1

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد رؤساء الملائكة

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الإثنين الموافق 21 تشرين الثاني 2022 (يعادله 8 تشرين الثاني حسب التقويم الشرقي) بعيد جامع لرؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوية العديمة الأجساد.

نقصد بكلمة جامع “باليونانية سيناكسيس” أي بإجتماع المؤمنين بشكل عام لتكريم قديس معين أو الإحتفال بعيد ما, وفي هذا اليوم تجتمع الكنيسة بمؤمنيها لتكريم رؤساء الملائكة وجميع الطغمات الملائكية العديمة الأجساد,  فاكراما لهؤلاء الخدام الالهيين حماتنا وحراسنا رأت الكنيسة الارثوذكسيه واجباً ان تقيم تذكارا احتفاليا في هذا اليوم نجتمع فيه للاحتفال والترتيل لهم قاطبة. هذه الطغمات الملائكية صرخت بصوت واحد “لنقف حسناً لنقف بخوف” حيث ألقى رئيس الملائكة ميخائيل من السماء إبليس المتغطرس مع باقي الأرواح الساقطة الأخرى.

تم الإحتفال بهذا العيد في:

1. دير رئيس الملائكة ميخائيل في مدينة يافا, حيث ترأس صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي بمشاركة أصحاب السيادة المطارنة كيريوس كيرياكوس متروبوليت الناصرة, من الكنيسة اليونانية كيريوس يوستينيوس متروبوليت كالاماريا, الرئيس الروحي كيريوس ذماسكينوس رئيس أساقفة يافا , كيريوس أريسترخوس رئيس أساقفة قسطنطيني, آباء من أخوية القبر المقدس, كهنة الرعية الأورثوذكسية في يافا والمنطقة, وآباء من كنائس اورثوذكسية أخرى .وحضر الخدمة الإحتفالية سفير اليونان في تل أبيب السيد كيرياكوس لوكاكيس والملحق العسكري والعديد أبناء الرعية في مدينة يافا والمنطقة وأبناء الرعايا الروسية ورومانية التابعة للبطريركية.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رئيسيّ طغمات الملائكة العظيمين ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوية.

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

   يتفوه صاحب المزمور قائلاً: بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جميعَ مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ بقُوَّةٍ، الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ. بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ قواتهِ، وخُدَّامَهِ الْعَامِلِينَ إرادَتُهُ (مز 102: 20-21)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن الصافات العقلية للقوات الملائكية غير المتجسدة قد جمعتنا اليوم في هذه الكنيسة التي تحمل اسمهم في مدينتكم يافا التاريخية العريقة التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس لكي بالصلاة والعبادة نعيّد للعيد الحافل لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل ولسائر القوات السماوية العديمة الأجساد.

    إن هذه الطغمات غير الهيولية السماوية المذكورة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد هي تسع طغمات وتتميز من خلال أسمائها، وهي: السارافيم، الشيروبيم، العروش، الربوبيات، السلطات، الرئاسات، القوات، رؤساء الملائكة وملائكة.

    إن هدفها الأساسي والجوهري هو التمجيد المستمر الذي لا ينقطع للثالوث القدوس بحسب الشهادة الصادقة للنبي اشعياء العظيم الصوت فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَالسَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الصباؤوت. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ (اشعياء 6: 1-3) وبحسب شهادة الإنجيلي لوقا عند ذكره للبشارة السعيدة التي تفوه بها الملاك للرعاة أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّوَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ. وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَفي أُناسٍ الْمَسَرَّةُ.(لوقا 2: 11-14).

    وفيما يتعلق بطبيعة الملائكة وخاصيتها فإن الرسول بولس يذكر قائلاً بأن الملائكة هم جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ! (عبرانيين 1: 14) ويفسر هذه الأقوال القديس ثيوفيلكتوس قائلاً: أن الرسول بولس يُنهض عالياً فكر وإيمان السامعين مظهراً لهم أن الله مهتماً ووصياً علينا حتى أن الملائكة الذين هم أسمى منا وضعهم لخدمة خلاصنا.

    وعدا عن هذا فإن أقوال الرب تؤكد ما سبق إذ يقول: اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (متى 18: 10) ويفسر زيغافينوس هذا قائلاً: إن للملائكة دالةً لدى الله لأنهم يعاينون وجهه على الدوام. حقاً إن الملائكة موجودون في السماوات حيث يعاينون الله الآب وذلك لأنه بحسب ما يقوله المزمور الرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ هَيأَ كُرْسِيَّهُ، وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى الْكُلِّ تَسُودُ. (مز 102: 19).

    إن ملكوت الله يسود أو بالأحرى يمتد في كل الخليقة والتي ليست هي إلا من خلق الكون أجمع المنظور وغير المنظور والذي خلق الله قمة خليقته ألا وهو الإنسان على صورته ومثاله.

    ومن الجدير بالذكر بأنه على حسب الصورة تشير إلى نفس الإنسان وأما على المثال إلى إرادته أي حرية إرادة الإنسان لكي يكون كاملاً. ولنسمع ما يقول القديس باسيليوس الكبير: بأن خلقنا بحسب الصورة قد أعطيت للجميع وأما على حسب المثال فهي تنبع من إرادة “الإنسان” ويكتسبها الإنسان فيما بعد.

    وبكلام آخر إن حسب المثال يبدأ من حياتنا الأرضية وتصل إلى قمتها في الحياة السماوية حيثُ نَكُونُ مِثْلَهُ أي مثل الله، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ. (1 يوحنا 3: 2) وأنها لحقيقة ما يقوله الرسول بولس بأنه طالما نحن موجودون في هذا الجسد البالي فإننا نتأوه لأننا نرغب برغبة وشوق كبير أن نلبس فوق هذا الجسد ثوباً آخر الذي هو مسكننا الدائم الذي سيُعطى لنا من السماء فَإِنَّنَا فِي هذِهِ أَيْضًا نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ. (2 كور 5: 2)

    من المسكن الدائم في السماوات تُرسل نعمة عدم الفساد وذلك لأن كل الساكنين في المدينة السماوية والتي أعني بها طغمات الملائكة القديسين لديها أجسادٌ غير بالية كما يقول القديس كيرلس الإسكندري: أن هذا الشيء هو عطية الله ويقول أيضاً إن كل الطغمات السماوية الذين يسكنون في الموطن العلوي هم الذين لهم أجساداً غير بالية.

    إن كنيستنا المقدسة تكرم بإجلال ووقار العيد الجامع للطغمات السماوية القديسين عديمي الأجساد وبالأخص رئيس الجند جبرائيل ورئيس الملائكة المميز ميخائيل وذلك لأنهم قدموا إحساناً ونعماً كثيرة لجنسنا البشري. وللعلم أيضاً إن رئيس الملائكة هو ذلك الذي جمع طغمات الملائكة وقال لهم: لنصغ، عندما رأى انشقاق الملاك أي الشيطان المغرور الذي سقط من السماء كما سمعنا في قراءة انجيل اليوم عندما قال لتلاميذه: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ. (لوقا 10: 18).

    ويفسر القديس باسيليوس الكبير قول الرب هذا بأن الشيطان سقط وفقد السلطة التي كانت له أي سقط إلى الحضيض من بيته الأصلي وأصبح في الأسفل لكي يُداس من قبل أولئك الذين رجائهم في المسيح.

    إن هتاف “لنصغ” التي تفوه بها رئيس الملائكة ميخائيل من جهةٍ ومن الجهة الأخرى وصية مخلصنا المسيح وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ (لوقا 10: 20) تتوجهُ لنا نحن الذين تمت إعادة ولادتنا و برجائنا في المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات كما يكرز الرسول بطرس قائلاً “مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ( 1 بط 1 : 3 )

لهذا فإننا نهتف مع المرنم قائلين: حيثما تظلّل نعمتك يا رئيس قوَّاد الملائكة ميخائيل المستحق المديح تُطرَد قوة الشياطين زاهقةً. لأن كوكب الصبح الساقط لا يطيق الثبات بإزاء نورك. فلذلك نطلب إليك أن تخمِدَ سِهامَه الناريَّة الثائرة علينا. منقذاً إياَّنا من عثراتهِ.

آمين

2. دير رؤساء الملائكة في المدينة المقدسة

تقدم خدمة صلاة الغروب عشية العيد الرئيس الروحي للدير سيادة رئيس أساقفة اللد كيريوس ذيميتريوس يشاركة قدس الأرشمندريت ماتيوس, قدس الأرشمندريت إيرونيموس والشماس المتوحد الأب سيميون. صباح يوم العيد ترأس سيادة رئيس أساقفة مادبا كيريوس أريستوفولس خدمة القداس الإلهي يشاركه قدس الأرشمندريت ذيونيسيوس, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس , الشمامسة الأب سيميون والأب باتريكيوس. وحضر القداس القنصل اليوناني العام السيد إيفانجيلوس فليوراس وعدد من أبناء الرعية.

مكتب السكرتارية العامة

 




عيد القديس ذيميتريوس في مدينة نابلس

إحتفلت البطريركية الأوشليمية يوم الجمعة الموافق 11 تشرين ثاني 2022 (29 تشرين أول شرقي) بعيد القديس العظيم في الشهداء ذيميتريوس الفائض الطيب في الكنيسة المقدسة المُكرسة على إسمه في البلدة القديمة في مدينة نابلس.

ترأس القداس الإلهي غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريستارخوس,  قدس الأرشمندريت يوستينوس الرئيس الروحي لدير بئر يعقوب في نابلس, قدس الأرشمندريت ليونتيوس راعي الرعية الأورثوذكسية في نابلس,  وقدس الأب لعازر من مطرانية الناصرة, بحضور أبناء الرعية الذين شاركوا في القداس الإلهي تكريماً للقديس ذيميتريوس.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس العظيم في الشهداء ديميتريوس المفيض الطيب في مدينة نابلس 

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول مرنم الكنيسة: أيها الشهيد المجيد ديمتريوس، إن تذكارك قد أبهج اليوم كنيسة المسيح، وجمع الكل ليمدحوك بالنشائد كما يليق، بما أنّك جنديٌّ بالحقيقة وحاطمٌ للأعداء.فلذلك، بتوسّلاتك أنقذنا من التجارب يا متألِّه العزم.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

 أيها المسيحيون الزوار الأتقياء

     إن نعمة الروح القدس قد جمعتنا اليوم في هذا المكان في مدينه نابلس التاريخية، في كنيسة القديس العظيم في الشهداء ديمتريوس، لكي نعيّد لتذكارهُ المقدس.

إن ديمتريوس العجائبي والمفيض الطيب وُلِدَ ونشأ في مدينة ثسالونيكي وكان يتميزُ ببرهِ وتقواهُ ومحبتهِ الحارة للمسيح. ولقد أظهرتهُ غيرتهُ الملتهبة لله ليس فقط تلميذاً للمسيح بل أيضاً معلماً حكيماً للإيمان المسيحي الخلاصي. وهذا ما أظهرهُ وبرهنهُ موتهُ الدّموي الاستشهادي الذي كان على زمن الامبراطور الروماني ديكلتيانوس ومكسيميانوس أيضاً في القرن الثالث الميلادي.

 إن قيمة ورتبة المعلم ديمتريوس يؤكدُ عليهاِ بشكلٍ خاص القديس غريغوريوس بالاماس أب الكنيسة، الذي يصف بعظته القديس ديمتريوس بأنه أعجوبة المسكونة وجمال الكنيسة العظيم وهو المفيض الطيب والعجائبي.

      حقاً لقد كان ديمتريوس من عائلةٍ أرستقراطيةٍ من ثسالونيكي وقد تلقى العلوم المسيحية منذ الصغر، والتي جعلتهُ معلماً لحسن العبادة، إن هذه التقوى الإلهية وحسن العبادة قد جعلها “القديس ديميتريوس” طريقة حياة لهُ، إذ كان ينهلُ ويغرفُ علومهُ من دراستهِ للكتب المقدسة سامعاً لأقوال صلاة المزمور: “صلاحاً وأدباً ومعرفةً علمني فإني قد صدَّقتُ وصاياك. (مز118: 66) وبتوضيحٍ أكثر أي علمني ذهناً وعلماً جديداً لكي أميز بين الخير والشر أي أعطني صلاحا وقدرةً على التمييز والمعرفة. لهذا السبب فان القديس الرسول بولس يتوجه إلى الوالدين موصياً إياهم قائلاً وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ. ( افسس 6 : 4 )

    أبدى القديس ديمتريوس اهتماماً خاصاً بأبناء الشبيبة المسيحية، لهذا فقد قام بتشكيل حلقات من الشباب المنخرطين والمهتمين في دراسة الكتاب المقدس وتفسيره. ومن بين هؤلاء الشباب، القديس نسطر، الذي صار شريكاً لهُ في الاستشهاد، الذي قَبلَ ان يُنازِل لهاوش القاتل، قام بطلب بركة ودعاء معلمهِ القديس ديمتريوس. فجاء نسطر الى الميدان ونظر الى مكسيميانوس وهتف قائلاً “يا إله ديمتريوس أعني” ثم قتل لهاوش المتكبر المغرور. وحالاً بعدَ مقتلِ لهاوش أمرَ مكسيميانوس أن يُطْعَنَ القديس ديمتريوس بالحراب ويُقْتَل، وذلك لاعتقاده أن ديميتريوس كان السبب وراء مقتل لهاوش. فألقى الجند على القديس نسطر، واخذوه وقطعوا هامته بالسيف. بحسب ما يذكرُ كاتبَ سنكساره أي كاتب سيره حياته.

 إن استشهاد القديسين ديمتريوس ونسطر يؤكد عليه بوضوح مرنم الكنيسة قائلاً: إن المسكونة قد وجدتكَ مُنجداً عظيماً في الشدائد وقاهراُ للأمم يا لابس الجهاد، فكما أنك حطمت تشامخ لهاوش، وفي الميدان شجَّعت نسطر. كذلك ايها القديس العظيم في الشهداء ديمتريوس توسَّلْ الى المسيح الإله أن يهب لنا الرحمة العظمى.

    لقد أصبح القديس ديمتريوس ليس فقط القديس المحامي والمدافع عن ثسالونيكي بل أيضاً هو قديسُ المسكونة كلّها، وذلك لإنهُ من خلال كرازته واستشهاده من أجل المسيح، سحقَ وهزمَ بالقول والفعل الأمم، أي ديانة وعبادة الاوثان

    وبكلامٍ آخر إن الشهيد ديمتريوس قد سمعَ بما يُوصي بهِ ربنا يسوع المسيح فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (مت 5: 16)، لهذا فقد أصبح القديس ديمتريوس نوراً في ظلام الهوس والجنون الوثني في أيامِ وزمانِ عصرهِ، لهذا السبب فإنَّ مُرنم الكنيسة يهتِفُ قائلاً لقد لبست المسيح يا ديمتريوس الشهيد. فحاربت العدو الواهن القوى. أي وُلاَةِ الْعَالَمِ عَالم ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ فإنك أبطلت به ضلاًلة الأثمة. وقمت تمرن ذوي الإيمان على حسن العبادة. فلذلك نحتفل بتذكارك معيدين له بإجلالٍ.

     لقد كانت شخصية ديمتريوس ساطعة نوراً من الروح القدس وكان ممتلئٌ من النعمةِ وساهمَ في القضاءِ على ضلال الشيطان صائرا مدرباً أي مربيًا للمؤمنين بسر حسن العبادة أي بسر التدبير الالهي الذي هو تأنس وتجسد ابن وكلمة الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.

   وإذ كان القديس ديمتريوس مستحقٌ لحميم إعادة الولادة ولباس عدم الفساد فقد كرز بالحقيقة معلماً وقائلاً بفمِ القديس بولس الرسول “الله” الذي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ ( 1 تيم 6 : 16) أي و بإسهابٍ أكثر إن الله له الحياة التي لا تموت وهو أزليٌ سرمديٌّ، ساكنٌ في النور الذي لا يستطيع أحدٌ أن يقترب إليه. الذي لا يستطيع أحد من البشر ان يعاينهُ ولا يقدرُ أن يراه. فكما يقول زيغافينوس:” إذا كان مسكن الله لا يدنى منه فكم بالأحرى صاحب المنزل”

      إن هذه الشهادة، شهادة حقيقةُ نور المسيح الذي لا يدنى منه، يُذيعها ويُكرِزُ بها الطيب المتدفق من رفات القديس ديمتريوس الغير الباليه والمحفوظة والمكرمة في الكنيسة الفائقة الجمال والروعة في مدينه ثسالونيكي.

       نتضرعُ إلى العظيم في الشهداء، شهيد حقيقة المسيح والمعلم والمدرب لسرِّ حُسنِ العبادة ديمتريوس المفيض الطيب، نحن مكرميّ تذكارهُ المقدس ومع المرنم نهتف ونقول: كما حطَطْت بالنعمة الإلهية قبلاً تشامخ لهاوش وعجرفتهُ ومغالاتهِ بفروسيتَّهِ مشدِدّاً نُسطر الشجاع في الميدان بقوّة الصليب. يا شهيد المسيح ديمتريوس الظافر كذلك أّيّدني أنا أيضاً وانصرني على الشياطين والأهواءِ المهلكة للنفس.

آمين

كل عام وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العامة




عيد القديس العظيم في الشهداء ذيمتريوس الفائض الطيب

احتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الثلاثاء الموافق 8 تشرين ثاني 2022 (26 تشرين أول شرقي)، بعيد تذكار القديس العظيم في الشهداء ذيمتريوس الفائض الطيب.

في هذا اليوم تقيم الكنيسة تذكار القديس ذيميتريوس الذي ولد‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬تسالونيكي من‭ ‬أبوين‭ ‬تقيّين وتربى على الأيمان المسيحي.

نال إكليل الشهادة في عهد‭ ‬الإمبراطور‭ ‬مكسيميانوس حين طلب رجل مسيحي تقي أسمه نسطور مباركة القديس ديمتريوس عندما كان الأخير بالسجن حسب أوامر الإمبراطور ليصارع رجل الإمبراطور القوي في الحلبة وكان إسمه لايوس. أعطاه ذيميتريوس البركة برسمه بعلامة الصليب ، قائلاً له “إنه سيهزم لايوس وسيشهد للمسيح”. عند وصوله إلى الحلبة تمكن نسطورمن هزيمة لايوس. عندما علم مكسيميانوس بهذا، شعر بالأسف، وأُبلغ أن هذا حدث بمباركة ذيمتريوس، فأمر بقتله في السجن بالحراب وقتل نسطور بالسيف. 

إحياءً لذكراهما أقيمت خدمة صلاة الغروب عشية العيد والقداس الإلهي في صباح العيد في كنيسة القديس ذيمتريوس القديمة في الدير المركزي. ترأس الخدمة سيادة رئيس الأساقفة جرش كيريوس  ثيوفانس يشاركه آباء من أخوية القبر المقدس. قاد الترتيل السيد فاسيليوس غوتسوبولوس يشاركه طلاب المدرسة البطريركية، بحضور القنصل العام لليونان في القدس السيد إيفانجيلوس فليوراس طلاب مدرسة القديس ذيميتريوس التابعة للرعية الأورثوذكسية، أبناء الجالية اليونانية ، وأبناء الرعية وعدد من الحجاج.

خلال القداس الإلهي حضر للكنيسة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث للتبارك وتهنئة المؤمنين.

قبل سر المناولة  ألقى سيادة المطران عطة عن محبة الشهيد القديس للمسيح، والتي من خلالها أيضًا تحدى الموت، وعن مشاركتنا جميعًا في سر الإفخارستيا والكنيسة الحية.

تكريماً للقديس ذيمتريوس أقام طلاب المدرسة احتفالا متواضعا في قاعة الاحتفالات في المدرسة، بحضور صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، يرافقه سيادة المطران يواكيم رئيس مجلس إدارة المدرسة.

كلمة صاحب الغبطة باللغة العربية: (انظر الفيديو).

مكتب السكرتارية العامة

 




الإحتفال بميلاد والدة الإله الفائق قدسها في مدينة سخنين

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأربعاء الموافق 21 أيلول 2022 (8 أيلول شرقي) بميلاد والدة الإله الفائق قدسها الدائمة البتولية مريم.

في هذا اليوم تُمجد الكنيسة الرب القدير الذي إستجاب لتضرعات القديسَين يواكيم وحنه ومنحهما ثمرة البطن بعد ان نظر الله إلى عقرهما وترّحم عليهما ورزقا بإبنة دُعيت مريم التي منها تجسد الإله الكلمة الرب يسوع المسيح.

إحتفل بهذ العيد في مدينة سخنين قضاء عكا  في كنيسة ميلاد السيدة الرائعة التي شُيدت حديثاً من أبناء الرعية الأورثوذكسية في سخنين وبدعم ماديً كبير من البطريركية الأورشليمية.

غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث قام بتدشين الكنيسة حيث قام بتكريس المائدة المقدسة ومسحها بالزيت وتكريس الأيقونات وقراءة الصلاة الخاصة. ثم ترأس صاحب الغبطة خدمة القداس الإلهي الإحتفالي يشاركه أصحاب السيادة, متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسخيوس, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس, قدس الأرشمندريت ميلاتيوس , قدس الأرشمندريت أرتيميوس, قدس الأرشمندريت ماركيلوس, آباء مطرانية بتوليمائيس عكا والقضاء, رئيس البعثة الروحية الروسية في القدس الأرشمندريت أليكساندروس والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس والشماس ذوسيذيوس. وقاد جوقة الترتيل البيزنطية الوكيل البطريركي في عكا قدس الأرشمندريت فيلوثيوس.

وشرف هذا الحدث بحضوره السيد سامر خوري إبن المرحوم سعيد خوري أحد الممولين والمتبرعين في بناء هذه الكنيسة المقدسة, وعدد من وجهاء مدينة سخنين والشخصيات السياسية والإجتماعية, وشيوخ الطائفة الدرزية, سفير اليونان في تل أبيب, سفير روسيا, وسفير بيلاروس, وعدد كبير من أبناء الرعية الأرثوذكسية في سخنين والبلدان المجاورة في الجليل.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تدشين كنسية ميلاد والدة الإله  

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

مَا أَحْب مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْقوات! تَشْتَاقُ نَفْسِي وتَتُوقُ إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَجسمي ابتهجا بِالإِلهِ الْحَيِّ. (مزمور 83: 2-3)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون والزوار الأتقياء

    لقد رفعنا المجد والشكر لله الواحد الأقانيم، الذي أهلنا أن نتمم تدشين هذه الكنيسة العظيمة في مدينتكم الجميلة سخنين والتي دُشنت لإكرام وتذكار ميلاد سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم، ونحن مع القديس اندراوس الأورشليمي ناظم التسابيح نرنم ونقول: إن فيكي يُسبحُ ويمُجد سر الثالوث يا طاهرة فالآب سُّرَّ وارتضى والكلمة حلَّ بيننا والروح الإلهيَّ ظللك.

 إن الروح الإلهي الذي ظلل العذراء مريم، فجعلها هيكلاً حياً لكلمة الله نتضرع لها نحن أن تظلل هي بيت الله هذا.

    يقول الرب اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا (يوحنا 4: 24) والتي هي أيضاً مكانٌ الذين نحن واقفين فيه أرض مقدسة، أي مكان عبادة واجتماع حيث يقول الرسول  سأُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ (عبر 2: 12) والذي بحسب عزرا الموحى له بالروح والآن ليمنح الرب الإله نعمةً على بقيتنا من أجل الخلاص وليعطينا عوناً في مكان قداسته وأن يُنير أعيننا ويمنحنا القليل من الحياة في عبوديتنا(أي أهوائنا) (2عزرا 9: 8) وبحسب قول مخلصنا المسيح أَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ (متى 18: 20).

    إن ابن الله وكلمته عند تدبير تجسده الإلهي أنارَ كلَّ البرايا. وجدّد العالمَ بروحهِ الإلهي. وأيضا النفوسُ تتجدّدُ الآن. لأنه كُرّس الآن بيتٌ لمجدِ الرب وجلالِه. فيه يجدد المسيحُ إلهنا قلوبَ المؤمنين لخلاصِ البشر. هذا ما يقولُه مرنّمُ الكنيسة.

    في كل يوم نُسبح ونبارك مجد الثالوث القدوس هذا ووحدة الإيمان في المسيح وشركة الروح القدس في مسكن مجد الرب المقدس هذا المشيد جديداً، أي هذه الكنيسة التي كُرست لإكرام ميلاد والدة الإله الفائقة البركات والدائمة البتولية مريم ولنسمع ما يتفوه به القديس سرجيوس القدسي إذ يقول عنها: هلُّموا يا جميع المؤمنين نسعَ نحو العذراء مسرعين، فإن التي سبق تحديدها أماً لإلهنا قبل تصورها في البطن، وهي ذخيرة البكارة وعصا هارون المفرعة من جذر يسّى وكرازة الأنبياء ونبتة يواكيم وحنة الصديقين. اليوم تولد أم إلهنا. والعالم يتجدد معها. هي تولَد الآن والكنيسة تتسربل حُلل البهاء. فإنها الهيكل المقدس ومستودع اللاهوت وركن البكارة والخدر الملوكيُّ. وبها تمّ سر الاتحاد الغريب بين الطبيعتين في المسيح الذي نسجد له مسبّحين مولد العذراء البريء من كل العيوب.

    ها هو مجد وغنى جسد الكنيسة الإلهي البشري وقداسته الأرضية والتي يتحدث عنها مرنم الكنيسة: لقد ظهرت الكنيسة سماءً كثيرة الأنوار تنير كل المؤمنين ونحن في وقوفنا الآن فيها نصرخ قائلين ثبّت يا رب هذا البيت.

    حقاً إن الكنيسة تنير بقوة الروح القدس جميع المؤمنين وذلك لأنه كما يقول الرسول بولس” وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. (1بط 5: 10) وعدا عن هذا فإننا مدعوون إلى بيت الله لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. (1بط 2: 5) لأن الذبيحة لله روح منسحق الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالمتواضع لا يرذله اَللهُ. (مز 50: 15) كما يقول صاحب المزمور. وأما القديس الرسول بولس فإنه يرجونا قائلاً” فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. (رومية 12: 1) وذلك لأن كنيسة الله هو مكان عبادة، أي هو مكان مناجاة سرية بين الله والإنسان كما هو مكتوب في الكتاب المقدس وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ، كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ (خروج 33: 11). وبكلام آخر إن بيت الله هو مكان صلاة، وبحسب القديس يوحنا السلمي فإن الصلاة في كنهها هي اجتماع واتحاد الإنسان بالله، وفي فعلها هي مصالحة مع الله، غذاء النفس، استنارة الذهن، دليل الرجاء زوال الحزن.

    وبمناسبة هذا العيد والاحتفال باليوم التاريخي لمدينة سخنين وسكانها فإننا ننتهز هذه الفرصة لكي نبدي الإعجاب حقاً لبيت الله هذا المدشن للعبادة والذي شُيّد بمبادرة أبناء رعية الروم الأرثوذكس الأتقياء المحبين لله والذين يحيون في سلام ووئام مع أبناء بلدهم من الأديان الأخرى، وعلى هذا فإننا نفخر بالمسيح ونردد مع الرسول بولس قائلين: نَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِوَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً (رومية 5: 2-4).

    إن الغيرة الإلهية المتقدة وتقوى وإيمان شعب الله لشخص والدة الإله وأم الله التي بها تقترن الأرضيات بالسماويات والتي بها جدد جبلتنا نحن الأرضيين فأعادنا من البلى إلى الحياة الخالدة وألهنا، قد بنت لها بيتاً أي كنيسة للصلاة حيث فيه يُغترّفُ فيهِ نعمةُ الروح القدس الإلهية غير المنظورة.

    لهذا فإننا نعبر عن شكرنا وعظيم امتناننا لكل الذين تعاونوا بشتى وكافة الطرق المختلفة وساهموا من أجل إنشاء هذا العمل العظيم المهم ونتوجه خاصة للمجلس المحلي لمدينة سخنين ولرئيس المجلس ولصاحب الذكر المغبوط المرحوم سعيد خوري ولابنه محبوبنا السيد سمير خوري ولإخوتنا في الكنيسة الروسية وللمؤسسات الروسية الخيرية. وختاماً نتوجه لطبيب الأسنان الذي لا يكل ولا يعرف تعباً السيد ماجد وعائلته.

    وليكن هذا العمل الجدير بكل مديح لأجل مجد الله ومفخرة لمدينة سخنين ولشعبها المحب للسلام لأنه هكذا فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (متى 5: 16) وليكن أيضاً بيت عبادة الله أي هذه الكنيسة رمزاً وعلامةً للإيمان والحب والرجاء والأمل والسلام والعدل والأمن لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ، كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ. (1كور 14: 33) كما يكرز الرسول بولس.   

نشكر إلهنا وربنا يسوع المسيح ونقول “أيُّها المسيح. النُّورُ الحقيقيُّ الذي يُنيرُ ويقدِّسُ كلَّ إِنسانٍ آتٍ إِلى العالَم ليَرْتَسِمْ علَينا نورُ وَجهِكَ. لِنُبْصِرَ بهِ النُّورَ الَّذي لا يُدنَى منه سَدِّدْ خَطَواتِنا إلى العمَلِ بوَصاياكَ. بشفاعةِ والدتِكَ الكاملةِ الطَّهارَةِ وجميعِ قِدِّيسيكَ.

آمين

وعلى مائدة المحبة بعد القداس الإلهي القى صاحب الغبطة الخطاب التالي:

 وَلْيكُنْ بهاء الرَّبِّ إِلهِنَا عَلَيْنَا، وَعَمَلَ أَيْدِينَا سهل (مزمور 89: 17)

أيها الإخوة المحبوبون والآباء الأجلاء

السيدات والسادة المحترمين

أعضاء لجنة وكلاء الكنيسة الموقرين

سعادة رئيس البلدية الجزيل الاحترام

الحضور الكريم كلٌ مع حفظ الألقاب والمسميات

    تفرح وتبتهج مدينة سخنين لأن ربنا وإلهنا أنار وأضاء عمل أيدي أبناء رعيتنا الرومية الأرثوذكسية الأتقياء. ونقول هذا لأن هذه الأعمال كتدشين هذه الكنيسة العظيمة والتي تشكل من جهة جوهرة لمنطقة مدينتكم ومن الجهة الأخرى يتم إبراز وتسليط الضوء على التقدم الثقافي للذين يعيشون ههنا في مجتمع ديني سلمي ومتناغم، لأن الرب يقول فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (متى 5: 16).

    إن هذه الكنيسة المهيبة مع الكنائس الأخرى تشكل شهادة صادقة بأنه: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ. (متى 4:4).

    إن الأقوال والأفعال المنبثقة من الله ليست هي إلا الحب الإلهي والسلام والبر ومحبة الآخرين ولا سيما بالأخص المحبة من الأعماق لأولئك الذين يبغضوننا ويكرهوننا لأن الرب يوصينا قائلاً: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ (متى 5: 44).

    إن بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية أم جميع الكنائس، هي المؤسسة الدينية والكنسية الأساسية التي لم تتوقف على مر العصور أن تكرز وتعترف وتعزز القيم والتعاليم الإلهية والأخلاقية التي ترفع وتُعلي الإنسان نفساً وجسداً لأن الرب يقول لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ (متى 16: 26).

    لهذا فإننا ختاماً نحييكم جميعاً لتشريفكم بالحضور إلى هذا الحدث التاريخي للتدشين أي هذه الكنيسة البهية وأشكر من أعماق قلبي أعضاء لجنة الرعية الموقرين على هذه الضيافة الإبراهيمية التي قدموها، فنضرع إلى الرب الإله لكي بشفاعات العذراء مريم الفائقة على كل البركات والدة الإله أن تحفظ وتظلل تحت ستر كنفها هذه المدينة وشعبها ورعيتنا المسيحية التقية.

ليحفظكم الرب الإله راجين إياهُ أن تثمروا روحيا.

بعد الغذاء زار صاحب الغبطة بلدة سخنين.

وتم الإحتفال أيضاً بميلاد الفائق قدسها في مزار قبر والدة الإله المقدس في دير الجثسيمانية حيث ترأس خدمة القداس الإلهي سيادة رئيس أساقفة مادبا كيريوس أريستوفولوس يشاركه آباء أخوية القبر المقدس.

مكتب السكرتارية العامة




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد التجلي

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الجمعة الموافق 19 آب 2022 (6 آب شرقي) بعيد تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على جبل طابور.

وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». متى الإصحاح 17 عدد 1-5.
 
السيد المسيح بتجليه أظهر لتلاميذه مجد قيامته، لتقويتهم وتعزيتهم في وقت الآلام، ولإظهار جمال الإنسان الأصلي قبل السقوط، وبهذا المجد أي مجد المسيح المخلص يستطيع الإنسان أن يتجدد.
 
 إحتُفل بهذا العيد السيّدي في دير جبل طابور حيث ترأس صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي المسائية يشاركه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس، سيادة أسقف إستونيا من بطريركية موسكو كيريوس سيرجيوس، قدس الأرشمندريت برثينيوس، قدس الأرشمندريت اليكساندروس رئيس البعثة الروحية الروسية في القدس، آباء من كنائس روسيا ورومانيا، وعدد كبير من آباء الكنيسة الأورشليمية، المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس، والشماس المتوحد الأب إفلوغيوس. وقاد جوقة الترتيل البيزنطية قدس الأرشمندريت فيلوثيوس الوكيل البطريركي في عكا. وحضر قداس العيد عدد كبير من المصلين من البلاد وخارجها. 
 

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على جبل طابور 

كلمة البطريرك تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يهتفُ القديس يوحنا الدمشقي قائلاً” إنَّك وأنت كلُّك إلهٌ صرت كلُّك إنساناً، وقرنت الناسوت بملءِ اللاهوت في اقنومك الذي رآهُ موسى وإيليا بجوهَريْن على جبل تابور

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون والزوار الأتقياء

إن كنيسة المسيح المقدسة تُعيّد اليوم مسرورة بتذكار التجلي الإلهي لربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، لهذا فقد أتينا وصعدنا إلى هذا الجبل أي إلى هذا المكان والموقع المقدس كهنةً وشعباً لكي نهتف مع الرسل القديسين: مبارك أنت يا إله آبائنا.

يا للمنظر العظيم الرهيب الذي بدا اليوم، فإن الشمس الحسّيَّة أشرقت من السماءِ، وشمس البرّ العقلية التي تفوق حدَّ القياس بزغت من الأرض مشرقةً على جبل تابور. وكما يرنم القديس يوحنا الدمشقي متعجباً من حدث تجلي مخلصنا المسيح يقول حقاً لقد سُمع الآن بما لم يُسمَع به قطُّ، فإنَّ الابن المولود من العذراءِ بلا أبٍ، قد شهد له صوت الآب بمجدٍ، بأنَّه هو نفسه إلهٌ وإنسانٌ إلى كل الدهور.

ولأنه ولمرات عديدة قد تحدث المسيح مع تلاميذه عن آلام صلبه وموته ودفنه الثلاثي الأيام وقيامته المجيدة وبل أيضاً تحدث عن استشهاد تلاميذه وإذ أراد أن يعلّم تلاميذه ويُظهر لهم مجده المستقبلي وما هو بالفعل مجد ابن الله الآب الحبيب أَخَذَ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ.وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَه. وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا (متى 17: 1-6).

ويفسر أقوال الإنجيلي متى القديس كيرلس الإسكندري قائلاً: إن تجلي المسيح قد حدث بالطبع بدون أن ينرعَ عَنهُ شكل جسده البشري، ولكن من خلال سطوع بعض المجد المنير حوله، الذي غيّر لون صفة وسمة الجسد الأقل شرفًا إلى مشهدٍ أكثر مجداً. تماماً كما قال الرسول بولس يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ (1كور 15:

43). لذلك فإن هذا الجسد هو جسدٌ عارٍ، غير ملونٌ بالمجد بالكامل ولا بالبهاء الطبيعي. إذ لديه افتقار واضح وبسيط من طبيعته للشرف والمجد مع الوهن والمرض أيضا. ولكن في لحظة القيامة، سيكون هناك تبدل وتغييرٌ إلهي كاملٌ للمجد وليس مجرد تغير في الشكل، إذ سوف تلمع وتسطع حولها (أي حول أجسادنا) في المستقبل أغطية المجد الإلهي. كما يقول المخلص.حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. (متى 13:43)

ومن الجدير بالذكر أن حدث عيد اليوم أنه ُقد أظهر في نفسه بتجليه اليوم على التلاميذ على جبل ثابور جمال عنصر الصورة الأصلي متخذاً الجوهر البشري، بحسب المرتل. وبكلام آخر إن مخلصنا يسوع المسيح قد كشف قليلاً لتلاميذه عظمة ألوهيته التي لا يسبر غورها الذي هو النور غير المخلوق كما يذكر بذلك الرسل الإنجيلين وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. (متى 17: 2)

ويفسر أقوال الإنجيلي متى القديس يوحنا الدمشقي قائلاً: وذلك لأنه هو نفسه النور الحقيقي المولود من النور الحقيقي وغير الهيولي منذ الأزل هو الكلمة المتأقنم المولود من الآب هو لمعان المجد المتألق، هو السمة الطبيعية لأقنوم الله الآب (انظر عبرانيين 1: 3) هذا هو الذي أضاء وجهه. ويشرح القديس كيفية لمعان النور الإلهي غير المخلوق من وجه المسيح إذ يذكر مثال نور الشمس قائلاً: إذ من المحال في العالم المخلوق أن يوصف ويصور بالتمام من هو غير مخلوق، ومع ذلك فكما أن الشمس واحدةً في حين أن لها جوهرين وهما جوهر النور الظاهر أولاً (الذي تم صنعه قبلاً) وجوهر الجسم النير المخلوق الذي تم بناءه فيما بعد واللذان اتحد النور بهما معاً بلا انفصال، فالنور ينتشر حتى أقاصي الأرض، وإن لبث جسمه على ما هو عليه كذلك المسيح النور من النور الذي لا بدء له ولا يدرك، إنما هو شمس عدل واحدةٌ ومسيحٌ واحدٌ معروف في طبيعتين بلا انفصال كونه اشترك في جسدٍ زمني مخلوق.

وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ (متى 17: 5) ويفسر هذه الأقوال الإنجيلية من أظهر سر الإشراق الإلهيّ والنور غير المخلوق القديس غريغوريوس بالاماس إذ يقول: “ولكن ما هي هذه السحابة وكيف، بالرغم أنها “سحابة” نيرة مضيئة، قد ظللتهم؟!! هل ممكن أن تكون هي النور الذي لا يُدنى منه الذي يسكن الله فيه، المتسربل النور كرداءٍ؟؟ لأنه يقول: وجعلَ الظلمة خباءً له. مظلته كانت حوله (مز 17: 12) وكما يقول الرسول الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ (1 تيم 6: 16). إذاً فالشيء نفسه هنا، النور والظلمة “فالسحابةُ النيرة” تُظلل من شدة الضياء الساطع.

إن هذه القوة الإلهية المنيرة لفعل النور الذي لا يُدرك والنور غير المخلوق للألوهة المثلثة الشموس قد صار معاينين ومشاركين فيها ليس فقط الذين كانوا متواجدين على جبل ثابور من الرسل والأنبياء بل جميع أبرار وقديسي كنيسة المسيح.

لهذا ختاماً أيها الإخوة الأحبة إننا نتضرع لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي تجلى على هذا الجبل أن يضيء بنور وجههِ علينا وأن يؤهلنا لمعاينة مجده الذي لا يسبر غوره.

ومع المرتل نهتف ونقول: إننا بنورك الذي ظهر اليوم على ثابور أيها الكلمة النور الذي لا يستحيل المولود من الآب النور الغير المولود رأينا الآب النور والروح القدس النور الذي ينير الخليقة كلها.

آمين

كل عامٍ وأنتم بألف خير

 
كما وأقيمت خدمة القداس الإلهي صباحاً في كنيسة التجلي ترأسها سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس، هذه الكنيسة الجميلة التي قام بترميمها بالكامل قدس الأرشمندريت أيلاريون الرئيس الروحي لدير التجلي في جبل طابور.
 
إحتفل بهذا الحدث أيضاً في كنيسة التجلي في مدينة رام الله حيث ترأس القداس الإلهي سيادة رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس بإستضافة الرئيس الروحي قدس الأرشمندريت غلاكتيون، وبمشاركة عدد كبير من المصلين.
 
في دير مزار قبر السيدة العذراء المقدس في الجثسمانية ترأس سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس خدمة القداس الإلهي يإستضافة الرئيس الروحي لدير الجثسمانية سيادة المطران يواكيم، بحضور عدد من الرهبان والراهبات ومصلين من المدينة المقدسة وزوار من الخارج.
 
مكتب السكرتارية العامة