كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن في تخريج طلبة مدرسة الرعاة الأرثوذكسية في مدينتنا بيت ساحور 16/5/2015

قدس ابننا الحبيب الارشمندريت يورنيموس رئيس لجنة المدارس بطريركية الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة الجزيل الاحترام

الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع

سلام المسيح القائم من بين الأموات لكم

اود أن أعبر عن بهجتي العميقة لمشاركتي إياكم و أهلكم و مدرسيكم في حفل التخريج هذا الذي نكرّم فيه جهود خريجينا الذين أتموا واجباتهم الأكاديمية و استحقوا شهادة الثانوية العامة. كما أود أن أفصح عن تقديري و اعتزازي بأولياء الأمور و المعلمين و المعلمات و الهيئة الإدارية على ما بذلوه من جهد و تضحية كي يتمكن الطلبة من تخطي هذه المرحلة الأكاديمية التي تؤهلهم لدخول عالم جديد و متنوع من حيث المعرفة و الخيارات و المسؤوليات.

من الحقوق الطبيعية للإنسان، أيها الأخوات و الإخوة، أن يعيش في وطنه و أن يمارس حقه الذي وهبه إياه الله في الأمان و تطوير الذات و توفير الفرص للتقدم و النهوض بالمجتمع، ولكي يستطيع الإنسان أن ينال مبتغاه المشروع، عليه التسلح بالإيمان بالله و معرفة حقائق العصر و مواكبة التطور و توظيف العلم لخدمة البشرية بعقل منفتح. وكما هو مكتوب في الإنجيل المقدس العلم هو أساس الحرية والحق ولا يستطيع احد أن يسلبه منا مهما كانت قوته وقدرته.

إن إصلاح كل شيء في المجتمع يبدأ بالتعليم، و به يرتقي الإنسان الى مراكز اجتماعية و وطنية ليكون نجماً في سماء وطنه الذي ترعرع و نشأ فيه، و يكون سنداً لمجتمعه و عائلته، و يساهم في تعزيز فرص التقدم للأجيال التي تليه. و هكذا نضمن استمرار دوران عجلة التقدم و التطور التي يصنعها الايمان بالله و العلم.

فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء وهذه ما يحتاجه طلابنا اليوم فإذا أردت أن تهدم حضارة امة فهناك وسائل ثلاثة هي:- اهدم الأسرة ثانيا اهدم التعليم وثالث اسقط القد وات والمرجعيات. ولكي تهدم الأسرة عليك بتغيب دور الأم في تربية أبناءها وأجيال المستقبل ولكي تهدم التعليم عليك بالمعلم لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه. ولكي تسقط القدوات عليك بالعلماء اطعن فيهم وقلل من شانهم وشكك فيهم حتى لا يسمع لهم ولا يقتضي بهم احد.

وهنا لا بد أن نشير الى التقدم الذي حصل في هذه المدرسة خلال الأعوام المنصرمة على كافة الأصعدة المتعلقة بالعمليتين التربوية و التعليمية مما أتاح الفرصة لطلبتنا الأعزاء أن يحصلوا على نتائج مشرفة في الامتحانات العامة، مقدراً جهود الطلبة و إخلاص إدارة المدرسة و معلميها و معلماتها وان هذا الصرح الأكاديمي الثقافي العربي الرومي خرّج أناس لهم مراكز مرموقة وعالية في مجتمعنا الأصيل الذين نعتز بهم ونفتخر. والذين نصلي من أجلهم و نطلب بركات الرب لتحل عليهم وعليكم سرمداً.

وهنا لابد لنا ان نقول كلمة حق أمام الله و أمامكم و أمام مديرية التربية والتعليم و الأسرة التعليمة ونشيد بالدور الريادي و الأكاديمي التعليمي الذي يقومون به بمساعدتهم و مساندهم للمدارس الخاصة في هذه

المحافظة من اجل رفع شأن مدارسنا و ازدهارها و الذي يعود لمنفعة وطننا الغالي فلسطين.
وان شاء الله لسوف نحتفل بمثل هذه المناسبات في بناء أجيال المستقبل وقد تحققت أمال وأهداف شعبنا المعذب بالحرية والحق والعدل بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف تحت القيادة الحكيمة لفخامة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس أبو مازن حفظه الله ورعاة وبذلك يعم السلام في الأراضي المقدسة وفي العالم اجمع

ولسوف نعمل دائما من اجل بناء مدرسة جديدة في كل قرية ومدينة في الأراضي المقدسة حتى تكون معلماً من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة.

إننا نثني على جهود الإدارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجين لهم النجاح والتفوق في امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتنا لهم بتحقق ذلك.
وفي الختام نعلن لأبناء شعبنا الفلسطيني عامةً ولجميع أبناء مدينة بيرزيت وضواحيها بأننا لسوف نبدأ التسجيل الطلاب جدد في مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية لمدرستنا الجديدة في مدينة بيرزيت.

وكل عام وانتم بخير والف مبروك
ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن في تخريج طلبة المدرسة الرومية الأرثوذكسية في مدينتنا الطيبة

سلام المسيح لكم

اود أن أعبر عن بهجتي العميقة لمشاركتي اياكم و أهلكم و مدرسيكم في حفل التخريج هذا الذي نكرّم فيه جهود خريجينا الذين أتموا واجباتهم الأكاديمية و استحقوا شهادة الثانوية العامة. كما أود أن أفصح عن تقديري و اعتزازي بأولياء الأمور و المعلمين و المعلمات و الهيئة الإدارية على ما بذلوه من جهد و تضحية كي يتمكن الطلبة من تخطي هذه المرحلة الأكاديمية التي تؤهلهم لدخول عالم جديد و متنوع من حيث المعرفة و الخيارات و المسؤوليات.

من الحقوق الطبيعية للإنسان، أيها الأخوات و الإخوة، أن يعيش في وطنه و أن يمارس حقه الذي وهبه إياه الله في الأمان و تطوير الذات و توفير الفرص للتقدم و النهوض بالمجتمع، ولكي يستطيع الإنسان أن ينال مبتغاه المشروع، عليه التسلح بالإيمان بالله و معرفة حقائق العصر و مواكبة التطور و توظيف العلم لخدمة البشرية بعقل منفتح. وكما هو مكتوب في الإنجيل المقدس العلم هو أساس الحرية والحق ولا يستطيع احد أن يسلبه منا مهما كانت قوته وقدرته.
إن إصلاح كل شيء في المجتمع يبدأ بالتعليم، و به يرتقي الإنسان الى مراكز اجتماعية و وطنية ليكون نجماً في سماء وطنه الذي ترعرع و نشأ فيه، و يكون سنداً لمجتمعه و عائلته، و يساهم في تعزيز فرص التقدم

للأجيال التي تاليه. و هكذا نضمن استمرار دوران عجلة التقدم و التطور التي يصنعها الايمان بالله و العلم.

وسيدنا المسيح يأمرنا بأن نشارك العالم أجمع بمعرفتنا فيقول ” انتم نور العالم فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة و يمجدوا أباكم الذي في السموات” و النور الذي يتحدث عنه سيدنا يسوع المسيح هو نور الإيمان و نور العلم و نور المحبة و التسامح. و لكي نكون نوراً للعالم، علينا أن نتسلح بالايمان و العلم و نثابر في سبيلهما و نوظفهما لخدمة الوطن بالأساليب التي تناسب مواهبنا و قدراتنا التي منحنا اياها الخالق عز و جل.

ومن هذا المنطلق، فإن دعم التعليم و رفعة المستوى التعليمي و توفير المقاعد الدراسية لأكبر عدد ممكن من أبناء الأراضي المقدسة لهو واجب يمليه علينا ايماننا المسيحي و انتمائنا لهذه الأرض الطيبة ووفاؤنا لأبنائنا في الأراضي المقدسة. و إننا نتعهد أمام الله سبحانه و تعالى بحضوركم الكريم أن نستمر في بناء المدارس الأرثوذكسية و تطوير برامجها الأكاديمية و تشجيع تعاونها العلمي و الرياضي و الثقافي و الفني مع كل من يشاركنا هذه الرؤية.
وهنا لا بد أن نشير الى التقدم الذي حصل في هذه المدرسة خلال الأعوام المنصرمة على كافة الأصعدة المتعلقة بالعمليتين التربوية و التعليمية مما أتاح الفرصة لطلبتنا الأعزاء أن يحصلوا على نتائج مشرفة في الامتحانات العامة، مقدراً جهود الطلبة و إخلاص ادارة المدرسة و معلميها و معلماتها وهنا لا بد لنا ان نشير بان هذا الصرح الأكاديمي الثقافي العربي الرومي خرّج أُناس لهم مراكز مرموقة وعالية في مجتمعنا الأصيل الذين نعتز بهم ونفتخر. والذين نصلي من أجلهم و نطلب بركات الرب لتحل عليهم وعليكم سرمداً.

وان شاء الله لسوف نحتفل بمثل هذه المناسبات في بناء أجيال المستقبل وقد تحققت أمال وأهداف شعبنا المعذب بالحرية والحق والعدل وان يعم السلام في الأراضي المقدسة وفي العالم اجمع.

ولسوف نعمل دائما من اجل بناء مدرسة جديدة في كل قرية ومدينة في الأراضي المقدسة حتى تكون معلماً من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة.

وفي الختام إننا اثني على جهود الإدارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجين لهم النجاح والتفوق في امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتنا لهم بتحقق ذلك

وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد السامرية في مدينة نابلس

إن السامريةَ الذائعة الصيت أتت مقبلة بإيمانٍ إلى البئر فشاهدتكَ يا ماءَ الحكمة،(المسيح)، التي لما سُقِيَت منك بغزارةٍ وَرثت الملكوت العلوي أبدياً.هذا ما يرنمه مرنم الكنيسة .
أيها الأخوة المحبوبون بالرب يسوع المسيح:
أيها المسيحيون الزوار الأتقياء:

اليوم هو الأحدُ الخامس من الفصح، نُعيّد فيهِ للمرأةِ السامرية في هذا المكان المقدس ، حيثُ وطئت قدما إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح عند البئر التي لرئيسِ الآباءِ يعقوب وشاهد الشهيدة والمعادلة للرسل القديسة فوتيني السامرية وقابَلَها.
وخلال لقاءِ المسيح مع المرأةِ السامرية وحديثهِ معها عندَ بئرِ يعقوب اكتشفت المرأة السامرية بأنه هو ماء الحياة الأبدية: أجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ:«كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًاوَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ) .انجيل يوحنا:4 : 13-14)

وبحسب القديس كيرلس الاسكندري: “فإنّ المُخلصَ يدعو نعمةَ الروحِ القدسِ ماءً تنبُع من داخل المساهمين والمشتركينَ فيها ويمنح (الروح القدس) موهبة التعليم الإلهي. وبكلامٍ آخر، فإن من يُصبحُ مشاركاً ومساهماً في نبعِ ماءِ المسيح أي نعمة الروح القدس، يأخذُ التعاليم الإلهية أي حكمة الله، لهذا يقول ناظم التسابيح:”أتت مقبلة بإيمان إلى البئر فشاهدتك يا ماء الحكمة أيها المسيح”.
وهذا هوما قصده قديماً النبي اشعياء قائلاً: فَتَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ.(اشعياء 12: 3)
وبحسب القديس كيرلس فإنّ النبي اشعياء قد دعا كلمة الله ،الصانع الحياة ، بالماء والينابيع هم القديسون الرسل والإنجيليون والأنبياءو الخلاص هو المسيح.
وعليه فإنّ الرب يسوع المسيح قد أعلن للمرأةِ للسامرية بأنّ الله روح، قائلاً:”وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ.اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا”(يوحنا 4: 23-24)
وهذا يعني بحسب القديس كيرلس: “أنّ الله بعدلٍ يقبل الساجد الروحانيّ، وليس مَن بالشكل والمظهر يلبس هيئة حُسن العبادة يهودياً أو كاليهود، بل من يَلمعُ باكتساب الفضيلة إنجيلياً، مَنْ يكمِّل السجود الحقيقي فعلاً باستقامة العقائد الإلهية”.
وهذا يعني أن الله يقبلُ المؤمن في ملء الشركةِ معهُ بالمسيح والذي يعبده جاعلاً كلَّ ذهنهِ ورغبات نفسه المتّقدة متوجهةً لعبادة الله بالروح والحق.ونعني هنا بالذهن مَنْ يحافظ على الحقيقة أي على الإيمان المستقيم بكل قوته وبكل طاقاته وإرادته ومشاعر قلبه تكونُ مكرسةٍ بقوة لعمل معرفة الله الضابط الكل والسكنى فيه والاقتراب منه بخشوعٍ.
وعليه فإنّ لدينا أمثلةً كثيرة للتشبه بهم، وهم أصدقاء المسيح قديسو محبة المسيح وشهداؤها، ومِن بينهم مَن نعيد لهما اليوم المرأة السامرية (القديسة فوتيني) وهنا أيضاً القديس الجديد الشهيد في الكهنة القديس فيلومينوس الذي من أخوية القبر المقدس. هذان القديسان هما من أصدقاء المسيح، همااللذان عبدا الله وأرضياه بكل احترام وتقوى ووقار.
و كما يقول الرسول بولس:” لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى.لأَنَّ إِلهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ(عبرانيين 12 :28-29) ، فلذلك يتوجبُ علينا أيها الإخوة الأحباء، أن نعبدَ الله بخوفٍ وتقوى ووقار لأن الله نارٌ تحرقُ وتبيدُ كلَ طغيانٍ وكفرٍ وجحودٍ، عاملينَ بقول الرسول بولس :” فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّة. (رومية 12: 1)
إذ إنّ هذه هي الذبيحةُ الموقرة الطاهرة والعبادةُ الروحية التي تصيرُ بقدرات الإنسان العقلية،يقول مرنم الكنيسة:”لتفرح السموات ويرتكض ما على الأرض لأنّ المسيح قد ظهر إنساناً من البتول وأنقذ كل الجنس البشري من الفساد بموته الطوعي وأشرق بالعجائب وطلب ماء من امرأة سامرية واهباً إياها ينابيع الأشفية بما أنه عديم أن يكون مائتاً “.
إنّ هذا الفرح والابتهاج أي سرّ التدبير الإلهي الذي هو أقصى درجات محبة الله للجنس البشري قد ظهرت لنا نحن البشر بتجسد الإله الكلمة وآلامِ صليبهِ وموتهِ المحيي وقيامتهِ من بين الأموات، فلذلك نحنُ مدعوونَ بأن نكونَ مشاركين في المياه التي شَرِبت منها القديسة السامرية أن نَشربَ منها نَحنُ أيضاً. هذا الماء هو ماء الحياة الذي من مخلصنا يسوع المسيح.
إنّ هذا الماء،أيّها الإخوة الأحباء،دائماً متواجدٌ وحاضرٌ لمن يرغبون له بشوقٍ وصدقٍ، إذ أن كنيستنا المقدسة التي هي حياة وجسد المسيح المنظور في هذا العالم،وهي النبعُ الذي لا يَفرُغ منهُ المشروب الروحي وهذا المشروب الإلهي ليس هو إلا الاشتراك في جسد ربنا وإلهنا القائم يسوع المسيح ودمه.
نتضرعُ إلى ربنا وإلهنا لكي بشفاعات القديسةِ العظيمة في الشهداء والمعادلة الرسل القديسة فوتيني السامرية أن يُؤهلنا للعودةِ للتوبة من كلِ قلوبنا بإيمانٍ حارٍ هاتفين على الدوام،اذكرنا يا مُخلص في ملكوتك .
المسيح قام ……. حقاً قام

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس جوارجيوس اللابس الظفر في مدينة عكا

إنّ الذي أنقذ الفتية من الأتون لما صار إنسانا تألّم كمائت وبآلامه سربل المائت جمال عدم الفساد أعني به إله آبائنا المبارك والممجد وحده.هذا مايرنمه القديس يوحنا الدمشقي مرنم الكنيسة.
أيها الإخوة المحبوبون بالرب يسوع المسيح ،
أيها المسيحيون الأتقياء،
لقد تسربلَ بجمالِ عدم الفسادِ أي بالمسيح الناهض من بين الأموات القديس جوارجيوس العظيم في الشهداء وهو(أي القديس جوارجيوس)هو الذي جمعنا في هذا اليومِ البهيج الفصحي في فترةِ نصف الخمسين في بيت الصلاة هذا المقدس في هذه المدينة التاريخية العريقة التي شهدت لاسم المسيح على مرّ العصور مُتممينَ واجب الشكر والصلاة،لكي مع صاحب المزمور نهتفُ قائلين:”الرب قد ملك (بقيامته ) والبهاء قد لبس” .مزمور 92 :1
إن ربنا يسوع المسيح “الذي أنقذ الفتية الثلاثة من الأتون قديماً”قد صار إنساناً وتألم حقيقةً كمائتٍ لكي بآلام صليبه وقيامتهِ يُقيمَنا معهُ ويُمجِدُّنا فيه ويُحرِرَنا من فسادِ طبيعتنا البشرية الذي صارَ لنا بسبب الخطيئة ومن تسلط الموتِ وحُكمِه عليها.

وهذا يعني أن قيامة المسيح قد فَتحت وحددت لنا طريقَ وحقيقة وجود الإنسان كما يقول القديس باسيليوس الكبير:”قام في اليوم الثالث فطرّق لكل ذي جسدٍ طريق البعث من بين الأموات”، وعدا عن ذلك يقولُ المرنم :”يارب لما ذقتَ الموت بالجسد حسمت الموت المرّ بقيامتك ونصرت الإنسان عليه (أي على الموت) وأعدت الغلبة على اللعنة القديمة فيا أيها العاضد والناصر لحياتنا يارب المجد لك”.
صار القديس العظيم في الشهداء جوارجيوس مشتركاً مع آلام المسيح وقيامته هذا القديس الذي نكرّمِهُ اليوم، الذي حرّكته الغيرة الإلهية نحو الملكوت الأبدي أي سربال عدم الفساد.
وبكلام آخر إنّ شهادةَ الدم أو شهادةَ الضميرأو بأي طريقةٍ أخرى كانت لأصدقاءِ المسيح وأحِبَته والذي منهم القديس العظيم جوارجيوس اللابس الظفر هذه الشهادة التي تشكّل بوضوحٍ لا يقبلُ الجدل، شهادةً عبر الزمن لمسيرةِ الجنس البشري وتاريخه، إذ إن موت المسيح وقيامته تجيبُ على حقيقة وجود الإنسان و موته من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى تحدد ملء حياة الإنسان بالمسيح وذلك “لأنه مخلوقٌ على صورة الله ومثاله.( تكوين 1 :26)
وهنا علينا أن نُورِد قول أبي الكنيسة لنا القديس غريغوريوس بالاماس بخصوص هذا الموضوع “الغني (أي الإله الكلمة) يصيرُ فقيرًا، فقد أخذ على نفسهِ فقرَ جسدي، لكي آخذ أنا غنى ألوهيتهُ.
ذاك الذي هو ملء يخلي نفسهُ، لأنّه أخلى نفسهُ من مجدهِ لفترةٍ قصيرة، ليكون لي نصيبٌ في ملئِهِ. أي صلاح هذا؟! وأي سرٍّ يحيط بي؟! إشتركتُ في الصورة؛ ولم أصُنها، فاشتركِ هو في جسدي لكي يخلّصَ الصورة ولكى يجعل الجسد عديم الموت.
لقد استنار القديس العظيم جوارجيوس من الروح القدس روح المسيح، ودخل ووقف أمام الإمبراطور الروماني عابد الأوثان دِكلتيانوس مُخاطِباٍ إياهُ بشجاعةٍ وذلك حسب رواية وشهادة خادمه سقراط :”فلتخزوا إذاً يا من ترذلون بسوء عقلكم ابن الله خالق الجميع وسيّدهم. وتؤلهون الشياطين النجسة واوثانها الصمّاء العادمة النَّفَس وتكرمونها. أو اقتنعوا مني واتركوا الظلمة وتعالوا إلى النور الإلهي، وابتعدوا عن الضلالة وإتوا إلى الحقيقة التي هي معرفة ربنا يسوع المسيح الإله الحقيقي، الذي بوساتطه تتأهلون للحياة المغبوطة والمجد الذي لا ينتهي، لأن مجدكم هذا منتن وباطل وذابل كمثل العشب. لا أحتمل السكوت عند التجديف على ألهي يسوع المسيح ….. بالنسبة لي إنّ أول وأكرم اسم هو الاسم “مسيحي” أو “عبد المسيح”، الذي من أجله نعيش هذه الحياة بكل صدقٍ وبلا جرمٍ، وبعد أن ننتقل من هنا إلى الدهر الآتي نحصد ثمر النهاية المغبوطة غير الفاسدة.

إنّ شهادةَ القديس جوارجيوس واعترافه تُظهرُ بوضوحٍ بأنّ صديق المسيح المؤمن والشهيد قد أصبحَ مشتركاً في الشهادة مع المسيحِ و ماثَلهُ في آلامه وموتهِ من أجلِ حياة العالم لكي تعاينَ نفسهُ المسيح مُخلصنا .
وعليه يتضِحُ لنا أنّ على المسيحي أن يكونَ شاهداً للنورِ الحقيقيّ الذي يُبَدِدُ الظلام ويمحقُه كما يقولُ القديس يوحنا الإنجيلي: فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.(يوحنا 1: 4 – 5)
و بشكلٍ توضيحي أكثر فإنّ نور المسيح هو ذلك الذي ينشر نُورَهُ و بَهاءهُ عند القابعين في الظلمة والضلال بسبب الخطيئة،لكي ينيرُهم،ولكن هؤلاء الناس لم يَفهموا و يُدرِكوا أنّ نور المسيح يريدُ أن ينيرهم محاولينَ أَن يُحبِطوا نور المسيح ويَفنوهُ وأن ينتصروا عليهِ ولكنهم لم يستطيعوا.و هذا على وجه التحديد ما يحصل في واقعنا المسيحي الحالي .
أيها الأخوة الاحباء،
إنّ هذا اليوم الذي نُقيمُ فيهِ ذكرى القديس العظيم في الشهداء جوارجيوس تفرحُ وتبهجُ كنيسة صهيون الُمقدسة وتًطرَبُ والدة الاله النقية فرحاُ لأنّ مجد الرب، أي نور محبة الكنيسة الأرثوذكسية الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية قد أشرقَ في هذا القداس الإلهي والاجتماع الشكري بالمساهمةِ في القرابين الإلهية الطاهرة أي في جسدِ ودمِ ربنا يسوع المسيح الناهض من بين الاموات الذي هو نور العالم” وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ(الله الآب)، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ (ابن الله )يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ.(1 يوحنا 1: 7 )
نتضرعُ الى القديس العظيم في الشهداءِ جوارجيوس اللابس الظفر شهيد محبةِ المسيح و نَهتِفُ مع المرتل قائلين: أيها الكلي الغبطة لقد لمعت بنور الثالوث كلِّه واضحاً، كشهيدٍ لا يُغلب ومدافع عن حسن العبادة، وظافر مكلّل من الله، خلص يا ساكن السماء مكرميك، وامنح السلام للعالم ولمنطقتنا بشفاعاتك وشفاعات المستشهد ههنا عام 1752 بتقطيع السكاكين الشهيد الجديد المسمى باسمك جيورجيوس الذي من عكا.
إنّ شهداء محبة المسيح ومنهم من نكرِّمهم اليوم القديس جوارجيوس اللابس الظفر والقديس الجديد في الشهداء جوارجيوس العكّاوي قد عاشا فرحَ قيامة المسيح وحريتها أي الفصح وبحسب القديس مكسيموس المعترف “إن الفصح الحقيقي هو عبور ذهن الإنسان نحو الإله الكلمة أي المسيح”.
المسيح قام

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




الاحتفال بأحد السامرية في كنيسة بئر يعقوب

احتفلت البطريركية الاورشليمية يوم الاحد 9 أيار 2015 بالاحد الرابع بعد الفصح المجيد المعروف بأحد السامرية, وهو تذكار المرأة السامرية التي تحدثت مع الرب يسوع المسيح عند بئر يعقوب وآمنت بأنه المسيح المخلص وبشرت باسمه في كل السامرة حينها آمن بالمسيح كثير من السامريين. حسب السنكسار الكنسي اي سِيَر القديسين اسم هذه المرأه هو فوتيني اي المستنيرة.
بهذه المناسبة اقيم قداس احتفالي ترأسه غبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في كنيسة دير بئر يعقوب في مدينة نابلس وهو الموضع الذي به قابل السيد المسيح المرأة السامرية.

استقبل غبطة البطريرك مع الوفد المرافق له من السادة المطارنة والآباء رئيس الدير قدس الارشمندريت يوستينيوس مع فرق الكشافة وعدد كبير من المصلين المحليين من مدينة نابلس والخارج من اليونان, روسيا ورومانيا. كذلك حضر وفد من القنصلية اليونانية.
شارك غبطته في القداس الاحتفالي السادة المطارنة كيريوس ايسيخيوس الوكيل البطريركي العام ومتروبوليت كابيتاليوس, كيريوس اريسترخوس سكرتير البطريركية العام رئيس اساقفة قسطنطيني وآباء من اخوية القبر المقدس, وكهنة الطائفة الاورثوذكسية العربية كذلك شارك كهنة من الكنيسة اليونانية. ورتلت الصلاة باللغتين العربية واليونانية في اجواء احتفالية .
غبطة البطريرك القى كلمة روحية عم معنى هذا الاحد بالنسبة للكنيسة والمؤمنين, وبالامكان قراءتها باللغة العربية على الرابط ادناه:
https://ar.jerusalem-patriarchate.info/2015/05/09/12208

بعد القداس اقيمت الدوره حول الكنيسة وبعدها استضاف رئيس الدير الاب يوستينيوس غبطة البطريرك مع باقي الاساقفة والكهنة والحضور في قاعة الدير على مأدبة غذاء.

httpv://youtu.be/brd8vIHo4CQ

httpv://youtu.be/X2Fytv6sHkg

httpv://youtu.be/H8ftgnopS3Y

ngg_shortcode_0_placeholder

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية