1

أحد الآباء الأجداد القديسين في البطريركية

احتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأحد الموافق 25 كانون أول 2022 (12 كانون أول شرقي)، وفقًا للتيبيكون الكنسي ، بعيديّ الآباء الأجداد القديسين وأبينا القديس إسبيريدون صانع العجائب أسقف تريميثوس.

عيد الآباء الأجداد، الذي يُحتفل به في الأحد الأول بعد 11 كانون الأول، تُحيي الكنيسة وتكرم أجداد المسيح في الجسد، الذين عاشوا يرضون الله، أي آدم الأب، أخنوخ ونوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب والآثنا عشر بطاركة وموسى، وداود، ودانيال والفتية الثلاثة، زكريا ويوحنا السابق المسيح وجميع الآباء القديسين في العهد القديم قبل وما بعد الناموس.

بهذه المناسبة ترأس صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي الإحتفالي في كنيسة الآباء الأجداد في بلدة الرعاة بيت ساحور، يشاركه سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس، سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس، سيادة رئيس أساقفة طابور كيريوس ميثوذيوس، سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم، قدس الأرشمندريت نيكتاريوس الكامارس الكبير، الرئيس الروحي في بيت جالا وبيت ساحور قدس الأرشمندريت إغناطيوس، كهنة الرعية قدس الأب عيسى، قدس الأب سابا، قدس الأب يوحنا، وقدس الأب جوارجيوس. وشارك أبناء الرعية في بيت ساحور والمنطقة بخدمة القداس الإلهي، وحضر أيضاً القنصل اليوناني العام في القدس السيد إيفانجيلوس فليوراس ورئيس البلدية السيد هاني الحايك.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد الآباء الأجداد القديسين في مدينة بيت ساحور  

   كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 يكرز القديس غريغوريوس بالاماس قائلاً: لا يمكن إعطاء وصف لنسب المسيح من جهة لاهوته ولكن نسبَهُ هو بحسب طبيعته البشرية، إذ صار من نسل البشر لأنه صار ابن الإنسان لكي يخلص الإنسان.

    أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

    أيها المسيحيون الأتقياء

إنّ نعمة الروح القدس قد جمعتنا اليوم في هذا المكان والموضع المقدس في قرية الرعاة حيث ملاك الرب بشرنا نحن البشر بالفرح العظيم، وحيثُ هنا ظهر مع الملاكِ جمهورٌ من الجند السماوي يسبحون الله قائلين: الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ (لوقا 2: 14)، لكي بشكر نعيد لتذكار الذين قبل شريعة موسى والذين على عهد الشريعة أجداد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد. وخاصةً إبراهيم رئيس الآباء أول من أُعطيّ إليه الوعد من الله قائلا له: وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ (تكوين 12: 3)

     حقاً كما يقول الكتاب المقدس انه أُعطيّ لإبراهيم الوعد لأنه سمع لوصيه الله انه ستتبارك بواحدٍ من نسلهِ، الذي هو المسيح، كل شعوب الأرض وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي (تكوين 22: 18) وبحسب المزمور يَكُونُ اسْمُهُ” أي المسيح” إِلَى الدَّهْرِ، وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ. (مز 71: 17) وأما أرضُ الميعاد ليست هي إلا ارض فلسطين المباركة ولاسيما مدينه بيت لحم والتي فيها بحسب شهادة الانجيلي لوقا الصادقة أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. (لوقا 2 :11 )

إنّ كنيسة المسيح المقدسة تُكَرِمُ تذكار الآباء الجدود القديسين لكي تبرهنَ بفم الرسول بطرس أَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. (2 بطرس1: 16)

   يشير الآباء الجدود بشكلٍ عام والانبياء بشكلٍ خاص لهذه العظمة والجلال تحديداً في التاريخ البشري لقوة وحضور ابن كلمه الله من جهة الآب وابن الانسان من جهة أمِهِ.

   إنّ تأنس وتجسد كلمة الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من دماء النقية العذراء مريم ومن الروح القدس يشكل حدثاً عالمياً لا جدال فيه يشهد عليه تاريخ العالم المقدس من جهةٍ. وأيضا في نفس الوقت يشكل سراً كبيراً لا يستطيعُ أن يفهمهُ ويدركهُ العقل البشري أي المنطق البشري كما يقول الرسول بولس وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ. (1تيم 3: 16) 

ويشير القديس غريغوريوس بالاماس لسر حسن العبادة الإلهي العظيم هذا أي سر التدبير ويتساءلُ قائلاً كيف سيتم وصف نسب من كان في البدء عند الله وهو إلهٌ، الذي هو كلمةُ الله وابنه؟ الذي لم يكن لهُ أبٌ” بحسب الجسد” قبلهُ، ولهُ اسمٌ مع الآب “يفوقُ كل اسمٍ” (في 2: 9).

   حقاً أيها الإخوة الأحبة إن نسب المسيح يتم وصفه بحسب طبيعته البشرية، أي بشريته التي أخذها من أجل خلاصنا نحن البشر كما يقول الحكيم بولس الرسول أَنَّ اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ. (2تس 2: 13).

وبحسب تفسير زيغافينوس فإن كلمة الله قد صار إنساناً لا ليتهرب من أهواءِنا لم يحتقر ضعفاتنا البشرية غير الخاطئة يل أخذ كل طبيعتنا البشرية ما عدا الخطيئة، فالمسيح لهذا جاء لا لكي يتهرب من خطايانا وأهواءنا بل لكي يُطهرنا منها بفضائله كطبيب وليس كقاضي.

    وأما ما يخصُّ بالطبيعة الإلهية أي ألوهة يسوع المسيح فهي لا يُسبر غورها ولا تُدرك فاللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ. (يوحنا 1: 18) كما يعلم القديس يوحنا الإنجيلي وكما يكرز الرسول بولس الله وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ. (1تيم 6: 16) وكما يقول الرب وَقَالَ: لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ (خروج 33: 20) ولكن في الحياة الأخرى فإن الكاملين سيعاينونه كما يؤكد الرب بذلك طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.(متى 5: 8).

فلهذا نحن مدعوون أيها الإخوة الأحبة لكي نطهر قلوبنا وأن يؤهلنا لكي نسجد باستحقاق للمسيح المولود الذي أَرْسَلَ عَبْدَهُ فِي سَاعَةِ الْعَشَاءِ لِيَقُولَ لِلْمَدْعُوِّينَ: تَعَالَوْا لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُعِدَّ. (لوقا 14: 16-17) كما سمعنا في قراءة انجيل اليوم، ويفسر القديس كيرلس أقوال الإنجيل هذه قائلاً: : إن الله الآب قد أعدّ لسكان الأرض في المسيح المواهب التي تُعطى للعالم من خلاله، كغفران للخطايا، والتبني المجيد، وشركة الروح القدس، وملكوت السماوات. وأما القديس بولس الرسول فيقول: وَلَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. (غلا 4: 4)

   ولنسمع مرتل الكنيسة الذي يهتف قائلاً: “أيُها المُحِبُ البَشر بِما أَنَّك إِلهُ السلامِ وأبو المراحم فقد أرسلتَ لنا رسولَ رأيكَ العظيم مانحاً إيانا سَلامكْ فلذلك إذ قد اهتدينا إلى نور المعرفة الإلهية فنحن نَدَّلج من الليل مُمجدين تنازلك. 

     إن ملاك “رسول الرأي العظيم لله الآب” أي نور المعرفة الإلهية ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي هيأّ له الأجداد وتنبأ به الأنبياء، فلنسارع نحن بالتوبة لكي بشفاعات الفائقة البركات والدة الإله الدائمة البتولية مريم وبتوسلات من نُعيد له اليوم أبينا الجليل في القديسين اسبيريدون الصانع العجائب حتى نحظى نحن أيضاً بإعادة ولادتنا الروحية من جهة وتجديدنا الجسدي من الجهة الأخرى.

آمين

كل عام وأنتم بألف بخير

أعياد ميلادية مجيدة

مكتب السكرتارية العامة




عيد القديس نيقولاس الصانع العجائب في البطريركية

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الإثنين الموافق 19 كانون أول 2022 (6 كانون أول شرقي) بعيد القديس نيقولاس الصانع العجائب أسقف كيرا ليكيه.

في هذا اليوم تُكرم الكنيسة القديس نيقولاس (وهو أسم يوناني معناة إنتصار الشعب) الذي كان أساقفاً لميرا التي من ليكيه في آسيا الصغرى الذي عاش حياته و “أحرز بالتواضع الرفعة وبالمسكنةِ الغنى”. كان مدافعاً عن الأيمان المستقيم خصوصاً عن مساواة الإبن الرب يسوع المسيح للآب في الجوهر. أنعم الله عليه بعمل المعجزات والتي من خلالها ساعد الكثيرين. يُعرف عن القديس نيقولاوس أنه شفيع البحارة, هو أكثر القدّيسين شهرة في كنيسة المسيح.

بهذه المناسبة إحتفلت بلدة بيت جالا قضاء بيت لحم بهذا العيد, حيث إستقبل ممثلو البلديات الفلسطينية وفرق الكشافة  صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الذي ترأس خدمة القداس الإلهي الإحتفالي في كنيسة القديس نيقولاس شفيع البلدة. شارك صاحب الغبطة في الخدمة أصحاب السيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, رئيس أساقفة جبل طابور كيريوس ميثوذيوس, رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس, قدس الأرشمندريت بورفيريوس, قدس الأرشمندريت تيكتاريوس, كهنة الرعية الأورثوذكسية في بيت جالا قدس الاب يوسف, قدس الأب بولس, قدس الأب جوارجيوس, والشمامسة الأب إفلوغيوس والأب سيميون, بحضور القنصل اليوناني العام السيد إيفانجيلوس فليوراس. وشارك أبناء الرعية في بيت جالا والمنطقة في القداس الإلهي إكراماً للقديس نيقولاس شفيعهم.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس نيقولاوس العجائبي 

   كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يهتف مرنم الكنيسة قائلاً: افرح يا عقلاً شريفاً ومقراً للثالوث طاهراً وعموداً للكنيسة وعماداً للمؤمنين ومعونة للمضنوكين. يا رئيس الكهنة نيقولاوس الكوكب الذي يُبدد بأشعة نور ابتهالاته المقبولة ظلام التجارب والضيقات والمرفأ الهادئ الأمين الذي يلتجئ إليه المُحاقون بعواصف نوء الحياة فينجون. فابتهل إلى المسيح طالباً أن يمنح نفوسنا عظيم الرحمة.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون والزوار الأتقياء

    إن النعمة الإلهية، نعمة الروح القدس، التي مسحت بالميرون الإلهيّ القديس نيقولاوس رئيس أساقفة ميراليكيا العجائبي قد جمعتنا اليوم ههنا في هذا المكان والموضع المقدس، مكان رحلته المقدسة، حيث هذه الكنيسة المقدسة التي تحمل اسمه لكي نُعيّد مكرمين تذكاره المقدس.

    لقد لمع القديس نيقولاوس أسقف ليكيا في سماء الكنيسة مثل كوكب لا يأفل يسطع ضياؤه في كل العالم منيراً المسكونة قاطبةً بفضائله الغزيرة لهذا فإنه يُعرف قانوناً للإيمان الأرثوذكسي وللعقائد أي لتعليم سر حسن العبادة الإلهي والتي تمت صياغتها من آباء الكنيسة القديسين في المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية عام 325م.

    ومن الجدير بالذكر بأن القديس نيقولاوس العجائبي كان عضواً في هذا المجمع المسكوني وقد ساهم بفاعلية في القضاء على تعليم هرطقة آريوس التجديفية، وصاغ التعليم الأرثوذكسي القويم عن الثالوث القدوس وابن وكلمة الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، لهذا فإن ناظم تسابيحه يهتفُ لاهوتياً بالترنيم قائلاً: إني أعبد الثالوث الغير المخلوق، آباً وابناً وروحاً قدوساً، جوهر لاهوت بسيط، طبيعة غير متجزئة جوهرياً بثلاثة أقانيم منقسمة بحسب الوجوه الأقنومية. وأيضاً: لقد سبقت فنظرت بعين العقل ما يكون فملأت الجميع من العقائد القويمة وناديت فينا بمساواة الابن للآب في الجوهر ولاشيت حماقة آريوس وجعلت مناقبك الموقرة عموداً للإيمان القويم.

    وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ. (1 كور 2: 16) فإن نيقولاوس لاشى حماقة آريوس وذلك لأنه لم يتكلم بروح العالم أي بالحكمة البشرية كآريوس بل تفوه قديسنا بنعمة الروح القدس كما يكرز الرسول بولس وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ (1كور 2: 12).

    لهذا السبب دُعي القديس نيقولاوس دستوراً للإيمان وعموداً للكنيسة وأيضاً راعياً عظيماً لهذا بما أنه كان أباً روحياً وراعياً كان يسعى دوماً لا ليرضي نفسهُ بل يرْضِي الْجَمِيعَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَخْلُصُوا. (1كور 10: 33). لهذا أصبح قديسنا العظيم عماداً للمؤمنين ومعونة للمضنوكين. ويُعرف بأنه أب حقيقي عاملاً وسامعاً لما يوصي به الرسول بولس قائلاً: كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ. (1كور 11: 1) وبالطبع إن المسيح هو المثال الذي نحن مدعوون أن نتمثل ونقتدي به. فإذا كان علينا أن نقتدي بالقديسين والرسل فإنه قبل ذلك قد اقتدى وتمثل الرسل والقديسين أمثال الرسول بولس الذي نال وشاهد مَنَاظِرِ الرَّبِّ وَإِعْلاَنَاتِهِ. (2كور 12: 1) بالمسيح كمثال لهم واقتدوا بهِ.    

    وبكلام آخر فقد حوى القديس نيقولاوس عل جميع مواهب الروح القدس التي جعلت منه معلماً وأباً روحياً للكنيسة لأنه تربى بِكَلاَمِ الإِيمَانِ وَالتَّعْلِيمِ الْحَسَنِ. (1 تيم 4: 6) لهذا فإن القديس اغناطيوس الإنطاكي الذي يرى أن الأسقف على مثال الله ولنسمع في سفر الأمثال يَا ابْنِي، اخْشَ الرَّبَّ وَالْمَلِكَ. (أمثال 24: 21) ويتابع قائلاً: وأقول لكم أكرموا الله لأنه هو رب وسيد الكل والأسقف كرئيس كهنة حاملٌ صورة الله لإن له السلطة الإلهية وكهنوت المسيح.

    حقاً أيها الإخوة الأحبة إن أسقف ميراليكيا الوديع قد استبان حقاً رئيس كهنة للكنيسة حقيقيٌّ حاملٌ في نفسه صورة الله فيما يخص خدمته للكنيسة وصورة المسيح فيما يخص كهنوته للأسرار الإلهية كما يكرز الرسول بولس وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ. (1كور 15: 49).

    ويفسر القديس ميثوذيوس أقوال الرسول بولس قائلاً: إن صورة الترابي التي لبسناها هي ترابٌ وإلى التراب تعود وأما صورة السماوي فهي القيامة من بين الأموات وعدم الفساد كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ (رو 6 :4) وأما زيغافينوس فيقول: إن الحياة الجديدة هي الحياة بالفضيلة.

    إن هذه الحياة الجديدة أي الحياة في المسيح قد سار عليها وعلّمها أبينا القديس نيقولاوس لهذا فقد تزيّن بإكليل عدم البلى. إن هذه الحياة الجديدة أي حياة الفضيلة نحن مدعوون أن نسير عليها سامعين لما يوصيه لنا القديس الرسول بولس لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.(أفسس 2: 10)

    وبكلام آخر فنحن كأناس ولكن قبل كل شيء كمسيحيين ولدوا من جديد فنحن خاصته وخلقنا لكي نبقى متحدين مع ربنا يسوع المسيح لهذا فإن الرسول بولس يوصي أبوياً فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ (أفسس 5: 15)

    فها الزمن المبارك لتهيئتنا من خلال الصوم المبارك والأعمال الخيرية الصالحة لكي نستقبل في مغارة قلوبنا المسيح إلهنا الذي وُلد من دماء النقية الطاهرة العذراء مريم.  نعم أيها الإخوة الأحبة ولا نكون غير حكماء أي كأناس عالميين بل كحكماء وأبناء نور المسيح فلنعيد لعيد أم الأعياد عيد ميلاد المسيح المجيد في مدينة بيت لحم في المغارة القابلة الإله ومع المرنم نهتف ونقول: فيما أنت ماثلٌ لدى الله يا نيقولاوس العجيب الحكيم لا تنفكَّ متشفعاً بلا فتورٍ من أجلنا كلنا نحن عبيدك الأمناء لكي ننجو من النار المؤبدة ومن سوءِ نيّة الأعداء ومن كل المضرّات. 

كل عام وأنتم بخير

ميلاد مجيد

وكما وإحتُفل بهذا العيد في دير القديس نيقولاوس بجانب البطريركية, حيث ترأس سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس خدمة صلاة الغروب عشية العيد والقداس الإلهي صباح العيد يشاركه قدس الأرشمندريت بارثلماوس, قدس الأب نيكتاريوس, قدس الأب ذومتيانوس من البعثة الروحية الروسية, الأب نيقولاس كولنسكي المُحتفل بعيد شفيعه ومُشرف الدير المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس. وحضر القداس الإلهي عدد من المصلين.

بعد القداس الإلهي أعد ومُشرف الدير الأب ماركوس ضيافة لسيادة المطران والآباء والمصلين في قاعة الدير.

مكتب السكرتارية العامة




عيد القديس الشهيد في الكهنة فيلومينوس أخويّ القبر المقدس

إحتفلت البطريركية ألاورثوذكسية ألاورشليمية يوم الثلاثاء الموافق 29 تشرين ثاني 2021  (يعادله 16 تشرين الثاني حسب التقويم الشرقي) بعيد القديس فيلومينوس أخويّ القبر المقدس في كنيسة دير بئر يعقوب في مدينة نابلس في السامرة الذي يرأسه منذ أربعين عاماً الأب الروحي قدس الأرشمندريت يوستينيوس. استشهد على يد رجل متطرف يهودي عندما كان يقوم بخدمة صلاة العصر المعتادة ويتواجد في كنيسة البئر عام 1979، حيث هجم عليه هذا الرجل بعنف وفتح شقاً عميقاً في جبهته ببلطة وقطع أصابع يده اليمنى.

سنة 2009 اصدر المجمع المقدس للكنيسة ألاورشليمية قراراً لادراجه في سنكسار قديسي الكنيسة ألاورشليمية والكنيسة ألاورثوذكسية بعد ثلاثين عاماً من استشهاده واصبح القديس الشهيد في الكهنة فيلومينوس, ويُحتفل بعيده في يوم استشهاده في السادس عشر من شهر تشرين الثاني شرقي الموافق التاسع والعشرين تشرين الثاني غربي.

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي يشاركه سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة  رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس المحتفل بعيد شفيعه,  قدس الأرشمندريت نيكتاريوس الكاماراس الكبير, قدس الأرشمندريت اليكسيوس مسؤول التيبيكون, كهنة من الكنيسة اليونانية, الرئيس الروحي في رافيدا قدس الأرشمندريت ليونديوس, قدس الأب كيرياكوس من دير القديس جيراسيموس, كهنة الرعية الأورثوذكسية في نابلس ومنطقة الناصرة, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس والشماس المتوحد الأب ذوسيذيوس. ورُتلت الخدمة باللغتين اليونانية والعربية بحضور القنصل اليوناني العام في القدس السيد إفانجيلوس فولياراس وعدد من أبناء الرعية الأورثوذكسية من البلدان المجاورة وحجاج من اليونان وقبرص

بعد القداس اعد الرئيس الروحي للدير قدس الارشمندريت يوستينيوس مائدة غذاء حضرها القنصل اليوناني العام مسؤولون من السلطة الفلسطينية في منظقة السامرة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس الشهيد في الكهنة فيلومينوس الذي من أخوية القبر المقدس

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقولُ مرنم الكنيسة: إنَ البرايا كلها تعيدُ لتذكارِ قديسيكَ ياربُ. السماواتُ تبتهجُ معَ الملائكةِ والأرضِ تُسرُ معَ الناسِ. فبطلباتهمْ اللهمَ ارحمنا.

أيها الإخوة المسيحيون المحبوبون،

أيها الزوار الأتقياء،

     إنَ نعمةَ الروحِ القدسِ قدْ جمعتنا اليوم في هذا المزارِ المقدسِ في بئر يعقوب رئيسُ الآباءِ حيثُ تعرفتْ أيضاً المرأةَ السامريةَ على المسيّا الذي هوَ المسيحُ، لكيْ بشكرٍ وعرفانٍ نُكّرِمُ تذكار الشهيدِ وكاروزِ الإيمانِ المسيحيِ القديسِ فيلومينوس الذي منْ أخوية القبرِ المقدسِ.

     لقدْ أتى قديسُنا إلى الأرضِ المقدسةِ من جزيرةِ قبرص وانضمَّ إلى طغمةِ الرهبانِ “المثقفين” أيْ أخوية القبرِ المقدسِ وقدْ امتازَ بغيرتهِ الإلهيةِ المتوقدةِ من أجلِ المزاراتِ والأماكنِ المقدسةِ بشكلٍ عامٍ، ومنْ أجلِ المزاراتِ المقدسةِ التي ذُكِرتْ في الكتابِ المقدسِ بشكلٍ خاصٍ. ونقولُ بشكلٍ خاصٍ وذلكَ لأنهُ في هذا المكانِ والموضعِ المقدسِ احتملَ أبينا القديسِ فيلومينوسْ موتَ الشهادةِ منْ أجلِ محبةِ المسيحِ مخلصنا، صائراً بذلكَ مُتمثِلاً بآلامِ المسيحِ وشريكاً بدمهِ كما يقولُ صاحبَ المزمورِ أَنَّهُ قَدِ انْفَتَحَ عَلَيَّ فَمُ الشِّرِّيرِ وَفَمُ الْغِشِّ. تَكَلَّمُوا مَعِي بِلِسَانِ كِذْبٍ، بِكَلاَمِ بُغْضٍ أَحَاطُوا بِي، وَقَاتَلُونِي بِلاَ سَبَبٍبَدَلَ مَحَبَّتِي يُخَاصِمُونَنِي. أَمَّا أَنَا فَصَلاَةٌوَضَعُوا عَلَيَّ شَرًّا بَدَلَ خَيْرٍ، وَبُغْضًا بَدَلَ حُبِّي. (مزمور 108: 2-5)

      حقاً إنَّ المجاهدَ فيلوْمينوس كاستفانوس أولُ الشهداءِ قد اقتبلَ النيران من منظماتِ الشيطانِ عدو الخيرِ، في الساعةِ التي كانَ فيها القديسُ فيلومينوس جاثياً مصلياً في المكانِ الذي قالَ فيهِ المسيحُ للمرأةِ السامريةِ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ وأيضاً اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا (يو 4: 24-25). ويفسرُ القديسُ كيرلسْ الإسكندريَ أقوالَ الربِ هذه قائلاً: إنَ اللهَ عادلٌ يقبلُ الساجدَ بالروحِ والحقِ الذي لا يحملُ في الشكلِ أوْ المثالِ صورةَ التقوى اليهوديةِ لكنهُ بطريقة الإنجيلِ يشرقُ بممارسةِ الفضيلةِ وباستقامةِ العقائد والتعاليمِ الإلهيةِ السليمةِ يتممُ العبادةَ الحقيقيةَ.

      فهذا تماماً أيها الإخوةُ المحبوبونَ سببَ التكريمِ الخاصِ الذي تمنحهُ كنيسةُ الربِ للشهداءِ القديسينَ إذ إنَ البرايا كلها تعيدُ لتذكارِ قديسيكَ ياربُ. السماواتُ تبتهجُ معَ الملائكةِ والأرضِ تسرْ معَ الناسِ، كما يقولُ القديسُ يوحنا الدمشقي مرنمُ الكنيسةُ. وبحسبِ كليمنضس الإسكندريَ إن إتمام واكتمال الشهادة ليس هي نهايةُ حياةِ الإنسان والتي تصيرُ لباقي البشر بل “الموت لأجل المسيح” هو عملٌ مثاليٌ لإظهار المحبة للمسيح.

     إنَّ هذه المحبةُ الكاملةُ للمسيحِ قدْ أَبَانَها وأَظهَرها بموتهِ الاستشهادي القديسُ الشهيدُ في الكهنةِ فيلومينوسْ، الذي احتملَ الآلامَ الرهيبةَ والكثيرَ من العذاباتِ لكي ينالَ إكليلَ الشهادةِ في السماواتِ معَ باقي الشهداء الذينَ كانَ هدفُهم الأوحدُ جميعاً هوَ الاتحادُ معَ المسيحِ المخلص لهذا فقدْ ساهمتْ أقوالُ الرسول بولس التبشيريةَ فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ.(فيليبي 3: 21)

    ويفسر القديس ثيوذوريتوس على أقوال الرسول بولس هذه قائلاً: لقد أصبح جسد الشهداء متطابقاً مع جسد مجد المسيح لا بحسب كمية المجد بل بحسب نوعية المجد أي بحسب عدم الفساد كما يؤكد بوضوح المرنم قائلاً: شهداؤُك يا رب بجهادهم، نالوا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوَّتكَ فحطموا المغتصبين، وسحقوا بأسَ الشياطينَ التي لا قوَّة لها. فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله خلصْ نفوسنا.

       لقد نالَ جسدُ القديس الشهيدُ في الكهنةِ فيلومينوس من الله عدمِ الفساد لهذا فإنَّ رفاتَهُ المقدسة هي نبعُ أشفيةٍ من جهةٍ وشاهدة على مجد الله من الجهة الأخرى كما يقول صاحب المزمور: عجيبٌ هو الله في قديسيه(مزمور 67: 36)

      إنَّ أبينا فيلومينوس قد صارَ مواطناً مع القديسين ومن أهل بيت الله وله الدالَّةُ نحو الله متوجهاً نحو الجميع، حاثّاً إياهم بفمِ الرسول القديس بطرس قائلاً: أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ، بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ. (1 بط 4 : 12-13 ). وبتوضيحٍ أكثر فيما يتعلق باضطهاداتكم وأحزانكم أيها الأحبة أنصحكم ألا تستغربوا أي لا تتفاجؤوا، ولكن بقدر ما تشاركون في آلام المسيح من خلال الأحزان والاضطهادات التي تعانون منها وتحتملونها من أجل اسم المسيح فلتفرحوا بصبرٍ واحتمال لكي تفرحوا فرحاً عظيماً جداً عند ظهور مجد الله الذي سيكون في مجيئه الثاني.

‏    إنّ كنيسة المسيح المقدسة ولاسيما الكنيسة المحلية كنيسة آوروشليم تفتخر افْتِخَارٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ (رو 15: 17) لأجل القديس المعترف وشهيد إيماننا المسيحي القديس فيلومينوس الذي هو كالسراج الموقد المنير بالحب الإلهي والسلام والبر والحقيقة أيضا التي تنير في ظلام الارتداد وعصيان هذا العالم الدهري الحاضر.

‏    لهذا فإننا نتضرعُ إلى شهيد المسيح الإلهي فيلومينوس الذي شابهَ المسيحُ في الآمهِ ومشتركاً معه في البهاء السماوي لكي مع شفاعاتِ وتضر عاتِ الفائقة البركات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم، يتوسلُ هو وإياها من أجل خلاص نفوسنا.

   وليكن ميدان الصوم هذا مباركاً مقدساً لاستقبال الطفل المولود إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح في مغارة قلوبنا.

آمين

كل عام وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العامة




الذكرى السابعة عشر لجلوس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على العرش البطريركيّ الأوروشليميّ

اقيمت في البطريركية ألاورشليمية يوم الأربعاء الموافق 22 تشرين ثاني 2022 الذكرى السابعة عشر لجلوس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على عرش الكرسي البطريركيّ ألاورشليمي.

بهذه المناسبة أقيمت خدمة صلاة المجدلة الكبرى في كنيسة القيامة ترأسها صاحب الغبطة بمشاركة أساقفة وآباء أخوية القبر المقدس وكهنة الرعايا الأورثوذكسية , وبحضور القنصل اليوناني العام في القدس السيد ايفانجلوس فاليوراس , وأبناء الجالية اليونانية والرعية ألاوثوذكسية التابعة للبطريركية في القدس ومن مختلف المناطق, القنصل الفخري في حيفا السيد قسطنطين زينوفيوس, أفراد طاقم البحرية الحربية, والسيد تسيروس من السفارة اليونانية من قسم البحرية.

بعد الصلاة توجه غبطة البطريرك مع ألاساقفة والآباء الى دار البطريركية لتهنئة صاحب الغبطة, حيث القى كلمة المجمع المقدس وأخوية القبر المقدس السكرتير العام للبطريركية سيادة المطران أريسترخوس , بعدها القى كلمة القنصلية اليونانية القنصل اليوناني السيد  فاليوراس, تبعه الأساقفة والآباء وممثلي الرعايا.

في النهاية شكر غبطة البطريرك أخوية القبر المقدس والحضور بكلمة القاها في قاعة العرش البطريركي.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الذكرى السنوية السابعة عشر لجلوسه على العرش البطريركيّ الآوروشليميّ 

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول صاحب المزمور. مُبَارَكٌ الرَّبُّ، يَوْمًا فَيَوْمًا يُحَمِّلُنَا إِلهُ خَلاَصِنَا (مز 67: 20)

سعادة قنصل اليونان العام الجزيل الاحترام السيد إيفانجلوس فاليراس
الاخوة والآباء الأجلاء
أيها المؤمنون، والزوار الحسني العبادة، الحضور الكريم كلٌ باسمهِ مع حفظ الألقاب،

    إن مدينة الله الحي، المدينة الإلهية البشرية التي هي كنيسة أوروشليم المقدسة تُعيّد اليوم للذكرى السنوية السابعة عشر البطريركية لاعتلائنا العرش الأسقفي والبطريركي للقديس يعقوب أخو الرب أول رؤساء أساقفة آوروشليم.

    إن هذه الذكرى لا تخص حقارتنا بل إلى المسكن المصنوع بيد الله كما يقول القديس غريغوريوس النيصص، أي إلى المؤسسة المقدسة أي الكنيسة المُجاهدة في العالم، والتي هي جسد ابن وكلمة الله الآب ربنا يسوع المسيح المتأنس كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ الْكَنِيسَةِ،

 الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. (أفسس 1: 17، 23) كما يقول الرسول بولس.

    لهذا ومن منطلق الشكر والعرفان توجهنا برفقة أخوية القبر المقدس الأجلاء إلى كنيسة القيامة المقدسة حيث رفعنا الشكر والتمجيد للثالوث القدوس ولربنا يسوع المسيح الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ (غلا 1: 4)

      ولنسمع إلى صوت الإنجيلي لوقا المتفوه باللاهوت اِحْتَرِزُوا إِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. (أعمال 20: 28) فإننا لم نتوقف قط عن الاهتمام ورعاية رعايانا والتي تتبع مباشرةً اختصاصنا الكنسي ومسؤوليتنا الروحية قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ». (يوحنا 1: 23)

    ولم تهمل أبداً حفاظها على الوصايا الآبائية وتقليدنا الرسولي وخدمتنا الغير منقطعة في الصلاة والعبادة في الأماكن المقدسة، هذه الأماكن الشاهدة والصادقة على إيماننا في الأراضي التي خطى عليها الإله لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ صِهْيَوْنَ. اشْتَهَاهَا مَسْكَنًا لَهُ (مز 131: 13) محافظةً دوماً على الامتيازات والحقوق السيادية التي لا تزول لجنسنا الملوكي المسيحي الرومي الأرثوذكسي التقي.

     وبما أننا سامعين لوصية القديس الرسول بولس إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، (1كور 15: 58) فإننا نتبع طريق البر والتعاون المشترك المثمر مع الرعايا المسيحية الأخرى في جميع الاتجاهات محلياً ودولياً مطالبين باحترام النظام القائم متعدد الأديان والأعراق لتلك الموجودة في الأماكن المقدسة وللوضع الدبلوماسي للكيان المنفصل المستقل لمدينة آوروشليم المقدسة والمعروف ب كوربوس سيبارتوم

نعترف مع القديس الرسول بولس فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. (أفسس 6: 12). ونقول هذا لأن أرض أوروشليم مروية من دماء البار الخلاصية أي دماء رينا ومخلصنا يسوع المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات والتي هي ملجأ تعزية وعوناً ورجاءً لجميع الناس كما يؤكد بذلك الرسول بولس” لاَ يُمْكِنُ أَنَّ اللهَ يَكْذِبُ فِيهِمَا، تَكُونُ لَنَا تَعْزِيَةٌ قَوِيَّةٌ، نَحْنُ الَّذِينَ الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا (عبر 6: 18) أي بالمسيح.

    إننا ومع أخوية القبر المقدس الأجلاء نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوع. (عبر 12: 2) سنبقى ثابتين برحمة الله وعنايته في الرسالة والمُهمة الموكلة إلينا عاملين فقط بإنجيل الخلاص والمحبة السلام والبر ومحبته للبشر للَّذِي أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. (فيلبي 2: 6-8).

    إن الذكرى السنوية السابعة عشر لاعتلائنا العرش الرسولي يدعونا لا إلى عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ. (2كو 10: 5) بل إلى معْرِفَةِ سِرِّ اللهِ الآبِ وَالْمَسِيحِ الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ. (كول 2: 3) بحسب الرسول بولس

    وأنا أقول هذا لأن عرش نعمة المسيح هو كَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، (عبرانيين 12: 23) وكما يقول ثيوذوريتوس كيروس فالمسيح كإله تام له العرش الأبدي وأما كإنسان تام ورئيس كهنة ورسول إيماننا يسمع من الله الآب اجلس عن يميني. وبحسب كليمنضس الاسكندري من يعرف ذاته هو عرش للرب عرش بمعنى النعمة والرحمة كما يقول بولس الرسول فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ. (عبرانيين 4: 16)

   ويعلّق القديس إيبوليتوس على قول النبي اشعياء هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ (اشعياء 19: 1) يسمي الكلمة بالرب والسحابة التي هي المسكن الطاهر أي العذراء مريم التي أسس الرب يسوع المسيح فيها عرشه وصار إنساناً مثلنا وضحد وهدم الضلال. وبكلام آخر إن الذكرى السنوية لاعتلائنا العرش البطريركي يخص لتجديد عرش المسيح في داخل قلوبنا وتحديداً في زمننا الحالي(زمن النظام الجديد) الذي يقول عنه الرسول بولس  سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ(2 تيم 3 : 1 ) أَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لاَ يَحْتَمِلُونَ فِيهِ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ.(2 تيم 4: 3_4 )لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ(2 تس 2: 7 )

    وبما أننا نعي وندرك ضعفنا تماماً لإن الله اخْتَارَ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ.( 1كورنثوس 1 : 27)فإننا لم نتوقف عن خدمتنا البطريركية والرئاسية والرعوية لعرش القديس الرسول الشهيد يعقوب أخو الرب ولم نخشَ أو نجزع أبداً لأن لنا إخوةً يشتركون معنا في الخدم مقربون محبوبون في المسيح الذين هم رؤساء الكهنة والكهنة والشمامسة والرهبان من أخوية القبر المقدس والذين يتميزون بتضحياتهم الكبيرة للأخوية و بفكرهم وعملهم الكنسي ولإنكارهم لذواتهم ومحبتهم في ما بينهم بحسب ما يوصي القديس اغناطيوس المتوشح بالله: ألا يعامل الواحد اخاه باعتبارات بشرية أحبوا بعضكم بعضاً في المسيح يسوع على الدوام ولا تسمحوا لأي شيء أن يفرقكم بل اتحدوا بالأسقف خاضعين لله من خلاله في المسيح.

 وإننا نقول الحق بأن ألمنا ومتاعبنا لا تُخفى، هذه الآلام والمتاعب في جسد الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية الأرثوذكسية والتي تتمركز في تلك الفوضى والتشرذم في هذا الجسد، لهذا فإن العرش الأسقفي والبطريركي للمدينة المقدسة التي هي على الدماء الخلاصية للمسيح الملك لا تتوقف مصليةً وعاملةً من أجل الحفاظ على وحدانية الروح برباط السلام.

 ونتضرع إلى إله الصبر والتعزية إلى إلهنا أبو ربنا يسوع المسيح لكي يقودنا بروحه القدوس رُوحُ الْحَقِّ، إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ (يوحنا 13:16)

بشفاعات سيدتنا والدة الإله مريم وبتضرعات وتوسلات أبينا الجليل في القديسين نكتاريوس أسقف المدن الخمس ونعمة قبر ربنا ومخلصنا يسوع المسيح القابل للحياة لتمنح القوة للجميع في إتمام رسالتنا، رسالة المحبة والبر والسلام في هذا العالم وفي منطقتنا.

     وأتوجهُ بالشكر لكل الذين حضروا وشاركوا معنا الصلاة مُكرمينَ هذا اليوم راجياً لهم من الله العلي القدير كل بركةٍ وقوةٍ واستنارةٍ وصبرٍ ونعمةٍ من القبر المُقدس لتكن معهم ومعكم جميعاً وأشكر بحفاوةٍ جميع من تكلَّم هذا اليوم وأخص بالذكر كيريوس أرسترخس رئيس أساقفة قسطنطيني الذي تكلم نيابةً عن أخوية القبر المقدس وأعضاء المجمع المقدس المكرمين.

مكتب السكرتارية العامة

 




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد رؤساء الملائكة

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الإثنين الموافق 21 تشرين الثاني 2022 (يعادله 8 تشرين الثاني حسب التقويم الشرقي) بعيد جامع لرؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوية العديمة الأجساد.

نقصد بكلمة جامع “باليونانية سيناكسيس” أي بإجتماع المؤمنين بشكل عام لتكريم قديس معين أو الإحتفال بعيد ما, وفي هذا اليوم تجتمع الكنيسة بمؤمنيها لتكريم رؤساء الملائكة وجميع الطغمات الملائكية العديمة الأجساد,  فاكراما لهؤلاء الخدام الالهيين حماتنا وحراسنا رأت الكنيسة الارثوذكسيه واجباً ان تقيم تذكارا احتفاليا في هذا اليوم نجتمع فيه للاحتفال والترتيل لهم قاطبة. هذه الطغمات الملائكية صرخت بصوت واحد “لنقف حسناً لنقف بخوف” حيث ألقى رئيس الملائكة ميخائيل من السماء إبليس المتغطرس مع باقي الأرواح الساقطة الأخرى.

تم الإحتفال بهذا العيد في:

1. دير رئيس الملائكة ميخائيل في مدينة يافا, حيث ترأس صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي بمشاركة أصحاب السيادة المطارنة كيريوس كيرياكوس متروبوليت الناصرة, من الكنيسة اليونانية كيريوس يوستينيوس متروبوليت كالاماريا, الرئيس الروحي كيريوس ذماسكينوس رئيس أساقفة يافا , كيريوس أريسترخوس رئيس أساقفة قسطنطيني, آباء من أخوية القبر المقدس, كهنة الرعية الأورثوذكسية في يافا والمنطقة, وآباء من كنائس اورثوذكسية أخرى .وحضر الخدمة الإحتفالية سفير اليونان في تل أبيب السيد كيرياكوس لوكاكيس والملحق العسكري والعديد أبناء الرعية في مدينة يافا والمنطقة وأبناء الرعايا الروسية ورومانية التابعة للبطريركية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رئيسيّ طغمات الملائكة العظيمين ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوية.

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

   يتفوه صاحب المزمور قائلاً: بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جميعَ مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ بقُوَّةٍ، الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ. بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ قواتهِ، وخُدَّامَهِ الْعَامِلِينَ إرادَتُهُ (مز 102: 20-21)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن الصافات العقلية للقوات الملائكية غير المتجسدة قد جمعتنا اليوم في هذه الكنيسة التي تحمل اسمهم في مدينتكم يافا التاريخية العريقة التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس لكي بالصلاة والعبادة نعيّد للعيد الحافل لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل ولسائر القوات السماوية العديمة الأجساد.

    إن هذه الطغمات غير الهيولية السماوية المذكورة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد هي تسع طغمات وتتميز من خلال أسمائها، وهي: السارافيم، الشيروبيم، العروش، الربوبيات، السلطات، الرئاسات، القوات، رؤساء الملائكة وملائكة.

    إن هدفها الأساسي والجوهري هو التمجيد المستمر الذي لا ينقطع للثالوث القدوس بحسب الشهادة الصادقة للنبي اشعياء العظيم الصوت فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَالسَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الصباؤوت. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ (اشعياء 6: 1-3) وبحسب شهادة الإنجيلي لوقا عند ذكره للبشارة السعيدة التي تفوه بها الملاك للرعاة أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّوَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ. وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَفي أُناسٍ الْمَسَرَّةُ.(لوقا 2: 11-14).

    وفيما يتعلق بطبيعة الملائكة وخاصيتها فإن الرسول بولس يذكر قائلاً بأن الملائكة هم جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ! (عبرانيين 1: 14) ويفسر هذه الأقوال القديس ثيوفيلكتوس قائلاً: أن الرسول بولس يُنهض عالياً فكر وإيمان السامعين مظهراً لهم أن الله مهتماً ووصياً علينا حتى أن الملائكة الذين هم أسمى منا وضعهم لخدمة خلاصنا.

    وعدا عن هذا فإن أقوال الرب تؤكد ما سبق إذ يقول: اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (متى 18: 10) ويفسر زيغافينوس هذا قائلاً: إن للملائكة دالةً لدى الله لأنهم يعاينون وجهه على الدوام. حقاً إن الملائكة موجودون في السماوات حيث يعاينون الله الآب وذلك لأنه بحسب ما يقوله المزمور الرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ هَيأَ كُرْسِيَّهُ، وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى الْكُلِّ تَسُودُ. (مز 102: 19).

    إن ملكوت الله يسود أو بالأحرى يمتد في كل الخليقة والتي ليست هي إلا من خلق الكون أجمع المنظور وغير المنظور والذي خلق الله قمة خليقته ألا وهو الإنسان على صورته ومثاله.

    ومن الجدير بالذكر بأنه على حسب الصورة تشير إلى نفس الإنسان وأما على المثال إلى إرادته أي حرية إرادة الإنسان لكي يكون كاملاً. ولنسمع ما يقول القديس باسيليوس الكبير: بأن خلقنا بحسب الصورة قد أعطيت للجميع وأما على حسب المثال فهي تنبع من إرادة “الإنسان” ويكتسبها الإنسان فيما بعد.

    وبكلام آخر إن حسب المثال يبدأ من حياتنا الأرضية وتصل إلى قمتها في الحياة السماوية حيثُ نَكُونُ مِثْلَهُ أي مثل الله، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ. (1 يوحنا 3: 2) وأنها لحقيقة ما يقوله الرسول بولس بأنه طالما نحن موجودون في هذا الجسد البالي فإننا نتأوه لأننا نرغب برغبة وشوق كبير أن نلبس فوق هذا الجسد ثوباً آخر الذي هو مسكننا الدائم الذي سيُعطى لنا من السماء فَإِنَّنَا فِي هذِهِ أَيْضًا نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ. (2 كور 5: 2)

    من المسكن الدائم في السماوات تُرسل نعمة عدم الفساد وذلك لأن كل الساكنين في المدينة السماوية والتي أعني بها طغمات الملائكة القديسين لديها أجسادٌ غير بالية كما يقول القديس كيرلس الإسكندري: أن هذا الشيء هو عطية الله ويقول أيضاً إن كل الطغمات السماوية الذين يسكنون في الموطن العلوي هم الذين لهم أجساداً غير بالية.

    إن كنيستنا المقدسة تكرم بإجلال ووقار العيد الجامع للطغمات السماوية القديسين عديمي الأجساد وبالأخص رئيس الجند جبرائيل ورئيس الملائكة المميز ميخائيل وذلك لأنهم قدموا إحساناً ونعماً كثيرة لجنسنا البشري. وللعلم أيضاً إن رئيس الملائكة هو ذلك الذي جمع طغمات الملائكة وقال لهم: لنصغ، عندما رأى انشقاق الملاك أي الشيطان المغرور الذي سقط من السماء كما سمعنا في قراءة انجيل اليوم عندما قال لتلاميذه: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ. (لوقا 10: 18).

    ويفسر القديس باسيليوس الكبير قول الرب هذا بأن الشيطان سقط وفقد السلطة التي كانت له أي سقط إلى الحضيض من بيته الأصلي وأصبح في الأسفل لكي يُداس من قبل أولئك الذين رجائهم في المسيح.

    إن هتاف “لنصغ” التي تفوه بها رئيس الملائكة ميخائيل من جهةٍ ومن الجهة الأخرى وصية مخلصنا المسيح وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ (لوقا 10: 20) تتوجهُ لنا نحن الذين تمت إعادة ولادتنا و برجائنا في المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات كما يكرز الرسول بطرس قائلاً “مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ( 1 بط 1 : 3 )

لهذا فإننا نهتف مع المرنم قائلين: حيثما تظلّل نعمتك يا رئيس قوَّاد الملائكة ميخائيل المستحق المديح تُطرَد قوة الشياطين زاهقةً. لأن كوكب الصبح الساقط لا يطيق الثبات بإزاء نورك. فلذلك نطلب إليك أن تخمِدَ سِهامَه الناريَّة الثائرة علينا. منقذاً إياَّنا من عثراتهِ.

آمين

2. دير رؤساء الملائكة في المدينة المقدسة

تقدم خدمة صلاة الغروب عشية العيد الرئيس الروحي للدير سيادة رئيس أساقفة اللد كيريوس ذيميتريوس يشاركة قدس الأرشمندريت ماتيوس, قدس الأرشمندريت إيرونيموس والشماس المتوحد الأب سيميون. صباح يوم العيد ترأس سيادة رئيس أساقفة مادبا كيريوس أريستوفولس خدمة القداس الإلهي يشاركه قدس الأرشمندريت ذيونيسيوس, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس , الشمامسة الأب سيميون والأب باتريكيوس. وحضر القداس القنصل اليوناني العام السيد إيفانجيلوس فليوراس وعدد من أبناء الرعية.

مكتب السكرتارية العامة