1

كلمة البطريرك بمناسبة احد التجديدات، احد توما التوأم، في كفر كنا قانا الجليل.

عظيم سر التدبير الإلهي: ” أيها المسيح أن سر تدبيرك لعظيم هو لان حبقوق سبق منذ البدء بالوحي الإلهي مهتف نحوك صارخا لقد خرجت لخلاص شعبك يا محب البشر.”

أيها الإخوة الأحباء بالرب يسوع المسيح
أيها المسيحيون الاتقاء، والزوار الورعون

عيد الفصح المجيد، عيد قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من بين الأموات،ما هو إلا ختم سر التدبير العظيم للمسيح الإله. اليوم هو الأحد الثاني من الفصح المجيد حيث نحتفل بتدشين هذا، وكذلك نحتفل بلمس القديس توما. أن هذا السر الغي المدرك للناس، هو ما قام النبي حبقوق بإعلانه بالوحي الإلهي كما يذكر المرنم قائلا: لقد خرجت لخلاص شعبك يا محب البشر.

فعلا أيها الإخوة الأحباء، خرج لخلاص شعبه كلمة الله وابن الأب محب البشر، الله الغير المحدود، لأنه لم يستطع لعظيم رحمته أن يشاهد الإنسان لا بل البشرية وكل الخليقة معذبة من الشيطان، تئن تحت جرح الخطيئة العظيم. إن محب البشرية، الله الأب، مخلص خليقته، اظهر محبته الغير المحدودة. ليس فقط بطريقة التجسد من والدة الإله العذراء مريم ابنة الناصرة، لكن من خلال الإشارات والعجائب، التي تُوجت بأعظم عجيبة قُدمت بالتاريخ كله عجيبة سر الفداء العظيم المقدس، أي فداء البشرية من خلال الصليب الكريم المحيي، والموت فالقيامة بعد ثلاثة أيام.

كذلك العجيبة التي حدثت في هذا المكان المقدس في بلدة قانا الجليل، أي تحويل الماء غالى خمر ، في أولى عجائب المسيح التي من خلال حضور السيد المسيح لحفل العرس الذي كان مدعوّا إليه من صديقه سيمون القانوني. كذلك إعلان المجد الإلهي الذي ظهر بالمسيح بعدة إشارات وأداة مختلفة مرتبطة بمجد لاهوت ومجد ناسوت المسيح، بكلام آخر يتعلق إلى تدشين القيامة من السقوط والفساد في طبيعة بشريتنا المائتة.

في حادثة صُلب الإله-الإنسان المسيح الذي فيه تألم الغير متألم. هنا تمت محكمة الموت، وكذلك محكمة البشرية والعالم من خلال التاريخ كله. بالقيامة، الحياة غلبت الخطيئة والموت، هكذا دُشن ملكوت السموات بقيامة ابن الله ومخلصنا يسوع المسيح. إن الحزن والألم والموت الطبيعي العاملة والمتشبثة في الحياة الأرضية، والمفسد لحياة الإنسان. وجبت لنا بنفس الطريقة، منهج الخلاص والعلاج والنجاة من هذا المرض العضال الا وهو مرض الفساد وقيامته الظافرة التي بها أباد سلطان الموت، وألغى موت الخطيئة مرة إلى الأبد وبشكل تام ونهائي.

كنيسة المسيح التي هي جسد المسيح المقام من بين الأموات هي التي تمثل الشيء قبل حدوثه، فهي تدعونا لمعاينة ملكوت الله مسبقاً فيها. لأنها منظورة وغير منظورة، ملموسة وغير ملموسة، وهي مأكولة وغير مأكولة، ومشروبة وغير مشروبة. هذا ما يظهر بوضوح من خلال سرّ الافخارستيا سرّ المناولة الإلهية، هذا السرّ الذي حدث في خميس الأسرار. هكذا نحن مدعوون لان نشترك ونتحد من خلال هذا السرّ الإلهي بالمسيح المقام من بين الأموات.

” وأقول لكم: غني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديداً في ملكوت أبي” ( متى 29:26 ) . بداية الإشارات أي عجائب المسيح بتحول الماء إلى خمر ( في هذا المكان المقدس في قانا الجليل). هذا يظهر الفرق الشاسع بين ناموس موسى وإنجيل المسيح. إذ أن لعنة الناموس تحول الماء إلى دم. لكن بركة ونعمة الإنجيل تحول الماء إلى نبيذ( أي خمر)، الذي يطابق الحمر الجديد أي ملكوت الله.

قيامة المسيح أيها الإخوة الأحباء هي: ” أنا هو ألفا أو اوميغا، البداية والنهاية لسر التدبير الإلهي( رؤيا 8:1 ) فحقيقة القيامة تتطابق مع حقيقة اليمان بالمسيح يسوع” أنا هو القيامة والحياة، من امن بي ولو مات فسيحيا”.( يو 25:11 )

الإنسان المعاصر في أيامنا هذه أيها الأخوة الأحباء، أي إنسان العوطة، إنسان الطمع والجشع، الإنسان المتمركز حول ذاته، الذي يرفض، ولا يريد أن يواجه حياة الألم والموت.

الديانات الرائجة الأرضية التي أسسها أناس مائتون، وكذلك الفلسفات بألوانها، وأيضا تشكيل الرسوم والفنون، كل هؤلاء يقبلون الموت كأمر طبيعي لا مفر منه، بكلام آخر وللأسف الموت حسب ما يراه هؤلاء هي الحقيقة الوحيدة لديهم وفي إيمانهم المريض هي بداية ونهاية كل شيء.

نحن نسأل ذواتنا أي موت هذا ؟
الموت، هو موت المعصية
هو موت الخطيئة، هذا هو الموت داسه المسيح بموته هو!

