كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث القداس الإلهي الإحتفالي في كنيسة الفحيص الأحد 23 تموز 2006

لقد ارشدتنا اليوم نعمة الهنا القدوس المثلث الاقانيم الى هذه الارض المباركة أرض الاردن الحبيب حيث تتميز مدينتكم الفحيص بنضارتها واخضرارها واشجارها المثمرة المليئة بثمار الايمان .

اننا نسجد ونمجد ونسبح الهنا الذي حبانا نحن البشر واسبغ علينا بنعمه وبركاته “لكي ندوس العقارب والحيات وكل قوة الشر” وهذه النعمة اعطيت للكنيسة وتمنح بواسطتها اذ هي جسد المسيح أي آدم الجديد الذي حسب هامة الرسل بولس “هو باق ودائم الى أبد الدهور” ، ونحن جميعنا اكليروساً وشعباً نحن أعضاء في هذا الجسد بكل تواضع وانسحاق وهذا الجسد رأسه ورئيسه هو المسيح الرب .

إن هذا السلطان الذي اعطي لجنس البشر بواسطة ابن الله الوحيد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح هو سلطان روحي أي سلطة نابعة من الروح القدس روح المسيح وبواسطة الروح القدس يدعى كل انسان الى الكمال في مسيرة معالجة قمتها أن يصل الانسان الى التأله وذلك بواسطة قوة التجلي والعلاج الروحي الذي تقدمه الكنيسة ، وإن كنيستنا الارثوذكسية المقدسة وبنوع خاص كنيسة القدس المحلية إنما لها ميزة كبيرة وهي أن أساسها ليس فقط الرسل القديسين والتلاميذ الأطهار ولكن الرب ذاته الذي صلب وقام من أجلنا نحن البشر والذي أصبح القاعدة الأساسية لهذه الكنيسة بواسطة دمه الكريم الذي سفك من أجلنا ومن أجل افتدائنا والذي بواسطته تقدس وتبارك ثرى القدس والأرض المقدسة . حيث نحن قاطنون ، ولكن أيضاً إن هذه الأرض المباركة ذاتها هي التي احتضنت في داخلها جسد الرب والإنسان يسوع المسيح في ذلك القبر الفارغ الذي هو القبر المقدس الذي منه بزغ نور القيامة وانبلجت الحياة الجديدة .

إن رعيتنا المباركة في مدينة الفحيص تشكل وتجسد شهادة ايمانية حية لرسالة الصليب ونور المسيح القيامي ، انكم شهادة حية للمسيح المصلوب والدم الالهي المسفوك غفراناً لخطايا البشرية وتصحيحاً للاعوجاجات واعادة للامور الى نصابها الصحيح ، ذلك لكي يعود الإنسان الى جماله ونقائه القديم الذي افتقده بالخطيئة وان يعود الى نقاء صورة المسيح لأن الكتاب الألهي يقول : “بأن كل إنسان دون ان تميز هو مخلوق على صورة الله ومثاله” ولذلك فاننا مدعوون ان ننظر الى كل انسان بكل احترام ومحبة لان الله أحب هذا العالم وقدم من أجله ابنه الوحيد وذلك لكي ما كل من يؤمن به تكون له الحياة الأبدية ولا يكون تائهاً بل سائراً في الطريق المستقيم .

وفي الإنجيل المقدس الذي تُلي على مسامعكم في هذا اليوم نسمع أن المسيح قُدم إليه مخلعاً مريضاً ملقاً على سرير وأولئك الذين قدموا له هذا المخلع كانوا يلتمسون منه الشفاء والمسيح التفت الى ايمان هؤلاء وقال مخاطباً المخلع المريض قائلاً له : “تشجع وتقوى لقد غُفرت لك خطاياك” ، إن هذا الإيمان هو ذاته مصدر كل نعمٍ آتية الينا من الله والكلمة الالهية هي كلمة خلاص ونعمة ، وان كنيسة اورشليم المقدسة تعترف وتؤكد في كل آنٍ وزمان بأن هذا هو الايمان الحقيقي الذي يجلب على الانسانية النعم والبركات التي تبارك وتقدس الانسان وتجعله يتجلى بالكلمة الالهية ، وان هذا الايمان ايماننا بالمسيح هو الذي يسير بنا نحو مناهج الخلاص فالصليب والقيامة هما من أركان ايماننا الاساسية فالقيامة أظهرت للعالم بأسره بأن المسيح الهنا المحب البشر إنما اراد بواسطة قيامته ان يقيمنا معه ويخلص الانسان من سخطة الخطيئة والموت .

اننا نتوجه بشكرنا لله الذي نؤمن به ونسير بهديه ونحن على يقين دائم ورجاء اكيد بان الله لم يترك كنيسته أبداً ولم يترك هذه الارض المقدسة المباركة فقد افتقدنا بموداته وجعل لنا قيادةً حكيمةً تقود هذا الوطن المفدى الى بر الامان ، ولذلك فاننا نذكر بكل فخر واعتزاز جلالة مليكنا وقائدنا عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم هذا الملك الحكيم والصديق الوفي لبطريركية الروم الأرثوذكس والقائد العظيم لهذا الوطن ولهذه المملكة المباركة ، وان رعيتنا الارثوذكسية في هذا البلد تفتخر بقيادته الحكيمة ورعايته واهتمامه ومساندته لابنائه المواطنين من كافة الملل والطوائف دون تميز أو تفرقة .

إن وحدتنا المسيحية اكليروساً وشعباً هي تأكيد وابراز لوحدتنا الحقيقية مع المسيح التي تظهر بواسطة اشتراكنا كافةً في سر الشكر الإلهي حول الكأس الواحدة والجسد الواحد ففي هذا السر المقدس تظهر بشكل جلي الوحدة الطبيعية والروحية بيننا جميعاً بواسطة الجسد الالهي بربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح .

وفي الختام نقول نعمة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ومحبة الله الاب وشركة الروح القدس لتكن معكم جميعاً ، آمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في حفل استقباله في مدينة الفحيص السبت 22 تموز 2006

سعادة رئيس بلدية الفحيص المحترم ،
السادة الاعزاء رئيس وأعضاء لجنة وكلاء الكنيسة ،
الآباء الكهنة الأجلاء ،
أبناءنا الروحيين الأعزاء والمحبوبين بالرب ،

• إن الكتاب المقدس يقول : “ما أجمل وما أطيب أن يلتقي الإخوة معاً” وها هو لقاءنا اليوم معكم يُظهر بشكل حقيقي وجلي كم هو جميل الإتصال والتواصل بين الإخوة بالمسيح ، ونحن اليوم إذ نبتهج ونفرح لاننا معكم وفيما بينكم في هذا الإستقبال الرائع البهي الذي حظيت به مع من رافقني من الحاشية البطريركية الكريمة ، كذلك فإننا أيضاً نفرح معكم اليوم وفي نفس الوقت نعبر عن مشاعر الشكر والإمتنان القلبيين .

• إن ابتهاجنا اليوم لكبير جداً ذلك لاننا نلمس بأن رعيتنا الارثوذكسية المباركة في مدينة الفحيص في هذه الارض الطيبة أرض أردننا الحبيب إنما حافظت وما زالت تحافظ على نور الإيمان جيلاً بعد جيل وما زالت متمسكةً بالشهادة الإيمانية بالرب يسوع .

• إن مدينتكم تقدم القدوة الطيبة بواسطة ما يبذل من أعمال تجسد شهادة المحبة والخدمة الإنسانية وهي التي تظهر بشكل جلي في العظة الإنجيلية لربنا يسوع المسيح ذلك لأن الإنجيل يدعونا جميعاً الى أن نحب بعضنا بعضاً لا بل يقول لنا بشكل لا يقبل التأويل بأن الله محبة .
• والمحبة عندنا لا تكون مقصورةً نحو الله فحسب ولكنها أيضاً تجاه كل الخليقة وتجاه الأرض وبنوع خاص تجاه الوطن الذي ننتمي اليه ونرتبط به كمواطنين محافظين على الوديعة العظمى التي هي تراثنا الروحي الرومي الأرثوذكسي وكذلك التراث الذي يرتبط بالديانات التوحيدية ، إذاً نحن مدعوون للحفاظ على الحضارة والتراث المؤتمنين عليهما .

• إن بطريركية القدس والتي مركزها هذه المدينة المقدسة إنما هي أداة تواصل بين كافة المناطق التي تتبع لادارتها الروحية والتي منها هذه الأرض المباركة أرض المملكة الاردنية الهاشمية التي نحن في حمايتها ورعايتها في ظل قيادة حكيمة وفذة لجلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه ، ونحن من هنا نعلن بأن صلواتنا لم ولن تنقطع من أجل أن يكون في صحة وعافية وأن يُطيل الله في عمره وأن يحفظه سالماً معافاً .

• أيها الأبناء الأعزاء ،
إننا اليوم أتينا إليكم ليس كزائرين فقط وإنما كراعٍ أتى لكي يلتقي مع رعيته ، جئنا لكي نسمعكم ونستمع الى التحديات والاحتياجات الكنسية التي تحتاجون إليها وذلك كي نتمكن من تقديم المعالجة الرعوية اللائقة لهذه الشؤون ذلك لان الله قد كلف وأوكل هذه الرسالة الى بطريركيتنا المجيدة ، واننا ندرك عظمة المسؤولية الملقاه على عاتقنا ونرغب أن تعرفوا أن بطريركيتنا تؤدي رسالتها الروحية وتقوم بواجباتها الرعوية مستذكرةً كلام هامة الرسل بولس الذي قال : “فلننسى ما هو ورائنا ونتقدم إلى الأمام” (فيلبي 3: 13) .

• وكما يقول الكتاب المقدس في موضع آخر أيضاً : “ها هو ذا وقتٌ يُعملُ فيه للرب” أي آن لنا أن نعمل معاً بقلب واحد وبمحبة حقيقية وثقة متبادلة اكليروساً وشعباً من أجل تقدم أبناءنا في سائر الحقول والميادين الروحية والإجتماعية والمادية وهاجسنا هو العمل من أجل مصلحة كنيستنا وتقدم رعيتنا وسؤدد وطننا الأردن الحبيب تمجيداً لله والتماساً لمرضاته الذي له يليق كل تسبيحٍ وتمجيدٍ الى الأبد ، آمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد السامرية مدينة نابلس الأحد 21/5/2006

أبناءنا الأحباء بالرب

إحتفلنا في الأسبوع الماضي بنصف الخمسين وها نحن اليوم إستأهلنا من قبل الرب ان نتواجد في المكان المقدس الذي سار عليه الرب ، هذا المكان الاستشهادي الذي عطرته دماء القديس الشهيد فيلومينوس وأن نقوم بذكرى مقابلة الإمرأة السامرية القديسة فوتويني وربنا يسوع المسيح التي كتب عنها القديس يوحنا في انجيله الشريف. يرتبط هذان العيدان بلا انفصال بعيد نصف الخمسين حيث دعانا الرب أن نأخذ “ماء الخلود” أي الروح القدس معدين انفسنا لعيد الخمسين أي لاتمام عمل الرب الخلاصي ورسالة الروح القدس للعالم . نرى في هذا العيد محبة الرب لنا نحن البشر وهو يتكلم حول الروح القدس مع المرأة السامرية ، ويعلم بأن الروح القدس هو الماء الذي يرضي العطش الحقيقي للانسان الذي منه “من يشرب لن يعطش الى الأبد” .

فلنفكر بمحبة ربنا يسوع المسيح التي لا توصف فالمسيح المساوي للآب في الجوهر خالق كل الخليقة المنظورة منها وغير المنظورة الملائكة والبشر بصفته انساناً جلس في هذا المكان قبل ألفي سنة تقريباً عَطشاً ليس للماء الأرضي الصادر من البئر بل لخلاص نفس السامرية . وكلمها حول اسس الايمان وعن مجيء مسيا وعبادة الله الروحية ونيل الروح القدس . إن خلاصنا بواسطة معرفة الله الحقيقي هي طعام يرغب به المسيح والذي لم يعرف عنه التلاميذ بعد كما سمعنا اليوم من القراءة الانجيلية . لقد أهلتنا نحن المسيحيين الارثوذكسيين محبة الرب لنا جميعاً أن نكون مالكين ليس لهذا المكان الشريف فحسب أي بئر يعقوب بل لايمان البطاركة القديسين والتقليد الكنسي الشريف بابن الله . لقد نُقل الحجر الذي جلس عليه الرب الى القطسنطينية لمباركة المؤمنين هناك . يرجع تاريخ هذا المكان الى أربعة آلاف سنة تقريباً عندما عاش البطريرك يعقوب في هذا المكان لكن الايمان بالمسيح أعظم بركة بالنسبة لنا لانه كما يقول الرب : “إنه منذ القدم هو المسيح مسيا المنتظر” .

علينا أن نعير انتباهنا الى ما يلي : الرغم من ان السامرية سلكت سلوكاً مشيناً وكانت تعيش مع رجل بدون زواج إذ وصفها الآباء القديسون وكاتبو التسابيح كزانية ومع ذلك استحقت أن تعرف من فم الله ذاته الحقائق الاساسية للايمان الصحيح وأن تتحول الى رسول الرب مع اسرتها وأن تموت موت الشهادة أخيراً كما نعرف في عهد نيرون . حدث هذا لانها كانت تملك نفساً صالحةً بالرغم من خطاياها كانت تهتم بعبادة الله الحقيقية لذلك سألت المسيح عن ذلك ولم تخجل أن تكرز في السامرة بأن الرب قد كشف لها عن خطاياها وأعلن أنه هو مسيا المنتظر .

إن مسيا هذا ايها الابناء الاحباء بالرب هو شوق قلوبنا والناس الذين لا يقبلونه كمسيا الوحيد والمخلص سيضلون بعيداً عن الحقيقة سائرين في الخطيئة وواصلين الى التجديف عليه لانه “حجر عثرة وصخرة سقوط” (روما 9-33) هذا ما نراه خاصة في ايامنا التي وصلت فيها الانسانية لان تُرجع الى الله اي للمسيح أهواءً بشرية ورغبات تمثلاً بعبادة القدماء الوثنية . نحن سنعبد المسيح كإله الى الابد في ملكوته وسنكرمه على الأرض كما كرمه حقاً من تعب وشقي مثل قدس الارشمندريت يوستينوس باني هذه الكنيسة العجيبة الكنيسة المستحقة لهذا المكان الرهيب .

إن حياتنا قصيرة ولا اهمية لها فلنصل بحرارة أن يظهر لنا ربنا يسوع المسيح الذي قابلنا أيضاً كما قابل السامرية في نقطة من حياتنا واهتماماتنا بالرغم من خطايانا كنز معرفة الله وأن يُأهلنا أن نتوب توبة صادقة كما تابت القديسة فوتويني السامرية وأن يجعلنا بواسطة اسراره المقدسة وحفظ وصاياه شركاء للروح القدس “كي لا نعطش الى الأبد” .

فبشفاعات القديسة فوتويني والقديس فيلومينوس أيها المسيح الاله إرحمنا ، أمين.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد السامرية مدينة نابلس الأحد 21/5/2006

أبناءنا الأحباء بالرب

إحتفلنا في الأسبوع الماضي بنصف الخمسين وها نحن اليوم إستأهلنا من قبل الرب ان نتواجد في المكان المقدس الذي سار عليه الرب ، هذا المكان الاستشهادي الذي عطرته دماء القديس الشهيد فيلومينوس وأن نقوم بذكرى مقابلة الإمرأة السامرية القديسة فوتويني وربنا يسوع المسيح التي كتب عنها القديس يوحنا في انجيله الشريف. يرتبط هذان العيدان بلا انفصال بعيد نصف الخمسين حيث دعانا الرب أن نأخذ “ماء الخلود” أي الروح القدس معدين انفسنا لعيد الخمسين أي لاتمام عمل الرب الخلاصي ورسالة الروح القدس للعالم . نرى في هذا العيد محبة الرب لنا نحن البشر وهو يتكلم حول الروح القدس مع المرأة السامرية ، ويعلم بأن الروح القدس هو الماء الذي يرضي العطش الحقيقي للانسان الذي منه “من يشرب لن يعطش الى الأبد” .

فلنفكر بمحبة ربنا يسوع المسيح التي لا توصف فالمسيح المساوي للآب في الجوهر خالق كل الخليقة المنظورة منها وغير المنظورة الملائكة والبشر بصفته انساناً جلس في هذا المكان قبل ألفي سنة تقريباً عَطشاً ليس للماء الأرضي الصادر من البئر بل لخلاص نفس السامرية . وكلمها حول اسس الايمان وعن مجيء مسيا وعبادة الله الروحية ونيل الروح القدس . إن خلاصنا بواسطة معرفة الله الحقيقي هي طعام يرغب به المسيح والذي لم يعرف عنه التلاميذ بعد كما سمعنا اليوم من القراءة الانجيلية . لقد أهلتنا نحن المسيحيين الارثوذكسيين محبة الرب لنا جميعاً أن نكون مالكين ليس لهذا المكان الشريف فحسب أي بئر يعقوب بل لايمان البطاركة القديسين والتقليد الكنسي الشريف بابن الله . لقد نُقل الحجر الذي جلس عليه الرب الى القطسنطينية لمباركة المؤمنين هناك . يرجع تاريخ هذا المكان الى أربعة آلاف سنة تقريباً عندما عاش البطريرك يعقوب في هذا المكان لكن الايمان بالمسيح أعظم بركة بالنسبة لنا لانه كما يقول الرب : “إنه منذ القدم هو المسيح مسيا المنتظر” .

علينا أن نعير انتباهنا الى ما يلي : الرغم من ان السامرية سلكت سلوكاً مشيناً وكانت تعيش مع رجل بدون زواج إذ وصفها الآباء القديسون وكاتبو التسابيح كزانية ومع ذلك استحقت أن تعرف من فم الله ذاته الحقائق الاساسية للايمان الصحيح وأن تتحول الى رسول الرب مع اسرتها وأن تموت موت الشهادة أخيراً كما نعرف في عهد نيرون . حدث هذا لانها كانت تملك نفساً صالحةً بالرغم من خطاياها كانت تهتم بعبادة الله الحقيقية لذلك سألت المسيح عن ذلك ولم تخجل أن تكرز في السامرة بأن الرب قد كشف لها عن خطاياها وأعلن أنه هو مسيا المنتظر .

إن مسيا هذا ايها الابناء الاحباء بالرب هو شوق قلوبنا والناس الذين لا يقبلونه كمسيا الوحيد والمخلص سيضلون بعيداً عن الحقيقة سائرين في الخطيئة وواصلين الى التجديف عليه لانه “حجر عثرة وصخرة سقوط” (روما 9-33) هذا ما نراه خاصة في ايامنا التي وصلت فيها الانسانية لان تُرجع الى الله اي للمسيح أهواءً بشرية ورغبات تمثلاً بعبادة القدماء الوثنية . نحن سنعبد المسيح كإله الى الابد في ملكوته وسنكرمه على الأرض كما كرمه حقاً من تعب وشقي مثل قدس الارشمندريت يوستينوس باني هذه الكنيسة العجيبة الكنيسة المستحقة لهذا المكان الرهيب .

إن حياتنا قصيرة ولا اهمية لها فلنصل بحرارة أن يظهر لنا ربنا يسوع المسيح الذي قابلنا أيضاً كما قابل السامرية في نقطة من حياتنا واهتماماتنا بالرغم من خطايانا كنز معرفة الله وأن يُأهلنا أن نتوب توبة صادقة كما تابت القديسة فوتويني السامرية وأن يجعلنا بواسطة اسراره المقدسة وحفظ وصاياه شركاء للروح القدس “كي لا نعطش الى الأبد” .

فبشفاعات القديسة فوتويني والقديس فيلومينوس أيها المسيح الاله إرحمنا ، أمين.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد المخلّع قرية طُرعان – الجليل الأحد 14/5/2006

“أيقظ يا رب نفسي المشلولة من الخطايا كلها والأعمال التي ليست في محلها برعايتك الالهية كما أيقظت المخلع قديماً” .

أيّها الأبناء الأحباء بالرب !

يُخلد القديس يوحنا البشير ، في إنجيله الشريف ، أُعجوبة شفاء المُخلَّع ، التي تعرضُها لنا ، اليوم ، كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة ، لا لأن هذه الأُعجوبة تُظهر أُلوهية ربّنا وإلهنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات ، بل ومع قيامة البشّر ، ليست القيامة الجسدية من بين الأموات ، بل القيامة الروحية من موت الخطيئة واللامبالاة الروحية والإنحلال .

نرى في هذه الأُعجوبة أيضاً ربّنا ، ربّ الحياة والموت يقيم عن فراش المرض مخلعاً منذ ثمانٍ وثلاثين عاماً بكلمته الواحدة ، وبسلطته الذاتية ، لأنه إله . ففي ظروف أخرى كما صلى قبل قيامة لعازر إلى الآب ، لا لأنه كان بحاجة إلى موافقة الآب وكأنه نبي بسيط بل ليظهر فقط أنه ليس مضاداً للآب ، كما يقول هو ذاته : “أنا علمتُ أنك في كلِّ حينٍ تسمعُ لي ، ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلتُ ، ليؤمنوا أنك أرسلتني” (يوحنا 42:11) . تظهر أُلوهية المسيح في أنه كان يعرف أيضاَ بالدقة بأن مرض المخلّع يرجع إلى خطايا ، لذا قال له ألا يُخطىء لئلا يحصل له شيءٌ أسوأ ، كما سمعنا . أنه لمدرك أن المسيح يملك ملء الالوهية للثالوث الأقدس ، وكان إلهاً تاماً ، بعكس ما كان يظن الهراطقة القدماء الآريوسيون ، والنساطرة ، وبعض الهرطقات المعاصرة ، كشهود يهوه وآخرون . لأن المسيح أعلن بوضوح أنه “واحد” مع الآب (يوحنا 30:10) وان كل ما للآب هو له (يوحنا 15:16) .
بالإضافة إلى ذلك فإن عيد اليوم الذي يشير إلى أُعجوبة شفاء المخلّع يخصنا بشكل أكثر نحن البشر خاصة بشر العصر الحالي لأن أناس اليوم مغلوبون من الخطيئة ومستعبدون لعادتها ، اننا مرضى بالنفس والجسد وبدون مساعدة . ننتظر تدخل العون من العلي لنخلص دون أن نريد التوبة ، ولكن في انسانية اليوم ، التي تفخر بحالتها الخاطئة . ارسل الأب السماوي المعزي، الروح القدس ، روح المسيح ، زائر المخلّعين ، بالرغم من أن انسانية اليوم تظن بأنه “ليس لها انسانٌ” تطلب في مكان آخر الخلاص والتأله . ويُطلب منا اليوم كما آنذاك من المخلّع ، الصبر على التجارب التي ارسلها لنا الله ، كما صبر المخلّع منذ ثمان وثلاثين سنة ، كما تُطلب ارادتنا الحرة كي نشفى ، والايمان بقدرة المسيح الكلية، كما كان ايمان المخلّع ، الذي لم يكفر عندما أمره الرب أن يحمل سريره . يلزم الطلب المتواضع بالرحمة الالهية ، كما أعلن المخلّع بقوله : “يا رب ، ليس لي إنسان” وأيضاً انقطاع الخطيئة بواسطة التوبة ، حتى لا يحدث لنا أبداً الأسوأ بسبب عدم التوبة كما قال الرب “ألا يصير لك أسوأ”. أخيراً إنه لمن الضروري وجود العرفان بالجميل ودعوة الهنا المحب البشر كما تواجد المخلّع بعد ذلك في هيكل الله لعبادته حيث قابله يسوع .

يظهر ان الانسان يعاني من شلل جسدي ونفسي من حدث الموت . ان كنيستنا المقدسة هي المجال والمكان الذي ينتقد الانسان فيهما ذاته ويشفى شلله النفسي والجسدي باشتراكه في أسرار الكنيسة ، التي تشفي الانسان من كل مرض وخطيئة ، عندما نتبع هذه الطريق سيقابلنا المسيح وسيعلن لنا أنه هو ذاته الشافي لنا بالطرق العديدة لعنايته الالهية وسنتحول الى كرزة رحمته للجميع أصدقاء وأعداء .

لعل رحمة المسيح تظلل أولئك البشر ، الذين خدعوا من الأشياء العابرة للتقدم ويظنون انهم يواجهون غياب الله وحدهم . لأن هذا يأتي كطبيبٍ كلي القدرة إلى فراش البشرية المشلولة ليقدم علاجه الحقيقي والقيامة من بين موت لامبالاة النفس .

فله كل مجد وإكرام وسجود دائماً الآن وإلى دهر الدهور ، آمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون