النشاطات الرعوية لصاحب الغبطة

إستقبل صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يوم الجمعة الموافق 28 تموز 2023:

1 العروسين السيد أمير نصار والسيدة إليزابيث تشانك مع والدي العريس حيث أعطاهم صاحب الغبطة بركته الأبوية.

2 مجموعة من المؤمنين من الرعية الاورثوذكسية في بلدة الجديدة مع السيد يوسف قسيس.

3 أخيرًا قام غبطة البطريرك يرافقه آباء أخوية القبر المقدس وخبيري الصيانة السيد أندرياس ستافروس والسيد إيغور من روسيا ومعاونيهم، بتفقد الثريا الرئيسة المحفوظة والمرمّمة حديثاً في كاثوليكون كنيسة القيامة.

مكتب السكرتارية العامة




لقاء الجمعيات النسائية الأورثوذكسية في بيت جالا

أقيمت في صباح يوم الخميس الموافق 27 تموز 2023 (14 تموز شرقي) خدمة القداس الإله في كنيسة ميلاد السيدة العذراء للرعية الأورثوذكسية في بيت جالا, ترأسها الرئيس الروحي قدس الأرشمندريت إغناطيوس يشاركه آباء الرعية. حضر خدمة القداس كهنة وسيدات (قرابة 300) من إحدى عشرة رعية للبطريركية في الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية.

صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بارك هذا اللقاء بكلمة القاها: 

هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا! “(مز ١٣٣ ، ١) ، يعلن صاحب المزمور. “لأنه حيث اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي ، أكون أنا في وسطهم” (متى 18 ، 20) يقول الرب

أيها الأبناء الأحباء في المسيح أيها الإخوة والأخوات،

اجتماعنا باسم ربنا يسوع المسيح في هذه المدينة التاريخية والمقدسة في بيت جالا هو بالفعل حسنٌ وممتع، وهذا لأن يسوع المسيح في صلاته الهرمية ، يصلي إلى إلهه وأبيه من أجل نفسه ، وتلاميذه الرسل ، وجميع الذين سيؤمنون به ، قائلاً: ” قدسهم في حقك. كلامك هو حق. كما ارسلتني الى العالم ارسلتهم انا الى العالم، ولاجلهم اقدس انا ذاتي، ليكونوا هم ايضا مقدسين في الحق.

ولست اسال من اجل هؤلاء فقط، بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، 21 ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني.”(يوحنا 17 ، 17 – 21)

يقول القديس كيرلس الإسكندري، في تفسيره لكلمات الرب: “المسيح يطلب رباط المحبة والوحدة والسلام ليجمع المؤمنين به في وحدة الروح القدس”. ويقول زيغافينوس: “كنقطة انطلاق كمرجع للحب والوحدة ، يختتم المسيح في هذا مرة أخرى، ويظهر أن المحبة ترضي الله”.

من الجدير بالذكر أن هذا لا يشير إلى وحدة الجوهر، كما في حالة أقانيم الثالوث القدوس، بل إلى وحدة المحبة. يتعلق الأمر بوحدة الروح التي ستنجم عن حقيقة أنهم سيكونون “جسد واحد، وروح واحد، كما دعيتم ايضا في رجاء دعوتكم الواحد. رب واحد، ايمان واحد، معمودية واحدة، اله واب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم. “(أف 4 ، 4 – 6) ، كما يكرز القديس بولس. ووفقًا للقديس يوحنا اللاهوتي ، مات يسوع “لكي يجمع في واحد أبناء الله المشتتين” (يوحنا 11 ، 52)

  خلال آلام المسيح على الصليب ، ظهرت هذه المحبة، محبة الأم من قبل والدته، والدة الإله المباركة مريم العذراء، وثانيًا من قبل النساء حاملات الطيب. عبرت أختا لعازر مارثا ومريم عن هذا الحب عندما استقبلوا المسيح في منزلهم في بيت عنيا، حيث انتهز يسوع الفرصة لتوبيخ مرثا بالكلمات ، “مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة 42 ولكن الحاجة الى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها” (لوقا 10 ، 41-42).

في تفسير كلمات الرب هذه، يلاحظ ثيوفيلاكتوس: “عظيم هو نفع الضيافة ، الذي أظهرته مارثا، ولا يمكن تجاهله ؛ ومع ذلك، فمن الأفضل أن ننتبه للكلمات الروحية ”. ويقول زيغافينوس: “قال يسوع ” النصيب الصالح، لا يعني أن النصيب الآخر كان شريرًا، لكنه دعا النصيب الصالح الذي كان متفوقًا. هناك نصيبان جيدان ، لكن أحدهما أفضل من الآخر.

بعبارة أخرى أبنائي الأحباء في المسيح ، تتميز خدمة الأختين مارثا ومريم في جزأين ؛ – العناية بالجسد والاحتياجات اليومية، والعناية بالروح والاعتناء بالاحتياجات الروحية. كلا النوعين من الخدمة من قبل أولئك الذين يحبون الكنيسة، يجب أن يستهدفوا مجد الرب، حسب دعوة كل شخص. ” لكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله. الواحد هكذا والاخر هكذا” (1 كو 7 ، 7).

“” فانواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد. وانواع خدم موجودة، ولكن الرب واحد. وانواع اعمال موجودة، ولكن الله واحد، الذي يعمل الكل في الكل “(1 كورنثوس 12 ، 4 – 6)، يكرز بولس الرسول.

هذا يعني أن المرأة ليست أقل في جهاد الإيمان ، كما يعلم القديس الذهبي الفم: “لا يوجد جنس ذكر أو أنثى للمسيح ، ولا طبيعة الرجل ، ولا ضعف الجسد، ولا العمر ولا أي شيء آخر من هذا القبيل. الذي من شأنه أن يمنع أولئك الذين يسيرون في طريق التبجيل إذا كان هناك إرادة شجاعة وعقلية يقظة وخوف شديد ومتأصل من الله في نفوسنا”.

إن كلمات القديس الذهبي الفم هذه أكدها عدد كبير من النساء القديسات والنبيبات والمعادلات للرسل والشهداء والمعترفين العظماء الصالحين الذين تم إحياء ذكراهم في العهدين القديم والجديد من الكتاب المقدس، وكذلك في التاريخ. ومرة أخرى يشدد القديس الذهبي الفم على حقيقة أنه فيما يتعلق بالجهاد الروحي من أجل الله والكدح من أجل الكنيسة ، فإن المرأة هي التي تنخرط في الجهود الحسنة والعمل بجرأة أكثر من الرجل.

من الواضح أن رسالة المرأة المسيحية اليوم ، “تمامًا مثل رسالة النساء القدامى” (بطرس الأولى 3 ، 5)، في عالم الارتباك والارتداد والخروج على القانون و في يوم التجربة في العالم”  (راجع عبرانيين 3 ، 8)، هي ضرورية أكثر من أي وقت مضى. لذلك ، نحن مدعوون للاستماع إلى الرسول بطرس قائلاً: ” فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه، ملقين كل همكم عليه، لانه هو يعتني بكم. اصحوا واسهروا. لان ابليس خصمكم كاسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو”  (بطرس الأولى 5).

تواصل كنيستنا المقدّسة في أورشليم التي تأسست على دم المسيح القائم من بين الأموات، رسالتها الخلاصية، وفقًا للتقليد الرسولي وتقليد الآباء القديسين، معززة ومُشجعة بكلمة الرب: “وأبواب الجحيم لن تقوى عليها”(متى 16، 18).

أخيرًا، نود أن نشكر كل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء الذي يرضي الله لجمعيات الرعية الأورثوذكسية النسائية، وخاصة قدس الأب إلياس الذي بادر بهذه المبادرة، وكذلك قدس الآباء الأعزاء بطرس ويوسف.

نعمة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين

مكتب السكرتارية العامة




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد الرسل القديسين الأطهار

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الخميس الموافق 13 تموز 2023 (30 حزيران شرقي) بعيد جامع للقديسين الرسل الإثني عشر الأطهار. نعني بالعيد “الجامع” أي لجميع الرسل التلاميذ الإثني عشر وأيضاً جامع تعني أن المؤمنون إجتمعوا لتكريم الرسل تلاميذ السيد المسيح لدورهم في رسالة الكرازة للعالم أجمع بحلول الروح القدس عليهم مبشرين بالمسيح القائم.

ثم الإحتفال بهذا العيد في الكنيسة البيزنطية القديمة الموجودة في دير الرسل الواقعة على ضفاف بحيرة طبريا, حيث ترأس خدمة القداس الإلهي غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, آباء من أخوية القبر المقدس وكهنة منطقة الجليل. رُتلت الصلاة باللغة العربية من قبل جوقة عكا وباللغة اليونانية من الأرشمندريت أرتيميوس, وحضر الخدمة أبناء من الرعية الأورثوذكسية في المنطقة والقنصل اليوناني الفخري في حيفا السيد قسطنطين زونوفيوس.

بعد الخدمة إستضاف الرئيس الروحي للدير الأرشمندريت بارثينيوس غبطة البطريرك مع السادة الاساقفة والآباء على مائدة غذاء.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار حافل للرسل القديسين الاثني عشر 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

     فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَ تلاميذهُ قَائِلًا: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِوَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.(متى 28: 18-20)

    أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

    أيها المسيحيون الأتقياء.

    إن الرسل القديسين الاثني عشر الذين نالوا نعمة الروح القدس، قد جمعونا اليوم في هذا المكان المقدس حيث ظهر يسوع المسيح مخلصنا بعد قيامته من بين الأموات عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. (يوحنا 21: 1) وذلك لكي نعيد مكرمين لتذكارهم المقدس الجامع.

    إن الرسل القديسين يشكلون الأساس لأعضاء جسد الكنيسة المؤمنين كما يكرز القديس بولس الرسول قائلاً: فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلًا، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ، مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ(أفسس 2: 19-20).

    وهذا لأن الرب أوصى تلاميذه أولاً بأن يذهبوا ويتلمذوا كل الأمم ويعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وثانياً أن يُعلموا الأمم بجميع ما أوصى به الرب تلاميذه، وثالثاً بأنه أكّد لهم بأنه سيبقى مع تلاميذه كل الأيام حتى انقضاء الدهر.

    إن هذه الخصائص الثلاثة المميزة للرسل تشكل رسولية المؤسسة الكنسية ونقول هذا لأن رسل المسيح حازوا على نعمة الروح القدس جوهرياً وليس أخلاقياً وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.(أعمال 13: 52) كما يكرز الرسول لوقا عندما كان متواجداً في أنطاكية بيسيدية وأما عن الرسول بطرس فإن الرب يقول  وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.(متى 16: 18). وكما يرنم ناظم تسابيح الكنيسة قائلاً: لقد اقتبلتم جميعاً أيها الحكماء نور الروح القدس كله، ظاهراً فيكم ظهوراً جوهرياً في العلية، فتلقنتم أسرار التعليم السامي، فتُغبّطون الآن عن استحقاق.

    على أساس جوق الرسل القديسين المختارين من مخلصنا المسيح قد بُنيت من جهةٍ في العالم الكنيسة الأرضية والتي مواطنيها ورعاياها هم المسيحيون الذين هم بحسب الرسول بولس رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ(أفسس 2: 19) وبحسب ذيوغنيتو فإن “المسيحيون يحيون على الأرض ولكن سيرتهم في السماء”، ومن الجهة الأخرى قد أُظهروا بالروح القدس سيرة الكنيسة أي طريقة حياة التقوى وطريقة قيادة دفة الكنيسة على أساس النظام المجمعي الذي تشكل وانعقد من الرسل في آوروشليم بحسب شهادة كاتب سفر أعمال الرسل القديس الإنجيلي لوقا الذي يقول فَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ وَالْمَشَايخُ لِيَنْظُرُوا فِي هذَا الأَمْرِ.(أعمال 15: 6).

    وعدا عن هذا فإن الرسل قد تعينوا من قبل الرب خلفاء له كما يؤكد هذا البار باخوميوس قائلاً: إن كلمة الله عند صعوده إلى السماوات عيّن واختار مسبقاً الرسل خلفاء له. إن أهمية وفحوى الخلافة الرسولية للكنيسة ولعملها الخلاصي يُصيغها بدقة هيبوليتوس الروماني قائلاً: إن الروح القدس قد أُعطيَ لنا في الكنيسة،فقد أخذهُ أولاً الرسل ،والرسل أعطوه للمؤمنين حقاً باستقامةٍ،ونحن صرنا خلفاء الرسل مساهمين ومشاركين في النعمة ذاتها وفي رئاسة الكهنوت وفي التعليم ، لهذا نعتبر حراس الكنيسة.

    حقاً أيها الإخوة الأحبة إن الرسل القديسين هم بمثابة حراس الكنيسة وذلك لأن الرسولية هي عنصر أساسي وخاصٌ للكنيسة، ولنسمع ماذا يقول الرسول لوقا في سفر أعمال الرسل وَإِذْ كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي الْمُدُنِ كَانُوا يُسَلِّمُونَهُمُ الْقَضَايَا الَّتِي حَكَمَ بِهَا الرُّسُلُ وَالْمَشَايخُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ لِيَحْفَظُوهَا.(أعمال 16: 4). وبتوضيح أكثر أي عندما كان الرسل يسيرون ويجتازون في المدن كانوا يسلمون التعاليم شفهياً للمؤمنين الذين في المدن لكي يحفظوا القرارات والأوامر التي حكم فيها الرسل والشيوخ بشكل قاطع التي كانت في أوروشليم.

    ومن الجدير بالذكر ما أوصى به الرسول بولس تلميذه تيموثاوس بهذا الصدد قائلاً له: يَا تِيمُوثَاوُسُ، احْفَظِ الْوَدِيعَةَ، مُعْرِضًا عَنِ الْكَلاَمِ الْبَاطِلِ الدَّنِسِ، وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاسْمِ، الَّذِي إِذْ تَظَاهَرَ بِهِ قَوْمٌ زَاغُوا مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ.(1تيم 6: 20-21)و احْفَظِ الْوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا.(2تيم 1: 14).

    إن آباء الكنيسة القديسين المجتمعين في الروح القدس قد برعوا في صياغة رسولية الكنيسة في دستور الإيمان وأذاعوا بأبلغ بيان قائلين: (أومن بإله واحد آب ضابط الكل ….وبكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية)، وذلك لأن الرسل القديسين هم أولئك الذين طافوا المدن وساموا أساقفة وكهنة ليرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ (أعمال 20: 28).  

    فها قد اتضح لنا لماذا يدعو القديس غريغوريوس بالاماس الرسل بأنهم رؤساء رعاة ومعماري التقوى العامة وفضيلة الجميع، وها أيضاً لماذا الانشقاق في جسد الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة يُشكل خطيئة كبيرة، وذلك لأنه ينتج عنه زعزعة الخلافة الرسولية واضطرابها، لأن الحاملون الحقيقيون للخلافة هم الأساقفة القانونيون المشرطنون في الكنائس المحلية.

    فنحن أيها الإخوة الأحبة مكرسين التذكار الموقر للرسل القديسين المجيدين وهاتفين مع المرنم وقائلين: أيها المخلص الصالح العطوف والمحب لطبيعة جنس البشر بالتوسلات الإلهية من أمك العذراء وبتضرعات الرسولين بطرس وبولس والاثني عشر رسولاً أرسل إلينا رحمتك ومعونتك من السماء.  

آمين

كل عامٍ و أنتم بالف خير

مكتب السكرتارية العامة




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأربعاء الموافق 12 تموز (29 حزيران شرقي) 2023 بعيد القديسين هامتي الرسل بطرس وبولس.

في هذ اليوم تُكرم الكنيسة الرسولين بطرس وبولس على أنهما رمز الكرازة بالمسيح. الكنيسة تُكرم القديس بطرس الرسول على انه صخرة الإيمان حيث دعاة المسيح حين رآة مع أخيه الرسول إندراوس  في بحيرة طبريا. أيضاً القديس بطرس الرسول إعترف بالسيد المسيح بإنه هو إبن الله, عندها قال له السيد المسيح “انت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي”.

كما تكرم الكنيسة الرسول بولس المضطهد السابق للمسيحيين، ولكنه استنارت حين شاهد المسيح حيث كان ذاهباً لإضطهاد المسيحيين في دمشق.  بأيمانه بالمسيح بدأت رحلته التبشيرية وأصبح رسول الأمم وأصبح يعيش بالمسيح وللمسيح حيث قال: “مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لا أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ “(غلاطية 2:20) كتب رسائله الأربعة عشر في العهد الجديد.

تحتفل كنيسة أورشليم بهذا العيد في كفرناحوم على ضفاف بحيرة طبريا التي ذُكرت بالعهد الجديد “بحر الجليل” في كنيسة الرسل التي بُنيت في عهد البطريرك الأورشليمي ذميانوس سنة 1935.

ترأس خدمة القداس الإلهي في كنيسة الرسولين بطرس وبولس في كفرناحوم, غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, قدس الأرشمندريت سيلاس, آباء من الجليل, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس, الشماس المتوحد الأب ذوسيذيوس. وشارك في الترتيل سيادة رئيس أساقفة مادبا كيريوس أريستوفولوس مع جوقة الترتيل من بئر السبع باللغة الروسية والرومانية, وباللغة العربية جوقة مطرانية عكا ولأول مرة بدون الأرشمندريت المرحوم فيلوثيوس.

بعد القداس الإلهي إستضاف راعي ومُشرف الدير الراهب إيرينارخوس صاحب الغبطة مع الأساقفة والآباء والمصلين على مائدة طعام.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد هامتي الرسل بطرس وبولس في مدينة كفرناحوم 

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

      هلمّوا لنمدح جميعاً هامتي الرسل بطرس وبولس الإلهيّين، كوكبَي المسكونة وكارزي الإيمان، البوقين المتكلّمَين بالإلهيّات، والمظهرَين العقائد، عمودَي الكنيسة، وداحضي الضلالة. هذا ما يقوله مرنم الكنيسة.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء.

    إن نعمة الرسولين الموقرين بطرس وبولس قد جمعتنا اليوم في هذا الموضع والمكان المقدس الذي ورد ذكره في الإنجيل على شاطئ مدينة كفرناحوم لكي نُعيّد لتذكارهم الموقر.

    إن كنيستنا المقدسة تكرم بشكل خاص هامتي الرسل بطرس وبولس وذلك لأنهم دُعيوا من الرب ذاته، فأما صخرة الإيمان “وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. (متى 16: 17-18). وأما الإناء المختار “فَقَالَ الرَّبُّ “لحنانيا” اذْهَبْ! لأَنَّ “بولس” هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ”. (أعمال 9: 4-15).

    لقد كان كلا هامتي الرسل ممتلئين من الروح القدس والنعمة الإلهية وكذلك بقية الرسل ولكن بطرس اعترف بألوهة وبنوة يسوع إذ قال: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ” الإبن” ابْنُ اللهِ الْحَيِّ. (متى 16: 16). وبوضعه أل التعريف ل(الإبن) أقرّ بأنهُ الابن الوحيد الحقيقي لله. أي ابن الله بالطبيعة كما يفسر القديس يوحنا الذهبي الفم ،ويفسر القديس ثيوفيلكتوس قائلاً :”لم يقل (ابن) بدون أل التعريف بل(الإبن) مع أل التعريف لانه هو الوحيد والفريد المولود من جوهر الآب.

   وأما الرسول بولس فلقد تلقى مواهب وإعلانات خاصة من الله كما يشهد هو بنفسه قائلاً:  أَعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَأَعْرِفُ هذَا الإِنْسَانَ: أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا.(2 كور 12: 2-4).

    إن الإعلان والكرازة الصحيحة من قبل بطرس حول إيمانه واعترافه بيسوع المسيح يشكل الصخرة التي بُنيت عليها الكنيسة التي هي تابوت خلاص نفوسنا كما يكرز الرسول بطرس. نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِالْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ،(1بطرس 1: 9-10).

    وأما كرازة وإعلان بولس فهو إِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ!

 وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ(1كور 15: 13-14). تشكل هذه الكرازة حجر الأساس الذي أَسَّسَ عليه آباء الكنيسة المتوشحين بالله الذين صاغوا في الروح القدس وفي المجامع المسكونية مرسخين ومثبتين رسولياً ولاهوتياً وعقائدياً الإيمان بالمسيح المصلوب والقائم من بين الأموات بحسب “صُورَةَ التَّعْلِيمِ”.(رومية 6: 17)، والتي هي بدقةٍ قانون التعاليم المسيحية كما يقول الرسول العظيم بولس.

    ومن الجدير بالذكر أن البشارة والكرازة الرسولية والتعليم المسيحي لكل من بولس ولا سيما بطرس لم تقتصر على اليهود فقط بل بالأخص إلى الأمم أي الوثنيين حسب أمر ووصية الرب الذي قال:  فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.(متى 28: 19).

    وفي هذا الصدد يعترف الرسول بولس بأنه دُعيَ من الله ليبَشِّرَ بِابنه بَيْنَ الأُمَمِ”(غلاطية 1: 16) وأيضاً لكي يُعلن للمسيحيين الذين من الأمم “أَيُّهَا الأُمَمُ: بِمَا أَنِّي أَنَا رَسُولٌ لِلأُمَمِ أُمَجِّدُ خِدْمَتِي(رومية 11: 13).

    حقاً أيها الإخوة الأحبة لقد مَجّدَ أي شَرّفَ وكرّمَ الرسول بولس خدمته للأمم كارزاً ومبشراً ومبرهناً في نفس الوقت بتأنس وتجسد كلمة الله، ابن الله ربنا يسوع المسيح أنهُ هو نُورُ الْعَالَمِ. (يوحنا 8: 12) وهُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ (يوحنا 14: 6)وهو الحرية فحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ.(2كور 3: 17) لهذا فإنه يكرز أَنَّ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ هِيَ جَهَالَةٌ عِنْدَ اللهِ.(1كور 3: 19) وأيضاً يكرز الرسول بطرس قائلاً: لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ.(2بطرس 1: 16).

    لقد أصبح “الرسولان بطرس وبولس” شاهدين بعيونهم وآذانهم ومُعاينين لعظمته، أي عظمة مجده أي مجد الله. وهما يُشكلان نموذجاً للتوبة عن خطاياهم كما يؤكد بوضوح مرنم الكنيسة: لقد منحت الخاطئين كلا رسولَيْك قدوةً إلى التوبة، فإن الواحد ندم تائباً بعد أن أنكرك حين آلامك، والآخر ارتدّ مرتجعاً بعد أن قاوم الكرازة بك واضطهدك، فأصبحا كلاهما متقدمين في زمرة أصدقائك يا يسوع القدير مخلص نفوسنا.

    فنحن في هذا اليوم أيها الإخوة الأحبة نكرم المتقدمين في كراسي الرسل ومعلمي المسكونة مدعوون لكي نقتدي بعودتهم أي توبتهم كما يحثنا القديس غريغوريوس بالاماس متوسلين إليهم لكي مع تضرعات سيدتنا المجيدة الفائقة القداسة العذراء مريم من أجل خلاص نفوسنا.

آمين

كل عام وأنتم بالف خير

مكتب السكرتارية العامة




صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدَّسة يستقبل أبنائهِ من مطرانية عكا واللواء

استقبل صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدّسة اورشليم وسائر أعمال فلسطين والأُردن كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الجزيل الإحترام بحضور أصحاب السيادة الميتربوليت فينيذكتوس الوكيل البطريركي لمدينة بيت لحم وصاحب السيادة المطران اريسترخوس السكرتير العام وصاحب السيادة  رئيس اساقفة كرياكوبوليس خريستوفوروس مُطران الأُردن الجزيلي الإحترام عدد من أبناء الكنيسة الأرثوذكسيَّة ورؤساء واعضاء لجانِها في مدينة عكا ولوائها (متروبوليتية بتوليمائيس/ عكا،  البعنة، الجديدة، المكر، عبلين، كفر سميع، كفر ياسيف، سخنين، الرامة، شفاعمرو،  أبو سنان)  المحروسةِ بالله. واستذكر غبطته والحضور المطوّب الذكر الأرشمندريت فيلوثيوس الوكيل البطريركي في عكا الذي أحبَّ رعيته وخدمها بتفانٍ ومحبة، والدور الهام الذي كان يتحلى بِهِ وخبرِ رقادهِ المؤلم لنفوسِ مُحبيهِ وأبنائهِ سائلين الإله القائم أن يُسكنه في مساكن القديسين.

وقد استمع غبطتِهِ بمحبَّةٍ ابويَّة واهتمامٍ كبير لأبناء الرعيَة في هذه المنطقة المهمة ومكانتها في قلب البطريركيّة، حيث تكلمَ الحضورعن همومِ واحتياجاتِ أبناء الرعيَّة ومطالبهم الكنسيَّة والرعائيَّة.  حيث أعرب غبطته عن دور البطريركيّةِ واحتضانِها لكافةِ  أبناء الكنيسة الأُرثوذكسيّة والمسيحيين في البلاد المقدّسة، مؤكداً أنَّ مطالب أبناء الرعيّة في عكا واللواء هي مطالب البطريركيّة كونهم نسيج واحد لا يُجزأ، وأن مطالبهم  الآتيّة من غيرتهم لكنيستهم ومدينتهم ومن خلال التشاور الذي تمَّ، الذي سيكون بعين الإعتبار في إتخاذ القرار المناسب في المجمع المقدّس الذي سيعقد بوقتٍ قريب.  

وتالياً أعربَ سيادة المطران خريستوفوروس عن روح المحبّة والوحدة بين  الحضور، مؤكداً على اهميّة التعاون المشترك بين البطريركيّة وعلى رأسها صاحب الغبطة وكافة الرئاسات الروحيّة في المناطق والعمل بمسؤوليّة ورؤية واحدة وواضحة تهدف إلى نهضة الكنيسة وثباتِ أبنائها، ذاكراً الإنجازات التي تمّت في الأردن ببركةِ غبطتِهِ.

وخِتاماً باركَ غبطته الحضور داعياً للإله المتحنن أن يُلهِم أباء المجمع المقدَّس إتخاذ القرار المناسب الذي يصبُ في مصلحة أبناء الكنيسة المقدسيّة في مدينة عكا ونهضتِها.  كما أعرب الحضور عن شكرهم لصاحب الغبطة وعن محبتِه واهتمامِهِ الابويّ لمطالِبهم، وعن حفاوةِ إستقبالِهِ لهم وحُسن الضيافة.