1

عيد إثنين الروح القدس في البعثة الروحية الروسية (MISSIA)

إحتفلت البعثة الروحية الروسية لبطريركية موسكو في المدينة المقدسة في اليوم الذي يلي أحد العنصرة, بعيد إثنين الروح القدس الموافق 5 أيار 2023 (24 حزيران شرقي) في كاتدرائية الثالوث القدوس الواقعة في البلدة الجديدة. تكرس الكنيسة هذا اليوم بشكل خاص للروح القدس الأقنوم الثالث المنبثق من الآب الذي يعمل في الكنيسة، حيث نزل على شكل ألسنة نارية على رؤوس التلاميذ لإستنارتهم وتقويتهم ليكرزوا بعجائب الله بجرأة وشجاعة.

ترأس خدمة القداس الإلهي غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه أصحاب السيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس, قدس الأرشمندريت ذوميتيانوس والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس من أخوية القبر المقدس, رئيس البعثة الروحية الروسية قدس الأرشمندريت أليكساندروس مع آباء البعثة الروسية, ممثل كنيسة مولدوفا الروسية صاحب السيادة رئيس أساقفة أنغيني ونسبورن بطرس, وآباء من دير جبل جورنسكي وآباء الرعية الأورثوذكسية التابعة للبطريركية. حضر خدمة القداس الإلهي عدد كبير من أبناء الرعية الروسية وأبناء رعية البطريركية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدّسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في عيد الروح القدس في الكنيسة الروسية

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

    يُرنِمُ القديس يوحنا الدمشقي كاتب تسابيح الكنيسة قائلاً:”يا أولاد البيعة المنيري الشكل اقبلوا نداء الروح المتنسم ناراً الذي هو طهرٌ وحلٌ من الجرائم لأن الشريعة قد خرجت الآن من صهيون بشكل ألسن نارية التي هي نعمة الروح القدس.

 قدس الأب الأرشمنديت ألكسندروس الجزيل الاحترام مُمثَل صاحب الغبطة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريوس كيرلس ورئيس البعثة الروحية و الكنسية في آوروشليم،

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها المسيحيون و الزوار الأتقياء،

       اليوم أشرقت نعمة الروح القدس التي جمعتنا كلنا في هذه الكنيسة المقدسة التي تحمل اسم الثالوث القدوس لكي نُعيّد لعيد الخمسين ولحضور الروح القدس مساهمين في سر الشكر الإلهي أي في جسد ودم إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.

      إن الروح القدس المنبثق من الآب والمسجود له والممجد مع الآب والابن هو ذلك الذي كما يقول المرنم:  إن الروح القدس يرزق كل شيء يفيض النبوّة يكمّل الكهنوت، وقد علّم الحكمة للعديمي الكتابة وأظهر الصيّادين متكلمين باللاهوت يضمُّ كل شرائع البيعة.

 

       إن الرسل هم العنصر الأساسي لمؤسسة الكنيسة وللأرثوذكسية أيضاً لأنهم من جهةٍ امْتَلأَوا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.(أعمال 2: 4) في يوم العنصرة ومن الجهة الأخرى لأن الرب نفسه قد نفخ فيهم قائلاً: خذوا الروح القدس مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ(يوحنا 20: 23) وأيضاً قوله لتلاميذه الرسل :”اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ(متى 28: 19).

      ولأن الرب أمر قائلاً:”عَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.(متى 28: 20) فإنه من الواضح أن هذا يجب أن يُشكل أساس تعليم الرسل لهذا فإن القديس باسيليوس الكبير يقول في تفسير ما سبق :”علموهم لا أن يلتزموا بها فقط ولا يهملوها ، بل أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به ” ويفسر القديس كيرلس الأسكندري قول الرب:”وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ(متى 28 : 20). إذ يقول :” وإن غاب عنا (المسيح) بالجسد فهو حاضرٌ عند الآب لأجلنا ويحل في المستحقين بوساطة الروح القدس ويكون دائما مع القديسين.وأما القديس يوحنا الذهبي الفم فيقول:” لم يقل أنه يوَد أن يكون معهم وحدهم بل ومع المؤمنين الذين يأتون بعدهم، لأن الرسل لا يعيشون حتى انقضاء الدهر، لكنّه يكلِّم كل الذين سيؤمنون به كمن هم جسد واحد. وأما زيغافينوس فيقول كيف كان “المسيح” مع الرسل آئنذاك فانه سيكون أيضاً بالنعمة بعد الرسل مع أؤلئك الذين سيؤمنون به.

    ومن خلال كل ما سبق ها قد أصبح من الواضح أن شركة الروح القدس تعمل من خلال وحدة الكنيسة وفقاً لكلام الرب أَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ(متى 18: 20).إن الكنيسة هي جسد المسيح وهي مسكن الروح القدس كما يكرز الرسول بولس قائلاً وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا.(1كور 12: 27) .وأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ، يَهُودًا كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ، عَبِيدًا أَمْ أَحْرَارًا، وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحًا وَاحِدًا.(1 كور 12: 13).

    تتحصنُ وتتعززُ اليوم وحدة الإيمان هذه وشركة الروح القدس باشتراك الكنائس الشقيقة كنيسة أوروشليم وكنيسة روسيا، وليس فقط في شركة الكأس المشتركة لجسد ودم إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح أي البركة السرية الذي هو سر الشكر الإلهيّ. فالقديس اغناطيوس المتوشح بالله يعلّم قائلاً:” أحبوا الوحدة اهربوا من الانقسامات واقتدوا بيسوع المسيح كما يقتدي هو بأبيه، وكما يكرز الرسول بولس وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ(1كور 1: 10).

    وبالرغم من ذلك وبدون داع فإن هذا يُسبب لنا القلق والحزن ،بسبب اضطرب وتزعزع نظام الكنيسة ووحدة جسد الكنيسة الأرثوذكسية الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية ، لإن الرسول بولس يقول  فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ.(1كور 12: 26).

    لهذا فنحن يا إخوتي الأحبة كأعضاء من جسد المسيح وقد أُعْطينا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ(2كور 5: 18) الذينلَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ(1كور 2: 12) نسأل ربنا بدون انقطاع هاتفين مع المزمور: قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي أحشائي.(مزمور 50: 12).

كل عام وانتم الف خير

مكتب السكرتارية العامة




الإحتفال بعيد القديسين قسطنطين وهيلانه في البطريركية الأورشليمية

إحتفلت أخوية القبر المقدس والبطريركية الاورشليمية يوم الجمعة الموافق 2 حزيران 2023 بعيد القديسين المَلكين المتوجين من الله والمعادِلَي الرسل وشفيعي الاخوية قسطنطين وهيلانة في الكنيسة المسماة على إسميهما في البطريركية.

أخوية القبر المقدس تُكرم القديسين قسطنطين وهيلانة على أنهما شفيعي ومؤسسي الأخوية لأن الأمبراطور قسطنطين إستجاب لطلب رئيس أساقفة أورشليم آنذاك مكاريوس خلال إنعقاد المجمع المسكوني الأول في نيقيه وبعث أمه الملكة هيلانة للأراضي المقدسة وقامت بالبحث عن كل موضع في الأراضي المقدسة يحكي حياة السيد المسيح على الأرض من عجائب وآلام وقيامة, وقامت بهدم المعابد الوثنية التي بنيت في موضع الجلجلة والقبر المقدس وباشرت في بناء كنيسة القيامة  التي منها بدأت حرية عبادة الإله الحقيقي وتأسست فيها ” طغمة المجتهدين” التي أصبحت فيما بعد أخوية القبر المقدس, وعلى مدى قرون تستمرهذه الأخوية في رسالة الكنيسة وتشهد للأورثوذكسية وتحفاظ على المقدسات. كما وبنت الملكة هيلانه كنيسة المهد وكنائس وأديرة في كل موضع وطئت عليه قدم رب المجد يسوع المسيح. اما الإمبراطور قسطنطين الكبير كان أول من أعلن الديانة المسيحية ديانة الإمبراطورية البيزنطية عام 312 بعدما حررها من الإضطهادات التي عانتها الكنيسة على مر العصور, لذلك الكنيسة الموجودة في الدير المركزي للبطريركية مُكرس على إسم هذين القديسين معادلي الرسل.

عشية يوم العيد تقدم غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة صلاة الغروب في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة داخل البطريركية يشاركة آباء أخوية القبر المقدس من أساقفة, أرشمندريتيين ورهبان, وبعد الخدمة كما هي العادة تم تقديم القمح المسلوق (الكوليفا) في ساحة الكنيسة.

صباح يوم العيد ترأس خدمة القداس الالهي صاحب الغبطة بمشاركة آباء أخوية القبر المقدس وآباء من بطريركية موسكو وبطريركية رومانيا, وحضر القداس الإلهي المطرانة يوحنا وذمسكينوس من بطريركية صربيا, القنصل العام لليونان في القدس السيد إيفانجيلوس فليوراس مع طاقم العاملين في القنصلية, والسيدة زوزوناكي من الإتحاد الأوروبي وعدد كبير من المصلين المحليين وحجاج من خارج البلاد. بعد الخدمة قامت المتقدمة في الراهبات الراهبة سيرافيما بتوزيع الخبز المُبارك على بوابة الدير المركزي, وتوجه غبطة البطريرك مع الآباء الى دار البطريركية للمعايدة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدّسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديسَيْنِ العظيمَيْنِ قسطنطينَ وهيلانةَ المُعادِليِ الرُّسُل 2/6/2023

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

لقد رفعت حواسك نحو السماء تتعرف جمال النجوم يا قسطنطين الكلي الوقار فتلقّنت منه معرفة رب الكل فإن سلاح الصليب أشرق يسطع نوراً في وسطها وقد كُتب عليه: بهذا تغلب وتعتز، ففتحت باصرة نفسك وقرأت الكتابة وتعلمت الطريقة فتشفع الآن إلى المسيح الإله أن يمنح غفران الزلات للمعيدين عن رغبة لتذكارك المقدس.

سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد إيفانجلوس فاليوراس المحترم،

أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمون،

أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

    اليوم كنيسة المسيح الشرقية ولا سيما كنيسة أوروشليم تُكرم بإجلال ووقار التذكار المقدس المجيد للملكين العظيمين المُتَوّجَين من الله والمعادلي الرسل قسطنطين وهيلانة.

    لقد ساهمت بلا أدنى شك الشخصية القيادية لقسطنطين العظيم بشكل فعّال في إعادة صياغة وتشكيل تاريخ البشرية وذلك من خلال الاعتراف بالإيمان المسيحي وبرسالة الكنيسة ومهمتها في العالم أجمع.إذ أن إنعقاد المجمع المسكوني الأول تحت قيادته في نيقية عام 325 ميلادي للآباء 318 المتوشحين بالله يشكلُ علامةً فارقةً في التنظيم المؤسسي للكنيسة المجاهدة التي على الأرض.

       ويسلط القديس غريغوريوس الضوء على الأهمية السياسية والدينية لعمل قسطنطين العظيم من أجل إعادة توحيد وتجميع الدولة في امبراطورية واحدة في الشرق والغرب وذلك بفضل توفير الحرية للمسيحيين وللكنيسة إذ يقول:”لقد ساهمت أعمال المسيحيين في تقدم الإمبراطورية الرومية من خلال دخول قوة المسيح إلى الدولة.

      وأما كاتب تسابيح الكنيسة فإنه ينشدُ مرنماً عن الارتباط الوثيق والذي يتميز بحسن العبادة والتقوى بين القديسين قسطنطين وهيلانة والأرض المقدسة إذ يقول: لنكرمن يا مؤمنون قسطنطين وأمه هيلانة فإنهما عند سماعهما كلام النبي أدركا أن الصليب الذي به تم الموت الخلاصي هو مرَكًّبٌ من ثلاثة أنواع، هي الشربين والسنديان والسرو، وبعد أن وجداه أوضحا للجميع أنهما به أصبحا مُظفرين لا يُغلبان، فلقد ابتنيتِ قلبكِ بالأعمال الإلهية يا هيلانة هيكلاً لله ثم بنيتِ له هياكل شريفة في المكان الذي كابد المسيح فيه لأجلنا الآلام  الطاهرة متجسداً.

    لقد أدى قبول الإيمان المسيحي من قبل قسطنطين العظيم إلى مَسْحَنَتْ الإمبراطورية الروميّة أي جعلها مسيحية، وإلى خلق الثقافة الروميّة الرائعة، والتي تنعكس عظمتها الروحية في شعوب ودول البحر الأبيض المتوسط وكذلك الشرق الأوسط وبالأخص في الأرض المقدسة ومركزها أوروشليم المدينة المقدسة والتي تحمل في ثناياها وطياتها نقشَ وختمَ الروميَّة الذي لا يُمحى.

    إن الشاهد الصادق لهذا الحدث هو كنيسة أوروشليم مع طغمة المثقفين والتي هي أخوية القبر المقدس والتي تخدم وتحافظ على مر العصور على الأماكن والمزارات المقدسة والكنائس الفائقة الجمال المشيدة عليها ككنيستي ميلاد وقيامة مخلصنا المسيح.

    ولإن هذا واجبٌ وديّنٌ علينا فقد أتممنا بطريركياً خدمة القداس الإلهي في كنيسة الدير المشيدة على اسمي القديسين العظيمين المتوجين من الله والمعادلي الرسل قسطنطين وهيلانة مع لفيفٍ من أبناء رعايانا المسيحين المصلين معنا والزوار الأتقياء من بلاد الإغتراب.

   فبإجلالٍ ووقار عيدنا مكرمين التذكار المقدس لافضل الملوك قسطنطين وأمه هيلانه، سائلين إياهم لكي، بتوسلاتهم ومع تضرعات الفائقة البركات المجيدة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم ألا يتوقفوا مبتهلين إلى ربنا لما لهم من الدالة، من أجل مدينتنا المقدسة أوروشليم ومن أجل أن يعمّ السلام في منطقتنا و العالم أجمع آمين

كل عام وأنتم بالف خير

مكتب السكرتارية العامة




غبطة البطريرك يترأس خدمة القداس الإلهي في بلدة طرعان

قام صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يوم الأحد الموافق 28 أيار 2023 (15 أيار شرقي) بزيارة الرعية الأورثوذكسية في بلدة طرعان التابعة لمطرانية الناصرة وترأس خدمة ا لقداس الإلهي في كنيسة القديس جوارجيوس بمناسبة أحد آباء المجمع المسكوني الأول.

تم إستقبال غبطة البطريرك بحفاوة مع الوفد المرافق له من قبل فرق الكشاف والآباء الكهنة ووجهاء البلدة وأبناء الرعية.

شارك صاحب الغبطة في القداس الإلهي سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس, الأرشمندريت نيكتاريوس من أخوية القبر المقدس, كهنة مطرانية الناصرة والجليل, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس والشماس المتوحد الأب إفلوغيوس.

بعد القداس الإلهي أقيمت مادبة غذاء على شرف غبطة البطريرك والأساقفة والآباء من قبل أبناء الرعية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدّسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد الآباء المتوشحين بالله المجتمعين في نيقية

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ.(مزمور 42: 3)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن نعمة وبركة آباء كنيسة المسيح المقدسة المتوشحين بالله قد جمعتنا اليوم في مدينتكم طرعان في الجليل السُفلي، لكي بشكرٍ نُعيد لتذكارهم المقدس واجتماعهم في المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية عام 325 ميلادي.

    إن كنيستنا المقدسة تُكرم بشكلٍ خاص 318 أب المتوشحين بالله وذلك لأن أولئك الآباء الذين اجتمعوا “في المجمع المسكوني الأول” بدعوةٍ من القديس الإمبراطور قسطنطين العظيم، هذا المجمع الذي حكم فيه على تعليم وهرطقة آريوس وحاربها من جهةٍ، ومن الجهة الأخرى صاغ وأكد بأجلى بيان طريقة الإيمان الأرثوذكسي كما نُقرّه ونعترف به في دستور الإيمان.

    إن دقة العقائد هي التي تحدد الطريقة المستقيمة والصحيحة لحياة المسيحي، لهذا فإن الرسول بولس يوصي تلميذه تيموثاوس قائلاً: احْفَظِ الْوَدِيعَةَ، مُعْرِضًا عَنِ الْكَلاَمِ الْبَاطِلِ الدَّنِسِ، وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاسْمِ الَّذِي إِذْ تَظَاهَرَ بِهِ قَوْمٌ زَاغُوا مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ.

 (1تيم 6: 20).

    إن أولئك الذين زاغوا من جهة الإيمان أي الذين فشلوا هم أولئك الذين يثنون ويمحدون ذواتهم ولا يلجأون إلى ينابيع إيماننا أي  إلى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد والتقليد الرسولي الذي يُشكل في مجمله حقائق الإيمان الإلهية الخلاصية المسلمة من الرب ومن الرسل إلى المؤمنين في الكنيسة.

    و يقول القديس يوحنا الدمشقي عن الإيمان من السماع هو أنه عند إصغائنا إلى الكتب الإلهية نؤمن بتعليم الروح القدس وهذا يتم متى آمنا فعلاً بجميع الشرائع التي وضعها المسيح وكانت التقوى رائدنا ثم عملنا بوصايا من أعاد تجديدنا والذي لا يؤمن بمقتضى تقليد الكنيسة الجامعة أو يشترك مع إبليس في أعماله الشريرة هو غير مؤمن. كما يكرز بولس الرسول عن الكنيسة إنكَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ.(1 تيم 3: 15).

    وفيما يتعلق بالرسل القديسين وخلفائهم الآباء الإلهيين والمتوشحين بالله أي آباء الكنيسة فهؤلاء قد قبلوا النور والحقيقة الإلهية كما يقول المزمور أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ (مزمور 42: 3).

    وتشير قراءة إنجيل اليوم للقديس يوحنا اللاهوتي والتي تعرف بصلاة المسيح الكهنوتية لأبيه الإله من أجل الحفاظ على وحدته مع تلاميذه ومع أعضاء كنيسته أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ..

 وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.(يوحنا 17: 22-23).

    إن طلبة المسيح لله أبيه:”  وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ.(يوحنا 17: 22) تشير إلى الوحدة المؤسسة على الإيمان الكنسي السليم من جهةٍ والتي تنعكس وتتمثل في حياة المؤمنين من خلال التعبير عن المحبة لبعضهم البعض أي وحدة المؤمنين الروحية حتى إن اتحادهم يمكن أن يُشبه الوحدة الطبيعية الجوهرية الموجودة بين أقانيم الثالوث القدوس كما يقول القديس كيرلس الإسكندري.

    وبكلام آخر أيها الإخوة الأحبة نحن مدعوون للحفاظ على وحدة الحب فيما بيننا بحسب الرسول بولس الذي يوصي قائلاً:” مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِمُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ.(أفسس 4: 2-3).

    في صلاة يسوع إلى الله أبيه يطلب فرح تلاميذه لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلًا فِيهِمْ.(يوحنا 17: 13) ويفسر القديس كيرلس الإسكندري قائلاً: فما هو إذاً هذا الفرح الذي يتحقق ويصير كاملاً؟ إنه المعرفة والإيمان أن المسيح ليس مجرد إنسان مثلنا، ولكن بلا خطيّة، فهو أيضاً الإله الحقيقي إذاً إنه واضح فوق أي جدل أنه يملك القوة على الدوام أن يخلّص في أي وقت يريد أولئك الذين يعبدونه حتى لو كان غير حاضر بالجسد، لأن هذه المعرفة ستعطينا فرحاً كاملاً. إذ يكون لنا سند قريب منا دائماً والذي له القوة الكاملة أن ينقذنا من كل شر.

    إن الفرح أيها الأحبة ينبوعه الله الآب وأما الابن الوحيد وكلمة الله ربنا يسوع المسيح الفرح الذاتي كما يؤكد ذلك الرسول بطرس ويوصي قائلاً: أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ،

 بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ.(1 بطرس 4: 13).

    ومن الجدير بالذكر بأن الفرح بالمسيح يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتوبة كما يشهد بذلك القديس لوقا الإنجيلي في إشارة إلى كرازة المسيح أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.(لوقا 15: 7).

    نحن أيضاً نستطيع أن نحظى بالفرح الكامل أيها الإخوة الأحبة عندما نحافظ على استقامتنا وأيضاً على وحدة إيماننا الأرثوذكسي سامعين لصوت الآباء القديسين المتوشحين بالله الذين استنيروا بقوة الروح القدس، ومع توسلات الفائقة على كل البركات والدة الإله الدائمة البتولية مريم ومع المرنم نهتف و نقول:” هلم يا محافل المستقيمي الرأي لنعيد اليوم للتذكار السنوي الذي للآباء المتوشحين بالله الذين من سائر المسكونة اجتمعوا في مدينة نيقية المضيئة لأن هؤلاء دحضوا اريوس الردي ذا الاعتقاد الكفري ورذلوه بحسن عبادةٍ ونفوهُ من الكنيسة الجامعة بموجب المجمع وعلموا الكل أن يعترفوا جهاراً بمساواة ابن الله في الجوهر والأزلية قبل كل الدهور ووضعوا ذلك بتحريرٍ وحسن عبادة في قانون الإيمان فلذلك نؤمن نحن إذاً ونقتفي اعتقاداتهم الإلهية ونعبد الابن بتحقيق مع الآب والروح الكلي قدسهُ ثالوثاً متساوي الجوهر بلاهوتيةٍ واحدة. ” آمين

كل عام وانتم بالف خير

مكتب السكرتارية العامة

 




الإحتفال بأحد السامرية في البطريركية

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأحد الموافق 14 أيار 2023 (1 أيار شرقي) بأحد السامرية في دير بئر يعقوب في مدينة نابلس.

يذكر الإنجيلي يوحنا (إصحاح 4) قصة المرأة السامرية من  مدينة سوخار وحوارها مع الرب يسوع عند بئر يعقوب:

فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ، بِقُرْبِ الضَّيْعَةِ الَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ابْنِهِ. وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَر، جَلَسَ هكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً، فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ»، وهذا الحوار جعل المرأة السامريّة تكشف عن ذاتها بالكليّة أمام الرّب يسوع المسيح لمجرّد أنّها شعرت بمحبّته الصادقة, “اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا. قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ”.
 
المرأة السامرية هي القديسة فوتيني التي أصبحت مع كل عائلتها شاهدة للمسيح.
 
بجانب البئر على الكنيسة البيزنطية المحفورة، أقام الرئيس الروحي لدير بئر يعقوب قدس الأرشمندريت يوستينوس كنيسة رائعة تكريما للقديس فوتيني.
 
في هذه الكنيسة  أقيمت خدمة القداس الإلهي ترأسها صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه سيادة رئيس أساقفة يافا كيريوس ذماسكينوس، سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس، سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم، الأرشمندريت نكتاريوس والأرشمندريت ميليتوس، المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس والشماس المتوحد الأب ذوسيذيوس.
 
بعد القداس الإلهي أقيمت دورة الزيّاح, ثم أعد الرئيس الروحي للدير الأرشمندريت يوستينوس مأدبة غذاء.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد السامرية في مدينة نابلس

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

قَالَ يسوع للمرأة السامرية لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّاً “(يو 4: 10)

   أيها الإخوة المحبوبون بالرب يسوع المسيح،

   أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

    إن نعمة الروح القدس قد جمعتنا في هذا الاجتماع الشكري أي القداس الإلهي لكي نعيد فصحيّاً بفرحٍ وابتهاج لتذكار المرأة السامرية التي تحدثت مع يسوع عند بئر يعقوب رئيس الآباء في هذه الكنيسة المقدسة.

    لقد أصبح تلاميذ الرب شهود عيان لهذا الحدث الصائر كما يقول الرسول بطرس في سفر أعمال الرسل  وَنَحْنُ شُهُودٌ بِكُلِّ مَا فَعَلَ يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.(أعمال 10 :38-39 )

    حقاً إن المسيح لم يحصر إحسانه في مدينة واحدة ولا انتظر من المحسنين أن يأتوا إليه ولكنه هو كان ينتقل إليهم سائراً وماشياً على الأقدام في جميع أنحاء فلسطين، كما حدث مع المرأة السامرية التي كشف لها الرب عن نفسه.

    ولنسمع مايقوله القديس كيرلس الإسكندري بهذا الصدد :إن المسيح لا يُعلن ذاته للنفوس الجاهلة جهلاً مطبقاً بل يشرق ويظهر لأولئك الذين هم أكثر استعداداً واشتياقاً للتعلم وبالرغم من أولئك الذين يتصعبون في بداية إيمانهم بكلمات بسيطة إلا أنهم ينطلقون إلى معرفة ما هو أكثر كمالاً.

    وحول قول المسيح: ” لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا”، فأجابت المرأة السامرية المسيح سائلةً إياه: مِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟(يوحنا 4: 11). ويفسر القديس كيرلس الإسكندري هذا القول: إن الماء الحي بحسب فهم المرأة السامرية هو الماء العذب المتدفق حديثاً من عيون النبع.

    إن سؤال المرأة السامرية هو سؤال كثير من الناس الذين إيمانهم ليس ثابتاً وذلك لأنهم لم يسمعوا لأقوال الرب كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ (يوحنا 6: 68) لأن المسيح نفسه معلماً اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ(يوحنا 6: 63).

     إن المسيح أيها الإخوة الأحبة هو النعمة الإلهية وينبوع الحياة الذي لا ينضب، عدا عن هذا فإنه قال للمرأة السامرية:  وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ (يوحنا 4: 14) فالمسيح هو مخلصنا عنصر الحياة فمرنم الكنيسة “الذي سمع لصوت المرأة السامرية التي اقتبلت التغيير العجيب الذي صار لها بنعمة ربنا يسوع المسيح”، يحثنا قائلاً: هلموا وانظروا الإله عالم الخفايا الذي حضر بالجسد لأجل خلاص جنس البشر.

    لأنك أحببت الحق وأوضحت لي غوامض حكمتك ومستوراتها (مزمور 50: 8) كما يقول النبي الملك داؤود في المزامير. تلك هي بالفعل غوامض حكمة الله ومستوراتها التي كشفها المسيح للمرأة السامرية قائلاً: اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا (يوحنا 4: 24)

    ويفسر ما سبق القديس كيرلس الإسكندري قائلاً: الله يقبل الساجد بالروح والحق الذي لا يحمل في الشكل أو المثال صورة التقوى اليهودية لكنه بطريقة الإنجيل يسطع بمماراسات الفضيلة وباستقامة التعاليم الإلهية وهكذا يتمم العبادة الحقيقية الصادقة.

    بكلام آخر إن الساجد الحقيقي أي المسيحي هو الذي يعيش وفق تعاليم إنجيل المسيح ولا يكفي أن نعبد الله فقط بذهننا وفكرنا أو بالأحرى أن نقول عبادة نظرية بل يجب أن تكون عبادة عملية وذلك من خلال مشاركتنا حياة الكنيسة من خلال الأسرار الإلهية وذلك لأن الكنيسة هي جسد المسيح كما يقول معلمنا القديس الرسول بولس وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا.(1كور 12: 27) وكما يقول الرب مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.(يوحنا 6: 56) لهذا فإن طهارة حياتنا واستقامة عقائدنا أي إيماننا الأرثوذكسي القويم يُشكلان العبادة الحقيقية لله وذلك لأن المفسر زيغافينوس يقول: إن العبادة الروحية هي التواضع لأن الذبيحة لله كما يقول الكتاب روحٌ منسحق.

     القلب المتخشع المتواضع لا يرذله الله أي أنه لا يحتقره (مزمور 50: 19) كما يقول صاحب المزمور. حقاً إن المسيح ابن وكلمة الله لم يتجنب ولم يتهرب أَنْ يُعَرِّفَ ويكشف   للمرأة السامرية مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ(كول 1: 25-26) والتي اليوم كنيسة المسيح المقدسة تُكرمها وتُعيد لها في موطنها ومسقط رأسها من جهةٍ، وتعرضها لنا الكنيسة أمامنا كمثلاً ونموذجاً للتواضع والقلب المنسحق حتى نقتدي بها من جهةٍ أخرى.

    لهذا فمع المرنم نهتف ونقول: إن الإنسان المقتبل شريعتك الإلهية يخمد بها جمر الضلالة فلذلك من امتلائه منك لا يجوع ولا يعطش إلى الأبد أيها السيد الملك السماوي فلذلك نمجد عزتك أيها المسيح الإله مبتغيين أن تُرسل لعبيدك صفح الخطايا بسعةٍ. آمين

المسيح قام  حقاً قام

مكتب السكرتارية العامة

 



الإحتفال بأحد حاملات الطيب في البطريركية

إحتفلت البطريركية الاورشليمية  يوم الأحد الموافق 30 نيسان 2023 (17 نيسان شرقي) بأحد حاملات الطيب والقديس يوسف الرامي (من أريماثيا) الذي طلب من بيلاطس البنطي إنزال جسد السيد المسيح من على الصليب ولفه بكتّان ووضعه في قبر, وبتذكار النسوة حاملات الطيب اللواتي أتين الى القبر ليطوبن جسد الرب كما كانت العادة عند اليهود لكنهن وجدن الحجر مدحرجاً عن باب القبر ليصبحن شاهدات على قيامة الرب يسوع المسيح من بين الاموات (يوحنا الإصحاح 19).

في مدينة الرملة (أريماثيا) ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي الإحتفالي يشاركه سيادة متروبوليت كابيتوليلذا كيريوس إيسيخيوس, رئيس أساقفة يافا كيريوس ذماسكينوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, آباء من أخوية القبر المقدس, وآباء الرعية الأورثوذكسية في الرملة والمنطقة, بمشاركة عدد كبير من أبناء الرعية الأوثوذكسية في الرملة والمنطقة وحضور ممثل السفارة اليونانية في تل أبيب والملحق العسكري في السفارة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد حاملات الطيب ويوسف الصدّيق في مدينة الرملة 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي 

  يهتف مرنم الكنيسة قائلاً :أيها المتردي النور كالسربال ، لما أحدرك يوسف مع نيقوديموس من الخشبة و شاهدك ميتا” عريانا” غير مدفون أبدى عويلا” يرثى له و هتف بنحيب قائلا…لكني الآن أراك قد احتملت من أجلي الموت طوعا”،فكيف أجهزك ياإلهي ، أم كيف أدرجك بالسباني . بأي يدين ألامس جسدك الطاهر ، أم بأي مراث أنشد لتجنيزك . فيا أيها الرب الرؤوف أعظم آلامك وأسبح دفنك و قيامتك هاتفا” : يارب المجد لك.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن النور الأبديّ الذي لا يعروهُ مساءٌ، نورَ قيامةِ مُخلصنا المسيح قد جمعنا في هذا الدير في  اجتماع البركة السرية هذا ،أي القداس الإلهي، في هذه المدينة التي ورد ذكرها في الإنجيل المقدس، في الموطن الخاص لتلميذيّ المسيح الخفيين نيقوذيموس  الذي طرد من المجمع ويوسف الذي من الرامة والنسوة حاملات الطيب اللواتي شاهدن القيامة أولا لكي نعيّد بتمجيدٍ لتذكارهم المقدس، لأن هؤلاء النسوة قد أصبحن شاهداتٍ صادقات لآلام ربنا و مخلصنا يسوع المسيح وقيامته من بين الأموات كما يؤكد بوضوح  مرنم الكنيسة قائلاً: فليفرح معنا التلاميذ الاثنى عشر والنسوة حاملات الطيب ويوسف ونيقوذيموس وبقية تلاميذ المسيح وتلميذاته.

    ومن الجدير بالذكر أن الفائقة القداسة والدة الإله الدائمة البتولية مريم هي تلك التي أول من رأت الرب القائم من بين الأموات كما يؤكد القديس غريغوريوس بالاماس قائلاً: إن إنجيل قيامة الرب في الواقع قد قبلته أولاً والدة الإله العذراء مريم ورأت قبل غيرها من البشر القائم من بين الأموات وسجدت لهُ وتمتعت بكلامه الإلهي.

    وعند سؤال المسيح لتلاميذه:وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ( مر 8: 29 ) وأما حول سؤالنا نحن من هو؟ أو بالأحرى من يكون المسيح؟ فإن القديس يوحنا الإنجيلي يجيبُ قائلاً: أن المسيح هو كلمة الله هو النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ.(يو 1 : 9 ).

    إن هذا النور هو قيامة المسيح حسب شهادته هو ذاته أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا(يو 11: 25 ) و أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ(يو 8 : 12 )

    إن قيامة الرب بحسب القديس غريغوريوس بالاماس هي تجديد الطبيعة البشرية وإعادة إحياءها وإعادة جبلها وإصعادها نحو حياة آدم الأول الخالدة التي ابتلعها الموت بسبب الخطيئة وعاد بالموت إلى الأرض التي منها جُبلَ.

    تُكرم  كنيستنا المقدسة بإجلال ووقار تذكار تلميذي المسيح الخفيين القديس يوسف الذي من الرامة ونيقوذيموس تذكار النسوة القديسات حاملات الطيب والرسول توما أيضاً اولئك الذين كانوا خادمين و معاينيين للدفن الثلاثي الأيام و قيامة المسيح. و أما يوسف هو ذلك الذي تَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ (مر 15 : 43 )ومن ثم نيقوذيموس الذي أنزل جسده المسيح عن الصليب ودفنه.

    وأما النسوة حاملات الطيب ، اشْتَرَين حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّ يسوع وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أي في يوم الاحد أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ فذهبن و أخبرن التلاميذ أنهن رأين الرب.

    وأما بالنسبة لتوما الرسول فمن خلال تفتيش جنب المسيح المطعون بالحربة فقد أكد و وشهد بأجلى بيان عند مشاهدته الجنب كما يقول القديس يوحنا الدمشقي حيث خرج الدم والماء للمعمودية. شاهد الجرح الذي بهِ شُفي الإنسان من الجرح العظيم وشاهد أنه ليس روحٌ لكنه جسداً و عظاماً.

    حقاً إن الإنسان هو الجرح العظيم الذي نتج بسبب حريته في الاختيار  كما يقول الرسول بولس عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وأَفْكَارِه( اف 2 : 3 ) و بحسب القديس يوحنا اللاهوتي الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.( 1 يو 2 : 17 ) فكل من يوسف الرامي و نيقوذيموس والنسوة الحاملات الطيب قد أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلًا لِلرَّبِّ، وَلَنَا، بِمَشِيئَةِ اللهِ.(2 كور 8 : 5 ).

    المسيح فصحٌ جديدٌ وذبيحة حية، حمل الله الرافع خطيئة العالم. وبتوضيحٍ أكثر أي أن المسيح هو الفصح الجديد أي الحمل الفصحي الجديد الذي ضحّى بحياته من أجل خلاصنا وهو حمل الله الذي حمل وأخذ على عاتقه ومحى بدمه خطايا العالم كما يقول المرنم.

    إن هذا الفصح الجديد أيها الإخوة الأحبة هو جسد المسيح الإله المتأنس القائم من بين الأموات الذي هو كنيستنا المقدسة والتي تُبشر على الدوام بالذي تألم طوعاً وقُبر وقام من القبر في اليوم الثالث.

    من خلال سر الشكر الإلهي نتذوق نحن قيامة المسيح أي الذبيحة الحيّة الذي هو جسد ودم المسيح كما يقول مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ(يوحنا 6: 54).

    لهذا نحن مدعوون جميعاً نحن المعترفون بقيامة مخلصنا المسيح مُصغيين لما يوصينا به القديس غريغوريوس اللاهوتي قائلاً: إذا أنت يوسف الذي من الرامة فاطلب الجسد من الذي صلبه، فإنه بهذا الجسد قد تطهر العالم (الذبيحة الكفارية). وإذا أنت نيقوديموس التلميذ الليلي الذي يهاب الله، فادهن بالطيب ذلك الذي ستضعه في القبر. وإذا أنت أي أحد من المريمات أو مريم الأخرى، إذا أنت سالومي، أو إذا أنت يوانا فابكي باكراً جداً. وإذا صدف أنك توما وكنت غائب عن اجتماع التلاميذ عندما ظهر لهم المسيح، فعندما سترى المسيح فلا تكون غير مؤمن…. وإذا أنت غير مؤمن فكن مؤمناً من أولئك الذين رأوه وإذا لم تسمع من أولئك وتؤمن، فعاين آثار المسامير وكن مؤمناً.

    إن أولئك الذين أصبحوا خُداماً ومعاينين لآلام وصلب وقيامة ابن الله وابن العذراء الدائمة البتولية مريم والدة الإله والتي منها ابن وكلمة الله قد قهر الجحيم و وأمات الموت و نحن  بعد  الموت بُعثنا واستحققنا الحياة ونلنا الفردوس النعيم القديم، فنُمجد المسيح إلهنا شاكرين، لأنه العزيز والكثير الرحمة وحده.آمين

 المسيح قام

كل عام وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العامة