1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الامسية الميلادية في بيت لحم 2015/1/4


سعادة ممثل فخامة الرئيس محمود عباس
الحضور الكريم

قال الرب: “فليضيء نوركم هكذا قدام الناس, لكي يروا اعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذي في السموات” (متى 5:16).
انه النور المستمد من النور العلوي الذي لا يعتريه مساء, نور العدل والسلام والمحبة, الذي اشرق في ملء الزمان في هذا المكان المقدس في مدينة بيت لحم عروس الارض الفلسطينية الغالية, زمن القيصر الروماني اغسطس, كما يشهد الانجيلي لوقا. (لوقا 2:1).
هذا النور اعلن للرعاة الساهرين على قطعانهم, عندما بشروا بميلاد العجيب بظهور الملائكة لهم من السماء. “وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله قائلين: المجد لله في الاعالي, وعلى الارض السلام وبالناس المسرة”.

لهذا الحدث الفريد الخلاصي, ترنم بتمجيد وتبجيل كنيسة المسيح المقدسة, في هذه الايام الخلاصية فترة ميلاد السيد المسيح.
ان هذا النور ما ينفك مضيئا الى كل الدهور, من خلال بطريركية الروم الاروذكس الاورشليمية ام جميع الكنائس, والمسيحيين القاطنين هنا.
لقد اتينا اليوم لنكرم نور كلمة الله المتجسد, بمشاركتنا في هذا الاحتفال الموسيقي, لجوقة الترانيم الميلادية التي تحافظ على الارث الرومي الاصيل, التي تؤديها جوقة يسوع الملك الارثوذكسية لابننا الروحي جاد الله المصري.
ويسرنا ان نكرم بحفاوة مدير مركز المؤتمرات الدكتور جورج بسوس, كما ونذكر من صميم قلوبنا الطيب الذكر المرحوم سعيد خوري, الذي بذل بكرمه الحاتمي كل غال ونفيس في سبيل دعم ابناء الوطن الفلسطيني الغالي, مسلمين كانوا ام مسيحيين, وبالاخص المقدسات ومواقعها.
واخيرا نتمنى ان هذا النور الالهي الذي اشرق في مغارة بيت لحم, يشرق ايضا في قلوبنا جميعا, وخاصة في قلوب حكام الدول قاطبة, ليحل السلام والتسامح والعدل, في المكونة وخاصة في منطقتنا التي هي في امس الحاجة لهذا السلام, ذاكرين باجلال واعتبار المناضل, فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس, للجهود الجبارة التي يبذلها في جميع المؤسسات الرسمية في العالم لتحقيق امال الشعب الفلسطيني, للوصول الى حل عادل ومشرف للقضية الفلسطينية الكريمة.
المسيح ولد فمجدوه, المسيح اتى من السموات فاستقبلوه
وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة احد الاباء الاجداد 28-12-2014

لقد برّرت الجدود بالايمان ايها المسيح الاله.وسبقت فخطبت بهم الكنيسة التي من الامم. فالقديسون يفتخرون متباهين بأنه من نسلهم اينعت ثمرة شهيرة شريفة. هي الفتاة التي ولدتك بلا زرع. فبتضرعاتهم خلّص نفوسنا.
هكذا يصرح مرنّم الكنيسة.
أيها الاخوة الاحباء.
أيها المؤمنون والزوار الحسنوّ العبادة
نعمة الروح الكليّ القدرة, جمعتنا اليوم في هذا المكان المقدس في بلدتكم الابيّة كورة الرعاة المذكورة في الكتاب المقدّس, فيا أيها المؤمنون لنسرع بجدّ ونشاط وشغف روحي كبير لننضم مع الرعاة والملائكة مسبحين الله الآب قائلين: المجد لله في العلى وعلى الارض السّلام وفي الناس المسرّة.
حيث المجد للّه, والملائكة في اعالي السموات, وليحلّ هذا المجد العلويّ في كل اصقاع الارض الرازحه في مستنقعات الرذيله والشهوات, وأعمال العنف والشغب, والمشاكل والمصاعب وألاهوال, ليبدّد هذا السلام ديجور الظلام الحالك أعني براثن الخطيئة التي تنشب أظفارها في أبناء المعصية. لأن الله ومن اجل عظمة محبته غير المستقصاة, أظهر بشكل منقطع النظير روعة وجمال بهاء شعاع نور المسرّه الى الناس, من خلال تأنس ابن الله الوحيد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح.

ان تسبحة الملائكة مليئة بالبشرى الحسنة من خلال تمجيدها لله في الأعالي, واضفاء روح المصالحة المليئة بالبهجة والسرور الى البشريّة من خلال الرعاة الساهرين في ربوع كورتهم: ” وكان في تلك الكورة رعاة متبدّين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم, واذا بملاك الرّب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم… فقال لهم… فها أنا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرّب.” (لوقا الاصحاح 2 ,8-11).
هذه البشارة:” انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرّب” اعلنوها مسبقا الذين تكلموا من خلال الروح القدس, أنبياء تاريخنا المقدس, هذا ألتاريخ الذي دوّنه الآباء ألاجداد , أجداد ربّنا يسوع المسيح بالجسد, كما يوضح ذلك مرنّم الكنيسة: “فالقديسون يفتخرون مباهين, اي أجداد ربّنا يسوع المسيح,أنه من نسلهم أينعت ثمرة شهيرة شريفه. هي الفتاة التي ولدتك بلا زرع”.
أما بالنسبة للاجداد فهم معتبرون منذ ادم… وابراهيم, واسحق ويعقوب وداود وسليمان….والخ.
أما بالنسبة للثمرة الشهيرة: فهي البريئة من الدنس العذراء مريم والدة الاله. التي تنبأ عنها بأجلى بيان النبي أشعياء الجهور القائل: “ها ان العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعى اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا”.
أما مرنم الكنيسة فيوضح ذلك بطريقة جليّة: “لقد اصبح بنو ابراهيم أنبياء الهيين كلّيي الحكمة. فسبقوا عن حرارة قلب واخبروا بالروح القدس عن الكلمة انه يولد من نسل ابراهيم ويهوذا. فبتضرعاتهم يا يسوع ارأف بنا جميعا”.
ان اباء كنيستنا العظام وبالهام الروح القدس, وضعوا وبحكمة كبيرة التذكار الحافل لهذا العيد العظيم والموقّر للآباء ألاجداد, ومنهم الجد ألاول ابراهيم المدعو بأب الآباء في فترة الصيام المبارك, وقبيل عيد الميلاد الفريد والمميز لسببين اثنين:
1. لندرك ونعي سر التجسد العظيم من دماء البريئة من كل العيوب والدة الاله الدائمة البتولية مريم , فكما رفض ابراهيم عبادة الاوثان في بيت أبيه في بلاد ما بين النهرين, واستقر في معرفة الله الحقيقية, هكذا نصل نحن ايضا الى ادراك سرتجسد ربنا يسوع المسيح من خلال مفاعيل النعمة الالهية فينا, لان كل شخص من الآباء الاجداد كان له دور ورؤية تحققت بالمسيح الاله المولود في مغارة بيت لحم , فمثلا البطريرك يعقوب الذي تنبّأ عن المسيح بشكل صريح من خلال بركته لابنه يهوذا( تك الاصحاح 49).
2. لكي نجهز نفوسنا وقلوبنا لتكون مسكنا نقيا للمسيح , لانكم انتم هياكل الروح القدس .( فالمسيح يولد اليوم, يولد في مغارة قلوبنا).
نقول هذا ايها الاخوة ألاحباء , لان سر كنيسة المسيح سر عظيم وجليل, كونه عطيّة الهية, فالكنيسة المحلية والمسكونية, تعتبر كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية, فهي مؤسسة الهيّة وانسانية. فكلمة الله الذي تجسد وتأنس بشخص ربنا يسوع المسيح, يملك الى الابد لان ليس لملكه انقضاء, ” الذي سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول, وملكوته ما لن ينقرض” (دانيال 7:14), الذي لا فناء لملكه ( قانون الايمان) , فملك المسيح ملك ابدي لا يزول بزوال العالم, كما يذكر ذلك الرسول بولس الالهي: ” لان هيئة هذا العالم تزول” ( 1 كورنثوس 7:31).
لان مظاهر هذا العالم المضلّه تتحول وتتبدد مثل الظل, فليس لها ثبات ورسوخ فهي كالسراب تخضع الناظرين نحوها.
اما حسب القديس مكسيموس المعترف فان حدث تجسد كلمة الله يعود مجددا وبتواتر مستمر اذ يقول : ” كلمة الله دائما يتجسد سريا من خلال المخلّصين. لان مفاعيله تجمّل النفس لتغدو ام عذراء, مقصية ميزات الفساد وأركونها”.
لان المسيح يولد كل يوم في نفوس الاشخاص المتضعين, فكل نفس اذ جاهدت الجهاد الحسن لتتنقّى من الآلام, الام الخبث والحقد والحسد والغيرة والمكر والافتخار, تصبح امّا بتولا لكلمة الله المسيح الاله, “الذي صار بشرا وحل فينا” (يوحنا 1-14).
بكلام اخر ايها الاخوة الاحباء
اننا من خلال كنيستنا الاورثوذكسية المقدسه ومنها ايضا نولد ثانيه ولادة روحية, عند نوالنا سر العماد المقدس, اذ تحضنا الكنيسة الموقرة بفم القديسين الاجداد الانبياء, الآباء والمعلمين والرسل, وخاصة من فهم الرسول بولس الالهي ان ننقي انساننا الداخلي من أردان الخطيئة, اي تنقية ذواتنا ونفوسنا ” الى ان يتصور المسيح فينا” ( غلاطيه 4:19).
هلمّوا اذا لهذا اليوم ولغاية دهر الدهور يولد, وسيولد المسيح.
المسيح يولد في كل نفس تتنقّى ويحل فيها الروح القدس من خلال ممارسة اسرار الكنيسة كلها.
نتضرع الى القديسين والصديقين الاجداد, ومع المرنّم نقول:
“لقد تقدست الخليقة كلها بتذكاركم ايها المغبوطون, فتحتفل بموسمكم وتهتف بالضراعة اليكم قائلة: ابتهلوا الى الرب دائما لان نكون جديرين بأن نسجد لميلاد مخلصنا يسوع المسيح بالجسد , وأن يفوز ممتدحوكم بالخيرات الابديّة”.
وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة في مدينة الكرك الاردنية امام صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني

المجد لله في العلى تبارك اسمه كل حين, ولكم كل السلام
صاحب الجلاله الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه,
اصحاب المعالي والسماحة والنيافة والعطوفة والسعادة
الحفل الكريم

يسعدني ان اكون اليوم في الحضرة الهاشمية لعميدنا ومليكنا المفدى, حاملا لكم يا صاحب الجلالة ومعكم هذا الجمع الكريم, حب القدس وبيت لحم والاهل, وسلام ورثة الايمان وكهنة ورهبان القيامة والمهد وما حولهما, وكل البقاع المقدسة, واعتزاز ابناء كنيستنا المنتسبين الى البطريركية الارثوذكسية في القدس “ام الكنائس” وحب كل ابنائكم واخوتكم, المسلمين والمسيحيين, سننة المقدسات, الذين يباركون هذا اللقاء المزين بالحضور المهيب لصاحب الوصاية على المقدسات في الياء عروس المدائن وقدس الاقداس

من هنا, من سفوح مؤاب نقرا في سفر القداسة حدث ميلاد المخلص والفادي سيدنا يسوع المسيح الذي شهدته مغارة التواضع والسلام في بيت لحم, ومنها كانت الانطلاقة الجديدة للبشرية جمعاء, فتاسست مفاهيم غيرت مجرى الكون, فنخشع امام السر العجيب ونحمد الله مسبحين مجده في العلى فقد راينا اعجوبة العلي القدير بمولد سيدنا المسيح من الممتلئة نعمة عذراء الناصرة المصطفاة للخطة الالهية.
ونحمده على الرعاة الساهرين على رعيتهم شرق بيت لحم الذين حملوا رتبة ولا ميزهم وضع اجتماعي لكنهم نالوا حظوة عند الله عندما اختارهم ليكونوا اول من يسمع البشرى بميلاد امير الطهر والمحبة, رئيس السلام والمصالحة بين السماء والارض… هذه البشرى التي سمعت اصداءها بقاعنا الاردنية هنا قبل الفي عام وظلت وما زالت الاقرب الى الميلاد وارض الميلاد.
وكم تشبه ظروف مولد سيدنا المسيح بما نعيشه هذه الايام من ماس بسبب انعدام السلام وتفشي ظواهر الكراهية والعنف, وانعدام الاستقرار في جزء كبير من هذا العالم, وكم يبعث لنا ميلاد المسيح من الامل بان المستقبل المشرق في طريقة الينا, لانه من ظلام الليل انبعث نور المسيح ليضيء العالم, ومن رسالته نستطيع ان نستنبط نوره ليضيء لنا طريق المحبة والسلام والاستقرار, لان كلمة الله المتجسد والذي يدعى “شمس العدل” والبر, قد وهب للشعوب نور الحرية وتقرير المصير الالهيين.
ان العالم يتغيير من حولنا, وتنشا عن هذه التغيرات حقائق اجتماعية واقتصادية جديدة, ومعظم هذه التغيرات لم تتخذ شكلها النهائي بعد ولعل الوقت فقط هو محدد اتجاها, بعضها مبشر بالخير والاخر مقلق, بعضها مشرق والاخر مظلم, لكن جلها يحتاج الى تنوير حرص بناة هذا البلد العظيم الهاشميون الاشراف, على تكريسه منذ عقود, ونحن في الاراضي المقدسة, من واجبنا الانساني كاصحاب رسالة الهية وارث قديم من الوئام بين المسيحيين والمسلمين, ان نقدم العون, ونقوم بدورنا في التاثير الايجابي على شكل المستقبل الذي يتطور اعيننا من خلال تحقيق السلام والعدل والحفاظ على التنوع داخل المجتمع الواحد, لان هنالك ارتباطا وثيقا بين المستقبل الذي نبنيه لشعبنا هنا في الاراضي المقدسة ومستقبل العالم حولنا.
صاحب الجلالة
وتعلمنا منكم عندما راينا حكمتكم بها تقودون البلاد بطول اناة وحنكة وشهود لها, ابان ربيع تلبدت مساؤه بغيوم التكسر والسقوط.
اما نحن في بطريركية يعقوب اخي الرب ام الكنائس فسنبقى يا صاحب الجلالة, الامناء وبحزم على تعاليم المعلم الالهي نحافظ على كل مقدساتنا الغالية, بدءا من رسالتنا وعبادتنا وترهبنا ونذورنا الى كنائسنا وحجارتها واوقافنا ومزاراتنا وهيبة ومؤسستنا, غير متهاونين مع المتطاولين عليها او المخالفين لقوانينها اخذين العزم من رسوخ ايماننا ومن عزيمتكم, وسنظل خلفكم قائدا للوطن وصاحبا شرعيا للوصاية على المقدسات, مقدرين وشاكرين دعمكم لشؤون “ام الكنائس” والحفاظ على ارثها الذي سجله في الوئام سلفنا القديس صفرونيوس مع الخليفة العربي عمر الفاروق, مباركين جهودكم الموصولة في حماية القدس واقصاها وقيامتها وصمود اهلها.
صاحب الجلالة
في عيد ميلاد سيدنا وفيدينا يسوع المسيح نستمطر على جلالتكم وعلى كل احبتنا في اردن الخير والتعايش والوئام النعم السماوية ضارعين اليه تعالى ان يبارككم ويسدد خطاكم ويعضدكم ويبارك العائلة الهاشمية المالكة وشعبكم النبيل وان تكون سنة خير ونماء وتقدم وصلاح.
المجد لله في العلى ولكم ولارض هذا الاردن كل الخير والسلام.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة اضاءة شجرة الميلاد – في مدينة القدس 2014/12/19

ايها الحضور الكريم
في البدء قال الله: “ليكن نور” فكان نور وراى الله النور انه حسن.
فعلا ان جميع اعمال الله هي حسنة, كاملة, مهيبة, وجليلة, ولكن النور هو المعيار الاساسي لرؤية اعمال الله البهية, والانسان كونه مخلوق على صورة الله, حري به ان يتالق نوره من النور السرمدي, لكي تظهر اعمال الله في هذه الصورة الادمية.

ان الانسان المؤمن بغض الطرف عن دينه وانتمائه, يحقق ارادة الله من خلال اعماله, “فمن ثمارهم تعرفونهم”, ليت ثمار اعمالنا تكون منيرة امام الله, وخاصة في عيد ميلاد ملك السلام والمحبة, لينشر الوثام والاخاء في هذه المنطقة التي تعاني من ضيق وكرب وقلق كبير, فالكل يئن تحت هذه الالام والاحمال المرهقة, وليس لنا الا الله, الذي نتضرع اليه بان يسكب علينا من نوره البهي لتتسع القلوب بالوداعة والمحبة, التي هي مفتاح التعايش والسلام في هذه المدينة التاريخية والمقدسة للديانات السماوية الثلاث, الاسلامية والمسيحية واليهودية, حيث يتمتعون بالعهود والمواثيق الثابتة, غير المجردة في الاراضي المقدسة, امين.

كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في كنيسة القديس نيقولاوس في مدينة بيت جالا 2014/12/19

“لقد اصبحت كاهنا في ميرة, ايها البار القديس, فانك وضعت نفسك عن شعبك تتميما لما ورد في انجيل المسيح, وخلصت من الموت الابرياء, ومن ثم تقدست كخادم لنعمة الله عظيم” هكذا يصرح مرنم الكنيسة.
ايها الاخوة الاحباء,
ايها المؤمنون الحسنيو العبادة, والزوار الاتقياء,

لقد جمعتنا النعمة الالهية في هذا اليوم المقدس, غامرة ايانا بالفرح الروحي الكبير, وذلك باحتفالنا بعيد القديس نيقولاوس العجائبي, الذي نزل اهلا ووطىء سهلا في هذا المكان عندما قام بزيارة الاماكن المقدسة قادما من ميرة ليكيا في اسيا الصغرى, مكرمين اياه بالقلب والفكر والروح, كما يقول مرنم الكنيسة: “لنبوقن ببوق الاناشيد ولنطفرن طفور التعييد. ولنرقصن ابتهاجا بموسم الاب المتوشح بالله السنوي”.

لقد عاش المثلث الطوبيم ابونا البار نيقولاوس, زمن حكم اباطرة الرومان ذوكليتيانوس بشكل فظيع ومريع, لكن القديس نيقولاوس المليء بالغيرة الالهية والذي كان قلبه كنزا للايمان المسيحي القويم, كرز بعظمة الايمان القويم بصوت جهير وبحرية وشغف منقطع النظير, الا ان قوات ظلمة عبده الاصنام قبضت عليه واودعته السجن وهو مثخن بالجراح, بعدما اوسعوه ضربا مبرحا, ليتم قول الرسول فيه: “ماذا يفصلني عن المسيح: ضيق شدة سيف, الم, اضطهاد, اني اعتبر كل شيء نفاية حتى اربح المسيح”.
ولكن عند صعود الامبراطور قسطنطين المعظم, الذي استلم سدة المملكة الرومية بدعوة من الله ووحد الامبراطورية تحت سلطانه, امر باطلاق السجناء الذين سجنوه عنوة واغتصابا, ومن ضمنهم القديس نيقولاوس العظيم, الذي عاد مرفوع الراس الى مدينته, مدينة ميرة في مقاطعة ليكيا في اسيا الصغرى. حيث ابرشيته الكريمة.
وبعد فترة وجيزة, اشترك في المجمع المقدس المسكوني الاول, الذي ضم 318 اسقفا في مدينة نيقية سنة 325م, وذلك تحت اشراف الامبراطور الرومي قسطنطين العظيم, ليقف بحزم وثبات امام هرطقة اريوس ولعناته ضد المسيح معطيا الكنيسة نقاوة ودقة الايمان الارثوذكسي القويم الراي وحقيقته, هذا ما صنعه القديس نيقولاوس, الذي كان منذ البدء كاروزا لكلمة الله, اذ بشر بنعمة كبيرة بالانجيل وكنهه العميق, مقتديا بالاباء والرسل, وخاصة الرسول بولس الالهي القائل: “المسيح الذي ننادي به, منذرين كل انسان, ومعلمين كل انسان, بكل حكمة , لكي نحضر كل انسان كاملا في المسيح يسوع, الامر الذي لاجله اتعب ايضا مجاهدا بحسب عمله الذي يعمل في بقوة(كولوسي 1 : 28 – 29).

ان شخص القديس نيقولاوس اصبح اناء طاهرا لنعمة المسيح وطاقته القوية, كما يشهد مرنم الكنيسة: “لقد ظهرت يا نيقولاوس مناضلا عن كنيسة المسيح الكلي الحماسة, ينقض البدع الكفرية بدالة, ودستورا لجميع الناس في استقامة الراي, تتشفع في جميع تابعي تعاليمك الارثوذكسية وارشاداتك الالهية”.
ان كاهن كنيسة ميرة شع وميضة, بانه القانون الجامع للعقيدة المستقيمة الراي من ناحية, (وملقن الاسرار العلوية ومشاركا فيها بالنعمة الاهية) من ناحية اخرى, ليتقدس بنعمة الروح القدس التي سكنت فيه, ليعلن جهارا اعترافه باليمان الحقيقي القويم, ليصبح مشتركا بالنعمة بسر التدبير الالهي في المسيح, اي بسر تدبير تانس كلمة الله مخلصنا يسوع المسيح من الدماء النقية لوالدة الاله الدائمة البتولية مريم, حيث ولد في مغارة بيت لحم القريبة من هذا المكان المقدس, في هذه المدينة العريقة بيت جالا.
ان قديسنا الاب نيقولاوس يعتبر معلما وراعيا عظيما في المسكونة كلها كونه خادم امين تملكه النعمة الالهية واسقف امين للميسح, في الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية.
ان عظمة ايمان ابينا البار نيقولاوس تتالق باعماله السنية ذات الشان الرفيع التي توشحها المحبة راس كل الفضائل, فان محبته للاخوة وللبشرية جمعاء كثيرة وجليلة, وذلك من خلال اعمال الرحمة والصدقة والعطاء, ومن عظمة ايمانه القويم للكنيسة, ذاك الايمان الضحيح والخلاصي, كما يصرح المرنم: “لقد باشرت اشعة الروح القدس واضحا, فاصبحت نيرا تنير اقطار العالم, وتحضر عند جميع الذين يلتجئون اليك عن ايمان وتنجيهم كلهم”.
ان تذكار ابينا البار نيقولاوس, الذي يتم الان, في زمن الصيام المبارك, يحضنا على الاستعداد لاستقبال عيد الميلاد, وهذا ليس بوليد الصدفة, فانه (دستور للايمان,وتمثالا للتواضع, ومعلما للامساك), بهذا اظهر اقتدائه بربنا يسوع المسيح, “انه من اجلكم افتقر (اي يسوع المسيح) وهو غني, لكي تستغنوا انتم بفقره” (2 كورنثوس 8 : 9), وايضا “لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد, صائرا في شبه الناس, واذ وجد في الهيئة كانسان, وضع نفسه, واطاع حتى الموت, موت الصليب” (فيلبي 2 : 8).
بكلام اخر ايها الاخوة الاحباء
ان القديس نيقولاوس كونه راع للايتام والارامل والفقراء, يحثنا لكي نقتدي به, كما اقتدى بالمسيح, داعيا ايانا لان ننقي نفوسنا من كل ادران الخطيئة لكي نصبح مستحقين لان نستقبل داخل مغارة قلوبنا, شمس العدل الذي لا يغرب, نور المعرفة, ابن البتول مريم مخلصنا يسوع المسيح.
نطلب من رجل الله, الراعي العظيم, الذي نكرمه اليوم, قائلين له: “يا كلي القداسة نيقولاوس, انقذنا من الشدة الحاضرة, وهب لنا وللشعب السلام والحرية, وخلص الرعية الحاملة لاسم المسيح, بتضرعاتك المستجابة لدى الله.”
كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية