1

الإحتفال بتذكار إعادة رفات القديس سابا الى ديره

احتفلت البطريركية الاورشليمية  يوم الأربعاء الموافق 26  تشرين الأول 2023 (يعادله  13 تشرين الأول حسب التقويم الشرقي) بتذكار إعادة رفات القديس سابا المتقدس الى لافرا الدير الذي أسسه.

 وضعت البطريركية الاورشليمية هذا العيد في تاريخ 26 تشرين أول غربي اي 13 شرقي من عام 1965 تذكاراً لاعادة ذخائر القديس سابا المتقدس التي أُخذت الى فينيسيا من قِبل الصليبيين وأُعيدت من الكنيسة الكاثوليكية للبطريركية الاورشليمية الأورثوذكسية. رافق الرفات المقدسة آنذاك وفد من البطريركية الأورشليمية مكون من المغبوط المثلث الرحمات متروبوليت البتراء جيرمانوس, المغبوط المثلث الرحمات متروبوليت قيصاريا باسيليوس, المغبوط المثلث الرحمات الرئيس الروحي لدير القديس سابا الأرشمندريت سيرافيم, وسيادة متروبوليت الناصرة الحالي كيريوس كيرياكوس اطال الله في عمره الذي كان شماساً آنذاك.عند وصول الرفات المقدسة للمدينة المقدسة اورشليم ثم إستقبالها عند باب الخليل ثم عُرضت أمام الجمع للتبارك في كنيسة القيامة لمدة أسبوع, بعدها تم الرفات غير المُنحلة المقدسة الى لافرا دير القديس سابا حيث تُحفط حتى هذا اليوم في لارنكا (حيث تُحفظ عظام وذخائر القديسين)  لمساعدة رهبان اللافرا وشفاء ضعفهم وكذلك للحجاج الذين يزورونها.

  أُقيمت صلاة السهرانية في دير القديس سابا المتقدس ترأسها سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم يشاركة الرئيس الروحي للدير قدس الأرشمندريت إفذوكيموس, الرئيس الروحي لدير الرعاة وبيت جالا قدس الأرشمندريت إغناطيوس. ورتل الشماس الأب سيمون مع رهبان الدير. وحضر مصلون من مناطق بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور. وتغيب هذا العام صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بسبب أعمال الحرب المستمرة، إلا أنه أرسل العظة التالية:

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد اعادة رفات القديس سابا المتقدس

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 نُورٌ قَدْ زُرِعَ لِلصِّدِّيقِ، وَفَرَحٌ لِلْمُسْتَقِيمِي الْقَلْبِ. افْرَحُوا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ بِالرَّبِّ، وَاحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ. (مزمور 96: 11-12) هذا ما يتفوه به مرنم المزمور.

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    رفعت اليوم كنيسة آوروشليم المقدسة مجداً وشكراً للإله الواحد المثلث الأقانيم وذلك لاستعادتها رفات القديس سابا المتقدس إلى ديره العامر الذي يحمل اسمه.

    إن إكرام الكنيسة الأرثوذكسية الرسولية المقدسة لذخائر ورفات قديسيها هو عمل إيمان واعتراف بقيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وذلك لأنه بحسب القديس الرسول بولس فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ!  وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُم ْ (1كور 15: 13-14).

    وبحسب شهادة الكتاب المقدس فإن ذخائر القديسين تتميز من خلال نعمتها التي تنبع من فعل الروح القدس ولنسمع: ماذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: يمكن للذي يأتي بإيمان أن يجني فوائد عظيمة فليست أجساد القديسين وحدها ملأى نعمة بل وناووسهم (توابيتهم) ذاتها أيضًا لأنه إذا كان في زمن أليشع قد تمّ شيء من هذا القبيل، إذ مسّ الميت نعش النبي، انحل من قيود الموت وعاد إلى الحياة. فبالأحرى الآن النعمة أغزر وفعل الروح القدس أخصب؟ فمن يمسّ نعش (القديسين) ذاته عن ايمان لا بدّ وأن يجتذب منه منفعة كبرى. ولذلك أبقى الله لنا ذخائر القديسين رغبة منه أن يقودنا إلى تلك الغيرة التي كانت فيهم ويمنحنا ميناء وتطبيبًا حقيقيًا ضد الشر المحيط بنا من جميع الجهات.

 وحقيقة أن ذخائر القديسين المقدسة حاملة لنعمة قوة الروح القدس هي دليل واضح على أن أجساد الأبرار والقديسين الميتة تذيعُ بقيامة المسيح كما يعلم بوضوحٍ القديس يوحنا الدمشقي قائلاً: “ان القديسين هم كنوز الله ومساكنه النقية. إن الله يقول: “إني أسكن فيهم وأسلك بينهم وأكون إلههم”. (2كور 6: 16)، والكتاب الإلهي يقول: “ان نفوس الصديقين في يد الله فلا يمسهم عذاب (حكمة سليمان 3: 1) وذلك لإن موت القديسين هو بالأحرى نوم لا موت، فإنهم تعبوا إلى الدهر فسيحيون بلا انقضاء. (مز 48: 10) و “كريم أمام الرب موت ابراره” (مز 115 :6). وأي حال يمكن أن يكون أسمى وأشرف من أن يكون أحدٌ ما في يد الله؟ إن الله نور وحياة. والذين هم في يد الله إنما هم في الحياة والنور.

هذه هي تماماً قيامة المسيح النور والحياة الإلهية «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»(يو 8 :12) وأَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، (يو 11: 25) كما يقول الرب 

فها يا إخوتي الأحبة تكمن أهمية الذخائر والرفات المقدسة وهذا هو السبب الذي يجعل كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة تقدم الإكرام الخاص واللازم لذخائر ورفات قديسيها الأبرار ولنسمع أيضاً ما يقوله القديس يوحنا الدمشقي قائلاً: إن الله يتحد أيضاً اتحاداً عقلياً في أجساد “القديسين”، كما يقول الرسول بولس: «أما تعلمون أنكم هيكل الله وأن روح الله مستقر فيكم؟ (1 كور 6: 19) وأنّ الربّ روح (2كو 3: 17)، وأن من يفسد هيكل الله، يفسده الله (1كو 3: 17). إذاً فكيف لا ينبغي أن نكرم هياكل الله الحية، مساكن الله الحية وذلك لإنهم يحيون منتصبين بدالةٍ في حضرة الله؟

    إن أبينا البار سابا قد تبع المسيح سائراً في نوره لهذا فقد نال نور الحياة أي قيامة المسيح من جهة ومن الجهة الأخرى أصبح جسده الترابي عادم الفساد، إذ إن رفات أبينا البار سابا المتقدس غير البالية وغير الفاسدة تشكل ينبوع لا ينضب يفيض على الدوام بالطيب والأشفية بنعمة الروح القدس.

    لقد ظهر حقاً أبينا البار سابا هيكلاً حياً لله لإن موت القديسين هو بالأحرى نوم لا موت، وكما يشهد مرنم الكنيسة قائلاً: لقد تجاوزت طاقة البشر حقاً في عدم الشرّ ودماثة الخلق والوداعة والبساطة والسكينة أيها الأب، فأصبحت وأنت هيوليّ بيتاً لله مجرداً عن الهيولي عظيم الاستحقاق، توصل إلينا عن شفقة وحنو المواهب التي منحك إياها الله.

    فنحن أيها الإخوة الأحبة الذين نكرم استعادة رفات القديس المتوشح بالله أبينا البار سابا المتقدس نتضرع إليه ونتوسل إلى الفائقة البركات المجيدة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم أم الله ونقول توسلوا إلى المسيح أن يمنح العالم ولمنطقتنا السلام وعظيم الرحمة.

مكتب السكرتارية العامة




ألإحتفال بميلاد والدة الإله الفائق قدسها في بيت جالا

 

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأحد الموافق 24 أيلول 2023 (11 أيلول شرقي) بميلاد والدة الإله الفائق قدسها الدائمة البتولية مريم. وأقيمت خدمة القداس الإلهي الإحتفالي بكنيسة ميلاد السيدة في بلدة بيت جالا التي تعود للقرن التاسع ميلادي.

 الرئيس الروحي في  لبيت جالا قدس الأرشمندريت إغناطيوس كان في إستقبال صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث مع آباء الرعية ووجهاء وأبناء الرعية وفرق الكشافة, ثم ترأس صاحب الغبطة خدمة القداس الإلهي  يشاركه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم, قدس الأرشمندريت إيرونيموس, رئيس مزار كنيسة القديس جوارجيوس في بيت جالا  قدس الأب بورفيريوس, آباء الرعية الأورثوذكسية في بيت جالا قدس الأب بولس, قدس الأب يوسف, قدس الأب الياس, والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس. وحضر القداس الإلهي عدد كبير من أبناء الرعية.

بعد القداس الإلهي أأقيم حفل استقبال في القاعة المجاورة للكنيسة، ثم تناولت وجبة طعام بحضور الحاشية البطريركية ورئيس البلدية ومندوب عن رئيس اللجنة الفلسطينية الكنسية العليا السيد رمزي خوري.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليمكيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد ميلاد العذراء مريم والدة الإله في بيت جالا

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 يهتف مرنم الكنيسة قائلاً:” ميلادُكِ يا والدةَ الإله، بشَّرَ وأنذر بالفرحِ لكل المسكونةَ. لأنَّهُ منكِ أشرقَ شمسُ العَدلِ المسيحُ إلهُنا. حلَّ اللّعنةَ ووهبَ البركة، وأبطلَ الموتَ ومنحَنا الحياةَ الأبديّة.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن نعمة الروح القدس وقوة العلي التي ظللت العذراء مريم قد جمعتنا اليوم في هذه الكنيسة الفائقة الجمال التي تحمل اسمها لكي نُعيّد لميلادها، سامعين لما يوصينا به أبينا القديس يوحنا الدمشقي قائلاً: هلمّ يا جميع الأمم ويا أيها البشر الذين من كلّ عرقٍ وكل لغةٍ وكل جيلٍ وكل رتبةٍ، ولنعيّد ببهجةِ لمولد بهجة العالم برمّته.

    حقاً إن هذا الحدث “ميلاد سيدتنا الفائقة البركات المجيدة والدة الإله الدائمة البتولية مريم هو بهجة العالم وذلك لأنه كما يقول فيها المرنم: فيكِ أيتها النقية سر الثالوث مُسبح وممجد.  فالآب سُرَّ وارتضى، والكلمة حلّ بيننا، والروح الإلهي ظللك. لقد كنت المبخرة الذهبية، يا والدة الإله الطاهرة، لأن النار اتخذت مسكنها في بطنك: الكلمة من الروح القدس؛ وظهر فيك بشكل إنساني.

    إن ميلاد العذراء مريم والدة الإله هو بدء خلاص العالم أي انحلال اللعنة من جهةٍ وإلغاء الموت من الجهة الأخرى، فإن آدم وحواء كانا يرزحا تحت ناموس الخطيئة واللعنة والموت بسبب عصيانهما لوصية الله وعلى العكس تماماً فإنه بالعذراء مريم والممتلئة نعمة التي صارت أماً لشمس العدل أي المسيح قد تبشر بالفرح لكل المسكونة.

    إن ميلاد والدة الإله العذراء قد بشر وأنذر بالفرح لكل المسكونة وذلك لأنه كما يقول القديس يوحنا الدمشقي: إن والدة الإله العذراء مريم قد ولدت للعالم كنزاً لا يبلى من الخيرات وبها حوّل الخالق كل الطبيعة من خلال طبيعة المسيح البشرية لأنه إذا كان الإنسان الذي يقف متوسطاً ما بين العقل والمادة فبالتالي يربط كل الخليقة المنظورة وغير المنظورة، فكلمة الله بعد اتحاده بطبيعة البشر (بواسطة العذراء مريم) اتحد من خلالها بالخليقة كلها.

    إن ميلاد العذراء مريم قد سبق وأنبأ بالحرية ليس فقط للإنسانية بل للخليقة كلها من عبودية الفساد والموت لهذا فإن الرسول بولس يقول: لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ.(رومية 8: 21) وأيضاً إن ميلاد والدة الإله العذراء مريم قد أظهر فعل السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ (كولوسي 1: 26) وكما يهتف النبي اشعياء وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ.(اشعياء 7: 14) ، فالابن عمانوئيل المولود منها ليس هو إلا المسيح الظاهر كما يقول المرنم: أيتها العذراء الطاهرة والدة الإله إننا نحتفل بمولدك المقدس ونسجد بإيمان لميلادك المقدس الذي حسب الوعد والذي به المسيح الظاهر افتدانا من اللعنة القديمة.

    ومن الجدير بالذكر أقوال النبي عاموس والتي يقول فيها فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ مِظَلَّةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ (عاموس 9: 11) ويرى القديس كيرلس الإسكندري أقوال النبي عاموس أنه في المسيح ستكون قيامة المسكن الإنساني أي الجسد البشري قائلاً: إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. (2 كور 5: 17) فبحسب الكتب والنبوءات بأننا سنقوم نحن أيضاً لأنه إن كان الموت هدم جميع مساكن البشر أي أجسادهم فالله الآب في المسيح أعاد بناءها.

    وأما مرنم الكنيسة فإنه يرى في ميلاد العذراء مريم نموذج ومثال خلاص الإنسان في قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي يقول: قدْ تمتْ نبوة النبي الهاتف قائلاً سأقيم خباءَ داود الشريف بعد تقويضهِ وقد تم رسمهِ فيكِ. يا من كلّ تراب جبلة البشر قد أعيد بها جبلهُ جسداً لله.

    إن ميلاد والدة الإله العذراء مريم الطاهرة التي حفظت عفتها وبتوليتها لها أهمية خاصة لكنيسة المسيح والتي هي بحسب الرسول العظيم بولس: هي جسد المسيح (كول 1: 24) وَالمسيح هُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. (كول 1: 18) وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ أي الكنيسة. (أفسس 5: 23).

    وبكلام آخر في شخص العذراء مريم الفائقة البركات المجيدة نرى سر التدبير الإلهي الذي به أخذ ابن وكلمة الله الآب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح جسداً من دماء النقية الدائمة البتولية مريم وأعاد بهذا الجسد جبلة كل الجنس البشري الترابي. لأن القديس يوحنا الدمشقي يكرز قائلاً: وبمقتضى رغبة الآب لم يتجسد الكلمة ويسكن فيما بيننا البتة عبر اتحاد طبيعيّ بل بما يفوق نواميس الطبيعة: من الروح القدس والعذراء مريم وذلك لأن اتحاد الله مع البشر إنما يتم بالروح القدس.

    اليوم أيها الإخوة الأحبة إن كنيستنا المقدسة تدعونا من خلال الصديقين يواكيم وحنة الذين كانوا سبب وعلة ابتهاج العالم وفرح المسكونة وذلك بولادتهم ابنتهم الفائقة القداسة والدة الإله لكي نعيد معاً لهذه العطية الإلهية العظيمة لنا نحن البشر من جهةٍ واضعين كل رجاءنا عليه ونتضرع الى الله أن يمنح شعبنا السلام والعدل الذي منحه ليواكيم وحنة الذي حررهما بها من لعنة الجدين الاولين وليغدق ربنا وإلهنا على رئيس دولة فلسطين السيد مجمود عباس أبو مازن القوة في القيادة الحكيمة والاستنارة الإلهية. ومع المرنم نهتف ونقول تجدد يا آدم واعظمي يا حواء. وارقصوا طرياً يا ايها الانبياء مع الرسل والصديقين. فان في العالم فرحاً عاماً يشمل الملائكة والبشر. لأن يواكيم وحنة الصديقين قد ولدا اليوم والدة الاله. فإنها وحدها قد أدخلت المسيح وحده إلى المسكونة لخلاص نفوسنا.

كل عام وأنتم بخير

ولتكن السنة الكنسية الجديدة الإنديقيتي سنة مباركة وسنة صلاح للرب

آمين

مكتب السكرتارية العامة




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد رقاد والدة الإله الفائقة القداسة

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الإثنين الموافق 28 آب 2023 (يعادله 15 آب حسب التقويم الشرقي) بعيد رقاد والدة الإله الفائقة القداسة في دير الجثسمانية حيث قبرها المقدس.

في هذا اليوم تقيم الكنيسة تذكار رقاد السيدة العذراء ودفنها من قِبل الرسل القديسين في بستان الجثسمانية حيث “القبر الذي لم يحتمل الموت” وإصعاد جسدها الطاهر الى السماء بواسطة الإبن الكلمة إبنها ومخلصنا الرب يسوع المسيح التي تجسد من أحشائها الطاهرة وجلوسها عن يمينه حتى يومنا هذا والى الدهر حيث هي “الرجاء والحماية التي لا تتغير إلى جميع الدهور”.

أقيمت خدمة القداس الإلهي الإحتفالي في مزار قبر السيدة العذراء المقدس في دير الجثسمانية حيث ترأس الخدمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث, يشاركه أصحاب السيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, متروبوليت البصرى كيريوس ثيموثاوس, رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس, رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, رئيس أساقفة قطر كيريوس مكاريوس, آباء أخوية القبر المقدس, وآباء من بطريركيات روسيا ورومانيا, بحضور القنصل العام لليونان السيد إيفانجيلوس فليوراس وحشود كبيرة من المصلين من المدينة المقدسة وجميع مناطق البلاد وحجاج من خارج البلاد.

كَلِمَةُ صَاحِبِ اَلْغِبْطَةِ بَطْرِيَرْكَ اَلْمَدِينَةِ اَلْمُقَدَّسَةِ آُورُوشْلِيمْ كِيرْيُوسْ كِيرْيُوسْ ثُيُوفِيلُوسْ اَلثَّالِثْ بِمُنَاسَبَةِ عِيدِ رُقَادِ وَالِدَةِ اَلْإِلَهِ اَلْعَذْرَاءْ مَرْيَمْ

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

فِي مِيلادِكِ حَفِظْتِ البَتُولِيَّةَ وَصُنْتِهَا، وَفِي رُقَادِكِ مَا أَهْمَلْتِ العَالَمَ وَمَا تَرَكْتِهِ يَا وَالِدَةَ الإِلَهِ، لِأَنَّكِ انْتَقَلْتِ إِلَى الحَيَاةِ بِمَا أَنَّكِ أُمُّ الحَيَاةِ. فَبِشَفَاعَاتِكِ أَنْقِذِي مِنَ الـمَوْتِ نُفُوسَنَا.

     أَيَّهَا الْإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ فِي الْمَسِيحِ،

     أَيَّهَا الْمَسِيحِيُّون وَالزُّوَّارُ الْأَتْقِيَاء،

       إِنَّ نِعْمَةَ اَلرُّوحِ اَلْقُدُسِ قَدْ جَمَعَتْنَا اَلْيَوْمِ ، كَمَا جَمَعَتْ مَرَّةً جَوْق اَلرُّسُلِ اَلْقِدِّيسِينَ ، مِنْ كَافَّةِ أَقَاصِي اَلْأَرْضِ عِنْدَ قَبْرِ أُمِّ اَلْإِلَهِ لِكَيْ نُكَرِّمَ وَنُمْدَحَ رُقَادَ اَلنَّقِيَّةِ اَلْفَائِقَةِ اَلْبَرَكَاتِ اَلْمَجِيدَةِ سَيِّدَتُنَا وَالِدَةَ اَلْإِلَهِ اَلدَّائِمَةِ اَلْبَتُولِيَّة مَرْيَمْ .

        يقولُ مُرَنِمُ الكنيسة :”إِنَّ الـمَصَفَّ الكُلِّيَ الاِكْرَامِ، مَصَفَّ الرُّسُلِ الحُكَمَاءِ، قَدِ الْتَأَمَ بِحَالٍ عَجِيبَةٍ لِيُجَهِّزَ جَسَدَكِ الطَّاهِرَ بِتَمْجِيدٍ يَا وَالِدَةَ الإِلَهِ الكُلِّيَّةَ التَّسْبِيحِ. وَمَعَهُ سَبَّحَتْ جَمَاهِيرُ الـمَلائِكَةِ مَادِحِينَ انْتِقَالَكِ الـمُوَقَّرَ الَّذِي نُعَيِّدُ لَهُ بِإِيمَانٍ.

        إِنَّ اِنْتِقَالَ، أَيِّ رُقَادِ وَالِدَةِ اَلْإِلَهِ اَلدَّائِمَةِ اَلْبَتُولِيَّة مَرْيَمْ لَيْسَ هُوَ إِلَّا عُبُورُهَا مِنْ اَلْأَرْضِ إِلَى اَلسَّمَاءِ . إِنَّ أُمَّ اَلْحَيَاةِ أَيَّ أُمِّ كَلِمَةِ اَللَّهِ وَابْنُ اَللَّهِ اَلْأَبِ وَابْنِهَا هِيَ نَقَلَهَا إِلَى اَلْحَيَاةِ إِلَى ،أَصْلِ وَعِلَّةِ اَلْحَيَاةِ اَللَّهُ اَلْأَبُ ، فكَمَا أَنَّ اَلْعَذْرَاءْ مَرْيَمْ وَالِدَةَ اَلْإِلَهِ قَدْ حَفِظَتْ اَلْبَتُولِيَّة فِي مِيلَادِهَا ، وَهَكَذَا تَمَامًا فِي رُقَادِهَا قَدْ حُفِظَ جَسَدُهَا اَلْبَرِيءُ مِنْ اَلدَّنَسِ مِنْ اَلْفَسَادِ .

    وَلْنَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ اَلْمُتَفَوِّهُ بِاَللَّهِ اَلْقِدِّيسِ يُوحَنَّا اَلدِّمَشْقِي قَائِلاً: ” أَوَاهُ ! كَيْفَ تُقَادُ “ يَنْبُوعَ اَلْحَيَاةِ ” إِلَى اَلْحَيَاةِ مُرُورًا بِالْمَوْتِ؟ بَا لِلدَّهْشَةِ! تِلْكَ اَلَّتِي تَجَاوَزَتْ فِي وِلَادَتِهَا حُدُودَ اَلطَّبِيعَةِ ، تَنْحَنِي اَلْآنَ تَحْتَ نَوَامِيسِهَا ، وَجَسَدُهَا اَلْبَرِيءُ مِنْ اَلدَّنَسِ يُخْضَعُ لِلْمَوْتِ ! إِذْ يَجِبُ فِي اَلْوَاقِعِ أَنْ يُنْزِعَ مَا هُوَ مَائتْ لِارْتِدَاءِ عَدَمِ اَلْفَسَادِ، لِأَنَّ سَيِّدَ اَلطَّبِيعَةِ نَفْسِهُ لَمْ يَرْفُض خِبْرَةَ اَلْمَوْتِ. فَقْدٌ مَاتَ بِحَسَبِ اَلْجَسَدِ وَبِمَوْتِهِ حَطَّمَ اَلْمَوْت، وَأَضْفَى عَلَى اَلْفَسَادِ عَدَمَ اَلْفَسَادِ، وَجَعْل مِنْ اَلْمَوْتِ يَنْبُوعَ اَلْقِيَامَةِ.

    إِنَّ عِظَمَ حَجْمِ اَلْمُسَاهَمَةِ اَلْأَخْلَاقِيَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ وَالْخَلَاصِيَّةِ لِوَالِدَةِ اَلْإِلَهِ اَلْقِدِّيسَةِ مَرْيَمْ فِي سِرِّ اَلتَّدْبِيرِ اَلْإِلَهِيِّ لَا حُدُودَ لَهُ، إِذْ هِيَ عَجِيبَةٌ وَمُعْجِزَةٌ لَا يُدْرِكُهَا اَلْعَقْلُ اَلْبَشَرِيُّ، لِهَذَا فَالْقِدِّيسُ يُوحَنَّا اَلدِّمَشْقِي يُسَمِّي وَالِدَةَ اَلْإِلَهِ اَلْعَذْرَاءِ بِأَنَّهَا جَمَالُ اَلْجِنْسِ اَلْبَشَرِيِّ وَفَخْرِ اَلْخَلِيقَةِ بِأَسْرِهَا .

      إِنَّ اَلْمُمْتَلِئَةً نِعْمَةً وَالْمُبَارَكَةِ فِي اَلنِّسَاءِ، اَلْعَذْرَاءْ مَرْيَمْ وَالِدَةُ اَلْإِلَهِ، قَدْ أَصْبَحَتْ أُمٌّ لِكَلِمَةِ وَابْنِ اَللَّهِ اَلَّذِي تَجَسَّدَ مِنْ دِمَائِهَا اَلنَّقِيَّةِ إِذْ هُوَ حَقٌّ وَعَدْلٌ أَنْ تَمْثُلَ وَتَقِفُ بَعْدَ رُقَادِهَا عَنْ يَمِينِ اِبْنهَا وَإِلَهَهَا ،مُقيمَةً وسَاكِنَةً فِي مَدِينَةِ اَللَّهِ اَلسَّمَاوِيَّةِ كَمَا يَقُولُ عَنْهَا دَاوُودْ اَلنَّبِيِّ فِي اَلْمَزْمُورِ : مُمَجَّدَاتٍ قَدْ قِيلَتْ لِأَجْلِكَ يَا مَدِينَةُ اَللَّهِ .(مز 86: 3 )

         فَنَحْنُ أَيُّهَا اَلْإِخْوَةُ اَلْأَحِبَّةُ لِأَنَّ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةً بَاقِيَةً ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ اَلْعَتِيدَةُ . ( عِبْرَانِيِّينَ 13 : 14 ) إِنَّ هَذِهِ اَلْمَدِينَةِ أَيَّ مَدِينَةِ اَللَّهِ اَلْحَيِّ ، مَدِينَةُ اِبْنِ اَللَّهِ هِيَ اَلْفَائِقَةُ اَلْقَدَاسَةُ اَلطَّاهِرَةُ اَلْفَائِقَةُ اَلْبَرَكَاتِ اَلْمَجِيدَةَ سَيِّدَتُنَا وَالِدَةً اَلْإِلْهَالَدَائِمَة اَلْبَتُولِيَّة مَرْيَمْ .

      وَهَا نَحْنُ وَاقِفِينَ أَمَامَ قَبْرَ أُمِّ اَلْإِلَهِ اَلْفَائِقَةِ اَلْبَرَكَاتِ اَلْعَذْرَاءْ مَرْيَمْ، نَتَضَرَّعُ مُتَوَسِّلِينَ إِلَيْهَا وَمَعَ اَلْمُرَنِّمْ نَهْتِفُ قَائِلِينَ : لَقَدْ أَوْدَعَتْ نَفْسُكَ فِي يَدِي خَالِقُكَ وَإِلَهَكَ اَلَّذِي تَأْنَسَ مِنْكَ لِأَجْلِنَا يَا طَاهِرَة . فَنَقَلَكَ إِلَى اَلْحَيَاةِ اَلَّتِي لَا تُبْلى . وَمِنْ ثَمَّ نَطُوبَكْ نَحْنُ بِوَقَارِ يَا بَرِيئَةً مِنْ اَلدَّنَسِ · مُعْتَرِفِينَ جَمِيعًا بَانِكْ وَالِدَةِ اَللَّهِ حَقًّا . وَنَهْتِفُ قَائِلِينَ : اِبْتَهِلِي إِلَى اَلْمَسِيحِ اَلَّذِي اِنْتَقَلَتِ إِلَيْهِ أَنْ يَخْلُصَ نُفُوسَنَا وَيَمْنَحَ اَلْعَالَم اَلسَّلَام وَعَظِيمَ اَلرَّحْمَة .

كل عام وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العامة




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم السبت الموافق 19 آب 2023 (6 آب شرقي) بعيد تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على جبل طابور.

وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». متى الإصحاح 17 عدد 1-5.
 
السيد المسيح بتجليه أظهر لتلاميذه مجد قيامته، لتقويتهم وتعزيتهم في وقت الآلام، ولإظهار جمال الإنسان الأصلي قبل السقوط، وبهذا المجد أي مجد المسيح المخلص يستطيع الإنسان أن يتجدد. وكما أوضح آباء الكنيسة  فقد أخفى طبيعته البشرية وكشف للتلاميذ بقدر ما يستطيعون عن مجد طبيعته الإلهية.
 
 إحتُفل بهذا العيد السيّدي في دير جبل طابور حيث ترأس صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي المسائية من منتصف الليل حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل يشاركه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس، سيادة المتروبوليت ثيوذوسيوس من بطريركية رومانيا, سيادة المتروبوليت نيقولاوس من بطريركية جورجيا, سيادة رئيس أساقفة قطر كيريوس مكاريوس، عدد كبير من آباء من أخوية القبر المقدس ومن منطقة الجليل, آباء من كنائس أورثوذكسية شقيقة. ورتلت الصلاة باللغة اليونانية من قبل السيد أنجيلوس جيانوبولوس والأب جوارجيوس من مطرانية إيليا, وباللغة العربية من قبل جوقة المغبوط الراحل قدس الأرشمندريت فيلوثيوس البيزنطية. وحضر قداس العيد عدد كبير من المصلين من البلاد وحجاج من مختلف الدول الأرثوذكسية الذين  إضطروا لصعود الجبل سيرًا على الأقدام بسبب الإجراءات التقييدية غير المقبولة من قبل الشرطة الإسرائيلية.
 
كما وأقيمت خدمة القداس الإلهي صباحاً في كنيسة التجلي ترأسها سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس يشاركة آباء من أخوية القبر المقدس وآباء من منطقة الجليل, بحضور عدد كبير من المصلين، هذه الكنيسة الجميلة التي قام بترميمها بالكامل قدس الأرشمندريت أيلاريون الرئيس الروحي لدير التجلي في جبل طابور.
 
إحتفل بهذا الحدث أيضاً في كنيسة التجلي في مدينة رام الله حيث ترأس القداس الإلهي سيادة رئيس أساقفة كيرياكوبوليس كيريوس خريستوفوروس يشاركه كهنة الرعية، وبمشاركة عدد كبير من المصلين.
 
في دير مزار قبر السيدة العذراء المقدس في الجثسمانية ترأس سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس أيسيخيوس خدمة القداس الإلهي يإستضافة الرئيس الروحي لدير الجثسمانية سيادة المطران يواكيم، بحضور القنصل اليوناني العام السيد فليوراس وعدد من الرهبان والراهبات ومصلين من المدينة المقدسة وزوار من الخارج.
 

 كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على جبل طابور 

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يهتف مرنم الكنيسة قائلاً: لَـمَّا تَجَلَّيْتَ أَيُّهَا الـمَسِيحُ الإِلَهُ عَلَى الجَبَلِ أَظْهَرْتَ مَجْدَكَ لِلتَّلامِيذِ حَسْبَمَا اسْتَطَاعُوا. فَأَشْرِقْ لَنَا نَحْنُ الخَطَأَةَ نُورَكَ الأَزَلِيَّ، بِشَفَاعَاتِ وَالِدَةِ الإِلَهِ، يَا مَانِحَ النُّورِ الـمَجْدُ لَكَ.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون والزوار الأتقياء

    إن النعمة الإلهية لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح قد جمعتنا اليوم في هذا المكان المقدس جبل ثابور لكي بشكرٍ نُعيّد لتجليهِ سامعين لدعوة المرنم الذي يقول: هلمّوا نصعد إلى جبل الرب، وإلى بيت إلهنا، لنعاين مجد تجلّيه كمجد وحيدٍ من الآب، ونستمدُّ نوراً بنوره. وإذ نرتقي بالروح، نسبِّح على مدى الدهور، الثالوث المتساوي الجوهر.

    إن حدث تجلي مخلصنا المسيح يشكل حدثاً ،تم فيه الكشف عن عمق واتساع عظمة سر التدبير الإلهي، سر خلاص الإنسان،السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ.(أفسس 3: 9)

    إن عظمة سر التقوى (1تيم 3: 16) هو ظهور المسيح بالجسد، كما يكرز الرسول بولس الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِلكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِوَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ(فيبليب 2: 5-7 ).

    إن اعتراف القديس الرسول بولس هذا يؤكد عليه بدقةٍ ناظم تسابيح الكنيسة، ويفسر بوضوحٍ السبب الذي لأجله صار تجلي المسيح إذ يقول: لقد تجلَّيت أيها المسيح الإله على الجبل، فعاين تلاميذك مجدك بحسب ما استطاعوا. حتى أنهم لما أبصروك مصلوبا أدركوا أن موتك طوعيُّ باختيارك. وكرزوا للعالم بأنك أنت شعاع الآب حقاً.

    وبكلام آخر عند تجلي الرب على هذا الجبل العالي، جبل ثابور، قد تم الكشف فيه عن اقتران الناسوت باللاهوت في أقنومه. أي اتحاد الطبيعتين (الإلهية والبشرية) في شخص المسيح والكشف أيضاً عن مجد الله، أي شعاع الله الآب. إن الشعاع يعني البهاء أو الإشراق كما يقول المرنم: لما اتَّحدت بالناسوت الطبيعة التي لا تستحيل ،كشفت للرسل عن نور اللاهوت الغير الهيولي المحجوب إذ أشرقت تسطع على منوال يمتنع وصفه. وأيضاً . إنك وأنت كلك إله صرت كلك إنساناً. وقرنت الناسوت بملئ اللاهوت في أقنومك الذي رآه موسى وإيليا بجوهرين على جبل ثابور.

    ويفسر القديس غريغوريوس النيصص أقوال الرسول بولس قائلاً:” إنهُ كما يرتبط الشعاع بالشمس والمصباح بالنور الذي ينبعث منه، هكذا هو النور الذي يشرق من مجد الآب.

     ويستخدم الأب القديس غريغوريوس النيصص مثاله هذا لكي يوضح أن ابن وكلمة الله، هو مساوٍ للآب والروح القدس في الجوهر لذلك فإن النور الذي يُشرق من الآب هو نور الثالوث القدوس غير المخلوق الذي لا يُدنى منه.

    ويقول القديس يوحنا الدمشقي الذي اندهش وتحير من سر التجلي قائلاً: لأن الكلمة صار جسداً والجسد كلمة، ولو أن هذا “الكلمة” لم يخرج عن الطبيعة الإلهية، فيا للمعجزة التي تفوق كل عقل!! فالمجد لم يأتِ إلى الجسد من الخارج بل من الداخل، من ألوهية كلمة الفائقة الألوهية والمتحدة بالجسد بحسب الأقنوم على نحو يتعذر وصفه.

    ومن الجدير بالذكر إنه عند تجلي يسوع في هذا الموضع والمكان المقدس فمن جهة أَضَاءَ وَجْهُ ” يسوع” كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ.(متى 17: 2) ومن الجهة الأخرى إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا».(متى 17: 5).

    وبحسب القديس يوحنا الدمشقي إن السحابة التي ظللت يسوع ترمز إلى بهاء ولمعان الروح القدس، إذ يقول :”وظللتهم سحابة منيرة بإشعاع الروح.:” وأما الصوت الذي جاء من السحابة فإن القديس يوحنا الدمشقي يقول:” إن صوت الآب قد خرج من سحابة الروح “القدس” وقال: هذا هو ابني الحبيب. هذا هو إنسانٌ وذو مظهر إنسانيّ. هذا الذي تأنس أمس. هذا الذي في تواضعه قد تحادث معكم والذي قد تلألأ وجهه الآن، وأما عن الوصية والأمر الإلهي فله اسمعوا فيقول “إن من يقبلهُ يقبلني أنا الذي أرسله، أباً له وليس سيداً، فبصفته إنساناً هو مرسل ،ٌ وأما بصفته إلهاً، فيبقى فيّ وأنا فيه. ومن لا يُكّرِمُ ابني الوحيد والحبيب لا يُكرِمُ الآب، أنا الذي أرسله فاسمعوا له. لأن عنده كلام الحياة الأبدية، هذه هي خلاصة ما يحتفل به وهذا هو قوة ومعنى سر التجلي.

    إن هذه القوة أي مجد ربنا يسوع المسيح، مدعوون نحن أيضاً أن نعاينها أيها الإخوة الأحبة، ليس بعيوننا الجسدية بل بالعيون العقلية للذهن الطاهر والقلب النقي طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.(متى 5: 8) كما يقول الرب. لهذا فنحن مدعوون أيضاً أن نتمثل بتلاميذ المسيح الذين كانت عيونهم مثقلة بالنوم ولكن بعد قليل استيقظوا وعاينوا مجده “فَلَمَّا اسْتَيْقَظُوا رَأَوْا مَجْدَهُ، وَالرَّجُلَيْنِ الْوَاقِفَيْنِ مَعَهُ.(لوقا 9: 32).

فلنطرح نحن عنا أيها الإخوة الأحبة ثقل نوم الضجر ولننهض بنشاطٍ مع المرنم هاتفين: فاشرق لنا نحن الخطأة بنورك الأزلي بشفاعات والدة الإله يا مانح النور المجد لك.

كل عام وأنتم بألف خير

 

مكتب السكرتارية العامة
 




الإحتفال بعيد النبي ايليا في بلدة معلول

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يوم السبت الموافق 5 آب 2023 (22 تموز شرقي) خدمة القداس الالهي إحتفالاً بعيد النبي ايليا (مار الياس) في كنيسة مار الياس في بلدة معلول الواقعه قرب مدينة الناصرة. هذه الكنيسة كانت تخدم في الماضي الرعية الأورثوذكسية التابعة للبطريركية الأورشليمية في هذه البلدة قبل أن يُهجر أهلها سنة 1948, وفي سنة 2014 وبمبادرة وبركة غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث تم ترميم الكنيسة المهجرة على نفقة رئيس دير جبل طابور قدس الأرشمندريت أيلاريون وتحت إشراف سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, لتعود لفتح أبوابها لخدمة الرعية الأوثوذكسية, وتقام خدمة القداس الالهي إحتفالا بعيد النبي ايليا شفيع الكنيسة والبلدة في كل عام.

شارك غبطة البطريرك في القداس الالهي سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, قدس الأرشمندريت ايلاريون الرئيس الروحي لدير جبل طابور, آباء من أخوية القبر المقدس, وكهنة مطرانية الناصرة والقضاء.

بعد خدمة القداس الالهي قام قدس الأرشمندريت إيلاريون بتقديم ضيافة في ساحة الكنيسة, وظهراّ أعد سيادة المطران كيرياكوس مأدبة غذاء على شرف غبطة البطريرك والآباء والحضور الكريم في دار مطرانية الناصرة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث،في عيد القديس النبي إيليا التسبيّ 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي 

   لمّا كنتَ قدْ امتزجتَ بالله بواسطة الفضيلة والسيرة المُثلى يا إيليا النبي العجيب نلتَ من لدنهِ سلطاناً فأعدتَ نظام الخليقة على مُقتضى رأيكَ وأغلقتَ أبواب المطرِ بإرادتكَ واستنزلتَ ناراً من العلاء فأهلكتَ بها المُلحدين فتضّرع طالباً خلاص نفوسنا. هذا ما يتفوه به مرنم الكنيسة.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن الملاكَ بالجسدِ قاعدةُ الأنبياءِ وركنهم، إيليا الشريف الموقر قد جمعنا كلّنا في هذا المكان والموضع المقدس لكي بشكرٍ نُعيّد لتذكار صعودهِ إلى السماواتِ بالمركبة النارية.

    ويتحدثُ سيراخ عن شخصية إيليا التسبيّ قائلاً: وَقَامَ إِيلِيَّا النَّبِيُّ كَالنَّارِ، وَتَوَقَّدَ كَلاَمُهُ كَالْمِشْعَلِبَعَثَ عَلَيْهِمِ الْجُوعَ، وَبِغَيْرَتِهِ رَدَّهُمْ نَفَرًا قَلِيلًاأَغْلَقَ السَّمَاءَ بِكَلاَمِ الرَّبِّ، وَأَنْزَلَ مِنْهَا نَارًا ثَلاَثَ مَرَّاتٍمَا أَعْظَمَ مَجْدَكَ، يَا إِيلِيَّا، بِعَجَائِبِكَ، وَمَنْ لَهُ فَخْرٌ كَفَخْرِكَ(حكمة سيراخ 48 :1-4 )

    ويورِدُ لنا القديس يعقوب أخو الرب في رسالتهِ الجامعة عن قوة صلاة الإنسان البار، إذ يقول: “طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَاكَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا.“(يع 5: 16-18).

    ويذكر الإنجيليين مرقس ولوقا عن حضور النبي إيلي، عند تجلي مخلصنا يسوع المسيح على جبل ثابور قائلاً: وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ،.وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى، وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ(مرقس 9: 2-4 ) 

    إن التحدث أي تكلّم إيليا وموسى مع المسيح يؤكدُ ويشهدُ أن المسيحَ هو ربُّ الناموس والأنبياء، فأمّا موسى فإنه يظهرُ كممثلٍ عن الناموس، وأمّا إيليا كممثلٍ عن الأنبياء و وفقاً لتفسير أوريجانوس والقديس كيرلس الإسكندري “إن في شخص موسى يستبان الناموس، وفي إيليا الأنبياء، لأن المسيحَ هو ربُّ الناموس والأنبياء”.

    يتميزُ النبي إيليا أنّه وحدهُ بين الأنبياء قد استحق مع موسى التكلم مع المسيح المُتجلي، اللذان كليهما عرفا المسيح على جبل سيناء قديماً. فأما موسى ففي دخان النار والضباب وأما إيليا ففي النسيم اللطيف. هؤلاء قد عرفوا الإله بأبصارهم في شخص يسوع المسيح المتجلي على جبل ثابور، صانعين بهذا اسثناءً لقول الرب لتلاميذه:” فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا.(متى 13: 17).

    حقاً أيها الإخوة الأحبة، لقد نالَ إيليا التسبيّ نعمةً خاصةً من الله وذلك لأنّهُ امتزج أي اتحدَ بالله بواسطةِ الفضيلة والسيرة المُثلى كما يقول ناظم التسابيح: يا إيليا النبي العجيب نلتَ من لدنه سلطاناً فأعدتَ نظام الخليقة على مُقتضى رأيكَ وأغلقتَ أبواب المطر بإرادتكَ واستنزلتَ ناراً من العلاء فأهلكتَ بها المُلحدين.

    لقد نالَ تلاميذُ المسيح وقديسوهُ هذا السلطان ، كما يشهدُ بذلك الإنجيليّ لوقا قائلاً:” هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ.(لوقا 10 : 19 ).

   ويفسرُ القديس باسيليوس العظيم أقوال الرب هذة قائلاً”  إنّه من غير المعقول ، أي أنه من المستحيل أن يمارسَ الإنسانُ هذا السلطان ما لم يكن قد طهّرَ نفسهُ من قَبلُ وتشدّدَ من قِبَل الرب.إذ يقول””من المستحيل على الإنسان أن يسلك في حرب ضد الترس والتنين والأسد إذا لم يُطهر نفسه أولاً ويتشدد من قبل الرب القائل للرسل وها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا على الحيات والعقارب “”.

    وبكلام آخر أيها الإخوة الأحبة إن الذي يسمعُ ويحفظُ وصايا الله فإنّهُ يستطيعُ من خلالِ فعلِ النعمة الإلهية أن يكونَ مُساهماً ومُشاركاً في قوةِ النبي إيليا كما حصل تماماً مع النبي أليشع الذي كان يتبعهُ، لهذا فإن الرسول بولس يوصي قائلاً: فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ.(فيلبي 1: 27)

    ومن الجدير بالذكر أن شخصيةَ النبيّ إيليا، لها مكانةً خاصةً ومميزةً في العهد القديم وأيضاً في العهد الجديد، وذلك لأنّ إيليا النبي يُعرَفُ بأنّه السابق الثاني لحضور المسيح، أي في الأيام الأخيرة للدينونة . وعن الأواخر أي الأيام الأخيرة ،يورِدُ النبيُ ملاخيا قائلاً حول إعادة ظهور إيليا الغيور إذ يقول:هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ. (ملاخي4: 4).وأما يسوع فقد أجاب تلاميذهُ عندما سألوهُ قائلين: «لِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلًا؟ فقال لهم إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلًا وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ(متى 17: 10).

     ولنتنبهُ هنا إلى تفسيرِ آباءِ الكنيسة العِظام، إذ أن الربَّ يتحدثُ هنا عن مجيئه الثاني الرهيب، والذي سيكونُ فيهِ إيليا النبيُ سابقاً لمجيئهِ الثاني الرهيب. ويكمِلُ الربَّ قولهُ:  وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ(متى 17: 12) إذ أن إيليا في المرة الثانية هنا لقول الرب ” هو يوحنا المعمدان السابق” الذي جاءَ قبلَ مجيء ربنا يسوع المسيح، فإن يوحنا السابق والمعمدان كان مشابهاً للنبي إيليا في كثير من الأمور لهذا فإن الكتاب المقدس يسمي يوحنا المعمدان أنه يَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ( لوقا 1 :17 ) وربما يتسألُ أحدٌ ما قائلاً، ما المقصود هنا بروح وقوة إيليا؟

    لهذا فإن زيغافينوس وأوريجانوس يفسران أقوال الرب هذه قائلين: إن الكتاب المقدس يسمي الموهبة النبوية بالروح وأما القوة فبالفعل، ويقولان بأن الروح والقوة التي لإيليا النبي سيحوز عليها “القديس النبي يوحنا المعمدان”.

   ختاماً فنحن الذين بشوقٍ نكرم تذكار النبي القديس إيليا مع المرنم نهتف ونقول: امنح شعبكَ بشفاعات الفائقة البركة والدة الإله الدائمة البتولية مريم وبتضرعات نبيّكَ القديس المجيد إيليا التسبيّ أيها الرب المُتحنن غفران الخطايا وعظيم الرحمة.

آمين

مكتب السكرتارية العامة