقيم الرأي . ليصبح ليس شهيداً فقط ، بل معلماً للإيمان بالمسيح. 

وفي سنة  ۲۹۰ م قبضوا على القديس ديمتريوس ووضعوه في السجن بإيعاز من الإمبراطور مكسميانس الذي وصل بدوره إلى مدينة تسالونيكي ليشترك في المباريات الكبرى التي ستجري على ملعب الكبير المدعو بالثياترو ، لأن صاحب الإمبراطور المدعو لييوش وهو المصارع الكبير والذائع السيط، كان يفتخر بقوته الخارقة ، فإنه لجسارته كان يستفز الجمهور الحاضرين والمشاهدين مرغماً بعضهم للنزول في ساحة الميدان للمنافسه . ( وفي هذه الظروف الحرجه ، وكما يذكر سنكسار الكنيسه الشريف ، أن شاباً يافعاً يدعى نسطور ، أبت نفسه الزكيه غطرسة لييوش الغبيه ، فأسرع إلى معلمه ديميتريوس لينال منه البركه والصلاه ووافر الأدعيه الروحيه ، لينجح في مبارزة لييوش ، وبعدما استلم البركات بختم الصليب الكريم المقدس ، عاد إلى الملعب مسرعاً وشارات الظفر والفوز تملئ محياه ، وكان نسطور الشاب يتقدم بجرأة كبيره وهو يقول بصوت جهوري : ( يا إله ديميتريوس ساعدني ) . وبعدما جاهر بهذا الدعاء إشتبك وحده مع هذا البطل الصنديد ، مسدداً له ضربه قاضيه أصابت مرمى قلبه فأردت لييوش قتيلا، هذا المتكبر الذي كان يصول ويجول في حلبة الميدان ، هكذا تجرع كأس المنون . أما الإمبراطور مكسميانس فعندما رأى بأم عينيه ، ما جزى لصديقه لييوش حزن حزناً شديداً ، وإذ علم سبب سقوطه ، أمر على الفور أن يضرب القديس ديميتريوس بالحربه وكذلك الشاب نسطور . إن تاريخ كنيستنا ما زال يذكرنا بمدينة نابلس ،لأنها إحتضنت بين جنباها منذ سنة ۱٦۷ م إبنها القديس يوستينوس الشهيد ، الذي احتج أمام الملك مرقس إبريليوس عن صحة وحقيقة الإيمان المسيحي ، هذه الشهاده أعلنها بالتمام المعلم القديس ديميتريوس الشهيد وتلميذه القديس نسطور ، فإنهم شهدوا للحقيقه وللمحبه وللعدل الذي في المسيح يسوع، لكن هذه المدينه مدينة نابلس أبت إلا أن تقدم لنا شهيداً آخر يربطنا بشاهدة القديس يوستينوس ، ألا وهو القديس الشهيد الجديد فيلومينوس ، أحد أعضاء أخوية القبر المقدس ألذي استشهد هو أيضاً من أجل الحقيقه والإيمان والعدل والمحبة التي للمسيح يسوع ، هذا هو قديس كنيسة أورشليم أم الكنائس قاطبة.

من خلال سحابه الشهود التي تحيط بنا الآن ، فإن القديس ديميتريوس الذي نكرمه اليوم ، يشع نجمه زاهياً. ويرفر فعلمه عالياً، وذلك ليس بسبب استشهاده من أجل المسيح ، لكن لطاقة العجائب الاي استلمها من يد القائم من بين الأموات ربنا يسوع المسيح. 

  لقد اقتديت آلامك بالمسيح فى آلامه المحييه يا ديميتريوس المجاهد الظافر المجيد . فاتخذت عنه صنع العجائب . فإنك تخلص الذين يلتجئون إليك وتنقدهم من شدائد كثيرة . بما لك من ألداله وحسن القبول عند المسيح . . وأنت الآن ماثل لديه ممتلئاً من المجد . 

إن المجاهرة المرضية للقديس ديميتريوس إلى المسيح تدعونا وتحثنا نحن أيضاً أيها الأخوة الأحباء لنحصى بها وننالها كونها تكملة مجد الله ألآب ، أي الإتحاد والإيمان وشركة الروح القدس روح المسيح ، مستمطرين

            تضرعات القديس ديمتريوس ، وشفاعات الكلية القداسة ، الطاهرة الفائقه البركات المجيده ، سيدتنا والدة الإله الدائمة البتوليه مريم. 

ومع مرتم الكنيسة نقول : 

( لما كان جوق المجاهدين الظفره قد استجمعوا الفضائل ورثوا نعيم الحياة الخالدة السعيدة عن استحقاق . ولما كنت أنت يا ديمتريوس المستحق المديح قد امتزت بينهم . مباهياً باقتدائك بالمسيح . ومفتخراً بمساواتك له في طعنه ألحربه. فاستمد بلا انقطاع لنا نحن مكرميك النجاة من الآلام والنوائب المبرحه ، مرسلاً لنا السلام والعدل والمساواه ، فى أرض شهداء محبة المسيح : الشهيدة ألسامريه فوتيني ، والشهيد يوستينوس ، والشهيد فيلومينوس ، متضرعاً بحرارة إلى الذي يمنح العالم عظيم ألرحمه 

 

وكل عام وأنتم بخير 

 




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس يعقوب أخي الرب

“طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة. لأنه اذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب الإله للذين يحبونه” (يعقوب 12:1)
أيها الإخوة الأحباء والزوار الحسني العبادة:
حقا طوبى لمن تزكى واستحق إكليل حياة مخلصنا يسوع المسيح. هذه الطوبى التي إبانها القديس الذي نحتفل بتذكاره اليوم. القديس يعقوب أخي الرب. في هذا الهيكل الذي يحمل اسمه. وهو أول أسقف لمدينة أورشليم. أم الكنائس قاطبة.
ان محبه القديس يعقوب نحو الرب الإله كانت عظيمة وكبيرة لأعلى درجة ممكنة, إذ كان يصلي باستمرار جاثيا على ركبتيه (كان كثير السجود لله, طالبا منه ومتوسلا إليه من اجل خطايا وجهالات الشعب). (ومن ناحية أخرى فقد كان القديس يعقوب يدعى الصديق لأنه كان عادلا ومنصفا ونزيها). هذا ما يخبرنا به أب التاريخ الكنسي افسافيوس أسقف قيسارية.
ان محبة القديس يعقوب الجياشة نحو الله, والتي عبر عنها من خلال حياته المليئة بالعدل والأنصاف والنزاهة, فقد ختم بموته الاستشهادي من اجل المسيح شمس العدل الحي.
وحسب شهادة ايجيسيوس التاريخي : ان الرسول يعقوب وقبل حصار أورشليم بقليل من قبل الجيش الروماني حوالي سنة 62 ميلادي. تم انتقاله الى الاخدار السماوية, بعد عملية الاعتداء الغاشم عليه, إذ تم إلقائه من على جناح الهيكل أرضا, ثم ضربه بخشبه كبيرة على رأسه, وتم ذلك في عيد الفصح اليهودي… وقد حدث هذا الأمر عندما طلب منه أمام الشعب أن يأتي بشهادته عن يسوع المسيح. أما هو فقد جاهر بإيمانه بجراه وثبات أن يسوع المسيح هو ابن الإنسان الجالس عن يمين مجد الأب.
ان قاتلي الصديق يعقوب كانوا يتساءلون: ما هو الباب (الطريق) ليسوع؟؟. اما هو فاجاب بصوت جهوري, لماذا تسالونني عن ابن الانسان, وهو يجلس في السماء عن يمين المجد العظيم, وهو سياتي من على سحاب السماء… أما هم فتمموا قول الكتاب “لنربط الصديق لأنه غير كفء لنا” ( اشعيا 10:3).
هذه هي الشهادة الصحيحة والعادلة لابن الانسان أي ربنا يسوع المسيح الذي يجلس في السماء عن يمين قوة مجد الاب, وهو المزمع في المجيء الثاني, أي في الدينونة الاخيرة ان يدين الاحياء والاموات, لهذه الشهادة تشهد كنيستنا الالهية المقدسة, وخاصة كنيسة اورشليم من خلال وبواسطة طغمات القبر المقدس وجمهور المؤمنين الحسني العبادة, فهذه الكنيسة الاصلية المؤتمنة على هذه الوديعة المقدسة, تسير بخطى ثابتة. لانها اتخذت لها نبرسا يضي لها معارج القداسة الا وهو القديس يعقوب اول اسقف وراعي ومدبر لهذه الكنيسة المدعوة ام الكنائس كافة “لقد صرت اخا وخليفة للمسيح رئيس الرعاة وشهيرا بين الرسل يا يعقوب المجيد, ثم احببت الموت من اجله, ولم تستنكف عن الاستشهاد في سبيله”.
استشهاد القديس يعقوب أيها الإخوة الأحباء, هو استشهاد المحبة والعدل لذبيحة الصليب الفدائية والكفارية المقدسة للمسيح يسوع, هذا هو الاستشهاد, نعيده ثانية, كتضحية صلب المسيح, فالرسول يعقوب معلم وخليفة المسيح, لا يخجل أبدا من عار الصليب, لا بل اعتبر استشهاده تكملة وتتمة لذبيحة الصليب الفدائية للمسيح يسوع.
استشهاد القديس يعقوب كأول راع, وخليفة, وصديق, ومدبر أمين خدم الأسرار الإلهية, هذا هو حقا الطريق والمنهج الصحيح والثابت. وبكلام أخر, إن حجر (المسيح) الذي رفضه البناءون أصبح رأسا للزاوية, هكذا تمت هذه الآية على القديس يعقوب أيضا, فالذي أدين كأنه غير أهل, وغير مستحق, أصبح فيما بعد المؤتمن على الخلافة, وعلى خدمة التعاليم الرسولية الصحيحة والقويمة, والمسكن الحقيقي أي الكنيسة التي نصبها الرب لا إنسان. (حسب قول بولس العظيم: عبرانيين 2:8).
نحن الذين أصبحنا بالعماد اكليروسا وشعبا, وارثون, وشركاء معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ( 2 كورنثوس 6:4 ). مدعون – في محاولة كل واحد منا – تقديم نفوسنا لله: مجربون وعاملون كل شيء كاملي. هذا يعني ان أعمالنا, يجب ألا تعيبنا, بل تكون مثمره وجيده, ونعملها بطريقة صحيحة مفسرين كلمة الحق باستقامة (هذا ما يأمر به القديس بولس الحكيم تلميذة تيموثاوس) (2 تيمو 15:2).
الرسول يعقوب يقول: “عالمين إن امتحان إيمانكم ينشئ صبرا” (يعقوب 3:1).
بكلام آخر: انتم ستفرحون عندما تصادفون الأحزان والتجارب, فالذين يملكون المعرفة, عندما يختبر إيمانكم بالضيقات المختلفة تتولد عندهم خاصية تدعى الصبر.
هذا الصبر يصبح احدى ملكات الشخصية. لما فيه من زيادة في قوة الارادة والاحتمال.
واخيرا ايها الاخوة نتضرع ونطلب من اول الجالسين على كرسي اورشليم, القديس, والصديق, ورسول المسيح.
ومع المرنمين نقول:
“هلموا يا حسني العبادة نمتدح كلنا اخا الرب بالاناشيد فرحين. ونغبطه عن صدق ايمان. فانه قام اول متبويء في المسيح لسدة كنيسة الاسقفية الالهية والمواهب وصنع العجائب. فلنهتفن نحوه قائلين يا كاروز المسيح يعقوب, بشفاعة والدة الاله الدائمه البتولية مريم, وشفاعة المسيح الاله نطلب غفران الزلات للمعيدين بلهفة لتذكارك المقدس. امين

وكل عام وانتم بخير




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاحتفال برفات القديس سمعان الشيخ

“لقد حملت العذراء الطاهرة الطاهر سمعان الكاهن في الهيكل. فبسط ذراعية وقبله عليهما مبتهجا. وهتف يقول: الآن تطلق عبدك أيها المسيح على حسب قولك بسلام يا رب”
يقول القديس جرمانوس بطريرك القسطنطينية أيها الأخوة الأحباء والمسيحيون الورعون بنعمة الله. إن الكنيسة المقدسية الأورشليمية، بسطت يديها واستقبلت بفرح وابتهاج جزء من رفات الصديق سمعان الشيخ القابل الإله. التي كانت محفوظة في كاتدرائية الكنيسة اللاتينية في مدينة زادار في كرواتيا.
صندوقك، يقول مرنم الكنيسة وهو يعاين الرفات الكاملة للقديس سمعان المحفوظة فيه، هي ينبوع الأشفية للمؤمنين، فتذكاره يطوب، وهو يشع أكثر لمعانا من أشعة الشمس، فإذ ينير جميع النفوس موجها إياها لمعرفة الله، أيها القديس سمعان الكلي الوقار.
نعم أيها الأخوة الأحباء
إن صندوق سمعان الشيخ أي رفاته المقدسة. هي ينبوع اشفيه للمؤمنين، وتذكاره يشع أكثر لمعانا من الشمس لأنه وكما يقول الكتاب المقدس “أما نفوس الأبرار فهي بيد الله” أي حياة الصديقين توجد تحت حماية وعناية ورحمة الله.
وفي سفر الأمثال “ذكر البار بركة” يعني تذكار الأبرار سيكون دائما وأبدا ويحمل اسما كريما.
بالإضافة إلى ذلك، فتذكار الأبرار ينير نفوس الناس أجمعين بالنور الذي يقود إلى معرفة الله.
هذا هو بالتدقيق معنى الكلام الخاص بالنور لمعرفة الله، يعني النور بالمسيح وبواسطة المسيح أي نور قيامتنا، هو الذي يعطي معنى وبعدا روحيا لرفات القديسين عامة.
فالقديس اغناتيوس الحامل الإله يقول: “إن الله ترك لنا رفات القديسين، ليعطينا تأكيدا لعظمة جهاداتهم وغيرتهم المقدسة”.

وبحسب القديس يوحنا الذهبي الفم “نعمة الروح القدس المستقرة في رفات القديس تعبر إلى الآخرين… من خلال النفس إلى الجسد، ومن الأجساد إلى الثياب الخ… ”
أما القديس كيرللس الأورشليمي فيقول: “إذا كان الجسد ميتا وفاقد النفس، توجد فيه خواص وقوة، وهو في أجساد القديسين والشهداء والأبرار، لأنه لسنين كثيرة كانت تسكن فيه نفس بريئة وطاهرة”.
والقديس باسيليوس الكبير يقول في عظته للشهيدة يوليتا : “حيث توجد الرفات يتقدس المكان وما حوله”. بكلام أخر، الذي يمس ويلمس رفات القديس يستمد منها شركة في القداسة.
يحدث هذا لأنه عندما نسجد. أو نقبل الرفات الطاهرة، نصبح شركاء في النعمة ألمعطيه الحياة، أي الروح القدس ومفاعيله، ومن ناحية أخرى نصبح شهداء وإياهم لقيامة الأجساد من بين الأموات.
وبكلام أخر أيها الإخوة الأحباء فان رفات القديس لهي اكبر شهادة واثبت ضمان للقيامة المشتركة وذلك حسب تعليم القديس بولس الرسول: “لان الرب نفسه … سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا” (تسالونيكي 26:4).
النعمة المؤلهة للروح القدس الكلية الطاقة والقوة، الموجودة في رفات القديسين والإبرار والشهداء، تظهر حقيقة التقليد في الكتاب المقدس، والرسل، وتعاليم الآباء القديسين معلمي المسكونة للإيمان الأرثوذكسي الذي تأسس من خلال كلام المسيح حول القيامة:
” أنا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب، ليس الله اله أموات بل اله الاحياء”
(متى 32:31 22) .
من ناحية أخرى فقد تأسس هذا الإيمان من خلال سر التدبير الإلهي، أي تجسد وتأنس كلمة الله من الدماء النقية لوالدة الإله الدائمة البتوليه مريم، كما يفسر ويذكر من الناحية اللاهوتية حسبما يقوله مرنم الكنيسة: “إن الكامل افرغ، القابل للظهور ابتدأ، كلمة الله يجسد، الخالق يخلق، الغير الموسوع يوسع في بطنك ويتجسد يا مريم الممتلئة نعمة”.
الشهادة الحية لله الأب وربنا يسوع المسيح الذي نحن لها ضامون ومتمسكون – أيها الأخوة الأحباء – إلى شخص سمعان البار القابل الإله، بواسطة رفاته ألمقدسه، وخاصة في هذا المكان مكان رقاده ودفنه. نؤدي مجدا وشكرا للإله ربنا. ومع منشد المزامير نقول: أي اله عظيم مثل إلهنا الصانع العجائب وحده؟
وكل عام وانتم بخير




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تدشين كنيسة الصليب في قصر المطران في الناصرة

رئيس البلدية السيد رامز جرايسي
المطارنة الكرام
الآباء الأجلاء

أيها الحضور الكريم

“وأما أنت فاصح في كل شئ احتمل المشقات، اعمل عمل المبشر. تمم خدمتك.” (2 تيموثاوس 4:5  ).
بكلام آخر عليك أن تكون واعيا ومتيقظا منتبها إلى كل شي يعترضك، أو أي شي يأتي أمامك من أعمال الرعية، جاهد، اعمل عمل المبشر، قم بالخدمة التي أعطيت لك من الكنيسة لإتمام عمل الخدمة.
أيها الأخوة الأحباء، والزوار الحسني العبادةنحن السائرون والتابعون لإرشادات الرسول بولس نتجاسر أن نقول وبكل تواضع إننا بجرأة نحتمل كل الصعوبات (تمت). وقد وصلت هذه الأعمال من الترميمات والإصلاحات وبكل نجاعة إلى تمامها ، ونخصص بالذكر هنا الكنيسة التي تحمل اسم الصليب الكريم المحيي في هذه المنطقة المدعوة قصر المطران.
إن التدشين لهذه الكنيسة ، وللكنيسة في معلول وعودتهما للخدمة ثانية وذلك بعد مرور ستين أو سبعين سنة ما هذه إلا إشارة طيبة ، وهذا معناه انه في كل وقت وفي كل ساعة في السماء وعلا الأرض مسجود له وممجد المسيح الإله الذي يدعونا إلى معسكر القديسين أي الكنيسة لكي نؤدي من خلالها شهادة حقيقية للمسيح . والتي تخولنا لكي نكون مستحقين حتى نصل إلى اتحاد الإيمان والى معرفة مجدك الذي لا يدنى منه والغير المدرك أيها الإله والأب السماوي.
انه واجبن علينا أن نعبر بغاية الشكر والامتنان للمتبرعين الذين ساهموا بترميم الأعمال ،ولأولئك الذين تولوا الإشراف والاهتمام والمتابعة لانجاز هذا العمل الروحي ، ونخص بالذكر :
* سيادة المتروبوليت كيريوس كرياكوس متروبوليت مدينة الناصرة وسائر الجليل .
* قدس الارشمندريت ايلاريون رئيس دير التجلي في طور ثابور الذي لا يعرف الكلل ولملل .
* وفي النهاية نريد ان نقدم خالص لشكر للسيد بديع طنوس لمساعدته ودعمه الايجابي في رعيه الناصرة .
بالاضافه إلى ذلك نترجى من القوة الالهيه للصليب المكرم المعطي الحياة . حيث نقوم الآن بتذكار رفع الصليب الكريم المحيي في العالم كله – أن يحمي ويرعى كنيسته المقدسة . وهذه المدينة المدعوة مدينه البشارة وجميع القاطنين فيها . آمين .

وكل عام وانتم بخير




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رقاد والدة الإله الكلية القداسة

“ان العذراء التي هي ارفع سموا من السموات. واشرف من الشاروبيم. وأكرم من كل الخليقة. والتي لمزيد طهارتها صارت إناء للجوهر الأزلي. تودع اليوم نفسها الكلية القداسة في يدي إلهنا. فتمتلئ معها كل البرايا فرحا. وننال نحن بها عظيم الرحمة.” (الذكصا على اللحن الثاني – صلاة الغروب).

أيها الأخوة الأحباء, والزوار الحسني العبادة
بهذا الكلام يسجك مرنم الكنيسة ورسم لنا السر الحقيقي, العظيم والغريب لحدث تذكار رقاد والدة الاله الفائقه القداسة والدائمة البطولية مريم. يا له من عجب باهر. يصرخ المرنم قائلا: إن ينبوع الحياة, أي والدة الإله والدة مخلصنا يسوع المسيح قد وضعت في قبر. فأصبح القبر مرقاة إلى السماء.
أيها الأخوة الأحباء
في احتفالنا اليوم لهذا العيد, نحظى وننال فرحة عظيمة. وذلك بوجودنا كرسل ملتئمين ومجتمعين هنا, وقادمين من جميع أرجاء المسكونة. المكرسين رقاد والدة الإله الدائمة البتولية مريم, وموتها الطبيعي وصعودها إلى السماء بالنفس والجسد. نقول مرة أخرى انه لدينا اليوم بركة عظيمة, لأننا نشارك احتفاليا كمعيدين, وشكريا في هذا الحدث ألخلاصي لرقاد والدة الإله.يرتل لنا مرنم الكنيسة : رقد رفع جسدك من القبر أيتها العذراء النقية, ولكن بقيت لنا فيه البركة.
بركة العذراء البتول مريم الباقية لنا, ما هي إلا الدماء النقية التي تجسد منها كلمة الله ربنا يسوع المسيح رئيس إيماننا. هذا هو بالتدقيق إيماننا القويم والمستقيم بالمسيح الإله أي الإيمان الأرثوذكسي الغير دنس, النقي كل النقاوة بدون أي شائبة. بهذا الإيمان العذراء مريم تظهر الشهادة, الشهادة المستمرة والثابتة والغير متقلبه, وذلك ليس على صعيد الكلمات البسيطة, لكن بالخبرة الصامتة الخالية من الكرازة, الخبرة المستقاة من سر التدبير الإلهي الغير مدرك والمخفي منذ قرون كثيرة. وحصل هذا عندما وجدت حيلي من الروح القدس. (تم هذا عندما حبلت البتولية مريم بنعمة وقدرة الروح القدس, وعندما عبرت الموت ألرقادي). لم تخضعي لنواميس الطبيعة بولادتك يا متفردة بالطهارة والنقاوة.
ولكنك بموتك خضعت للناموس البشري. وقد أحييت بولادتك الجالبة الحياة الذين ماتوا منذ القـديم. بكلام أخر يقول المرنم: أنت يا عذراء يا والدة الآلة لم تخضعي لنواميس الطبيعة عند حبلك, أما ألان عند موتك خضعت للناموس البشري, فأنت الوحيدة يا عذراء النقية (التي أعطت حياة بولادتك الجالبة الحياة للذين قبل ولادة المسيح, كانوا في عداد الاموات من جراء سلطان الخطيئة ).

أيها الإخوة الأحباء
تفرح وتبتهج كنيسة أورشليم, اليوم تحتفل كل الأرض , اليوم الملائكة ترقص طربا, اليوم يبتهج الصديقون, اليوم كنيسة المسيح تستحث بفم المرنم القائل: ارقصي طربا يا قلوب الحسني العبادة جميعا برقاد فتاة الله الوحيدة, فانكم بشفاعاتها التي لا ترقد تخلصون كلكم.

نعم أيها الإخوة الأحباء
اليوم نحن أيضا مدعوون أن نفتح قلوبنا, ونضع التوبة رجاءا لخلاصنا, من خلال والدة الإله والدتنا. يا والدة الإله أنت أرقى وأسمى من كل البشرية, أنت رمز الطهارة والنقاوة, تعلو ولا يعلوها أي شيء, يا من هي مزدانة بأعلى الصفات وأرقى الدرجات منك يا والدة الإله نطلب أن تنقي أهواء وأدناس نفوسنا, أنت التي حبلت بكلمة الله, وولدته , أودعينا سلامك يا بتول الذي يفوق كل سلام لنا ولجميع الملثمين معنا في هذا المحفل الروحي ولجميع سكان المنطقة والعالم اجمع.