كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الكلي الطوبى والجزيل الاحترام

ان ميلاد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح أحدث تغييراً جوهرياً وأساسياً في مسيرة التاريخ الانساني ، ذلك لان الكلمة صار جسداً وحل بيننا ، فدعي الانسان الى حياة جديدة متجددة ملؤها التقديس والنعمة والبركة ومقاومة الشر والتيارات المادية والايديولوجيات الفلسفية التي تتنكر لوجود الله وأهمية الايمان به .

وان كل الايديولوجيات الفلسفية المادية الالحادية نقضت ووجهت عندما تجسد المسيح وأصبح انسانا كاملاً منزهاً عن الفساد متخذاً طبيعة بشرية وهو الاله الذي قبل الدهور .

وفي حديثنا عن الميلاد والتجسد “تجسد الاله الكلمة” نرى بانه يجب أن نبرز الهدف الذي من أجله تم هذا التجسد والذي من أجله تأنس المسيح وولد من أجل خلاصنا ، والهدف في مفهومنا اللاهوتي المسيحي هو أن التجسد تم من أجل أن يتحرر الانسان من كل رباطات الفساد والعبودية والنفاق ، وان تحرر الانسان المنشود من كافة أشكال الخطايا والآثام يمكنه أن يكون عندما يقبل الانسان الدعوة الالهية الموجهة اليه ويشترك بملء ارادته في دعوة المسيح الكلمة الموجهة الى كافة أبناء البشر من أجل حياة جديدة متجددة معه .

ولابد لنا من التنويه أن وجود الانسان في حالة الفساد والخطيئة ليس هذا هو الوضع الطبيعي للانسان الذي يريده الله له أي بكلام آخر الانسان لم يخلق ولم تعطى له نسمة الحياة لكي يكون فاسداً وشريراً وانما أن يكون مصدر بر وقداسة وخير ، وبما أن الله هو الخالق فان مصدر الانسان هو الله ينبوع الحياة وعندما يكون مصدر الانسان الله تبارك وتعالى حينئذ تكون هذه الخليقة مباركة ومدعوة الى الكمال والتقديس .

ولكن ويا للاسف فان الانسان سقط بمحض ارادته وجعل من نفسه عرضةً للفساد والاثم والوقوع بالخطيئة وهذا يعني أن الانسان سقط بمحض ارادته وبحريته الكاملة اذ انه لم يسمع كلام الله وتصرف بانانية وعجرفة وغرور .

الى ان جاء ميلاد المسيح فتقدس الزمان والمكان ودعي الانسان الخاطئ الى النهوض من كبوته وانتشاله من ادران الخطيئة والموت وتأهيله لنيل نعم الملكوت والخلاص ، فما أعظم تدبير الله الذي اراد الا يبقى الانسان في حالة السقوط وقد جاء ميلاد المسيح من العذراء البتول النقية مريم فتاة ناصرة الجليل لكي يكون بداية عهد جديد للانسانية المعذبة .

وبعد الميلاد تأتي معمودية المسيح وهو العيد الذي نسميه بالظهور الالهي أو عيد الغطاس وقد تمت هذه المعمودية من يوحنا السابق في نهر الاردن في مكان نعرفه تاريخياً يذكرنا بهذا الحدث العظيم ، والحديث عن معمودية المسيح يقودنا الى ابراز بعدان هامان في هذا الحدث الهام الاول هو انه عندما تعمد يسوع في نهر الاردن ظهر الاله المثلث الاقانيم الاب والابن والروح القدس فالاب سمع صوته من السماء يقول : هذا هو ابني الحبيب ، والابن كان في الماء مقتبلا المعمودية من يوحنا والروح القدس كان نازلاً على هيئة حمامة ، لذلك وبحق يسمى هذا العيد بالظهور الالهي لانه ظهور لالهنا المثلث الاقانيم ، اما البعد الثاني فهو الهدف من هذه المعمودية اذ اراد المسيح وهو المنزه عن الفساد من حيث طبيعته البشرية اراد ان يقول للانسان بان نقائك من الخطيئة ومن ادرانها وامراضها يتم بواسطة المعمودية والمعمودية فيها عناصر طبيعية كالماء مثلا الذي في نهر الاردن ولكن فعالية التنقية التي للثالوث الاقدس هي تقدس الطبيعة وما فيها وتبارك الطبيعة الانسانية لان ما يتقدس في الانسان بالمعمودية هو الجسد والروح ففي العماد يتقدس الماء ويتحول بنعمة الله اداة للتطهير والتنقية .

لقد اقتبل المسيح المعمودية لكي يرسم لنا بواسطتها طريق الخلاص ولكي يوضح لنا الاساليب التي يجب ان تتبعها وتطبقها الكنيسة من أجل خلاص الانسانية هذا الخلاص الذي طريقه الاوحد يتمثل بالايمان بالرب يسوع المسيح والسير على هديه وفق تعاليمه السامية .

وكنيسة المسيح لم تخترع أشياء لكي تمارسها ولكنها استلمت الوديعة فحافظة عليها وممارستها لسر المعمودية جائت تطبيقاً للكلام الالهي اذ ان ظهور الاله المثلث الاقانيم للعالم ابرز لنا الطريقة التي بواسطتها يمكن ان يتم خلاصنا وتقديسنا والكنيسة تحافظ بكل امانة على تقاليدها المقدسة الشريفة التي مصدرها ليس البشر وانما الله المثلث الاقانيم ، والكنيسة تعتقد بان اشتراكنا وتفاعلنا في اسرارها هو الذي يؤلهنا ويرفعنا الى العلى .

ان انساننا اليوم عندما يقتبل المعمودية المقدسة والميرون المقدس انما تنسكب عليه نعم الروح القدس بغزارة والروح القدوس هو روح المسيح الرب ، ولكي نفهم معنى المعمودية في حياتنا وفي ولوجنا من مرحلة الموت والخطيئة الى مرحلة الخلاص لابد لنا ان نتأمل بايمان وخشوع عميقين ظهور الرب على المياه وهو ظهور هادف للتقديس والبركة والنعمة .

وبعد معمودية المسيح تأتي عظاته وكلماته الخالدات والتعليم المسيحي الذي ارسى قواعده وكذلك معجزاته التي تدل على حنانه ورأفته بالانسانية ويأتي بعدئذ صعوده الى السماء وبعد الصعود الالهي وتحديدا في يوم العنصرة الخمسيني انسكبت نعمة الروح القدس على التلاميذ والرسل الاطهار في يوم يوصف بانه يوم ميلاد الكنيسة وهذه النعمة التي انسكبت في اليوم الخمسين هي ختم موهبة الروح القدس الموجودة في كنيسة الرب وهي النعمة والبركة التي نأخذها عندما نتمم سر المعمودية المقدسة وبهذا السر ندخل الى عضوية الكنيسة فنكون اعضاء كاملين في جسد الكنيسة الذي هو جسد المسيح .

ان المعمودية المقدسة شرط اساسي للدخول الى احضان الكنيسة وهي البيعة المقدسة التي اختارها المسيح له والتنقية هي من ثمار الروح القدس فبالمعمودية نتنقى وتزول عنا اثار الخطيئة الجدية وتداعياها كما ان الروح القدس حاضر بغزارة في كافة الاسرار المقدسة ومنها الميرون ، الشكر الالهي ، التوبة وغيرها ، وهذه الاسرار هي ادوات للنهوض بهذا العالم من الفساد والخطيئة .

في الكنيسة الاولى كان عيد الميلاد وعيد الظهور الالهي عيداً واحداً لماذا؟ لانه في كلتا الحالتين هنالك ظهور للمسيح الاول في مذود المغارة والثاني في نهر الاردن ، وظهور المسيح في الطبيعة انما يهدف الى تقديسها وانتشالها من الموت المحدق بها .
وفي هذا الموسم الشريف الذي نمر به نرفع الدعاء الى الله طالبين بان تنسكب نعمه الالهية وبركات الثالوث القدوس في هذا العالم لان الله هو نور الحق ونور المحبة ونور الحرية وبه تستنير الخليقة باسرها وما نتمناه بنوع خاص هو ان ينير الله قلوب وعقول وضمائر كافة الحكام الذين يوجهون مصائر الشعوب والامم لكي يقودوا هذا العالم الى المحبة والعدل والسلام لان الهنا هو اله العدل والمحبة والسلام وهو محب للبشر ويريد خلاص كل ابناء البشر لان الانسان مخلوق على صورة الله ومثاله .

وكل عام وأنتم بخير وأعياد مجيدة ملؤها المحبة والسلام والخير .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الكلي الطوبى والجزيل الاحترام

ان ميلاد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح أحدث تغييراً جوهرياً وأساسياً في مسيرة التاريخ الانساني ، ذلك لان الكلمة صار جسداً وحل بيننا ، فدعي الانسان الى حياة جديدة متجددة ملؤها التقديس والنعمة والبركة ومقاومة الشر والتيارات المادية والايديولوجيات الفلسفية التي تتنكر لوجود الله وأهمية الايمان به .

وان كل الايديولوجيات الفلسفية المادية الالحادية نقضت ووجهت عندما تجسد المسيح وأصبح انسانا كاملاً منزهاً عن الفساد متخذاً طبيعة بشرية وهو الاله الذي قبل الدهور .

وفي حديثنا عن الميلاد والتجسد “تجسد الاله الكلمة” نرى بانه يجب أن نبرز الهدف الذي من أجله تم هذا التجسد والذي من أجله تأنس المسيح وولد من أجل خلاصنا ، والهدف في مفهومنا اللاهوتي المسيحي هو أن التجسد تم من أجل أن يتحرر الانسان من كل رباطات الفساد والعبودية والنفاق ، وان تحرر الانسان المنشود من كافة أشكال الخطايا والآثام يمكنه أن يكون عندما يقبل الانسان الدعوة الالهية الموجهة اليه ويشترك بملء ارادته في دعوة المسيح الكلمة الموجهة الى كافة أبناء البشر من أجل حياة جديدة متجددة معه .

ولابد لنا من التنويه أن وجود الانسان في حالة الفساد والخطيئة ليس هذا هو الوضع الطبيعي للانسان الذي يريده الله له أي بكلام آخر الانسان لم يخلق ولم تعطى له نسمة الحياة لكي يكون فاسداً وشريراً وانما أن يكون مصدر بر وقداسة وخير ، وبما أن الله هو الخالق فان مصدر الانسان هو الله ينبوع الحياة وعندما يكون مصدر الانسان الله تبارك وتعالى حينئذ تكون هذه الخليقة مباركة ومدعوة الى الكمال والتقديس .

ولكن ويا للاسف فان الانسان سقط بمحض ارادته وجعل من نفسه عرضةً للفساد والاثم والوقوع بالخطيئة وهذا يعني أن الانسان سقط بمحض ارادته وبحريته الكاملة اذ انه لم يسمع كلام الله وتصرف بانانية وعجرفة وغرور .

الى ان جاء ميلاد المسيح فتقدس الزمان والمكان ودعي الانسان الخاطئ الى النهوض من كبوته وانتشاله من ادران الخطيئة والموت وتأهيله لنيل نعم الملكوت والخلاص ، فما أعظم تدبير الله الذي اراد الا يبقى الانسان في حالة السقوط وقد جاء ميلاد المسيح من العذراء البتول النقية مريم فتاة ناصرة الجليل لكي يكون بداية عهد جديد للانسانية المعذبة .

وبعد الميلاد تأتي معمودية المسيح وهو العيد الذي نسميه بالظهور الالهي أو عيد الغطاس وقد تمت هذه المعمودية من يوحنا السابق في نهر الاردن في مكان نعرفه تاريخياً يذكرنا بهذا الحدث العظيم ، والحديث عن معمودية المسيح يقودنا الى ابراز بعدان هامان في هذا الحدث الهام الاول هو انه عندما تعمد يسوع في نهر الاردن ظهر الاله المثلث الاقانيم الاب والابن والروح القدس فالاب سمع صوته من السماء يقول : هذا هو ابني الحبيب ، والابن كان في الماء مقتبلا المعمودية من يوحنا والروح القدس كان نازلاً على هيئة حمامة ، لذلك وبحق يسمى هذا العيد بالظهور الالهي لانه ظهور لالهنا المثلث الاقانيم ، اما البعد الثاني فهو الهدف من هذه المعمودية اذ اراد المسيح وهو المنزه عن الفساد من حيث طبيعته البشرية اراد ان يقول للانسان بان نقائك من الخطيئة ومن ادرانها وامراضها يتم بواسطة المعمودية والمعمودية فيها عناصر طبيعية كالماء مثلا الذي في نهر الاردن ولكن فعالية التنقية التي للثالوث الاقدس هي تقدس الطبيعة وما فيها وتبارك الطبيعة الانسانية لان ما يتقدس في الانسان بالمعمودية هو الجسد والروح ففي العماد يتقدس الماء ويتحول بنعمة الله اداة للتطهير والتنقية .

لقد اقتبل المسيح المعمودية لكي يرسم لنا بواسطتها طريق الخلاص ولكي يوضح لنا الاساليب التي يجب ان تتبعها وتطبقها الكنيسة من أجل خلاص الانسانية هذا الخلاص الذي طريقه الاوحد يتمثل بالايمان بالرب يسوع المسيح والسير على هديه وفق تعاليمه السامية .

وكنيسة المسيح لم تخترع أشياء لكي تمارسها ولكنها استلمت الوديعة فحافظة عليها وممارستها لسر المعمودية جائت تطبيقاً للكلام الالهي اذ ان ظهور الاله المثلث الاقانيم للعالم ابرز لنا الطريقة التي بواسطتها يمكن ان يتم خلاصنا وتقديسنا والكنيسة تحافظ بكل امانة على تقاليدها المقدسة الشريفة التي مصدرها ليس البشر وانما الله المثلث الاقانيم ، والكنيسة تعتقد بان اشتراكنا وتفاعلنا في اسرارها هو الذي يؤلهنا ويرفعنا الى العلى .

ان انساننا اليوم عندما يقتبل المعمودية المقدسة والميرون المقدس انما تنسكب عليه نعم الروح القدس بغزارة والروح القدوس هو روح المسيح الرب ، ولكي نفهم معنى المعمودية في حياتنا وفي ولوجنا من مرحلة الموت والخطيئة الى مرحلة الخلاص لابد لنا ان نتأمل بايمان وخشوع عميقين ظهور الرب على المياه وهو ظهور هادف للتقديس والبركة والنعمة .

وبعد معمودية المسيح تأتي عظاته وكلماته الخالدات والتعليم المسيحي الذي ارسى قواعده وكذلك معجزاته التي تدل على حنانه ورأفته بالانسانية ويأتي بعدئذ صعوده الى السماء وبعد الصعود الالهي وتحديدا في يوم العنصرة الخمسيني انسكبت نعمة الروح القدس على التلاميذ والرسل الاطهار في يوم يوصف بانه يوم ميلاد الكنيسة وهذه النعمة التي انسكبت في اليوم الخمسين هي ختم موهبة الروح القدس الموجودة في كنيسة الرب وهي النعمة والبركة التي نأخذها عندما نتمم سر المعمودية المقدسة وبهذا السر ندخل الى عضوية الكنيسة فنكون اعضاء كاملين في جسد الكنيسة الذي هو جسد المسيح .

ان المعمودية المقدسة شرط اساسي للدخول الى احضان الكنيسة وهي البيعة المقدسة التي اختارها المسيح له والتنقية هي من ثمار الروح القدس فبالمعمودية نتنقى وتزول عنا اثار الخطيئة الجدية وتداعياها كما ان الروح القدس حاضر بغزارة في كافة الاسرار المقدسة ومنها الميرون ، الشكر الالهي ، التوبة وغيرها ، وهذه الاسرار هي ادوات للنهوض بهذا العالم من الفساد والخطيئة .

في الكنيسة الاولى كان عيد الميلاد وعيد الظهور الالهي عيداً واحداً لماذا؟ لانه في كلتا الحالتين هنالك ظهور للمسيح الاول في مذود المغارة والثاني في نهر الاردن ، وظهور المسيح في الطبيعة انما يهدف الى تقديسها وانتشالها من الموت المحدق بها .
وفي هذا الموسم الشريف الذي نمر به نرفع الدعاء الى الله طالبين بان تنسكب نعمه الالهية وبركات الثالوث القدوس في هذا العالم لان الله هو نور الحق ونور المحبة ونور الحرية وبه تستنير الخليقة باسرها وما نتمناه بنوع خاص هو ان ينير الله قلوب وعقول وضمائر كافة الحكام الذين يوجهون مصائر الشعوب والامم لكي يقودوا هذا العالم الى المحبة والعدل والسلام لان الهنا هو اله العدل والمحبة والسلام وهو محب للبشر ويريد خلاص كل ابناء البشر لان الانسان مخلوق على صورة الله ومثاله .

وكل عام وأنتم بخير وأعياد مجيدة ملؤها المحبة والسلام والخير .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في حفل تنصيبه بطريركاً كنيسة القيامة 22/11/2005

(دخلنا في النار والماء ثم أخرجتنا الى الخصب)
(مزمور: 65)

مجداً وشكراً نبعث الى الاله الثلاثي الاقانيم الذي أخرج حقاً الكنيسة الرسولية المقدسية الى الرخاء من الازمة الكبرى بالنار والمياه التي هزت كل جسم الكنيسة الارثوذكسية .

مجداً وشكراً نرسل أيضاً الى الاله الثلاثي الاقانيم الذي رفع شخصنا المتواضع على عرش القديس المجيد الرسول يعقوب أخ الرب وأول رئيس كهنة للقدس جاعلاً إيانا من جهة خليفة له ومن جهة أخرى راعياً ومدبراً لكنيسة المسيح المقدسة ، وليس هذا فحسب “بل رئيساً لاخوية القبر المقدس التي لا يكون جهادها وصراعها من لحم ودم بل الى الرئاسات والسلطات والسائدين والمتسلطين على العالم الظالم في هذا القرن” (افسس: 6:12) .

إن كنيسة القدس عندما كانت حزينة في مكان شهادة الصليب بالدم للكلمة المتجسد الهنا ومخلصنا يسوع المسيح إنما اليوم تتابع رسالتها المقدسة المتعلقة بالرمس الفارغ القائم أمام أعيننا والذي أشرق منه النور الجديد لقيامة المسيح الذي به وفيه صار كل شيء جديداً .

لقد أصبحنا نحن شهوداً بصلب وقيامة المسيح وبخوف الله إذ نتسلم بصوت واحد وباجماع أصوات أعضاء المجمع المقدس المسؤولية البطريركية المعهودة إلينا إذ يتطلب منا هذا أن نتجاوب مع هذه الدعوة المقدسة السامية بروح التواضع والتسامح والصلاة من أجل أن نكون عند حسن ظن أبناء كنيستنا الرومية الارثوذكسية أي أبناء رعيتنا وكافة المسيحيين الارثوذكسين المنتشرين في سائر أنحاء المسكونة وأمتنا الورعة ورؤساءها وكذلك المهتمين بنا مباشرةً من سلطات مدنية وخاصةً المملكة الاردنية الهاشمية التي يخضع لها دستورياً وقانونياً قانون بطريركية الروم الارثوذكس المقدسية .

إننا لواثقون بأننا إذا ما سلكنا عقيدة آباء الكنيسة المتوشحين بالله وقوة الروح القدس التي تقود الكنيسة ، وهي روح المسيح حينئذ سنستطيع قيادة سفينة كنيستنا من مرحلة الفساد والخداع الى مراسي الامان والاخلاق وهكذا نصل الى الميناء الامين ميناء التوبة الخلاصية وذلك ليس لاننا نشعر بثقل الخدمة السامية التي حمّلتنا إياها رحمة الاله العظيم ومخلصنا فحسب بل لاننا نشعر بالرهبة إذ نضع في عقولنا يوم الدينونة الرهيبة .

أعضاء أخوية القبر المقدس الموقرين والكرام وجميع المتواجدين من اخوة بالمسيح وآباء واكليروس وشعب وزوار أتقياء وجميع الذين أدخلتهم نعمة القبر المقدس في هذه الساعة الى كنيسة القيامة صلوا لاجلنا وتضرعوا الى اله الرأفات ومحبة البشر حتى نُأهل لتمجيد عظمة قدرته بالرغم من علتنا وأن يجعل خدمتنا بنعمته خدمة عبد أمين ومخلص لانه ينبغي كل مجد وإكرام وسجود للآب والابن والروح القدس أمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الكلي الطوبى والجزيل الاحترام

إن كنيستنا المقدسة هي جسد المسيح الحي ، والمسيح فادينا ومخلصنا هو رأس الكنيسة ونحن أعضاؤها أي أننا أعضاء في جسد المسيح حيث أن الكنيسة هي كنيسة الرب .

وبواسطة إنتمائنا وإرتباطنا بالكنيسة يمكننا أن نتواصل وأن نتحد مع جسد المسيح الرب الذي هو آدم الجديد ، الذي تأنس وتجسد آخذاً الطبيعة البشرية بدون دنس الخطيئة التي هي المرض بعينه ، وجعل هذا الجسد خاصته .

إن دخولنا إلى عضوية الكنيسة يتم بواسطة سر المعمودية المقدس ، ومن ثم سر الميرون المقدس الذي هو ختم موهبة الروح القدس ، وهذا الختم لموهبة الروح الكلي قدسه يعتبر الوسيلة الحقيقية للتخلص من فساد وأدران الخطيئة ، وبواسطة سر المعمودية يتجدد المسيحي ويصبح شريكاً لجسد آدم الجديد الذي هو جسد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح .

إن بقاء المؤمن في كنيسته وإشتراكه الفاعل في الاسرار المقدسة يعتبر الضمانة الحقيقية لاستمرارية إنتمائنا وإرتباطنا بكنيسة الرب ، فالكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية هي التي يعمل ويفعل فيه الروح القدس وهو روح الحق ، أي روح المسيح الذي نلنا ختم موهبته وينسكب علينا في حياتنا الروحية بواسطة ممارستنا الفاعلة ومشاركتنا الحقيقية في أسرار الكنيسة المقدسة .

وقد يتسآئل المرء كيف يمكننا أن نحافظ على إستمرارية إنتمائنا وإرتباطنا بالهوية المسيحية والجواب على هذا هوأانه بواسطة الاسرار المقدسة فبدون الاسرار لا يمكن أن تكون هنالك حياة مسيحية حقة والحياة المسيحية الاسرارية تشمل الحياة الليتورجية وما تقدمه لنا الكنيسة من نعم وبركات إلهية بواسطتها ، فالممارسة الدائمة للصلاة والعبادة والمشاركة الجوهرية الحقيقية في الاعياد والحضور الدائم في الكنيسة وأسرارها هي مصدر تقديس وبركة لحياتنا الاجتماعية والعائلية والفردية وهي كذلك مصدر قوة للكنيسة ذلك لان كل شيء يتقدس ويتبارك بواسطة الحياة الكنسية وممارسة ما تقدمه لنا الكنيسة من طقوس، وبواسطة الكنيسة أيضاً يتحقق خلاص الانسانية فالخلاص آت من الله والكنيسة هي المكان الذي منه وبواسطته ننال الخلاص من لدن الرب .

إن الروح القدس يهب ويذهب حيثما يشاء وهو روح المسيح رأس الكنيسة والمسيح هو الختن الحقيقي للكنيسة والكنيسة هي عروس المسيح والمسيح هو ينبوع الكنيسة وبالتالي فان الروح القدس يعمل داخل الكنيسة وبنوع خاص بواسطة سر الشكر الالهي (الافخارستية او المناولة) حيث يتم إستدعاء نعمة الروح القدس الذي يحل على القرابين المقدسة وذلك في كل قداس إلهي وهذا يعني أنه في كل قداس يتكرر حدث العنصرة الذي يعني أن الكنيسة هي المكان والزمان الذي تنبع منه نعمة إلهنا القدوس الذي من لدنه ننال البركة والنعمة والتقديس .

إن الكنيسة هي خارج العالم ولكنها تتواجد من أجل العالم وخلاصه وكنيستنا هي صورة طبق الاصل للكنيسة السماوية أي ملكوت الله والكنيسة السماوية والارضية كلاهما يجسدان الكنيسة التي أسسها الرب لان هدف الكنيسة في النهاية هو التمتع بالملكوت السماوي والحياة الابدية ومعاينة النور الازلي الذي هو المسيح وأنتم تتذكرون ان المسيح قال (أنا هو نور العالم)، والكنيسة قوية لان المسيح حاميها ولان رأسها هو ذاته المسيح المخلص والكنيسة هي ليست كما يعتقد البعض مؤسسة بشرية فحسب وإنما هي الهية لان الله هو الذي أسسها ورئيسها ومعلمها هو المسيح نفسه .

في وقت من الاوقات إعتقد البعض أنه بصلب المسيح وموته ودفنه إنتهى كل شيء ولكن على هؤلاء أن يدركوا بأن الصليب والموت لم يكونا نهاية الطريق وإنما إنبلج نور القيامة فكانت القيامة إنتصار على الموت وبدء عهد جديد .

إن التجارب والازمات التي تعصف بالكنيسة تبرز وجود البعد الانساني بكل ضعفاته ونواقصه ولكن علينا أن ندرك بأن هنالك بعداً الهياً للكنيسة أيضاً ولذلك فقد قال الرب بأن كنيسته (أبواب الجحيم لن تقوى عليها) .

أبوكم الروحي

ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




رسالة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة

“لانه ولد لنا ولد واعطينا ابناً” (أشعيا 6:9)

ان اله أبائنا بمحبته الواسعة وصلاحه الذي لا حدود له خلق العالم من العدم ووضعه في سلطة ومتعة مجبوله الانسان المخلوق على صورته ومثاله .

لكن الانسان بسلطته الذاتية وقوته هز أركان المجتمع مع باريه وسار في طرق ملتوية لا مخرج منها .

واذ تحنن الله على عمل يديه أي الانسان لم يدعه مهملاً ومظلوماً من الشيطان لكنه ارسل اليه في مختلف الازمان صديقين وأبراراً وأنبياء كي يعيدوه الى طريق مشيئته السوية ويستعد لمجيء ابنه وكلمته ، اذ أرسله “لما جاء ملء الزمان” (غلاطية 4:4) متخذاً شكلنا البشري بدون خطيئة “مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس” (غلاطية 4:4) وذلك في زمان ومكان على عهد القيصر أغسطوس وفي مدينة بيت لحم المقدسة .

لقد جعل شهوداً صادقين لسر ميلاد الاله الانسان العجيب الذي يفوق المكان والزمان ، ومنهم العذراء مريم والدة الاله والملائكة في السماء يرتلون “المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة” (لوقا 14:2) ، والقادمون من قرية الرعاة القريبة الرعاة الساهرون والمجوس القادمون من الشرق البعيد يقودهم النجم ، المجوس والملوك الفارسيون يقدمون هداياهم ذهباً ولباناً ومراً وبالتالي الرسل والشهداء وجميع القديسين وجماهير المؤمنين الغفيرة من المشارق والمغارب ، من الشمال والجنوب ، حتى ايامنا هذه وحتى انقضاء الدهر .

ان الشهادة المفرحة والحاملة الرجاء لولادة الاله الكلمة بالجسد تابعها على مر الدهور الحراس المتوحدون لاخوية القبر المقدس وملء الكنيسة في هذه المغارة القابلة الاله وكنيسة الميلاد الكلية الوقار عمل تقوى أباطرة بيزنطة ، قسطنطين وهيلانة ، ثيوذوسيوس ويوستينيانوس وخلفائهم من بعدهم جيلاً بعد جيل .

اننا نتابع هذه الشهادة نحن أيضاً في عيد الميلاد العالمي المجيد وفي أم الكنائس في مكان ميلاد المسيح نشهد لهذا العمل الخلاصي الفائق البشر والتواضع والارتضاء والمحبة والوداعة للحكم على كل أنواع العنف وازدراء الشخص الانساني والمصالحة مع الله والقريب والسلام المبني على العدالة .

ونعلن الى العالم الضال والمجاهد والقلق والشعوب المعذبة في منطقتنا بأن “الرب قد ارسل فداء” لكافة أبناء البشر (مزامير 9:110) “وان المسيح ولد” ونزل على الارض كي يصعد الانسان الى السماوات ويألهه بالنعمة مع مجتمعه ويعيده الى جماله الاول المشابه للجمال الالهي لان الجرح البشري المسيحي شفاؤه فيه وبه “ننال التبني” (غلاطية 5:4) .

ان انجيل السلام هذا والعدالة والتسامح والاحترام المتبادل الموصى به لرعيتنا الارثوذكسية في كل أنحاء صلاحيات بطريركيتنا الشهيرة وفي كل مكان من الارض . كما ونتمنى لابنائنا الروحيين المقيمين في دولة اسرائيل والمحتفلين بهذه الاعياد المجيدة بأن يباركهم الرب الاله لكي يسيروا في طريق السلام والوئام والامن والتقدم والسعادة .

بيت لحم أعياد ميلاد 2005 .

الداعي لكم بالرب

ثيوفيلوس الثالث

بطريرك المدينة المقدس

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون