كلمة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في حفل الإفطار الذي اقيم بمناسبة شهر رمضان المبارك القدس فندق الأمبسادور الاثنين 16/10/2006

السيدات والسادة …،
أيها الحفل الكريم …،

إننا نجتمع اليوم حول هذه المائدة بمناسبة صوم شهر رمضان المبارك وإننا نعتبر بأن لقاءنا هذا في هذه المناسبة الطيبة لهو أجمل تعبير عن وحدتنا وتواصلنا في هذه المدينة المقدسة، هذه المدينة المباركة مدينة القدس الشريف التي تحتضن الديانات التوحيدية وهي خير نموذج متميز وفريد للحضور المشترك والتعايش بين كافة المنتمين الى الديانات والطوائف المتعددة، وأعني بذلك الديانات التوحيدية الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية. وإن لقاءنا هذا هو لقاء المحبة والرغبة الدائمة في التواصل والتعاون، وإن لقاءً روحياً كهذا يجعلنا نؤكد إيماننا وإعتقادنا بوجود الإله الواحد والأحد الذي نؤمن به جميعاً علماً بأن هنالك أساليب وطرق متعددة للعبادات فأساليب العبادة كثيرة ومتنوعة ولكن المعبود هو الإله الواحد الذي لقوته لا حدود وكذلك لمحبته للبشر لا حدود أيضاً.

إن فضائل الصوم تنادي بها كافة الديانات التوحيدية وهو من القيم الكثيرة والقواسم المشتركة التي يعبر فيها المؤمنون عن إيمانهم ومحبتهم لله.

وإن فضائل الصوم كثيرة جداً ولعل أهم ما يجب إبرازه وتأكيده هو أن الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله عليه ألا يكون متعلقاً بالأمور المادية والآنية فحسب وإنما أيضاً بالأمور الروحية ذلك لأنه كما يقول الكتاب المقدس: “ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله”.

إن كلمة الله المدّونة في الكتاب المقدس هي الغذاء الروحي الحقيقي وإننا نعتقد بأن للصوم أهميةً عميقةً وأساسيةً في حياة الإنسان الإيمانية بغض النظر عن الطريقة والأسلوب الذي يمارس بواسطته المؤمنين الصوم في حياتهم وكذلك فإن الصوم هو الذي يهيء النفس البشرية لكي تدخل إليها كلمة الله مبعدةً إياها عن كل إثم وخطيئة ومصعدةً إياها إلى فوق حيث الخيرات السماوية.

إن بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس تشكر من بادر وأعد وساهم من أجل إنجاح هذا اللقاء الأخوي الذي يلتقي فيه أبناء مدينة القدس مسلمين ومسيحيين كما ونحي ونشكر كل من أتى وحضر ولبى الدعوة لحضور هذا الإفطار ونسأله تعالى وهو الإله العلي القدير إله السلام والمراحم أن يمن علينا جميعاً بالغذاء الروحي والسلام الحقيقي سلام الله سائلينه تعالى أن يتحقق السلام في أرض السلام وفي بلادنا المقدسة.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




بسم الآب والإبن والروح القدس

الإصحاح السادس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس تقول: “أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم، الذي لكم من الله، وأنكم لستم لأنفسكم؟… فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي الله”.

والصيام هو تمجيد الله في الجسد، وهو أيضاً جزء من العبادة تنمو فيه الروح. والصيام ليس فقط الإمتناع عن الطعام والشراب، فالصيام بمفهومنا الأرثوذكسي هو الإمتناع عن ما هو دنيوي وتكريس حياتنا لما هو لله.

وفي الصيام نعمةٌ من الله، ويقول القديس نيقولا “عندما يكتشف المرء النعمة التي تأتيه عبر الصيام، فإنه سيسعى لأن يصوم أكثر وأكثر، والنعمُ التي تأتي عبر الصيام لا حصر لها”.

واليوم وعلى مأدُبة الإفطار هذه في شهر الصيام لدى إخوتنا وأخواتنا المسلمين نؤكد على ضرورة تكريس حياتنا لله وعلى تحقيق مشيئته وشكره وتمجيده على نعمه الكثيرة. وما أفضل من مدينة القدس لإطلاق رسالتنا هذه. مدينة الأنبياء، ومنبع الحضارات، ورمز التعايش المسيحي – الإسلامي بجميع بني البشر. فعلاقاتنا الأخوية، التي أسّسها الخليفة عمر بن الخطاب والبطريرك الأرثوذكسي صفرونيوس من خلال العهدة العمرية تتجسد يومياً بوحدة همومنا، ووحدة آلآمنا، ووحدة طريقنا نحو مستقبل أفضل لأجيال قادمة تنعم بزمن خيرٌ من زمننا، زمنٌ يحل فيه السلام والخير على جميع أبناء البشر في هذه البقعة المقدسة من الأرض التي إختارها الله مدينةً لأنبيائه.

إنه من هذه المدينة فقط ينبعث السلام الدائم، فمتى نعمت القدس بالسلام، نعم العالم به، ومتى إضظربت القدس، إضطرب العالم. كيف لا وهي مهد الديانات؟ يؤلمنا ما تعاني منه القدس اليوم، ويؤلمنا ونحن نرى أن البعض يعاملها وكأنها ورقة مفاوضات أو مساومات، ويؤلمنا ونحن نراها تتمزق أمام أعيننا تحت أقدام الفاسقين. وليس هناك إلا طريق واحد لإنقاذ القدس من معاناتها وخلاصنا من آلآمنا وهو طريق الله. وطريق الله يكون بتكريس حياتنا له وبتحقيق مشيئته بالمحبة والتآخي ونبذ الفتن ووأدُها وتعاملنا مع بعضنا البعض كإخوة أتوا من رحم واحد، كل قلبه على الآخر، وكلٌ يعمل لما فيه خير الآخر وحينها فقط ننقذ القدس من آلآمها وننقذ أنفسنا من شر أنفسنا، وفي هذا الشهر الفضيل ومن قلب المدينة المقدسة، نطلق صرحة المحبة والسلام. لعلنا نحتفل العام القادم وقد زالت آلآمنا بفضل الله الكريم.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




“طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن . نعم ، يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعون” (رؤيا يوحنا اللاهوتي 13:14)

تصحب أخوية القبر المقدس بأسرها وكافة رعية البطريركية المقدسية ، وخاصة في الأردن متأثرة تأثراً بالغاً إمّا شعورياً أو عقلياً رفات أخينا الدائم الذكر والمساهم معنا في الخدمة الإلهية رئيس أساقفة كيرياكوبولس السيد سلسفستروس .

الآن يسير أخونا الغالي ، جسد من جسد جسم المسيح ، جسم البطريركية المقدسية المتألمة، نحو الديار الأبدية ، لكي إذا ما واجه وسجد لسيد الجميع وربهم ، يتخذ القرار لترتيبه في مصاف الأبرار والقديسين . وفيما نشيع نحن الإناء الخزفي (كورنتوس الثانية 7:4) للجسد البشري للأخ سلفستروس إلى مسكنه الأرضي الأخير ، ملائكة الرب تصحب السيد رئيس الكهنة ، لتعينه في اللحظة الحرجة ، لحظة ما بعد الموت ، والتي بها تدان نفس جميع الراقدين مواجهة في المستوى الروحي كل ما فعلته في الحياة المواقته . لذلك إذ نأتي نحن إلى المراسيم النهائية نرغب في إظهار مشاعر المحبة بالمسيح الروحية والإحترام نحو المائت . كي نبرهن فعلياً الشهادة الحسنة التي نقلها سلفستروس بالنيابة عن الكنيسة وكل الذين عرفوه بتواضعه وحشمته .

إن السيد سلفستروس المعروف عالمياً بإسم سيمون جبرا الفار ، إبن بيروت المسيحية ، إذ إشترك حسناً بالتربية اللاهوتية في كلية البلمند وتعلم اللغة اليونانية في أثينا ، إنضم إلى أخوية القبر المقدس سنة 1988 ، وإذ أصبح كاهناً في السنة ذاتها ، إرتقى بسرعة إلى عرش رئاسة الكهنوت السامي ، كأسقف ليامنيا سنة 1993 . إن ظهوره المحتشم ، الذي جعله دائماً محبوباً ممن عرفوه لأول مرة ، قاده للإرتقاء إلى أن يصبح رئيس أساقفة كيرياكوبولس قبل عشر سنوات في صيف سنة 1996 . وبكل أسف نحرم الآن من رئيس أساقفة كيرياكوبولس الذي عندما كان في أوج إمكاناته إستطاع أن يقدم الكثير إلى الكنيسة المقدسية ، المفتقرة إلى مثل هؤلاء الرجال . لكن “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” إن ربنا وملكنا لا يمكن أن يقع عصفور على الأرض بدون إرادته (متى 29:10) ، أراد أن ينقل أخانا رئيس الكهنة إلى فردوس الراحة ، إلى القدس الأبدية ، أرض الميعاد الوحيدة ، طالما زاره بواسطة عذاب المرض الأليم . ولذلك ، أيها الإخوة الأحباء ، نستطيع جميعاً ونحن حزانى لفقدان المنتقل عنا أن نرى تطاول الفئات البشرية ، طالما لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم ، عارفين بفكر الآباء القديسين بأن المرض اللا إرادي يصبح عذاباً من أجل المسيح لمن يقاسي منه وعلى الرجاء نوجه أقوال الكنيسة إلى أخينا “مغبوطة الطريق ، التي تسلكها اليوم لأنه أعدّ لك مكان الراحة” .

ماذا سنقول أيضاً ؟ إذ نصمت بتميز ومحبة أخوية طيلة صلبه فإنه الآن ينتظر منا تقبلن رفاته بصمت أيضاً وبألم أن ندعو إليه بالقيامة المرغوبة والأبدية مع ملكوت الرب ، حيث سيمجد “المتطلعون إلى الصليب والتابعين له بإيمان” لأنه “يزرع جسماً نفسياً ، ويقوم جسماً روحياً” (كورنتوس الأولى 44:15) ، حيث لا وجع ولا غم ولا تنهد بل حياة أبدية ، “عندما يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم” (متى 43:13) .

ليكن ذكرك مؤبداً يا أخانا المطوب والدائم الذكر .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الكلي الطوبى والجزيل الاحترام في حفل الاستقبال الذي اقيم بمناسبة تدشين كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة مرج الحمام عمان الجمعة 11 آب 2006

“لقد ظهرت الكنيسة سماءً كثيرة الأنوار تنير كل المؤمنين . ونحن في وقوفنا الآن فيها نصرخ قائلين ثبت يارب هذا البيت”

بنعمة الله تم اليوم تدشين كنيسة جديدة في المملكة الاردنية الهاشمية والكنيسة عندنا هي مكان ينبعث منه النور الذي ينير طريق كل انسانٍ يتطلع الى الحياة الأبدية ، وان كنيسة القدس المعروفة ببطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية تعبر عن افتخارها واعتزازها مسيحياً لانها كانت في كل آنٍ وزمان القوة الناقلة والمانحة للنور ، انها المحافظة على نور محبة المسيح ونور محبة الانسان ونور الاحترام المتبادل ونور محبة الوطن .

وان الينبوع الحقيقي لهذا النور هو الاماكن المقدسة التي مركزها اورشليم الباقية دائماً وابداً مدينة للنور الذي لا يغرب الذي يرتبط بقيامة المسيح المجيدة ، وإن كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة المدشنة اليوم لهي تأكيد واشارة الى ما تقوم به بطريركيتنا من أعمال ونشاطات روحية خلاقة ترسيخاً للقيم الروحية والدينية والانسانية في كل الأزمنة والاوقات وانها بهذا انما تؤكد أهمية احترام الانسان وتبرز العلاقة الوثيقة بين الاكليروس والشعب وبين الراعي والرعية وبين الكنيسة وأبناءها الذين يظهرون ارتباطهم وولائهم لكنيستهم الام ويعبرون عن هذه المحبة بوسائل عدة من بينها المساعدة على بناء وتشييد الكنائس وتشيد هذه الكنيسة هو خير مثال على ما نقول .

اننا نتوجه بشكرنا الى السيد الفاضل سعيد خوري الذي قدم مشكوراً تبرعه السخي من أجل بناء هذه الكنيسة وعن أولئك الذين يحبون بيت الرب ويسعون لاظهار الكنيسة بشكل لائق نقول في دعائنا في نهاية القداس الالهي : “بارك يارب الذي يحبون بهاء بيتك” .

ان كافة الضعفات البشرية والتحديات والعثرات لن تقف حائلاً أمام الكنيسة في تأدية رسالتها ولن تنتقص من مكانتها واهميتها كمؤسسة عريقة داعية الى الوحدة والسلام ، انها مؤسسة مبنية على المحبة لانها ترى الناس كافةً دون تمييز على انهم مخلوقون على صورة الله ومثاله وانها تعلم وتنادي بأن الهنا واحد هو وهو الاله المثلث الاقانيم ، وانها مؤسسة تدعو للسلم لان رسالتها نابعة من سلام المسيح وليس من سلام الناس والمسيح هو ذاته الذي صلب وقام من أجل خلاص البشرية ، وبإسم المسيح أخذ العالم السلام في عهد الاباطرة العظماء والملكين المحفوظين من الله القديسين العظيمين قسطنطين وهيلانة شفعي هذه الكنيسة المقدسة .

اننا نرفع نخب حضرة صاحب الجلالة الهاشمية مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله والعائلة الهاشمية الماجدة سائلين لجلالته الصحة والعافية والقوة وطول العمر .

كما نرفع نخب كافة الذين تبرعوا وساهموا ودعموا من أجل بناء هذه الكنيسة ونذكر الوكلاء وجميع من مد يد العون والمساعدة شاكرين إياكم على حضوركم احتفال التدشين الذي أقمناه اليوم وهو حدث تاريخي بإمتياز .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




عظة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في القداس الإحتفالي الكبير الذي أقيم في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في منطقة مرج الحمام بمناسبة تدشينها ، عمان الجمعة 11 آب 2006

“لما وافى الكلمة بالجسد وأقام بيننا . أما ابن الرعد فقد كتب بالهامٍ يقول لقد عاينا جليا المجد الذي كان للابن من الآب بنعمة الحق . واما نحن الذين اقتبلناه بايمان فقد اعطانا كلنا سلطاناً ان نكون أبناء لله . وقد اعيدت ولادتنا لا من دم ولا من مشيئة لحم بل من الروح القدس . فنمونا وشيدنا بيتاً للصلاة . فنهتف قائلين ثبت يا رب هذا البيت”

أيها الأبناء الروحيون المحبوبون بالرب ،

بهذه الكلمات يصف كاتب الترانيم الالهية في كنيستنا المقدسة كم هي الحاجة كبيرة والاهمية بالغة لكي تدشن الكنائس التي يعتبر تكريسها لكي تكون كنيسة ومكاناً يخصص للعبادة والتقديس ، ان الاله الكلمة وروحه القدوس المحيي المنبثق من الآب ليسوا محصورين في زمان او مكان معين ولعل ما يقوله كاتب المزامير هو تأكيد على هذا الاعتقاد إذ يقول : “للرب الارض وما عليها الدنيا والمقيمين فيها” (مزامير 1:32) ، وإن الاحداث الخلاصية المتمثلة بظهور حقيقة الاله الآب في العهد القديم وكذلك ظهور الحقيقة الكاملة في العهد الجديد بواسطة مجيء المسيح الذي هو آدم الجديد ، إن هذه الاحداث ليست مقصورة في مكان أو زمان معين ذلك لان الله فائق العظمة والقوة والقدرة والادراك .

إن المكان الذي ظهر فيه المسيح متأنساً يعتبر مكاناً عظيماً بأهميته ومكان يليق به كل خشوع وورع إذ فيه نعمة كبيرة وتقديس من لدن الرب انه مكان نار ذلك لان الروح القدس الذي انسكب على التلاميذ والرسل الاطهار في يوم العنصرة الخمسيني نزل عليهم بشكل ألسنة نارية وذلك في العلية وهذا الروح القدس الذي نزل على التلاميذ بصورة ألسنة نارية جعل الجميع قادرين على ان يكونوا ابناءً لله ، فالروح القدس هو الذي فعاليته تعطي امكانية ان يصبح المرء ابناً لله فهو الروح الذي يحفظ ويوحد الكنيسة التي هي بيت لله الآب ولإبنه الكلمة ، وهو بيت ثابت مقام فوق هذه الارض وكذلك فإن كافة الذين يتقدمون في الحياة الروحية بفضل نعمة الروح القدس الذين منحت لهم في المعمودية المقدسة هم أبناء الله .

إن الكنيسة هي أيضاً مكان نهتف فيه نحو الله بالادعية والصلوات بكل ورع وتقوى والتماس للنعم والبركات لأننا في داخلها نهتف كما هتف داوود نحو الله طالبين وسائلين ان يستمع الى صوتنا كما يقول صاحب المزامير : “يارب اليك صرخت فاستمع لي” (مزامير1:14) وكذلك فان إحدى الترانيم تقول لنا : “لقد دل المسيح على خباء الشهادة . وموسى المتأله العقل نصبه في الأرض . وسليمان كرس بناء الهيكل بالذبائح . أما نحن فلنؤمن بأروشليم الجديدة عن ايمان . فنسبح تسبيحاً داودياً الهياً للذي صلب عنا . طالبين غفران كل ما ارتكبناه من الخطايا” .

أيها الأبناء الروحيون ،
كوننا أعضاءً اصلاء في جسد كنيسة المسيح ولا سيما اننا قد ختمنا بختم موهبة الروح القدس عندما منحنا سر الميرون المقدس ولذلك فإننا اليوم نقوم بتدشين هذه الكنيسة المقدسة التي تحمل اسم القديسين العظيمين المتوجين من الله والمعادلي الرسل قسطنطين وهيلانة ، وإن هذه الكنيسة إذ تدشن اليوم فانها قائمة على قاعدة متينة للكنيسة قوامها المسيح الرب وذلك بشفاعات القديسين العظيمين قسطنطين وهيلانة ، وإن هذه الكنيسة إنما تقدست وتباركت لان الروح القدس انسكب عليها بواسطة مسحها بالميرون المقدس الذي تصفه الترانيم الالهية : “لقد قدست أيها الرب يسوع كنيستك على الأرض بروحك القدوس لانك اليوم مسحتها بزيت الابتهاج” .

الأبناء الاعزاء ،
إننا نرفع تمجيداً وشكراً من الأعماق لالهنا القدوس الذي حبانا اليوم بهذا الفرح الروحي وأعطانا فرصة ان نستمتع على الأرض بنعمه العظيمة الفائقة الطبيعة ببركات وشفاعات سيدتنا والدة الاله الدائمة البتولية مريم سيدتنا أجمعين .

إننا نسبح ونقدم الشكر لالهنا القدوس المثلث الاقانيم على ما أغدقه علينا من نعم وبركات لاسيما بناء الكنيسة هذا الجميل الذي بني بالسواعد تكريماً للقديسين قسطنطين وهيلانة وإننا نشكره تعالى لانه جعل هذا البيت مكان تقام فيه الخدم الالهية كافةً لا سيما خدمة القداس الالهي وذلك في هذه البقعة المباركة من الأرض التي هي اردننا الحبيب وفي منطقة مرج الحمام حيث الأرض والانسان ينعمون بالكرامة والحرية الكاملة حيث يتمتع سائر المؤمنين بحرية كاملة في تأدية واجباتهم الروحية وذلك بفضل الرعاية الحكيمة والقيادة الفذة لهذا الوطن الحبيب المتمثلة بجلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله .

الأبناء الأعزاء ،
لقد أصبحنا اليوم شهوداً ليوم احتفالي كبير تم فيه تدشين هذه الكنيسة المقدسة وتكريسها للمسيح ونحن بهذا أيضاً مدعوون من أجل أن نكرس ذواتنا وانفسنا روحياً بواسطة التوبة الحقيقية والتواضع القلبي ، وهكذا يمكننا أن نكون شركاء في نعمة الروح القدس الذي به وبواسطته يكون ملكوت الله على الأرض بواسطة المسيح المخلص الذي له القوة والمجد الى دهر الداهرين ، آمين .