الحقيقة الواقعية، هي أن قيامة المسيح من بين الأموات التي اعترف بها الرسول توما بلمسه جنب المسيح الإله- الإنسان. يعبر عنها الرسول بولس الى غلاطية وكذلك لجميعنا أيضاً إذ يقول: ” مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ” ( غلاطية 20:2 ) ويوضح لنا الحكيم بولس قائلا ” عالمين أن المسيح بعدما أقيم من الأموات لا يموت أيضاً، لا يسود عليه الموت بعد” ( رومية 9:6 )

هذا الحدث، حدث حقيقة القيامة التي صار شاهداً حقيقياً لها كل من العذراء مريم والدة الإله، وجميع الذين صُلبوا، شهداء محبة المسيح، الذي يشملهم أيضا قديسنا سيمون القانوي.

فنحن مدعوون أن نصير ليس فقط شركاء، وإنما مبشرين لكل العالم محبة وفرح وقيامة المسيح الغير معبر عنها لتشهد مع الحكيم بولس الرسول وتقول معه: لأعرفه وقوة قيامة.

المسيح قام……. حقا قام.




كلمة غبطة البطريرك أمام اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي

نتقدم لكم جميعاً بالشكر و التقدير لدعوتنا للمشاركة في هذا المؤتمر الهام، كما نود و باسم البطريركية أن نعبّر عن تقديرينا لكل من شارك في هذا اللقاء المتميز، كما نبارك هذا المجهود الكبير و القائمين عليه لأنه يُشكّل خطوة كبيرة في سبيل توحيد كلمة الروم الأرثوذكس في البلاد، و يُنذر بدء مرحلة جديدة من التعاون، و يُنهي قضية استغلال عنوان اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي كمنبر لتسويق الأجندات الشخصية بدون وجه حق.

فاليوم نشهد لشرعية اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي التي إنتُخِبت ديمقراطياً من قبل أبناء كنيستنا الأرثوذكسية و نأمل أن تتشكل أجسام متكاملة معها و معاونة لها في المملكة الأردنية الهاشمية و الأراضي الفلسطينية لما يمثله من انجاز كبير في ظل حملات التحريض الرافضة للديمقراطية و الشرعية. كما نؤكد أن المجلس المختلط يحتاج الى امتداد للروح الايجابية الوحدوية هذه ، فبعد الخطوات الايجابية التي اتخذناها في هذا السياق بقرار من المجمع المقدّس في ايار 2007، فإننا نرى في وحدة الصف الأرثوذكسي المخرج الأمثل لاعادة تفعيله و نعد بالمساندة لايماننا بأهمية تشكيل هذا الجسم و مشاركة الرعية في تحمل المسؤولية.

إن الوجود المسيحي الأصيل في الأراضي المقدسة يواجه العديد من المخاطر، وقد تَضائل عدده خلال القرن الماضي بشكل مؤسف بسبب العديد من العوامل أهمها الحروب و انعدام الاستقرار السياسي و ما تبعه من تدهور اقتصادي و اجتماعي. لكن هذه العوامل لم تُغيير قط من حقيقة أن مسيحيي الأراضي المقدسة و خاصة أصحاب الطريق القويم هم جزء لا يتجزاء من المجتمع و يشكلون عنصر أساسي من تكوين نسيجه لما يمثلوه من فاعلية اجتماعية و حضور متمييز في مختلف مشارب الحياة. وكل ذلك مسنود على تراث و حضارة و ثقافة ممتدة الجذور الى الفي عام قضت. كما أن وجود كنيسة أرثوذكسية قوية و فاعلة يزيد من هذا الزخم المسيحي الذي يتحدى النسبة العددية القليلة، ونقول لكم أن كنيستنا الأم تُطوّر مؤسساتها لدعم هذا الوجود، و الواقع يُثبت أن كنيستنا الأرثوذكسية هي عنوان لكل المسيحيين، و زهرة مدائنهم القدس. و قد أثبت الزمن أننا نمد يدنا لتعاون مع كل من يسعى للحفاظ عليها و على مقدساتها و خاصة الإسلامية و المسيحية. و اليوم نرى البطريركية ناشطةً في مجال حوار الأديان و دعم جميع المبادرات لتحقيق السلام العادل و الشامل في ديارنا المقدسة. و ستظل أبداً متراس الدفاع الأول و الأقوى عن مسيحيي المشرق.

و من بين المخاطر التي تستهدف وجودنا الأرثوذكسي في الأراضي المقدسة هو التهافت الملفت لأفكار و ايديلوجيات غريبة على مجتمعنا بحيث تتستر باسم الانتماء للمسيحية و هي في واقع الأمر غريبة عن معتقداتنا الحقة، وتدخل الى بيوت الناس لتطرح جزيئات الأمور و تحاول أن تَحرف أنظارهم وقلوبهم عمّا هو هام و أساسي في عقيدتنا. ونطلب من الرب أن يحمي أبناء كنيستنا من هؤلاء و أن يعيد من اختلطت عليه الأمور الى حضن الطريق القويم.

ومساهمة البطريركية في تعزيز الوجود المسيحي الأصيل في الأراضي المقدسة ينبع من جوهر رسالتنا للعالم، وهي مبنيّة من الناحية الدينية على تفعيل الحياة الروحية الأرثوذكسية، و من الناحية الدنيوية مبنيّة على فلسفتنا القائمة على ان إصلاح كل شيء في المجتمع يبدأ بالتعليم، ومن هنا كانت الأولوية المتقدمة التي احتلتها مدارس البطريركية الستة عشر في اهتماماتنا التطويرية. ففي فترة وجيزة نسبياً من استكمال بناء وافتتاح مدرسة بطريركية الروم الأرثوذكس في الزرقاء بالأردن، وافتتاح طابق جديد لمدرسة بطريركية الروم الأرثوذكس في مدينة رام الله، ووضع حجر الاساس لبناء مدرسة بطريركية الروم الأرثوذكس الجديدة في بيت جالا، والانتهاء من أعمال الترميم في مدرسة مار متري التابعة للبطريركية المقدسية في القدس، وضعنا حجر الأساس للمدرسة الأرثوذكسية الجديدة بالناصرة. و هذه الأعمال التطويرية التي تتصاحب مع دعم لمؤسسات صحية و اجتماعية عديدة يطول ذكرها. و لم تكن هذه الجهود على حساب واجبنا الرئيسي كقائمين على الأماكن المقدسة المسيحية جمعاء في الأراضي المقدسة و كذلك كمسؤولين أمام الرب على الحفاظ على العقيدة الأرثوذكسية الشرقية، فعملنا على تدشين كنيسة بئر يعقوب في نابلس و الانتهاء من بناء المريسية في مدينة الزرقاء بالأردن و ترميم الكنيسة التاريخية في برقين و استمرار أعمال الترميم في كنيسة جبل ثابور، وتطوير مجمّع كنيسة القديس جورج و بناء مأوى لحماية الفسيفساء في كنيسة الشهيد في مادبا، بالاضافة الى الأعمال المشابهة في الناصرة.

و هذه الأمور تم العمل بها و تحقيق تطورات في مجالاتها في ظل ظروف بالغة الصعوبة و التعقيد. وكان دوماً منكم و من بينكم من مَد يد العون لرفع معنويات القائمين على هذه المشاريع و ساند البطريركية في مواجهة حملات التحريض ضدها، و اختار لغة الاحترام و الحوار لخدمة مصلحة رعيتنا، و لهؤلاء جميعاً كل الشكر والتقدير و نعدكم أن نتواصل لاطلاعكم على حيثيات المراحل الهامة في جهودنا للدفاع عن عقاراتنا الأرثوذكسية لأنكم كنتم و ستبقون سنداً حقيقياً و صادقاً لبطريركيتكم خلال الأوقات الصعبة.

فبطريركية الروم الأرثوذكس و منذ تسلمنّا مسؤولية رئاستها وهي تعيش معركة طاحنة على العديد من الأصعدة. فعلى الصعيد المالي نواجه قلّة في الموارد و تضييق متعمّد على قدرتنا لتجنيد الدعم اللازم لتطوير خدماتنا لرعيتنا و مجتمعنا بشكل أكبر، وهذا التضيّق المتعمد و المحسوب يهدف في نهاية الأمر الى اضعاف كنيستنا و دفعها نحو التراجع. كما لا يِِِخفى على أحد تورط عدد من الأشخاص الذين يدعون انتماءهم للأرثوذكسية في مثل هذه الضغوطات و التضيقات على الكنيسة الأرثوذكسية. و حملة التضييق و التحريض التي تستهدف الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة بشكل عام تحمل جوانب اعلامية ايضاً و يقف خلفها في الخفاء خبراء و متنفذّون يُحركون البعض كأحجار الشطرنج من أجل تشويه صورة الكنيسة و الرعية و الكهنة بمراتبهم المختلفة بمن فيهم البطريرك.

والغريب بالأمر أن العديد من الناس يلتفتون الى الدعاية المفبركة القائمة على تفاصيل الأمور و يتناسون الشؤون الواضحة الكبيرة، فلا يذكر الكثيرون سر تزامن حملات الجهات المعادية للبطريركية و خاصة مجموعات المستوطنين الذين يختبؤون خلف اسماء شركات و مؤسسات مختلفة، مع حملات اعلامية يقودها بعض الذين يدعون انتماءهم للارثوذكسية!!! فحين كان البعض يصدر البيانات للضغط على الحكومتين الفلسطينية و الأردنية لسحب اعترافهما بنا بطريركاً و يشكك في شرعية انتخابنا، كان قادة المستوطنين يجتمعون مع قيادات الحكومة الاسرائيلية و يضغطون عليها لعدم الاعتراف بنا لنفس الأسباب!!! ألم يتسأل أحد عن سبب هذا التوافق؟؟؟ و حين كان البعض يُصدر البيانات الاعلامية لتشويه موقفنا من صفقات باب الخليل و لدفعنا للسقوط في مطبات قانونية يعلمون كل العلم أنها ستؤدي الى ضياع هذه العقارات، كانت الشركات الاستيطانية تُرسل لمستأجري عقارات باب الخليل رسائل استفزازية عبر محامين لزيادة الضغط بالاتجاه الذي يسوق له بعص من يدعي الانتماء للأرثوذكسية. ألم يلاحظ أحد هذا التنسيق التكاملي في المهام!!! و في آخر حلقة من مسلسل التوافق و التزامن: يطالب نفس الاشخاص الذين يدعون الانتماء للكنيسة و الرعية، بل احياناً تمثيلهم بدون وجه حق، أن تقوم البطريركية بالغاء عقد مشروع تل بيوت في نفس الوقت الذي ترفع فيه ثلاث جهات استيطانية دعاوى في المحاكم الاسرائيلية تطلب الشيء نفسه. هل يوجد مثال أوضح من هذا لتروا أن أعداء الكنيسة و قادة التحريض ضدها يتقمصون أوجها” مختلفة و يتحدثون لغات مختلفة، و ينسبون أنفسهم الى مجموعات مختلفة لكن في حقيقة الأمر هم يخدمون الهدف نفسه. ولكل هؤلاء نقول أننا لن نتراجع، و لن يكون لنا سوى مصلحة كنيستنا و رعيتنا هدفا”، و لن نتخلى عن واجباتنا الدينية و الدنيوية التي عاهدنا الله عليها.

و من هنا نبعث برسالة واضحة وهي أننا سنستمر في الدفاع عن كنيستنا و بالتالي الوجود المسيحي في هذه البلاد المقدسة، وأننا لن ندخر جهداً أو مالاً في الدفاع عن أملاكنا الأرثوذكسية، ولن يستطيع مروجو الغوغائية و الضبابية و خَدَمَةُ انفسِهم و اسيادِهم من أعداء الكنيسة عن ايقاف سلسلة النجاحات التي نحققها في مجال انقاذ العقارات، و نعد هؤلاء جميعاً بأن الانتصارات التي حققناها في قضية عقارات باب الخليل في القدس و كان آخرها حماية المستأجريين من ملاحقة المستوطنيين لهم، ستتكرر في جميع المعارك القانونية التي نخوضها ضد من يريد أن يسلبنا و أبناء كنيستنا حقوقنا.

و ليشهد العالم أجمع أنني ولدت فقيراً و سألقى ربي كذلك و أني سأتحمّل التحريض و التأويل و الاشاعات و المؤامرات في سبيل خدمة ربي و حماية كنيستي و رعيتي.

بارككم الله و أبقاكم سنداً للرعية و الكنيسة




البطررك يترأس القداس الإلهي الذي أقيم في كنيسة ميلاد والدة الإله العذراء مريم والتي بُنت في قبل طائفة الروم الأرثوذكس في مدينة سخنين شمال إسرائيل.

غربي 21/9/2009 غربي 8/9/2009
إن مدينة سخنين هي إحدى المدن التي تقع في منطقة عكا شمال إسرائيل. يقطن في هذه المدينة 28.000 نسمة. 1500منهم مسيحيون والباقي مسلمون. ومن بين ال 1500، 700 هم أبناء طائفة الروم الأرثوذكس. مدينة سخنين هي احدي أبرشيات ميتروبولية عكا ألاثني عشر التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس. وبالرغم من عدد إباء الطائفة الأرثوذكسية الصغير استطاعوا بناء وتشيد كاتدرائية عظيمة على شرف ميلاد والدة الإله الكلية الطهارة العذراء مريم بجانب الكنيسة الصغيرة الموجودة التي أصبحت لا تستطيع تلبية جميع التزاماتها الروحية لأبناء الطائفة.

دُعي صاحب الغبطة لترأس القداس الإلهي الأول للكنيسة الجديدة بمناسبة عيد ميلاد والدة الإله العذراء مريم. حيث وصل صاحب لغبطة برفقة عدد من الأساقفة والكهنة في يوم العيد الموافق 8/9/2009. وهناك كان على شرف استقباله رئيس بلدية سخنين السيد مازن غنائم وقدس الأب الايقونومس سموئيل الأب الروحي لطائفة، حيت رافقوا السيارة التي كانت تقل صاحب الغبطة مشياً على الأقدام حتى مدخل الكنيسة.

وفي مدخل الكنيسة كانوا جميع الكهنة ومسئولي ابرشيات المدن والقرى المجاورة حاضرين لاستقبال صاحب الغبطة . وعند المدخل قام صاحب الغبطة بمباركة القاعة المجاورة للكنيسة التي سيقام فيها القداس الإلهي ريثما تنتهي بعد الأعمال والتشطيبات الفنية الصغيرة المتبقية.

شارك صاحب الغبطة في القداس الإلهي كل من متروبوليت البصرى تيموثيوس النائب البطريركي في كنيسة قبرس، ومتروبوليت كابيتولياس السيد ايسخيوس ورئيس اساقفة قسطنطيني السيد اريسترخوس وعدد كبير من الكهنة والمتوحدين وأبناء طائفة الروم الأرثوذكس في المدن والقرى المجاورة والجوقة التي أتت برفقة النائب البطريركي في عكا قدس الارشمندريت فيلوثيوس والتي كانت تنشد وترتل الألحان البيزنطية معبرةً عن المعنى الحقيقي لميلاد والدة الإله العذراء مريم بأنه إعلان مسبق عن خلاص البشرية بتجسد وصلب وموت ربنا وإلهنا يسوع المسيح.

ثم كرز صاحب الغبطة عن هذا العيد قائلاً:-

” هذا هو يوم الرب فتهلّلوا يا شعب. فها إن العذراء خدر النور وسفر كلمة الحياة قد بزغت من الحشا مولودةً. وهي الباب المتجه نحو الشرق. فتنتظر دخول الكاهن الأعظم. فإنها وحدها قد أدخلت المسيح وحده إلى المسكونة لخلاص نفوسنا “.
أيها الأبناء المحبوبون بالرب الفادي يسوع المسيح.

لقد أشرق لنا اليوم فرح كبير فها إن الشعوب تتهلل بمناسبة عيد مولد سيدتنا والدة الإله الكلية القداسة. هذا اليوم الاحتفالي هو يوم مليء بالفرح، لان العذراء هي خدر النور وسفر كلمة الحياة. قد ظهرت وبزغت من الحشا. كما يقول مرنم الكنيسة، بكلمة أخرى إن عيدنا اليوم يتعلق بحادثة فريدة وخاصة ولن تتكرر ثانية في تاريخ البشرية، أي أن هذا الحدث ما هو إلا نزول الكلمة الإلهي على الأرض، ليُصعد البشرية الساقطة إلى السماء.
وكما يقول مرنم الكنيسة: اليوم تبتدئ النعمة ُتثمر آتية العالم بأم الله التي بها تقترن الأرضيات وبالسماويات لخلاص نفوسنا.
إن المرنم لا يُركز في كلمته على سر الإيمان المسيحي فقط، لكنه يُركز أيضاً على سر خليقة الله للعالم، علاقة الإنسان مع الله.
بالإضافة إلى ذلك يُظهر لنا سبب خلقه للإنسان، والهدف الكامن من وراء ذلك، أيضا هدف الإنسان النهائي من خلال نهج حياته بشكل عام.
إن ولادة والدة الإله مريم تكشف لنا ما يلي:
1) إن الكلمة الإلهي ليس أنه غير محسوس وغير ملموس، أو أنه لا يُدنى منه ، او غير مُقترب إليه. لكن الكلمة الإلهي يمكن الاقتراب والدنو منه، لان الكلمة الإلهي ليس شيء خيالي أو شعوري، بل هو مُقترب إليه، ومدنُوٌ منه، إذ هو شخصي له كيان ويمكن رؤيته وجهاً لوجه. وهذا ما يذكره القديس يوحنا اللاهوتي في بدء إنجيله:

” والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لوحيدٍ من الأب مملوءاً نعمة وحقاً” (يو 14:1).

2) الله ليس إله الكراهية والعداوة، لكنه إله المحبة، تلك المحبة التي لا تعرف حدوداً فمحبته للبشرية تجاوزت كل الحدود. وهذا ما نراه في إنجيل القديس يوحنا: ” هكذا أحب الله العالم حتى بذل الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية”.

3) الله هو إله العلاج، والتجلي، وقيامة الإنسان. أي إله إعادة الشركة مع الإنسان مثل الأب في مثل الابن الشاطر، حيث يستقبل ابنه باشتياق أبوي شديد والمليء بالفرح لعودة ابنه الضال.هكذا الله الأب ينتظر رجوعنا إليه نحنُ أولاده، حتى آخر لحظة.

هنا تماماً اعتبار العذراء مريم، التي أصبحت الإناء المُختار الحاوي النعمة الإلهية، وكما ذُكر سالفاً. فإن العذراء مريم والدة الإله الكليِة القداسة قد حّررتنا من حدود الدين الذي صنعه الإنسان بفكره ومنطقه المخلوق والضعيف والواهي والغير صحيح لأنّ الدين الذي انتهجه الإنسان بدءاً هو نتيجة لاجتهاده الشخصي المبني على الاعتقاد الفلسفيّ، ليس كما هو إيماننا المسيحي المبنيّ على الإيمان الحقيقي المُعلن بالمسيح يسوع.

هذه الحرية تخرجنا من النطاق الضيّق والمحدد إلى الأمجاد العلوية، حيث نصل إلى جمال حقيقة المسيح الغير معبّر عنّه.
أيها الإخوة الأحباء.
في نصيحة المرنم ( تهلّلوا يا شعوب ) نحن نفرح باحتفال والدة الإله الكلية القداسة في بلدكم المميز سخنين. لأن هذه المدينة شيّدت كنيسة فخمة لتكريم ميلاد والدة الإله.
لهذا فإن العذراء مريم الكلية القداسة لا تكون فقط الشفيعة والمحامية الروحية، لكنها الشفيعة والمحامية من الناحية الطبيعية أيضاً، وذلك نتيجة لوجود هذا الهيكل الذي يعتبر كتحفة فنية وروحية لمدينتكم، ليس هذا فقط. لكن أيضاً رمزاً للمحبة، والسلام والوئام، والاحترام المتبادل للسكان القاطنين هنا وفي هذه المنطقة جمعاء.
نعمة الروح القدس الذي رفع العذراء مريم لتكون لنا وللجنس البشري شفيعة ومعينة وحامية من غوائل الأعداء المنظورين، الغير المنظورين، هذه النعمة لتُسربلكم جميعاً الآن وكل واوان والى دهر الداهرين آمين.
في نهاية القداس الإله، وبعد توزيع الخبز المبارك (الاولة)، قدم صاحب الغبطة لقدس الأب الايكونومس صالح إيقونة مقدسة لعيد ميلاد والدة الإله العذراء مريم وقدم لقدس الأب يوسف خوري الذي خدم الكنيسة خمسين عام والذي كان حاضرا في القداس الإلهي على الكرسي المتحرك، إيقونة للسيد المسيح. كما قدمت له البلدية درع المدينة.
وبعد القداس الإلهي بارك صاحب الغبطة فرقة الكشافة التي كانت واقفة بجانب الكنيسة ثم توجه إلى القاعة كما تبعه كل من رئيس اللجنة السيد ميشيل غنطوس ، وقدس الأب الايكونومس صالح ، ورئيس بلدية سخنين السيد مازن غنايم وعدد الكهنة ورجال دين من طوائف اخري ، وممثلين عن الشرطة الإسرائيلية وعطوفة شيخ المدينة ورئيس اللجنة التنفيذية وأعضاء المجلس الأرثوذكسي.
وفي القاعة بعد القداس الإلهي مباشرة اعطت هذه المناسبة الأرثوذكسية الاحتفالية بميلاد والدة الإله العذراء مريم الفرصة لممثلي الطرائف المسيحية الأخرى وممثلي الأديان السماوية الأخرى مسلمين واليهود تبادل التهاني والتبركات.
كما قُدم درع تقديري للسيد سعيد خوري لدعمه المادي وتبرعه السخي من اجل بناء هذه الكنيسة.
وألقيت كلمات ترحبيه من قبل عدد من الموجودين وفي الختام خط صاحب الغبطة تحت مفهوم كنيسة أورشليم بأنها كنيسة الأراضي المقدسة التي عاش فيها يسوع المسيح، المتجسد بقوة الروح القدس ومن مريم العذراء المولودة من أم عاقر والتي نحتفل بذكرى عيد ميلادها اليوم.
واكمل صاحب الغبطة قائلاً “إن كنيسة الأراضي المقدسة تجسد في هذه الأرض عمل يسوع المسيح الخلاصي من اجل خلاصنا نحن البشر. ولتكن نعمة ربنا يسوع المسيح دائماً ومع أبناء رعيتنا الأرثوذكسية ومع جميع سكان هذه المدينة مسيحيين إسلام ويهود.
ثم قدم صاحب الغبطة ميدالية القديس قسطنطين إلى كلٍ من قدس الأب يوسف والى رئيس البلدية. أما للمجلس الملي فقد قدم لهم مبلغ 15 ألف دولار أمريكي دعم منه من اجل إتمام أعمال هذه الكنيسة.
وبدورهم قدموا أبناء الطائفة الأرثوذكسية إلى صاحب الغبطة درعاً عبروا فيه عن شكرهم وامتنانهم لدعمه المستمر لهم.
كما قامت فرقة الكشافة بتوزيع مجلة على جميع الموجدين قد أصدرتها، تظهر فيها أعمال وفعاليات صاحب الغبطة الرعوية من يوم انتخابه وفي خلال الأربعة سنين لاعتلائه الكرسي البطريركي.
وفي النهاية أقيمت مأدبة غذاء كبيرة على شرف صاحب الغبطة وبعد ذلك وبدعوى من رئيس البلدية توجه صاحب الغبطة إلى منزله. هناك تكلموا عن العلاقات بين سكان المدينة وبالأخص عن التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين جميع الديانات
مكتب السكرتارية العامة لبطريركية الروم الأرثوذكس في القدس

ميلاد العذراء

” هذا هو يوم الرب فتهلّلوا يا شعب. فها إن العذراء خدر النور وسفر كلمة الحياة قد بزغت من الحشا مولودةً. وهي الباب المتجه نحو الشرق. فتنتظر دخول الكاهن الأعظم. فإنها وحدها قد أدخلت المسيح وحده إلى المسكونة لخلاص نفوسنا “.

أيها الأبناء المحبوبون بالرب الفادي يسوع المسيح.

لقد أشرق لنا اليوم فرح كبير فها إن الشعوب تتهلل بمناسبة عيد مولد سيدتنا والدة الإله الكلية القداسة. هذا اليوم الاحتفالي هو يوم مليء بالفرح، لان العذراء هي خدر النور وسفر كلمة الحياة. قد ظهرت وبزغت من الحشا. كما يقول مرنم الكنيسة، بكلمة أخرى إن عيدنا اليوم يتعلق بحادثة فريدة وخاصة ولن تتكرر ثانية في تاريخ البشرية، أي أن هذا الحدث ما هو إلا نزول الكلمة الإلهي على الأرض، ليُصعد البشرية الساقطة إلى السماء.
وكما يقول مرنم الكنيسة: اليوم تبتدئ النعمة ُتثمر آتية العالم بأم الله التي بها تقترن الأرضيات وبالسماويات لخلاص نفوسنا.
إن المرنم لا يُركز في كلمته على سر الإيمان المسيحي فقط، لكنه يُركز أيضاً على سر خليقة الله للعالم، علاقة الإنسان مع الله.
بالإضافة إلى ذلك يُظهر لنا سبب خلقه للإنسان، والهدف الكامن من وراء ذلك، أيضا هدف الإنسان النهائي من خلال نهج حياته بشكل عام.
إن ولادة والدة الإله مريم تكشف لنا ما يلي:
4) إن الكلمة الإلهي ليس أنه غير محسوس وغير ملموس، أو أنه لا يُدنى منه ، او غير مُقترب إليه. لكن الكلمة الإلهي يمكن الاقتراب والدنو منه، لان الكلمة الإلهي ليس شيء خيالي أو شعوري، بل هو مُقترب إليه، ومدنُوٌ منه، إذ هو شخصي له كيان ويمكن رؤيته وجهاً لوجه. وهذا ما يذكره القديس يوحنا اللاهوتي في بدء إنجيله:

” والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لوحيدٍ من الأب مملوءاً نعمة وحقاً” (يو 14:1).

5) الله ليس إله الكراهية والعداوة، لكنه إله المحبة، تلك المحبة التي لا تعرف حدوداً فمحبته للبشرية تجاوزت كل الحدود. وهذا ما نراه في إنجيل القديس يوحنا: ” هكذا أحب الله العالم حتى بذل الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية”.

6) الله هو إله العلاج، والتجلي، وقيامة الإنسان. أي إله إعادة الشركة مع الإنسان مثل الأب في مثل الابن الشاطر، حيث يستقبل ابنه باشتياق أبوي شديد والمليء بالفرح لعودة ابنه الضال.هكذا الله الأب ينتظر رجوعنا إليه نحنُ أولاده، حتى آخر لحظة.

هنا تماماً اعتبار العذراء مريم، التي أصبحت الإناء المُختار الحاوي النعمة الإلهية، وكما ذُكر سالفاً. فإن العذراء مريم والدة الإله الكليِة القداسة قد حّررتنا من حدود الدين الذي صنعه الإنسان بفكره ومنطقه المخلوق والضعيف والواهي والغير صحيح لأنّ الدين الذي انتهجه الإنسان بدءاً هو نتيجة لاجتهاده الشخصي المبني على الاعتقاد الفلسفيّ، ليس كما هو إيماننا المسيحي المبنيّ على الإيمان الحقيقي المُعلن بالمسيح يسوع.
هذه الحرية تخرجنا من النطاق الضيّق والمحدد إلى الأمجاد العلوية، حيث نصل إلى جمال حقيقة المسيح الغير معبّر عنّه.

أيها الإخوة الأحباء.

في نصيحة المرنم ( تهلّلوا يا شعوب ) نحن نفرح باحتفال والدة الإله الكلية القداسة في بلدكم المميز سخنين. لأن هذه المدينة شيّدت كنيسة فخمة لتكريم ميلاد والدة الإله.

لهذا فإن العذراء مريم الكلية القداسة لا تكون فقط الشفيعة والمحامية الروحية، لكنها الشفيعة والمحامية من الناحية الطبيعية أيضاً، وذلك نتيجة لوجود هذا الهيكل الذي يعتبر كتحفة فنية وروحية لمدينتكم، ليس هذا فقط. لكن أيضاً رمزاً للمحبة، والسلام والوئام، والاحترام المتبادل للسكان القاطنين هنا وفي هذه المنطقة جمعاء.

نعمة الروح القدس الذي رفع العذراء مريم لتكون لنا وللجنس البشري شفيعة ومعينة وحامية من غوائل الأعداء المنظورين، الغير المنظورين، هذه النعمة لتُسربلكم جميعاً الآن وكل واوان والى دهر الداهرين آمين.

الكلمة في القاعة
رئيس وأعضاء بلدية سخنين الكرام

الآباء الأجلاء

ضباط الشرطة المحترمين

مع حفظ الألقاب

أيها الحفل لكريم

إن كنيسة أورشليم أم الكنائس كافةّ ، وتحت رعاية صاحب الغبطة الجالس على الكرسي البطريركي الأورشليمي البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة أورشليم وسائر أعمال فلسطين. تمتلىء اليوم بالفرح الروحي، هذا الفرح نابع من التجديد الروحي المستمر الذي تنتهجه الكنيسة الرومية الأرثوذكسية، فهي محطّّ آمال الكنائس قاطبة، لأنها تتمتع بملكات روحية أصيلة تبتدئ منذ حلول الروح القدس في يوم العنصرة ، هذه الكنيسة العريقة والحقيقية ف إيمانها ما زالت تنشُر تعاليم الإيمان المسيحي بالمسيح يسوع ، فهي الكنيسة التي قال عنها السيّد المسيح :- ( وتكونون لي شهوداً في أورشليم واليهودية والسامرة والى أقاصي الأرض “. فهي الشاهدة الأولى والأخيرة لحقيقة التجسد الإلهي فالصلب فالقيامة. وهي الكنيسة التي تشهد للحق ، هذا الحق الذي لم يشأ أن يسمعه بيلاطس البنطي من فم السيد يسوع المسيح.
إن الكنيسة الرومية الأرثوذكسية التي وضعت بصماتها منذ العصور الكنسية الأولى ، وخاصة في فترة القديسين الملٍكين العظيمين قسطنطين وهيلانة ، اللذين شيدا وبنا الكثير من الكنائس في المزارات الشريفة ، والتي هي تحت رعاية البطريركية الرومية . هذه المسؤولية الجمّة الواقعة تحت كاهل البطريركية الأورشليمية مقرونة بالنعمة الإلهية ، فالسيد المسيح هو الضابط الكل وهو المحامي لكنيسته مُعطياً إياها الطمأنينة حتى وسط التجارب والضيقات “فإن أبواب الجحيم لن تقوى عليها “.
هذا هو منهج الكنيسة في بطريركيتها العريقة، إذ أنها تُجسد تعاليم المسيح بنشر الإيمان وبناء الكنائس كما فعل السابقون.
كذلك اليوم فإنه بفضل عمل البطريركية الدؤوب وبمعاونة أبناء الطائفة هنا في سخنين ومجلسها الكريم الملتفين حول الإيمان الواحد بالمسيح يسوع قد بزغت هذه الكنيسة المقدسة والتي تحمل اسم ميلاد والدة الإله إلى حيز الوجود ، لتكون شعلة مضيئة للقاصي والداني ، وخاصة لأبناء هذه الكنيسة ، فهي ملجئ وطيد يجسد الانتماء الروحي للإيمان المستقيم فكنيسة سخنين أبية بأبنائها ومجلسها وراعيها الموقر الأب صالح خوري والذي يتمتع بأريحية كبيرة ، والمأخوذة من الأب الفاضل والكبير على قلوبنا ألا وهو الأب يوسف خوري التي ما زالت بصماته المنيرة منتشرة حتى يومنا هذا.
هذه الكنيسة هي محطة مهمة وكبيرة من محطات العمل الروحي المتواصل آملين أن تنعكس هذه الأعمال الروحية لما فيه من مصلحة أبناء المدينة والمنطقة، لتزداد فيها روابط الصداقة ، والسلام، والتفاهم ، والتعاضد لما فيه خير الجميع.
نشكر كذلك الشرطة لما قامت فيه من جهود مكثفة لإنجاح هذا الحفل.
وكذلك نُشيد بالذكر هنا إلى كل من ساهم وعمل على إنجاح هذا المشروع الضخم، من المؤسسات العامة والخاصة ” فإن كأس ماء بارد لا يضيع أجره “.
نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الأب وشركة الروح القدس وشفاعة العذراء مريم لتكون مع جميعكم. آمين.

ngg_shortcode_0_placeholder




كلمة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لدى استقباله سيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في دير الروم الأرثوذكس في بيت لحم بمناسبة عيد الميلاد المجيد لعام بتاريخ 7/1/2007

سيادة الرئيس…

ان مدينة بيت لحم الفلسطينية التي ارتبط اسمها مع ميلاد الكلمة المتجسد الذي أتى لكي يكون شمساً للعدل وينشر السلام مخلص العالم السيد المسيح له المجد وكذلك كنيسة القدس أي بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية تستقبلكم اليوم بحفاوة كبيرة في المكان ذاته الذي ولد فيه المسيح أي مغارة الميلاد.

إن مدينة بيت لحم المقدسة التي هي المكان الذي فيه ولد ملك السلام والعدل هي ليست فقط مزاراً عالمياً ومسكونياً ولكنها أيضاً مكان مقدس محلي يرتبط بالسكان المحليين إضافةً الى كونه نموذجاً متميزاً للتعايش بين كافة الطوائف الدينية وصورةً رائعةً للاحترام المتبادل، إذ إن كافة سكان هذه المدينة المقدسة وما حولها بغض النظر عن انتمائاتهم الدينية او المذهبية انهم جميعاً يحتفلون ويعيدون اليوم لعيد مدينتهم بيت لحم.

إن إيمان الكنيسة في سر تجسد كلمة الله هو إيمان واعتقاد لا يرتبط فقط بابنائها ولكن أيضاً بكل المسكونة ذلك لان تعاليم الكتاب المقدس تتحدث عن ان مسألة التجسد لها أهمية كبيرة للبشرية بأسرها لان ميلاد المسيح أتى تعبيراً عن محبة الله للانسان وتكريماً للخليقة بأسرها وهذا يدل أن هذه الهبة الإلهية هي لكافة ابناء البشر بدون استثناء وهذه القيم الروحية هي التي تدعو الى الحرية والعدل التي يحق لكل انسان ان يتمتع بها.

ان لقاءنا اليوم مع سيادتكم لهو بادرة طيبة وان مشاركة سيادتكم اليوم في احتفالات عيد الميلاد مع من اتى معكم من معاونيكم لهي أيضاً بادرة طيبة تُظهر بشكل عملي وقوي وبارز موقف القيادة الفلسطينية الذي ينادي باحترام القيم الديمقراطية والحريات الدينية ومن ناحية اخرى فان لقاءنا هو تجديد لعلاقات تاريخية تراثية بين أبناء الديانات التوحيدية وقد تقوت وترسخت هذه العلاقة بفضل لقاءات القيادات الدينية لاسيما اللقاء التاريخي الذي جمع الخليفة العادل عمر بن الخطاب وبطريرك الروم الأرثوذكس صفرونيوس في القدس.

سيادة الرئيس…

ننتهز هذه المناسبة المباركة لكي نسأل الله لكم الصحة والتوفيق والقوة وطول العمر وكذلك فاننا نتنمى لكم النجاح في نشاطكم القيادي وفي جهودكم الكبيرة التي تقومون بها من أجل وقف كافة أشكال العنف وارساء قواعد السلام والمحبة بين شعوب منطقة الشرق الأوسط وذلك وصولاً الى تحقيق امنياتكم وطموحاتكم الوطنية باقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وكــــــــل عــــــــام وانـتــــم بـخيــــــر.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة بمناسبة سنة اليوبيل لخدمة قدس الإيكونوموس قسطنطين قرمش للكنيسة الأرثوذكسية في المملكة الأردنية الهاشمية

“قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيراً قد وضع لي إكليل البّر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرّب الديّان العادل، وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً”.
(تيموتاوس الثانية 8-7:4)

إن حياة الإنسان على الأرض زمن تجربة كما يقول الكتاب المقدس “أليست حياة الإنسان على الأرض وسيلة تجربة” (أيوب 1:7). إذن، طوبى للإنسان الذي إجتاز حياته خادماً لله وخلاص القريب، بطريقة ما يعلمه فيها الضمير أنه أرضى الله! وهذا هو معنى كلام الرسول بولس الذي سبق وذكرناه، أعني عندما اقترب القديس بولس من نهاية حياته الأرضية متخذاً التأكيد من الروح القدس، انه لم يحرم أحداً معبراً عن شوقه للخيرات السماوية، أي “اكليل البرّ” الذي سيمنحه ربنا يسوع المسيح له في يوم الدينونة، ولكل الذين يرغبون ويهدفون إلى يوم الدينونة، أعني مجيء مجد “ظهور” المسيح.

إذن، نتذكر ونفكر بفرح خاص بالمناسبة السنوية لإتمام خمسين عاماً من التقدمة الكهنوتية والخدمة الليتورجية لقدس الأب قسطنطين قرمش لرعيتنا المسيحية القاطنة في المملكة الأردنية الهاشمية وخاصةً في عمان. فحسب الكتاب المقدس إن اكتمال تسعة وأربعين سنة أي سبع سنين سبع مرات، كان يعني بدء سنة اليوبيل، الذي كان يوافق بعد السنة السابعة، أعني عيد الكفارة والغفران. “لا تزرعوا فيها ولا تحصدوا الحصيد النابت من تلقاء ذاته، ولا تقطفوا عن كرومكم غير المقضوبة، فيها تأكلون مما تُغلّه الحقول من تلقاء ذاتها” (اللاويين 11:25). هكذا ما عدا مغفرة الخطايا والسقطات القانونية التي كانت قد تحددت سابقاً، التي خدمها عيد الكفارة، وبالإضافة إلى ذلك فإن السنة الخمسين أي اليوبيل، كانت تعني من جهة حذف الديون لأناس، أعني فداءهم (كورنثوس الأولى 30:1)، ومن جهة أخرى إيقاف فلاحة الأملاك والحقول. وهكذا حلّ التوازن في توزيع الخيرات والحرية للدائنين والعبيد.

لكن بما أن كل ما كتب في الناموس القديم كتب كي ندركها نحن المسيحيين على أساس الروحانيات “كل ما جاء قبلاً في الكتب المقدسة إنما جاء ليعلمنا كيف نحصل على الرجاء بما في هذه الكتب من العبر والعزاء” (رومه 4:15)، لذا فإن سنة اليوبيل هذه تعني بالنسبة لنا إيقاف أتعاب الحياة الأرضية ومجيء الحياة الأبدية، كما يقول باسيليوس الكبير: “كل هذا أشكال هذا الدهر، الذي يجتازنا محاطاً بالأيام السبعة، التي يصير فيها تسديد الخطايا الصغيرة، طبقاً للإجتهاد الخيّر لسيدنا الصالح”. لذلك إذن، تدعو الكنيسة المقدسية المقدسة إلى عاملها القديم الذي لم يعرف الكلل ولا الملل قدس الإيكونوموس قسطنطين قرمش، الذي وصل إلى ملء خدمته الفاعلة، أن يتوقف عن اتعابه وجهاده الكهنوتي الشاق لمدة خمسين عاماً، قاطفاً ثمار تنمية نفوس المسيحيين.

وإذ أن الكنيسة قد تأسست على التقليد الشريف للكتاب المقدس تكرم بشكل خاص السنة اليوبيلية للتقدمة الروحية لفعلتها الذين ظهروا أمثالاً للتمثل بهم من الكهنة الجدد. قال الرسول بولس: “إقتدوا بي مثلما أقتدي أنا بالمسيح” (كورنثوس الأولى: 1:11). وهؤلاء الكهنة الجدد مدعوون بدورهم لأن يصبحوا فعلة صالحين في كرم المسيح (متى 33:21) حتى يتمتع هؤلاء بثمار المغفرة وبالراحة اليوبيلية ومغفرة سقطاتهم وانبات الفضائل المسيحية في داخلهم، التي يفرح بها رب الحقل (متى 30-24:13، 36-43)، بل ربّ فداء عبده، ربنا وسيدنا يسوع المسيح ومدبروا المؤمنون، الذين يقدمون غداءً روحياً بإجتهاد إلى أعضاء كنيسة المؤمنين (لوقا 24:12) “وعوناً اجتماعياً لجميع إخوانهم البشر بدون تمييز” (فيليبي 5:4).

ندرك نحن أيضاً شرف هذا العمل الكنسي أي اليوبيل، لكي ندعو للأب قسطنطين الذي بإعلانه هذه السنة سنة اليوبيل قد أصبح حراً بالمسيح (غلاطية 4:2) وأصبح شريكاً لمجد الله (بطرس الأولى 1:5) الذي هو ثمر دعوة كل مؤمن (كورنثوس الثانية 18:3) وخاصةً مدبّر أسرار الله (كورنثوس الأولى 1:4)، آمين.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون