كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة بمناسبة سنة اليوبيل لخدمة قدس الإيكونوموس قسطنطين قرمش للكنيسة الأرثوذكسية في المملكة الأردنية الهاشمية

“قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيراً قد وضع لي إكليل البّر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرّب الديّان العادل، وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً”.
(تيموتاوس الثانية 8-7:4)

إن حياة الإنسان على الأرض زمن تجربة كما يقول الكتاب المقدس “أليست حياة الإنسان على الأرض وسيلة تجربة” (أيوب 1:7). إذن، طوبى للإنسان الذي إجتاز حياته خادماً لله وخلاص القريب، بطريقة ما يعلمه فيها الضمير أنه أرضى الله! وهذا هو معنى كلام الرسول بولس الذي سبق وذكرناه، أعني عندما اقترب القديس بولس من نهاية حياته الأرضية متخذاً التأكيد من الروح القدس، انه لم يحرم أحداً معبراً عن شوقه للخيرات السماوية، أي “اكليل البرّ” الذي سيمنحه ربنا يسوع المسيح له في يوم الدينونة، ولكل الذين يرغبون ويهدفون إلى يوم الدينونة، أعني مجيء مجد “ظهور” المسيح.

إذن، نتذكر ونفكر بفرح خاص بالمناسبة السنوية لإتمام خمسين عاماً من التقدمة الكهنوتية والخدمة الليتورجية لقدس الأب قسطنطين قرمش لرعيتنا المسيحية القاطنة في المملكة الأردنية الهاشمية وخاصةً في عمان. فحسب الكتاب المقدس إن اكتمال تسعة وأربعين سنة أي سبع سنين سبع مرات، كان يعني بدء سنة اليوبيل، الذي كان يوافق بعد السنة السابعة، أعني عيد الكفارة والغفران. “لا تزرعوا فيها ولا تحصدوا الحصيد النابت من تلقاء ذاته، ولا تقطفوا عن كرومكم غير المقضوبة، فيها تأكلون مما تُغلّه الحقول من تلقاء ذاتها” (اللاويين 11:25). هكذا ما عدا مغفرة الخطايا والسقطات القانونية التي كانت قد تحددت سابقاً، التي خدمها عيد الكفارة، وبالإضافة إلى ذلك فإن السنة الخمسين أي اليوبيل، كانت تعني من جهة حذف الديون لأناس، أعني فداءهم (كورنثوس الأولى 30:1)، ومن جهة أخرى إيقاف فلاحة الأملاك والحقول. وهكذا حلّ التوازن في توزيع الخيرات والحرية للدائنين والعبيد.

لكن بما أن كل ما كتب في الناموس القديم كتب كي ندركها نحن المسيحيين على أساس الروحانيات “كل ما جاء قبلاً في الكتب المقدسة إنما جاء ليعلمنا كيف نحصل على الرجاء بما في هذه الكتب من العبر والعزاء” (رومه 4:15)، لذا فإن سنة اليوبيل هذه تعني بالنسبة لنا إيقاف أتعاب الحياة الأرضية ومجيء الحياة الأبدية، كما يقول باسيليوس الكبير: “كل هذا أشكال هذا الدهر، الذي يجتازنا محاطاً بالأيام السبعة، التي يصير فيها تسديد الخطايا الصغيرة، طبقاً للإجتهاد الخيّر لسيدنا الصالح”. لذلك إذن، تدعو الكنيسة المقدسية المقدسة إلى عاملها القديم الذي لم يعرف الكلل ولا الملل قدس الإيكونوموس قسطنطين قرمش، الذي وصل إلى ملء خدمته الفاعلة، أن يتوقف عن اتعابه وجهاده الكهنوتي الشاق لمدة خمسين عاماً، قاطفاً ثمار تنمية نفوس المسيحيين.

وإذ أن الكنيسة قد تأسست على التقليد الشريف للكتاب المقدس تكرم بشكل خاص السنة اليوبيلية للتقدمة الروحية لفعلتها الذين ظهروا أمثالاً للتمثل بهم من الكهنة الجدد. قال الرسول بولس: “إقتدوا بي مثلما أقتدي أنا بالمسيح” (كورنثوس الأولى: 1:11). وهؤلاء الكهنة الجدد مدعوون بدورهم لأن يصبحوا فعلة صالحين في كرم المسيح (متى 33:21) حتى يتمتع هؤلاء بثمار المغفرة وبالراحة اليوبيلية ومغفرة سقطاتهم وانبات الفضائل المسيحية في داخلهم، التي يفرح بها رب الحقل (متى 30-24:13، 36-43)، بل ربّ فداء عبده، ربنا وسيدنا يسوع المسيح ومدبروا المؤمنون، الذين يقدمون غداءً روحياً بإجتهاد إلى أعضاء كنيسة المؤمنين (لوقا 24:12) “وعوناً اجتماعياً لجميع إخوانهم البشر بدون تمييز” (فيليبي 5:4).

ندرك نحن أيضاً شرف هذا العمل الكنسي أي اليوبيل، لكي ندعو للأب قسطنطين الذي بإعلانه هذه السنة سنة اليوبيل قد أصبح حراً بالمسيح (غلاطية 4:2) وأصبح شريكاً لمجد الله (بطرس الأولى 1:5) الذي هو ثمر دعوة كل مؤمن (كورنثوس الثانية 18:3) وخاصةً مدبّر أسرار الله (كورنثوس الأولى 1:4)، آمين.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة لسنة 2007

” تعالوا نذهب إلى بيت لحم لنرى هذا الحدث الذي أخبرنا به الرب”
(لوقا 15:2)

إن كانت خليقة العالم وجبلة الإنسان من قبل الله في القديم، تشكّل الأساس لبدء ظهور محبته للإنسان وتحديد العالم والإنسان منذ قديم الزمان بواسطة إبنه الوحيد، فهي أيضاً تُشكّل تتويجاً لهذه المحبة الإلهية.

وإذ تحّرك الله الآب في أواخر الدهور إنطلاقاً من محبته الفائقة نحو جبلة يديه وعدم تحمله رؤيته يتعذب من الشيطان، وقد ظهرت هذه المحبة ليس بالشكليات والرموز فحسب وإنما بواسطة إبنه الوحيد. فالإله ذاته يسوع المسيح يتخذ الجوهر الإنساني دون أن تتغير الطبيعتان الإلهية والإنسانية ليصير إنساناً كاملاً. وهو يتأنس ويتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء. وينزل من السماء آتٍ إلى الأرض، كي يُصعد الإنسان إلى السماء.

حقاً إن هذا السر العجيب والعظيم لتأنس إلهنا الذي بشّر به الملاك في ناصرة الجليل بأنه سيتأنس من الدماء الطاهرة في أحشاء العذراء القديسة والذي تم بولادتها لإبنها البكر في بيت لحم المقدسة وقد ظهر للناس في عهد اوغسطس قيصر في بيت لحم هذه التي ليست الصغرى بين مدن يهوذا (ميخا 2:5) وفي هذه المغارة القابلة الإله وفي تلك الليلة ليلة الإكتتاب لأنه لم يكن هناك مكان في الفندق (لوقا 7:2) بعيداً عن عيون هيرودوسيّ العالم الأقوياء ولكن أمام أعين والدة الإله الطاهرة ويوسف خطيبها وأمام الطبيعة الصامتة غير الناطقة قمطّ مخلص العالم يسوع المسيح واضجع في مذود (لوقا 7:2).

وقد اضيف إلى هؤلاء الشهود أناس آخرون وهم رعاة ساهرون سمعوا الملائكة في السماء يرتلون “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة” (لوقا 14-13:2) وإذ أرسلوا إلى بيت لحم ليروا هذا الحدث الذي أخبرهم به الرب (لوقا 15:2) وغير هؤلاء المجوس أيضاً الحكماء وملوك الفرس (متى 1:2) الذين أتوا يرشدهم نجم من المشرق (متى 2:2) وسجدوا للملك وقدموا له هدايا التقوى ذهباً ولباناً ومراً (متى 9:2-11) وفيما بعد عادوا إلى ديارهم(متى 12:2) غير أبهين بهيرودوس الذي غضب جداً وأمر بقتل الأطفال الأبرار، وقد تأنس المسيح وولد وكان حدثاً بالغ الأهمية وقد تلاه حدث الصليب وقيامته وصعوده وحلول الروح القدس وقد تأسست في أنحاء المسكونة كنيسة واحدة مقدسة جامعة ورسولية. وبالأخص كنيسة أم الكنائس في القدس التي حافظت على هذه الأماكن الشريفة التي ظهرت فيها محبة الله لنا وهي تعمل على المحافظة عليها. فهذه الكنيسة مع رهبانها هي التي أقامت كنيسة باسيليكي ميلاد المسيح وهي تكرز بإيمان للحقيقة التي ظهرت للإنسان وتسجد وتعبد الله باستقامة ايمان.

اليوم في هذه الأوقات الصعبة للأنسانية حيث مظاهر التعصب الديني والعرقي، والعنف، وسفك الدماء، والحرب، والإرهاب فإن كنيستنا تشهد للمسيح معلم السلام المتجسد والمتأنس والذي فيما كان ملفوفاً بالأقماط كان مضطهداً ونادى بالسلام محل العنف والمحبة محل الكراهية، وعمل الخير بدلاً من انكار الجميل مقدماً نفسه ضحيةً شافياً الإنسان من جرحه الكبير. وقد أظهر ذلك كمعالجة وحل للمشاكل البشرية، كهادم للجدار والحاجز الذي يفصل عائلات ومدناً وأمماً وشعوباً بصفته حامي الفقراء والمظلومين والمستغلين والعاطلين عن العمل. وبصفته مغذٍ للجياع وذوي الحاجات. وتتبع الكنيسة بصفتها جسده هذا المثل، تشفي جراح شعبها وجميع الجرحى بلا إستثناء في الجنس أو اللغة أو الدين.

إن رسالة الميلاد هذه نطلقها الى كافة أرجاء الدنيا وخاصةً الى أبناء رعيتنا القاطنين في كل مكان وخاصةً اولئك الذين يقيمون في اراضي السلطة الوطنية الفلسطينية كما ان رسالة الميلاد هذه نوجهها الى كافة أبناء الشعب الفلسطيني هذا الشعب الذي يعيش اوقاتاً حرجة وفي ظروف معقدة وصعبة ومعروفة مع تمنياتنا وادعيتنا بان يمن الرب الإله بالصحة والعافية والتوفيق على سيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لكي يواصل جهوده الهادفة الى تحقيق طموحات شعبه الوطنية من أجل حياة فيها الحرية والإستقلال والعدل والسلام والتقدم والرفاهية، وهي أمور يريدها الله لكل شعب في هذه الأرض.

وكــــــــــــــــــل عــــــــــــــــام وانـتـــــــــــــم بـخيــــــــــــــــر.

الداعي لبنوتكم بالرب الفادي يسوع

ثيوفيلوس الثالث

بطريرك المدينة المقدسة

مدينة بيت لحم المقدسة عيد الميلاد عام 2007

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة بمناسبة سنة اليوبيل لخدمة قدس الإيكونوموس قسطنطين قرمش للكنيسة الأرثوذكسية في المملكة الأردنية الهاشمية

“قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيراً قد وضع لي إكليل البّر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرّب الديّان العادل، وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً”.
(تيموتاوس الثانية 8-7:4)

إن حياة الإنسان على الأرض زمن تجربة كما يقول الكتاب المقدس “أليست حياة الإنسان على الأرض وسيلة تجربة” (أيوب 1:7). إذن، طوبى للإنسان الذي إجتاز حياته خادماً لله وخلاص القريب، بطريقة ما يعلمه فيها الضمير أنه أرضى الله! وهذا هو معنى كلام الرسول بولس الذي سبق وذكرناه، أعني عندما اقترب القديس بولس من نهاية حياته الأرضية متخذاً التأكيد من الروح القدس، انه لم يحرم أحداً معبراً عن شوقه للخيرات السماوية، أي “اكليل البرّ” الذي سيمنحه ربنا يسوع المسيح له في يوم الدينونة، ولكل الذين يرغبون ويهدفون إلى يوم الدينونة، أعني مجيء مجد “ظهور” المسيح.

إذن، نتذكر ونفكر بفرح خاص بالمناسبة السنوية لإتمام خمسين عاماً من التقدمة الكهنوتية والخدمة الليتورجية لقدس الأب قسطنطين قرمش لرعيتنا المسيحية القاطنة في المملكة الأردنية الهاشمية وخاصةً في عمان. فحسب الكتاب المقدس إن اكتمال تسعة وأربعين سنة أي سبع سنين سبع مرات، كان يعني بدء سنة اليوبيل، الذي كان يوافق بعد السنة السابعة، أعني عيد الكفارة والغفران. “لا تزرعوا فيها ولا تحصدوا الحصيد النابت من تلقاء ذاته، ولا تقطفوا عن كرومكم غير المقضوبة، فيها تأكلون مما تُغلّه الحقول من تلقاء ذاتها” (اللاويين 11:25). هكذا ما عدا مغفرة الخطايا والسقطات القانونية التي كانت قد تحددت سابقاً، التي خدمها عيد الكفارة، وبالإضافة إلى ذلك فإن السنة الخمسين أي اليوبيل، كانت تعني من جهة حذف الديون لأناس، أعني فداءهم (كورنثوس الأولى 30:1)، ومن جهة أخرى إيقاف فلاحة الأملاك والحقول. وهكذا حلّ التوازن في توزيع الخيرات والحرية للدائنين والعبيد.

لكن بما أن كل ما كتب في الناموس القديم كتب كي ندركها نحن المسيحيين على أساس الروحانيات “كل ما جاء قبلاً في الكتب المقدسة إنما جاء ليعلمنا كيف نحصل على الرجاء بما في هذه الكتب من العبر والعزاء” (رومه 4:15)، لذا فإن سنة اليوبيل هذه تعني بالنسبة لنا إيقاف أتعاب الحياة الأرضية ومجيء الحياة الأبدية، كما يقول باسيليوس الكبير: “كل هذا أشكال هذا الدهر، الذي يجتازنا محاطاً بالأيام السبعة، التي يصير فيها تسديد الخطايا الصغيرة، طبقاً للإجتهاد الخيّر لسيدنا الصالح”. لذلك إذن، تدعو الكنيسة المقدسية المقدسة إلى عاملها القديم الذي لم يعرف الكلل ولا الملل قدس الإيكونوموس قسطنطين قرمش، الذي وصل إلى ملء خدمته الفاعلة، أن يتوقف عن اتعابه وجهاده الكهنوتي الشاق لمدة خمسين عاماً، قاطفاً ثمار تنمية نفوس المسيحيين.

وإذ أن الكنيسة قد تأسست على التقليد الشريف للكتاب المقدس تكرم بشكل خاص السنة اليوبيلية للتقدمة الروحية لفعلتها الذين ظهروا أمثالاً للتمثل بهم من الكهنة الجدد. قال الرسول بولس: “إقتدوا بي مثلما أقتدي أنا بالمسيح” (كورنثوس الأولى: 1:11). وهؤلاء الكهنة الجدد مدعوون بدورهم لأن يصبحوا فعلة صالحين في كرم المسيح (متى 33:21) حتى يتمتع هؤلاء بثمار المغفرة وبالراحة اليوبيلية ومغفرة سقطاتهم وانبات الفضائل المسيحية في داخلهم، التي يفرح بها رب الحقل (متى 30-24:13، 36-43)، بل ربّ فداء عبده، ربنا وسيدنا يسوع المسيح ومدبروا المؤمنون، الذين يقدمون غداءً روحياً بإجتهاد إلى أعضاء كنيسة المؤمنين (لوقا 24:12) “وعوناً اجتماعياً لجميع إخوانهم البشر بدون تمييز” (فيليبي 5:4).

ندرك نحن أيضاً شرف هذا العمل الكنسي أي اليوبيل، لكي ندعو للأب قسطنطين الذي بإعلانه هذه السنة سنة اليوبيل قد أصبح حراً بالمسيح (غلاطية 4:2) وأصبح شريكاً لمجد الله (بطرس الأولى 1:5) الذي هو ثمر دعوة كل مؤمن (كورنثوس الثانية 18:3) وخاصةً مدبّر أسرار الله (كورنثوس الأولى 1:4)، آمين.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة بمناسبة أحد الآباء الأجداد في بيت ساحور الأحد الموافق 24/12/2006

“لقد زكّيت بالايمان الآباء القدماء، ولهم سبقت فخطبت البيعة التي من الأمم، فليفتخر القديسون بالمجد، لأن من زرعهم أينع ثمر حسيب، وهو التي ولدتك بغير زرع، فبنو سلافهم أيها المسيح الإله إرحمنا”.

إن نجم المجوس، أعني، حسب يوحنا الذهبي الفم الشريف قد جمعنا الروح القدس جميعاً إكليروساً وشعباً في هذا المكان أي في قرية الرعاة الساهرين، كي نكرم من جهة ذكرى الآباء الأجداد القديسين لكلمة الله الوحيد بالجسد والآب ربنا وإلهنا يسوع المسيح ومن جهة أخرى لنحتفل في تقدمة السر العظيم للتدبير الإلهي، سر ميلاد مخلصنا يسوع المسيح في مغارة بيت لحم، التي نصبت فوقها نجمة الروح القدس.

لقد حدد آباء الكنيسة ومعلموها عيد الآباء الأجداد القديسين أي الآباء الأجداد لميلاد ربنا يسوع المسيح بالجسد، كي يوضحوا سر تجسد الإله الكلمة الذي اتخذ مكاناً في المكان والزمان مظهراً بنفس الوقت مجيء مخلصنا المسيح التناسلي، وكذلك تدخل الإله في تاريخ العالم، العالم الذي بسبب سقوط آدم خسر الإشتراك في الفردوس مع الإله الحقيقي وأهله محل بواسطة أصنام الضلال والكذب حتى أنه بدلاً من أن يعبد الخالق كان يعبد المخلوقات.

هذا ما يؤكد عليه تماماً كاتب تسابيح كنيستنا، مشيراً إلى الآباء الأجداد، وخاصةً ابراهيم الذي بُرّر وأصبح رئيس جنس الشعب الجديد، شعب الله، نظراً لإسقاطه الأصنام وإيمانه بالإله الواحد الحقيقي. وبالإضافة إلى ذلك الآباء الأجداد القديسون الذين هم وبواسطتهم ظهر في وسط العالم شعب الله الجديد، الذي سيكوّن الكنيسة كعروس للعريس المسيح. هذا ما يوضحه كاتب التسابيح تماماً عندما يقول: “خطبت البيعة التي من الأمم”. أما كنيسة الله هي هي جسد المسيح الذي نحن جميعاً لابسين المسيح بالمعمودية (غلاطية 27:3) ونحمل خاتم هبة الروح القدس للمسيح.

كما يقول كاتب التسابيح “فليفتخر القديسون بالمجد” لأنه “من زرعهم” أي من الشجرة ذاتها: “أينع ثمر حسيب”. ويتساءل أحدنا: “ما هو هذا الثمر الحسيب؟” هو “الوالدة بلا زرع” أعني الدائمة البتولية مريم إبنة جدي الإله يواكيم وحنه التي أصبحت أماً للإله، لأنه من دمائها العذرية الطاهرة تجسد وصار إبن وكلمته إنساناً تاماً.

أيها الإخوة الأعزاء…

تفتخر اليوم الكنيسة المقدسية المقدسة ومعها يفتخر جميع القاطنين هنا بصفتنا أعضاء متواضعين فيها، لأنه بتأنس الله وكلمته ربنا يسوع المسيح أصبحنا شركاء لا لرعاة هذه القرية الساهرين الذين أصبحوا شهود عيان وسمع ببشارة ميلاد الطفل الجديد الإله قبل الدهور مرتلين: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة” (لوقا 14:2) لا بل أيضاً سفراء لمجد الآباء الأجداد الذين سبقوا وقالوا وأعدوا بإيمانهم وأعمالهم سر خلاص الإنسان العظيم.

أيها الإخوة الأحباء…

إن عيد هذا اليوم والإحتفال الذي نقيمه تكريماً للآباء الأجداد القديسين يدعوا اكليروساً وشعباً كي نعد أنفسنا بواسطة الإنتقال إلى مغارة مدينة بيت لحم المجاورة كي نسجد لمخلصنا يسوع المسيح مقدمين هدايانا. الهدايا التي ينتظرها إبن الآب وإبن العذراء مريم هي المحبة وسلام المسيح الذي يصبح مُدزكا ليس كرازة وفطرياً، بل فعلياً بإشتراكنا في الحياة السرية للكنيسة وبشكل خاص بإشتراكنا الفعلي والعامل في حياة الكنيسة. سندرك وسنصبح شركاء لسر تأنس الله الكلمة الذي هو مجد الله في السماوات وسلام الإبن وكلمته ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على الأرض.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في حفل الاستقبال الذي اقيم على شرف غبطة رئيس أساقفة براغ ومتروبوليت سائر تشيكيا وسلوفاكيا كيريوس كير خريستوفوروس الأحد الموافق 12/11/2006 (بعد القداس الإلهي في قاعة البطريركية)

أخانا صاحب الغبطة رئيس أساقفة براغ ومتروبوليت سائر بلاد تشيكيا وسلوفاكيا كيريوس خريستوفوروس…
لقد اقمنا خدمة القداس الإلهي بكل ورع ورهبة وجلال وذلك في المكان المقدس الذي فيه صلب ودفن وقام ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح وذلك في كنيسة القيامة المقدسة وقد مُنحنا البركة والتقديس لحياتنا بواسطة تناولنا لجسد ودم المسيح الكلمة وها نحن الآن قد صعدنا بكل فرح وسعادة وابتهاج الى هذه القاعة التاريخية لبطريركيتنا المجيدة.

وفي هذه القاعة نواصل ونستمر في التواصل الكامل الذي ابتدء في القداس الإلهي ونخاطب بعضنا بعضاً بروح المحبة والحقيقة مؤكدين باننا سنبقى في رباط السلام في المسيح وسنعطي شهادةً حقيقيةً للناس بثمار طيبة كثيرة وهي عبارة عن الأعمال الصالحة التي ترتبط بايماننا ورجاءنا.

إن بطريركية القدس التي هي شاهدة ومحافظة على المزارات المكرمة التي ترتبط بالحضور الأرضي لربنا يسوع المسيح وهي الراعي الصالح للبيعة المسيحية المباركة تؤكد نيتها الصادقة وموقفها الذي لا يتبدل أنها ستبقى دائمةً مساندةً ومساعدةً ومتضامنةً في كل شيء وفي كل آن الى جانب الكنيسة الشقيقة كنيسة سائر تشيكيا وسلوفاكيا التي رئيسها نستقبله اليوم بفرح وابتهاج كبيرين كزائر كبير ومميز ومحبوب جداً وهنا تود بطريركيتنا أن تؤكد وحدتها الكاملة مع كافة الكنائس الأرثوذكسية في العالم.

إنا نشكر الهنا القدوس المثلث الأقانيم الذي اهلنا أن تنواصل معكم بفرح وابتهاج في هذه الزيارة السلامية ونسأله تعالى أن يقوي كنائسنا كافةً في عالمنا هذا في مسيرتها الرسولية لمجده تعالى ورفع شأن الأمة الأرثوذكسية الرومية المباركة.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون