1

زيارة وزير خارجية أوكرانيا السيد كوستاندين كريشينكو في البطريركية

في يوم الخميس الموافق 22 تموز 2010, زار البطريركية الأرثوذكسية وزير خارجية أوكرانيا السيد كوستاندين كريشينكو, وسفير أوكرانيا في إسرائيل السيد هينادي نادولينكو, وقد قام غبطة البطريرك بمخاطبتهم اثناء واستقبالهم كالتالي:

“سيادتي, بفرحة وسرور نستقبلكم في بطريركيتنا, البطريركية كما تعلمون تلعب دورا هاما في المزارات المقدسة وفي إجراءات السلام في هذه الأراضي المقدسة. إن تاريخ البطريركية هو تاريخ الأراضي المقدسة. إن البطريركية تحافظ على علاقات حميمة مع اليهودية منذ بداية تاريخه ومع الإسلام منذ القرن السابع. إن البطريركية تلعب أيضا دورا هاما في تغير الأحوال السائدة في القدس. وأضاف قائلا إن البطريركية تحافظ على مزاراتها المقدسة وتحافظ على علاقات قوية وحميمة مع دولة أوكرانيا. وان أوكرانيا تملك تراث حضاري غني جدا”.
اما الوزير فكان رده كالتالي:
“بالفعل ندرك عمل البطريركية في الأراضي المقدسة ونعلم عن الجهود الذي تقومون به من اجل توحيد الشعب في أوكرانيا, وآراءكم الذي تبدينه عن هذا الموضوع “.

خلال هذه المقابلة قام البطريرك بإهداء الوزير إيقونة القبر المقدس وكتاب للسيد بوكتوبولوس الذي يشرح عن الكتابات اليدوية التابعة لمكتبة البطريركية. أما الوزير فقد أهدى البطريرك بدوره لوحة البرلمان الأوكراني وكتاب عن الكنوز الثقافية الأوكرانية.

مكتب السكرتارية في بطريركية الروم الأرثوذكس

ngg_shortcode_0_placeholder




زيارة رئيس وزراء اليونان السيد جوارجيوس بابانذريوس في البطريركية

خلال فترة زيارة رئيس وزراء اليونان جوراجيوس بابانذريوس في دولة اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية, قام بزيارة البطريركية الأرثوذكسية المقدسية وكان ذلك يوم الأربعاء الموافق 21 تموز 2010 الساعة السابعة مساءا.

استقبل رئيس الوزراء اليوناني عند بوابة داود من قبل السكرتير العام سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني اريستارخوس ومدير المراسيم الأرشمندريت بورفيليوس. ومن تم اتجه إلى البطريركية وفي طريقه, وبالأخص في الحارة ألمسيحيه وفي المناطق التابعة للبطريركية والجالية اليونانية, استقبلوه بفرحة وابتهاج. ونخص بالذكر أن من بين هؤلاء كان الدكتور جون طليل الذي استقبله وأهداه كتابه المشهور “I am Jerusalem” أي أنا أورشليم.

وبعد ذلك قام بطريرك أورشليم بخطاب رئيس الوزراء كالتالي:

“حضرة رئيس الوزراء المحترم,
إن أخوية القبر المقدس تستقبل اليوم في بطريركية أورشليم المقدسية بفرحة كبيرة جلالتك وكل المرافقين لك.
إن زيارتكم التي تتميز وتتحلى بطابعها المسالم إلى هذه المنطقة التابعة للأراضي المقدسة ألمعرضه للصدمات الدينية والسياسية, حيث يعيشون سويا الثلاث ديانات السماوية اليهودية, المسيحية والإسلامية, لها أهمية خاصة أهمية خاصة لبطريركيتنا التي تجسد بشكل دائم قداسة ودنيوية تاريخ القدس الذي موصول بشكل قوي بالرومية وبالتالي بتاريخ المسيحيون في فلسطين, في الأردن وطبعا في إسرائيل, وأيضا فان زيارتكم هذه لها أهمية خاصة لجنسنا البشري التقي والوطن الذي يشكل المساهم المعنوي والمادي وأكثر من ذلك فانه من جهة يشكل الكفيل الطبيعي للامتيازات الباقية التي لا تمحى ألمكتسبه منذ القدم ومن جهة أخرى الكفيل لحقوقنا في المزارات المقدسة العالمية.
إن هدف وبعثة البطريركية الأرثوذكسية , الدينية والروحانية, مبنية على أقوال من الكتاب المقدس نخص بالذكر إنجيل متى الإصحاح (19:19)” أحبّ لغيرك ما تحبّ لنفسك” والإصحاح (5:44) ” “أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم”, هذا الشي من جهة واحدة أعطى احترام خاص للإنسان ومن جهة أخرى جعل المكان مناسب للتعايش معا, تعايش بين مجموعات وفئات عديدة متناقضة دينيا وسياسيا.
نقول هذا ، لأن البطريركية تعتبر اليوم, أكثر من أي وقت مضى, الجسم والعامل الطبيعي والمناسب بان يساهم في حل المشكلة الثيوقراطية ألدينيه المتعلقة بالوضع السياسي والدبلوماسي المستقبلي للقدس (وبالتالي المدينة القديمة). وهذه الحقيقة نستطيع رؤيتها من خلال المركز المحلي والعالمي التي تتحلى به البطريركية الأورشليمية ليس فقط في حوارات دينية ومسيحية إنما أيضا خلال اشتراكاتها في مؤتمرات سياسية واجتماعية.

حضرة سيادة رئيس الوزراء,
مقدرينا للاهتمام المتواصل والكبير اتجاه المزارات المقدسة واتجاه الشعب الفلسطيني الذي تعطيه الحكومة اليونانية المحترمة وجميع طاقمها, نطلب منكم أن تقبلوا صلوات أخوية القبر المقدس وبركات البطريركية لتنجح بعثتكم المسالمة في هذه ألمنطقه. اقبل أيضا هذا الصليب المشهور الكبير التابع للقبر المقدس للتعبير عن تقديرنا الكبير في وجهكم ولدعم محاولتكم المثابرة وإصراركم الكبير في المجال السياسي الاقتصادي.
وشكرا”
أما كلمة رئيس الوزراء فكانت قصيرة ومعبرى جدا:
“سيدنا, ان استلام هذا الوسام الاعلى, الصليب المقدس التابع للقبر المقدس, فخر وشرف لي ولكل العالم المسيحي, وسوف اجعل هذا الصليب رمزا للعلاقات القوية الموجودة بين دولة اليونان, الشعب اليوناني وطبعا البطريركية الاورشيليمية المقدسية. وأنا مشكور بشكل خاص لهذا الشرف الذي سوف يبقى بذاكرتي”
وبعدها قام البطريرك بإهداء الرئيس أيقونة ولادة السيد المسيح, أما رئيس الوزراء فقد اهداه بدوره عرض الرسل الإثني عشر على صحن فضي.

وبعدها قام الرئيس بالتوقيع على كتاب الزوار وصلى في كنيسة القديسة بيندوكستيس الموجودة خارج غرفة العرش. ومن ثم وبمرافقة البطريرك واباء القبر المقدس توجه الرئيس إلى كنيسة القيامة, وهناك زار جميع المزارات المقدسة داخل الكنيسه اي مكان الانزال عن الصليب, قبرمخلصنا يسوع المسيح المقدس, الجلجثه والصليب الكريم الموجود داخل مكتب كنيسة القيامة. ومن هناك اتجه الرئيس ليكمل بعثته المسالمة في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينيه.

مكتب السكرتارية في بطريركية الروم الأرثوذكس

ngg_shortcode_1_placeholder




توزيع الشهادات من قبل بطريرك المدينة المقدسة لخريجي مدرسة مادبا الأردنية

ذهب بطريرك المدينة المقدسة ثيوفيلوف الثالث يوم الخميس الموافق 15 تموز 2010 إلى مدينة مادبا الأردنية مباشرة بعد رجوعه من مؤتمر “الحوار العالمي س 1” (World Dialogue C-1) الذي قام في العاصمة الانجليزية لندن، بمرافقة سكرتير البطريركية العام رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس، رئيس أساقفة أبيلا ذوروثيوس والارشمندريت يرونيموس.

بعد عبور جسر نهر الأردن، وصل البطريرك إلى مدينة مادبا في تمام الساعة الخامسة بعد الظهر ومن هناك توجه إلى كنيسة القديس جوارجيوس ألتابعه إلى البطريركية، حيث تقبع في الأرضية الداخلية للكنيسة العمل ألفسيفسائي العظيم “خريطة مادبا” التي نالت شهرة عالمية منذ اكتشافها قبل أكثر من قرن ويعود تاريخ الخريطة إلى نحو عام 550م، تشكل وتصور بدقه هذه الخريطة الأرض المقدسة خلال سنوات سيدنا يسوع المسيح.

في هذه المدينة تم بناء أيضا قبل 20 عام، تحت إشراف ورعاية الارشمندريت يونوكيديوس، مركز ثقافي كبير الذي يحتوي على أقسام لجميع المراحل التعليمية أي حضانة، ابتدائي، إعدادي ،ثانوي وقسم خاص لتعليم اللغة الانجليزية. تحتوي هذه المدرسة على 1860 تلميذ من الطائفة المسيحية والإسلامية وعلى 120 معلم. نخص بالذكر أن عدد المتخرجين في هذا العام كان 84 تلميذ حيث قامت المدرسة بتنظيم حفل توزيع الشهادات الذي كرمه بطريرك المدينة المقدسة بوجوده.

ابتدأ هذا الحفل الكريم بتلاوة النشيد الوطني الأردني خلال دخول الخريجين إلى قاعة الاحتفال أمام أهلهم وأقاربهم، نخص بالذكر أن من بين هؤلاء الخرجين هناك من رفع علم الأردن وعلم القبر المقدس، وبعد ذلك قام بعض ممثليهم بإلقاء كلمة باللغة العربية، اليونانية والانجليزية التي من خلالها أعربوا عن شكرهم الجزيل لكل من ساهم في مساعدتهم للوصول إلى هذه أللحظه المهمة في حياتهم من بطريرك، معلمين وأهلهم طبعا.

أما المشرف على مدارس البطريركية في الأردن فقد أكد في خطابه على أهمية وجود الكنيسة والمدارس في قلب البلدة القديمة في مادبا خلال العصور القديمة، كما وأشار إلى أن المدرسة توفر لطلابها المعلومات العلمية اللازمة من اجل الدخول لتممت دراساتهم الجامعية وذكر أيضا عن نسبة النجاح العالية التي تتمتع بها المدرسة في الامتحانات التي تقدم من قبل المجلس الثقافي البريطاني في اللغة الانجليزية وحدد أن 168 من بين أل- 210 طالب الذين عبروا بنجاح هذه الامتحانات كانوا من مدرسة مادبا.

في نهاية خطابة ذكر وشكر معلم الانجليزي السيد اليكسوولوس لدعمه ونجاحه في عمله، شكر أيضا الارشمندريت يونوكيديوس السفير القبرصي الحالي لمنحه منحتين تعليمتين لطلاب المدرسة من الحكومة القبرصية كما وشكر السفير اليوناني في الأردن السيد ايراكلياس استيرياذس لإعطائه 3 منح تعليمية إلى اليونان لطلاب المدرسة. وأيضا شكر مديرة المدرسة السيدة سهى كاخواتزيس لإعطائها المتواصل من اجل نجاح المدرسة، وفي النهاية شكر البطريرك ثيوفيلوس لوجوده الدائم بجانب المدرسة وعملها. بعد نهاية خطابه وبعد أن دعا إلى المنصة قدم البطريرك الشهادات للمتخرجين متمنيا وداعيا لهم التوفيق في مسارهم وفي حياتهم.
وفي النهاية قدم الارشمندريت ينوكيديوس للبطريرك هدية تكريمية التي كانت عبارة عن لوحة فسيفساء معبرا له عن شكره.

أما كلمة البطريرك فقد كان مضمونها كالتالي:
“نجتمع اليوم للاحتفال بهذا الانجاز الأكاديمي للذين استوفوا شروط التخرج وأهاليهم معلميهم ومعلماتهم والجنود المجهولين في إدارة مدارس بطريركية الروم الأرثوذكس ووزارة التربية والتعليم. فهذا الانجاز الأكاديمي الذي يعتبر الخطوة الأولى للمزيد من التقدم للطلاب والطالبات ما كان ممكنا لولا جهود كل من ذكرتهم. كما يود ان اعبر عن بهجتي الشخصية العميقة لمشاركتي إياكم وأهلكم ومدرستكم في حفل التخريج هذا واود ان اعبر لكم باسم البطريركية والرعية عن فخرنا بهذا الانجاز.
أيها الأخوات والإخوة، انه من الحقوق الطبيعية للإنسان، أن يعيش في وطنه كريما وان ينعم بالأمان ويتوفر له فرص تطوير اللذات، التقدم والمساهمة في النهوض بالمجتمع، لهذا نحمد الله لان دولة الأردن توفر هذا كله لأهلها في ظل القيادة الحكيمة والصالحة التي يمتاز بها صاحب ألجلاله الملك عبد الله ابن الحسين المعظم. ولكي يستطيع الإنسان أن ينال ما مبتغاة ويمارس هذه الحقوق المشروعة علية أن يتحمل مسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه وان يتسلح بالإيمان بالله ومعرفة حقائق العصر ومواكبه، التطور وتوظيف العلم لخدمة البشرية بعقل منفتح.
إن الرقي بالذات إن لم يكن مقرونا بالرقي بالمجتمع يفقد معناه ويفتقر إلى حالة هامشية أنانية لا تفكر إلا بنفسها، ولكن الرقي بالذات في إطار المساهمة في رقي المجتمع وتقدمه هو الهدف لكل من ينتمي إلى أرضه ووطنه وهكذا فقط يستطيع الفرد أن يكون نجما في سماء وطنه الذي ترعرع ونشا فيه، ويكون سندا لمجتمعه وعائلته، ويساهم في تعزيز فرص التقدم للأجيال التي تليه. وهكذا نضمن استمرار دوران عجلة التقدم والتطور التي يصنعها الإيمان بالله والعلم والولاء للوطن والملك.

إن التقدم العلمي ليس بالأمر المستحيل، فقد سبقنا إليه من هم ليسوا أفضل منا، لكنهم اهتدوا إلى أهميته قبلنا، وأعطوا الأولوية للازمـة، وتوفر لهم دعم المؤسسات الحكومية، المدنية والدينية في إطار رؤية إستراتيجية واحدة مبنية على الاستثمار في العقول، فكان أفضل استثمار عاد بالفائدة على المجتمع اجمع.

يأمرنا سيدنا المسيح بان نشارك العالم اجمع بمعرفتنا فيقول “انتم نور العالم فليضي نوركم هكذا قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات” والنور الذي يتحدث عنه يسوع المسيح هو نور الإيمان ونور العلم ونور المحبة والتسامح. ولكي نكون نورا للعالم، علينا أن نتسلح بالإيمان والعلم ونثابر في سبيلهما ونضعهم تحت خدمة الوطن بالأساليب التي تناسب وماهبنا وقدراتنا التي أيها الخالق عز وجل.

ومن هذا المنطق، فان دعم التعليم ،رفعة المستوى التعليمي وتوفير المقاعد الدراسية لأكبر عدد ممكن من أبناء أردننا الحبيب لهو واجب يمليه علينا إيماننا المسيحي وانتمائنا لهذه الأرض الطيبة ووفائنا للعرش الهاشمي المفدى. وإننا نتعهد أمام الله سبحانه وتعالى بحضوركم الكريم أن نستمر في بناء المدارس الأرثوذكسية وتطوير برامجنا الأكاديمية وتشجيع تعاونها العلمي، الرياضي، الثقافي والفني مع كل من يشاركنا هذه الرؤية.

وهنا لا بد إن نشير إلى التقدم الذي حصل في هذه ألمدرسه خلال الأعوام المنصرمة على كافة الأصعدة المتعلقة بالعمليتين التربوية والتعليمية مما أتاح الفرصة لطلابنا الأعزاء أن يحصلوا على نتائج مشرفة في الامتحانات العامة، مقدرا جهود الطلبة وإخلاص إدارة المدرسة معلميها ومعلماتها ونصلي من اجلهم ونطلب بركات الرب لتحل عليهم وهم يقومون بعمل بالغ القدسية في ظل جلالة الملك عبد الله ابن الحسين المعظم راعي المسيرة، قائدها وملهمها الأول.
وفي ختام كلمتي أود أن اخص بالشكر الأستاذ ادوارد سميرات مدير مدارس البطريركية لجهوده الحثيثة والمثابرة في تطوير المدارس ومتابعة شؤونها.”

ngg_shortcode_2_placeholder




كلمة البطريرك بمناسبة عيد القديسين قسطنطين وهيلانة المعادلي الرسل

لقد جُذبت كشعاع ساطع النور. ومثل نجم مسائي مُذنب. من الكُفر إلى الإيمان باللاهوت. ووافيتَ لتقدس شعباً ومدينةً. وحين أبصرتَ في السماء رسم الصليب سمعت من هناك صوتاً يقول لك: بهذا إغلب أعداءك. ومن ثمّ حصلت على معرفة الروح القدس. فمُسحتَ كاهناً وملكاً. فثّبتّ بزيت المسحة كنيسة الله. يا أبا الملوك المسيحيين. يا من مستودع رفاته يفيض الاشفية فيا قسطنطين المعادل الُرسُل تشفّع في نفوسنا( الذكصا على اللحن الثامن- صلاة الغروب )
أيها الإخوة الأحباء إن نعمة الروح القدس قد انسكبت في هذا اليوم على هذه الرعية الحسنة العبادة في مدينة شفا عمرو الأبية، لأنها تشارك الآن في فرح الكنيسة المسكونية للمسيح، خاصة الكنيسة الأورشليمية التي تعيّد أيضا لشفيعيها: القدسيين قسطنطين وهيلانة.

أيها الأبناء المحبوبون بالرب الفادي يسوع المسيح

كنيسة ربنا يسوع المسيح، وخاصة كنيستنا الأورشليمية تحتفل بتذكار القدسيين المجيديين الملكين العظيمين المتوجين من الله قسطنطين وهيلانة المعادلى الرسل. اللذان شيّدا كنيسة القيامة وباقي الكنائس المقدسة في هذه البلاد المباركة.
نعم إن كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة قد توجا من الله، فأصبحا معدلي الرُسل كما يذكر سنسكار كنيستنا المقدسة.
ونخن نسأل : لماذا أُعطيت هذه الكرامة العظيمة للقديسين العظيمين وهما من ابطرة الرومان؟
لأنه مثلما يقول مرنم الكنيسة: إنهما استلما معرفة الروح القدس أي روح المسيح.
فالإمبراطورة هيلانة قد استلمت التقديس في بطنها، حيث حملت بقسطنطين المٌتوج من الله، فأثمرت فرح المسيحيين، وفخر الروم المؤمنين، وغنى الأيتام والأرامل وحمايتهم. ووقاية الأذلاء والضعفاء وفرح المضنوكين الحقيقي وعُتق الأسرى.بالنسبة للإمبراطور قسطنطين فإنه استلم أولا صولجان المُلك، ثم مُسح كاهناً وملكاً ليس من البشر لكن من الله الرحوم. وكيف مُسح كاهناً وملكاً؟. إنه مُسح كاهناً وملكاً أولاً بظهور رسم الصليب الكريم الذي أبصره في السماء، ثانياً من الصوت الإلهي الذي سمعه من العلاء قائلاً له: بهذا اغلب أعداءك.
بكلام آخر أيها الإخوة الأحباء. القديس قسطنطين يظهر كبولس آخر، وكإناء مختار له.
بالنسبة للقديس بولس فقد أصبح كاروزاً للملكوت السماوي. وبالنسبة للقديس قسطنطين فهو النموذج والصورة الأصلية للملكوت السماوي على الأرض، وبالاعتراف بسيرة الكنيسة المسكونية بشكل عام، وبسيرة كنيستنا الشرقية التي تتواجد في منطقتنا وإقليمنا، يعني الكنيسة الرومية بشكل خاص الروميوسيني. ونحن نقول هذا لان الآباء 318 الملهمين بالروح القدس والذين اجتمعوا في المجمع المسكوني الأول في نيقية بمبادرة القديس قسطنطين الكبير هم نواة وأساس كنيسة الروم الأرثوذكس. فالرومية هي مزيج ما بين الثقافة والحضارة اليونانية والكرازة الإنجيلية الخلاصية للمسيح الإله. فهي شركة واتحاد وتعاضد ولكن بدون امتزاج الواحدة بالأخرى. لهذا فأن الشيء المميز لسيرة الكنيسة الأرضية، وهنا نقصد بالكنيسة الرومية، هي الكرازة الرسولية كما يقول الحكيم بولس:” ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبدٌ ولا حرٌ. ليس ذكرٌ وأنثى لأنكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع”.(غلاطية 28:3)

بكلام آخر الرومية ( روميوسيني )هي مجموعة المؤمنون بالمسيح ( أصدقاء المسيح ) هم مواطنوها ، وليس هم فقط. أيها الإخوة الأحباء، لماذا قسطنطين الكبير وأمه هيلانة يُعَلنان كمتوّجان، وكرسولان؟ وبالإضافة هم كنيسة أبكار مكتوبين في السماويات مع صافات الملائكة والقديسين ( عب 23:12). إيمان القديس قسطنطين هو إيمان الصيادين، والإيمان النقي الخالي من كل غش، في قوة النموذج للصليب الكريم، أي صليب محبة المسيح يحثّ إلى تدشين الفصل الجديد بالمسيح. الفصل الجديد بالمسيح الذي دُشن من قبل قسطنطين العظيم يُحارب من الفصل الجديد التابع لابليس ولسلاطين هذا الدهر ولقوات الظلمة المسيطرة.
إنه حقٌ وواجبٌ أن الكنيسة الأورشليمية مع أخوية القبر المقدس ، ورعية العبادة الحسنة حاملي اسم المسيح أن ترتل جهاراً مع مرنم الكنيسة:
افرح يا قسطنطين الكلي الحكمة. يا ينبوع استقامة الرأي. الذي يروي كل المسكونة دائماً بسواقي مياهه العذبة. افرح يا جذراً نبت منه الثمر الذي يغذي كنيسة المسيح. افرح يا فخر الأقطار المجيد وأول الملوك المسيحيين . افرح يا فرح المؤمنين، مع أمك المتألّه اللبّ هيلانة، فتضرع الآن لملك الملوك المسيح الإله، من اجل أن يحل السلام في الأراضي المقدسة، ولحماية هذه المدينة المقدسة أورشليم، ومن أجل جميع الذين يوقّرون تذكارك بإيمان

وكل عام وانتم بخير

كلمة ترحيب في القاعة
لصاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدس أورشليم
كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث
بمناسبة عيد القديسين قسطنطين وهيلانة المعادلي الرسل
في مدينة شفا عمرو بتاريخ 5/6/2010

أصحاب السيادة……..

الإخوة الأجلاء، الحضور الكريم.

إن عيد القديسين قسطنطين وهيلانة في هذه اليوم المبارك غير مُقتصر فقط على رعية شفا عمرو المُخلصة، لكنه عيد كل الأراضي المقدسة، وخاصة عيد مدينة أورشليم ، كما أنه عيداً يضم إلى صدره جميع المسيحيين ، لا بل جميع الساكنين في الأراضي المقدسة: يهوداً كانوا أم مسلمون، ام مسيحيون. ذلك لأن الإمبراطوريان قسطنطين وهيلانة، هما اللذان شيدا وصانا جميع الكنائس المقدسة، وقد اكتنفاها بالرعاية والحماية بشكل متواصل. لذا نحن القاطنون في هذه الديار المقدسة نتمتع بتلك العلاقة الوجدانية الحقيقية التي توّحد الأرض والساكنين فيها بعلاقة خاصة ومميزة. بكلام آخر مثلما كان الإسكندر الكبير، الذي انتشرت في زمانه الحضارة العريقة والمميزة، الأمر الذي أدى إلى إضفاء صبغة مقرونة بالاحترام لجميع الديانات، التي من خلالها حافظ على خصوصية الفرد والمجتمع، فانعكس هذا الأمر بشكل إيجابي إذ وفّر سبُل التعايش الصحيحة المبنية على الاحترام المتبادل بين الجميع.

تماماً هذا ما حدث مع الامبراطور قسطنطين ،فإنه من خلال الفطنة الموهوبة له، وَقّرَ كل الديانات، مانعا بذلك جميع أعمال العنف والقسوة والاضطهاد ضد الحرية الشخصية التي من خلالها يختار المرء سُبُل انتمائه الديني ومنهج عبادته. وكذلك فإنه وحّد شطري الإمبراطورية شرقاً وغرباً. ولكن الرومية كانت قمة أعماله فقد نصعت بأجلى بيان. لأنها شملت في داخلها كل الحضارات، والثقافات والفلسفات لجميع القوميات والجنسيات التي كانت تتعاضد مع تلك الأعمال والإصلاحات التي تبلورت تحت راية واحدة ألا وهي راية الرومية.

عُذراً ولأجل الحقيقة التاريخ.

إذا نظرنا بتمعن إلى الحضارة العربية، نجدها مُتّشحة بمزايا وصفات رومية كثيرة مثل الفن والنقش والحفر والزخرف وكذلك الأدب والفلسفة والحكمة والتي بلغت ذروتها في فترة الحكم العباسي، حيث ازدهرت الترجمات من الرومية ( أي اليونانية ) إلى اللغة العربية. إن الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية ما زالت حتى يومنا هذا تتمسك بحرص شديد محافظة على الوديعة الثمينة ألا وهي الحضارة الرومية التي تجسدت حتى في مبنى اسم الكنيسة لتُدعى: كنيسة الروم الأرثوذكس. هذه الكنيسة التي يعيش مؤمنيها في الأراضي المقدسة وفي كل من سوريا ولبنان وقبرص واسيا الصغرى والبلقان واليونان وشمال أفريقيا.

بكلاك آخر الاحترام الشخصي لكل إنسان، وكذلك الحرية التي هي محور الحقوق الإنسانية والأساسية، يعتبر التبرع الكبير والجلل، الذي قدمه مؤسس الرومية الامبراطور قسطنطين المُتوج من الله. وبهذه المناسبة السارة نتقدم بأحر التهاني لكاهن هذه الكنيسة المُنيرة الايكونومس الأب صموئيل الجزيل الاحترام، والذين شاركوه لإنجاح هذه اليوم الحافل الكريم. كما ونتقدم بأجمل آيات التقدير والاحترام للمبادرة الروحية لتوسيع بناء الكنيسة وكذلك نشكر كل من تبرع بتهليل لهذا العمل الروحي الجليل. الذي سيعود بالبركة لجميع الطوائف في شفا عمرو والقضاء، لأنها تجسد أُركون المحبة والصفاء وتشمل الجميع بالعطف والوفاء، وتصمن للكل فضيلة الاحترام المُتوجة بالسلام والرخاء.

وكل عام وانتم بخير




كلمة البطريرك بمناسبة وضع حجر الأساس لكنيسة القديس إسحاق القطري والقديس جوارجيوس حائز راية الظفر.

” استنيري استنيري يا أورشليم الجديدة، لان مجد الرب قد أشرق عليك.”
أيها الإخوة الأحباء بالرب يسوع المسيح
أيها المسيحيون الأتقياء، والزوار الورعون

تفرح اليوم وتستنير أورشليم الجديدة، أي كنيسة المسيح المقدسة، لان مجد الرب قد أشرق عليها. هذا المجد هو مجد ربنا يسوع المسيح، الذي أشرق أيضا في هذا البلد المبارك، بلد العزة والكرامة، في هذه الأرض الغالية التي يقودها بالعدل والإنصاف صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله.

إننا نجدد قولنا ثانية ونقول: أشرق لنا مجد المتجسد الكلمة الإلهي، وذلك بمناسبة تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا البيت المقدس الذي يشاد ويبنى، مقدمين المجد والشكر للاسم الحقيقي الرب يسوع المسيح، ولله المثلث الاقانيم.

أيها الإخوة الأحباء الموقرون،

إن إيمان كنيستنا، قد ـأسس على أركون المحبة التي لا تٌعرف لها نهاية، تلك المحبة الغير مستقاة النابعة من ذات الله للبشرية.

“لان الله محبة”(رسالة يوحنا الأولى 9:4 )، وكذلك لمحبة الله للبشرية لان الله أحب الإنسان حتى المنتهى، إذ أرسل ابنه الوحيد ربنا يسوع المسيح إلى العالم ليعطي الحياة الحقيقية للعالم. هذا ما يذكره القديس يوحنا اللاهوتي في رسالته الأولى:” بهذا أُظهرت محبة الله فينا: أن أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به”(9:4 ).

هذه هي بالضبط محبة الله الرب يسوع المسيح، المحبة التي تعلو فوق كل عقل وفوق كل معرفة. هذه هي محبة الله للبشرية .

إن كنيسة أورشليم تعترف وتبشر وتكرز وتؤكد للعالم أجمع على هذه الحقيقة الإلهية قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات. وذلك من خلال أماكنها المقدسة التاريخية من بيت لحم حيث كنيسة الميلاد والجلجلة حيث صلب المسيح ألكفاري، والدفن المحيي لثلاثة أيام وقيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.

إن الإنجيل، الذي يعتبر البشارة الحسنة، حيث يكرز بقيامة المسيح من بين الأموات، تُعتبر قيامة المسيح فيه السر الغير المفهوم والغير المدرك، هذا السر يصبح فقط مفهوماً ومعلوماً ومدركاً بواسطة الموت على الصليب للإله –الإنسان يسوع المسيح.

في هذا الموت المحيي لكلمة الله، الذي فيه داس وغلب على الموت والفساد وبكلام آخر إن السيد المسيح غلب الموت والفساد الإنساني والخطيئة المتملكة فيه. هذا الموت الذي يحوي في داخله الألم والحزن والتنهد العابثة بالنفس الإنسانية.

إن موت المسيح على خشبة الصليب المحيي في مكان الجلجثة أوضح لنا نحن البشر الجواب على السؤال المطروح من قبل بيلاطس ألبنطي من ناحية ولجميع الأعداء من الناحية الأخرى عن:

وما هو الحق أو الحقيقة

أنا هو الحقيقة يقول المسيح
أنا هو الحقيقة، والطريق ونور العالم
أنا أتيت لكي اخلص ما قد هلك أي لأخلص العالم

أما بالنسبة لسؤال الشاب الغني: ماذا أفعل لكي أخلص وأرث الحياة الأبدية.
أجاب السيد يسوع المسيح قائلاً: من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني.

إن كنيسة المسيح التي تحمل على كتفيها الصليب الموقر تؤكد وتعلن بغاية الإيمان ومنتهى القوة على موت المسيح.

وكذلك بذات الإيمان وبنفس الوقت تترجى قيامة الموتى والحياة الأبدية.

في هذه الحقيقة، وفي سر الموت هذا الذي يشمل ويضم بين مخالبه كل نفس حية في هذا العالم.

إن مرنم كنيستنا أيها الإخوة الأحباء يجيب بطريقة بسيطة ولكنها واضحة وبينة ومحددة إذ يقول بابتهاج: اليوم القيامة، فلنفرح ونتهلل به لأنه يوم قيامة المسيح، لأنه يوم الفصح فصح ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.

إن هذا الحدث التاريخي الهام الذي قام به المسيح الإله- الإنسان، نقلنا به من الموت إلى الحياة، ومن الأرض إلى السماء.

هذه الشهادة أي شهادة موت وقيامة المسيح المجيدة، أصبحت أسٌ لكنيستنا المقدسة. وذلك من خلال السر المقدس. ألا وهو سر المناولة المقدسة الافخارستيا الإلهية، التي نحن مدعوون لنكون شركاء وشهداء وشهوداً لموت المسيح وقيامته الظافرة.

هذا هو بالضبط هدف ومهمة دعوة كني كنيستنا، إذ لها نأتي اليوم لان نخدم الكنيسة المصلوبة مع المسيح والمقامة معه. ألا وهي كنيسة أورشليم ببناء بيت الرب الجديد في هذا المكان المبارك، حيث أننا جميعاً هنا مقيمون.

بهذه المناسبة الروحية العطرة، نتقدم [بأسمى آيات الشكر والعرفان لسمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني حفظه الله، ولكل الأمراء الأفاضل، والوجهاء الأكابر من مختلف الوظائف الحكومية والرسمية ولجميع المتآزرين في هذا العمل الجليل مع حفظ الألقاب، ولجميع الذين عملوا بجد ونشاط لإتمام وإنجاح هذا العمل الروحي الكبير، سواء تأسيس بيت الله المبارك هذا، او التكرم وتبجيل القديس اسحق القطري، والقديس جوارجيوس حائز راية الظفر.

لكل هؤلاء أياما سعيدة وحياة مليئة باليمن والبركة. خاتمين قولنا بنشيد الظفر.

المسيح قام —— حقاً قام

لدى سكرتارية بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس