1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في كنيسة القديس نيقولاوس في مدينة بيت جالا 2014/12/19

“لقد اصبحت كاهنا في ميرة, ايها البار القديس, فانك وضعت نفسك عن شعبك تتميما لما ورد في انجيل المسيح, وخلصت من الموت الابرياء, ومن ثم تقدست كخادم لنعمة الله عظيم” هكذا يصرح مرنم الكنيسة.
ايها الاخوة الاحباء,
ايها المؤمنون الحسنيو العبادة, والزوار الاتقياء,

لقد جمعتنا النعمة الالهية في هذا اليوم المقدس, غامرة ايانا بالفرح الروحي الكبير, وذلك باحتفالنا بعيد القديس نيقولاوس العجائبي, الذي نزل اهلا ووطىء سهلا في هذا المكان عندما قام بزيارة الاماكن المقدسة قادما من ميرة ليكيا في اسيا الصغرى, مكرمين اياه بالقلب والفكر والروح, كما يقول مرنم الكنيسة: “لنبوقن ببوق الاناشيد ولنطفرن طفور التعييد. ولنرقصن ابتهاجا بموسم الاب المتوشح بالله السنوي”.

لقد عاش المثلث الطوبيم ابونا البار نيقولاوس, زمن حكم اباطرة الرومان ذوكليتيانوس بشكل فظيع ومريع, لكن القديس نيقولاوس المليء بالغيرة الالهية والذي كان قلبه كنزا للايمان المسيحي القويم, كرز بعظمة الايمان القويم بصوت جهير وبحرية وشغف منقطع النظير, الا ان قوات ظلمة عبده الاصنام قبضت عليه واودعته السجن وهو مثخن بالجراح, بعدما اوسعوه ضربا مبرحا, ليتم قول الرسول فيه: “ماذا يفصلني عن المسيح: ضيق شدة سيف, الم, اضطهاد, اني اعتبر كل شيء نفاية حتى اربح المسيح”.
ولكن عند صعود الامبراطور قسطنطين المعظم, الذي استلم سدة المملكة الرومية بدعوة من الله ووحد الامبراطورية تحت سلطانه, امر باطلاق السجناء الذين سجنوه عنوة واغتصابا, ومن ضمنهم القديس نيقولاوس العظيم, الذي عاد مرفوع الراس الى مدينته, مدينة ميرة في مقاطعة ليكيا في اسيا الصغرى. حيث ابرشيته الكريمة.
وبعد فترة وجيزة, اشترك في المجمع المقدس المسكوني الاول, الذي ضم 318 اسقفا في مدينة نيقية سنة 325م, وذلك تحت اشراف الامبراطور الرومي قسطنطين العظيم, ليقف بحزم وثبات امام هرطقة اريوس ولعناته ضد المسيح معطيا الكنيسة نقاوة ودقة الايمان الارثوذكسي القويم الراي وحقيقته, هذا ما صنعه القديس نيقولاوس, الذي كان منذ البدء كاروزا لكلمة الله, اذ بشر بنعمة كبيرة بالانجيل وكنهه العميق, مقتديا بالاباء والرسل, وخاصة الرسول بولس الالهي القائل: “المسيح الذي ننادي به, منذرين كل انسان, ومعلمين كل انسان, بكل حكمة , لكي نحضر كل انسان كاملا في المسيح يسوع, الامر الذي لاجله اتعب ايضا مجاهدا بحسب عمله الذي يعمل في بقوة(كولوسي 1 : 28 – 29).

ان شخص القديس نيقولاوس اصبح اناء طاهرا لنعمة المسيح وطاقته القوية, كما يشهد مرنم الكنيسة: “لقد ظهرت يا نيقولاوس مناضلا عن كنيسة المسيح الكلي الحماسة, ينقض البدع الكفرية بدالة, ودستورا لجميع الناس في استقامة الراي, تتشفع في جميع تابعي تعاليمك الارثوذكسية وارشاداتك الالهية”.
ان كاهن كنيسة ميرة شع وميضة, بانه القانون الجامع للعقيدة المستقيمة الراي من ناحية, (وملقن الاسرار العلوية ومشاركا فيها بالنعمة الاهية) من ناحية اخرى, ليتقدس بنعمة الروح القدس التي سكنت فيه, ليعلن جهارا اعترافه باليمان الحقيقي القويم, ليصبح مشتركا بالنعمة بسر التدبير الالهي في المسيح, اي بسر تدبير تانس كلمة الله مخلصنا يسوع المسيح من الدماء النقية لوالدة الاله الدائمة البتولية مريم, حيث ولد في مغارة بيت لحم القريبة من هذا المكان المقدس, في هذه المدينة العريقة بيت جالا.
ان قديسنا الاب نيقولاوس يعتبر معلما وراعيا عظيما في المسكونة كلها كونه خادم امين تملكه النعمة الالهية واسقف امين للميسح, في الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية.
ان عظمة ايمان ابينا البار نيقولاوس تتالق باعماله السنية ذات الشان الرفيع التي توشحها المحبة راس كل الفضائل, فان محبته للاخوة وللبشرية جمعاء كثيرة وجليلة, وذلك من خلال اعمال الرحمة والصدقة والعطاء, ومن عظمة ايمانه القويم للكنيسة, ذاك الايمان الضحيح والخلاصي, كما يصرح المرنم: “لقد باشرت اشعة الروح القدس واضحا, فاصبحت نيرا تنير اقطار العالم, وتحضر عند جميع الذين يلتجئون اليك عن ايمان وتنجيهم كلهم”.
ان تذكار ابينا البار نيقولاوس, الذي يتم الان, في زمن الصيام المبارك, يحضنا على الاستعداد لاستقبال عيد الميلاد, وهذا ليس بوليد الصدفة, فانه (دستور للايمان,وتمثالا للتواضع, ومعلما للامساك), بهذا اظهر اقتدائه بربنا يسوع المسيح, “انه من اجلكم افتقر (اي يسوع المسيح) وهو غني, لكي تستغنوا انتم بفقره” (2 كورنثوس 8 : 9), وايضا “لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد, صائرا في شبه الناس, واذ وجد في الهيئة كانسان, وضع نفسه, واطاع حتى الموت, موت الصليب” (فيلبي 2 : 8).
بكلام اخر ايها الاخوة الاحباء
ان القديس نيقولاوس كونه راع للايتام والارامل والفقراء, يحثنا لكي نقتدي به, كما اقتدى بالمسيح, داعيا ايانا لان ننقي نفوسنا من كل ادران الخطيئة لكي نصبح مستحقين لان نستقبل داخل مغارة قلوبنا, شمس العدل الذي لا يغرب, نور المعرفة, ابن البتول مريم مخلصنا يسوع المسيح.
نطلب من رجل الله, الراعي العظيم, الذي نكرمه اليوم, قائلين له: “يا كلي القداسة نيقولاوس, انقذنا من الشدة الحاضرة, وهب لنا وللشعب السلام والحرية, وخلص الرعية الحاملة لاسم المسيح, بتضرعاتك المستجابة لدى الله.”
كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في كنيسة القديس نيقولاوس في مدينة العقبة في الاردن 2014/12/7

ان اليوم مقدة مسرة الله, وبدء الكرازة بخلاص البشر, فان العذراء ظهرت فيه في هيكل الله, وتبشر الجميع بالمسيح, فلنهتفن نحوها بصوت جهير قائلين: السلام عليك يا اتمام تدبير الخالق.”
ايها الاخوة الاحباء, ايها المؤمنون الحسنيو العبادة.
لقد بزغ اليوم نهار بهيج كلي الوقار, بتذكار دخول العذراء والدة الاله الدائمة البتولية مريم الى الهيكل, (لان هذا اليوم هو مقدمة مسرة الله, وبدء الكرازة بخلاص البشر) كما يعلن ذلك مرنم الكنيسة, لذا فنحن مدعوون لان نهيء نفوسنا وذواتنا ليتسنى لنا التمعن في فحوى ومضمون سر التدبير الالهي من خلال تانس وتجسد كلمة الله, ربنا يسوع المسيح من الدماء النقية لوالدة الاله الدائمة البتولية مريم, مولودا في مغارة بيت لحم.

ان ميلاد المسيح من العذراء مريم, هو حدث فريد ومميز, انه حدث واقعي وحقيقي سواء من الناحية التاريخية او الروحية, هذا لانه وقع في مكان محدد, وتحقق في زمان معين.
اما بالنسبة للمكان, فهو في مدينة بيت لحم, تتميما لنبوءات الانبياء, التي قيلت عن هذا المولد العجيب, اما الزمان فهو زمن حكم الامبراطور الروماني اغسطس قيصر, وكيرنيوس والي سوريا, حسب شهادة الانجيلي لوقا (لو 2 : 1 – 2), لان فرادة هذا الحدث يتمحور حول خلاص الانسان وعلاجه من ادران المعاصر, محررا اياه من فساد الخطيئة التي اجرتها الموت الابدي.
لهذا السبب مرنم كنيستنا المقدسة يقول مشددا: “اليوم مقدمة مسرة الله وبدء الكرازة بخلاص البشر”.
بكلام اخر ايها الاخوة الاحباء
ان المرنم يصرح مسبقا, ان اليوم تعلن ارادة الله الاب, بمسرته لخلاص البشر, وايضا يعلن المرنم مستبقا الزمن واوانه, عن بدء الكرازة بميلاد ابن الله الوحيد, ربنا يسوع المسيح من الكلية القداسة والدة الاله الدائمة البتولية مريم, كل ذلك ينبلج من خلال دخولها الى الهيكل المقدس, فالمسيح هو “كلمة الله”…”والكلمة صار جسدا وحل بيننا” (يو 1 : 1 – 14), حسب الشهادة الصادقة للانجيلي يوحنا.
ان المسيح ليحقق عمله الخلاصي لجنس البشر, تجسد مرة واحدة “ليتالم مرة واحدة من اجل الخطايا. البار من اجل الاثمة, لكي يقربنا الى الله” (1 بطرس 3 :18).
نعود مؤكدين ان المسيح تجسد مرة واحدة فقط, من اجل السرور الموضوع امامه في خلاصنا نحن البشر, تالم مرة واحدة فقط على عود الصليب المحيي من اجل خلاصنا نحن الفجار والخطاة, من اجل تبريربا ومصالحتنا مع الله الاب.
ان تجسد (ابن الله وكلمته) مرة واحدة , يتحقق لاجل كل واحد منا نحن البشر من خلال ما يعلنه اليوم مرنم الكنيسة القائل بلسان الرسول بولس الالهي: “الذي يريد ان جميع الناس يخلصون, والى معرفة الحق يقبلون” (1 تيموثاوس 2 : 4). وكذلك بخصوص (تالم المسيح مرة واحدة) حيث يتحقق هذا الاعلان من خلال حدث الصلب: (اليوم علق على خشبة الصليب) “الذي بذل نفسه فديه لاجل الجميع” (ا تيموثاوس 2 : 6) حسب قول الرسول بولس.
ان الدائمة البتولية مريم ابنة الناصرة من خلال حلول الروح القدس فيها اصبحت بالحق والحقيقة والدة الاله, من خلال اشتراكها وتعاضدها في هذا السر العظيم سر تجسد كلمة الله, ليتالق دورها الخلاصي, حيث يشدو المرنم بصوت جهير قائلا: “السلام عليك يا اتمام تدنير الخالق”.
ان علو منزلة العذراء وسموها الروحي جعلها فريدة بين النساء قاطبة, لانها وبجدارة كانت تحقيق اتمام تدبير الخالق في تتميم سر التجسد العظيم, سر تدبير كلمة الله, هذا السر الذي يتخطى حدود المفاهيم الفلسفية والايديولوجية, وما وراء الطبيعة الميتافيزيقية, انه تدبير الهي يخوض في علاج الانسان وخلاصه, نقول كل هذا لان سر التدبير الالهي لا يقتصر على فئة محددة لاولئك الذين يحملون اسم كلمة الله, لكن هذا التدبير هو تدبير يشمل كل المسكونة وساكنيها فانه يخص الطبيعة البشرية المشتركة للانسانية جمعاء, لذلك مرنم الكنيسة يبجل العذراء قائلا: “انت كرازة الانبياء ومجد الرسل وفخر الشهداء وتجديد جنس الارضيين كله يا ام الله العذراء, لاننا بك تصالحنا مع الله. فلذلك نكرم دخولك الى هيكل الرب. وكلنا نهتف نحوك مرنمين بالسلام مع الملاك يا كلية الشرف, لاننا بشفاعتك نخلص”.
ان كنيستنا المقدسة الجامعة الرسولية, تكرم وتوقر الفائقة القداسة العذراء والدة الاله الدائمة البتولية مريم, لمشاركتها واسهامها في تجديد جنس الارضيين كله من ناحية, ومصالحتنا نحن البشر مع الله من ناحية ثانية.
وهنا نطرح هذا السؤال!؟
كيف يتحقق وبنجاح, التواصل والتفاهم والمصالحة بيننا نحن ابناء البشر الارضيين, حيث نرضخ لمفاهيم ونزعات كثيرة ومختلفة فيما بيننا؟
وكذلك , الى متى نضع حواجز وعراقيل في قلوبنا رافضين وباصرار وكبرياء كل مصالحة مع الله؟! هذا الاله المحب لجنس البشر محبة غير موصوفة وغير محدودة, هذا الاله الذي يغدق علينا بسلامه المنهمر من علياء سماءه, الذي يصفه الرسول بولس: “وسلام الله الذي يفوق كل عقل, يحفظ قلوبكم, افكاركم في المسيح” (فيلبي 4 :7).
ايها الاخوة الاحباء
بشفاعة والدة الاله الدائمة البتولية مريم, وتضرعات القديس نيقولاوس رئيس اساقفة ميرا ليكيا, ان نحظى بسلام الله الذي يفوق كل عقل, حافظا قلوبنا وافكارنا في المسيح يسوع, ونتضرع ايضا من شمس العدل المسيح الاله ان يملىء قلوبنا وافكارنا بالاستنارة الروحية لتكون مغارة قلوبنا مذوذا لملك السلام.
وفي هذه المناسبة العطرة نطلب من المولى عز وجل ان يرسل المؤازرة والمعونة لجلالة الملك المعظم حبيبنا الغالي عبد الله بن الحسين الثاني المعظم, واهبا اياه من عطاياه الالهية والعلوية, السؤدد والشرف والسيادة والقدر الرفيع, ليكون الاردن نبراسا وشعلة منيرة بضيائها لهذه المنطقة والعالم اجمع.
نطلب من الله ان يمن على جلالتكم بحياة مديدة الايام, مليئة بالسلام والسعادة والوئام, وللاردن الغالي الرقي والازدهار.


كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمنسابة اضاءة شجرة الميلاد – في يافا – تل ابيب 1/12/2014

باسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين
ايها الحضور الكريم

في البدء قال الله “ليكن نور”, فكان نور. وراى الله النور انه حسن.
فعلا ان جميع العمال الله هي حسنة, كاملة, مهيبة, وجليلة, ولكن النور هو المعيار الاساسي لرؤية اعمال الله البهية, والانسان كونه مخلوق على صورة الله, حري به ان يتالق نوره من النور السرمدي, لكي تظهر اعمال الله في هذه الصورة الادمية.

ان الانسان المؤمن بغض الطرف عن دينه وانتمائه, يحقق ارادة الله من خلال اعماله, “فمن ثمارهم تعرفونهم”. ليث ثمار اعمالنا تكون منيرة امام الله, وخاصة في عيد ميلاد ملك السلام والمحبة, لينشر الوئام والاخاء في هذه المنطقة التي تعاني من ضيق وكرب وقلق كبير, فالكل يئن تحت هذه الالام والاحمال المرهقة, وليس لنا الا الله, لذي نتضرع اليه بان يسكب علينا من نوره البهي لتتسع القلوب بالوداعة والمحبة, التي هي مفتاح التعايش والسلام في هذه المدينةالتاريخية يافا, وفي الاراضي المقدسة, امين.
وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة التذكار الشهيد فيلومينوس 29\11\2014

“لقد خدمت الاسرار الالهية خدمة شريفة, ايها القديس الحكيم فيلومينوس الكلي الغبطة. ثم صرت ذبيحة مقبولة فانك |شربت كاس المسيح بعز وشرف. والان فانت لا تنفك عن الشفاعة فينا جميعا.”
أيها الأخوة الأحباء الذين, أيها المؤمنون , والزوار الحسنيو العبادة.
ان كنيسة المسيح الاورشليمية المقدسة تفرح وتبتهج بتذكار احتفالها بعيد قديسها, الشهيد الجديد فيلومينوس, عضو اخوية القبر المقدس, الذي كان استشهاده شهادة حية نابضة بالمسيح كلمة الله المتجسد. “والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان تسجدوا” (يوحنا 4:24), هذا الاستشهاد حصل في هذا المكان المقدس مكان بئر البطريرك يعقوب اب الاباء, حيث تم فيه اللقاء ما بين السامرية مع ربنا يسوع المسيح الذي اتى ليفتش عن الخروف الضال كاشفا لها عن حقيقة دعوته الخلاصية عند هذا البئر, هذه المراه المستنيرة التي امتلات من نعمة الروح القدس اصبحت مساوية للرسل الاطهار, لتشترك باستشهادها مع الام المسيح يسوع.

ان الرسول بولس الالهي ينوه افكارنا مشهرا ورافعا ومعظما منزلة شهداء المسيح, اذ يقول: “لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا, لنطرح كل ثقل, والخطيئة المحيطة بنا بسهولة, ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه, احتمل الصليب مستهينا بالخزي, فجلس في يمين عرش الله (عب12 : 1 – 2).
لهذا الجهاد المقرون بالصبر سارعت بنشاط وغيرة القديسة الشهيدة فوتيني, لتبشر بحماس متقد بين الامم برسالة المسيح الذي تجسد من دماء العذراء ليفتدي العالم ويخلصه من سلطان الخطيئة, الامر الذي حذا حذوه, قديسنا الشهيد الذي نكرمه في هذا اليوم, فقد امتثل بالسامرية سائرا على خطاها بثبات, مقلدا اياها من خلال كلماته الروحية الايمانية وصلواته المستديمة مع كلمة الله مخلصنا يسوع المسيح, بمشاركة وحضور (سحابة من الشهود) القديسين المحيطين به, اي كانت حياته صلاة مستمرة مع المسيح وقديسيه.
بكلام اخر ايها الاخوة الاحباء
لقد استمد شهيدنا فيلومينوس من هذا المكان المقدس, طاقات وقدرات وقوى الهية غمرته بالنعمة, فكان يخدم بالغيرة الالهية, وغيرة انكار الذات التي يتحلى بها اعضاء اخوية القبر المقدس, وهكذا امتلات نفسه من الفضائل, لتسمو فيه المعرفة الدقيقة والقدرة على الافراز, ليدرك من خلالها المخطط الالهي لمسيرته الروحية, كما يقول هامة الرسل بطرس الرسول: “بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة, اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة, لكي يصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية, هاربين من الفساد الذي في الذي في العالم بالشهوة, ولهذا عينه – وانتم باذلون كل اجتهاد – قدموا في ايمانكم فضلية معرفة, وفي المعرفة تعففا, وفي التعفف صبرا, وفي الصبر تقوى, وفي التقوى مودة اخوية, وفي المودة الاخوية محبة, لان هذه ان كانت فيكم وكثرت, تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح (ء بطرس1 : 3 – 8).
لهذه المعرفة , معرفة ربنا يسوع المسيح نجح قديسنا نجاحا باهرا, اذ ختم بدمه حقيقة هذا النجاح, ليصبح شهيدنا مشاركا لملكوت ربنا الابدي كما يؤكد لنا ذلك الرسول بطرس قائلا : “لانه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الابدي” (ء بطرس 1 : 11).
هكذا يعلن مرنما القديس يوحنا الدمشقي:
“ان الارض لم تواركم ايها الشهداء الكليو المديح بل السماء اقتبلتكم, فقد فتحت لكم ابواب الفردوس فدخلتموه تتمتعون فيه بعود الحياة وتتشفعون الى المسيح في منح نفوسنا السلام وعظيم الرحمة”.
لقد اتينا الى هذا المكان المقدس لنقدم الشكر والسجود والعبادة الحقة من خلال رفعنا للشعائر الافخارستية, طالبين من ربنا يسوع المسيح الذي افتدانا من فساد الموت ان يمجد الشهيد فيلومينوس, لان المسيح فعلا يمجد كل الذي يمجدونه.
ان مكانة الشهيد فيلومينوس – حيث عدم الفساد – يعاين من خلالها بهاء النور الالهي, بالمسيح يسوع كلمة الله, فقد جرح الذي جرحه (اي جرح العدو قتال الناس), فاصبح معترفا باسم المسيح وعمله الخلاصي من ناحية, وطبيب الامنا بعجائبه من ناحية اخرى.
نتضرع الى ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح, ومع مرنم الكنيسة نقول: “لقد غادرت الدنيونات الارضية, وصبوت الى المسيح عن حسن عبادة يا فيلومينوس الشهيد, فاصبحت مبشرا في الايمان, ومنيرا للاماكن المقدسة, فحق علينا ان نجتمع ونحتفل بتذكارك الوقار, ونعيد عن ايمان مرنمين وقائلين: بشفاعة والدة الاله الدائمة البتولية مريم ايها الشهيد فيلومينوس تشفع الى المسيح الاله ان يهب غفران الزلات للذين يعيدون بلهفة لتذكارك المقدس, واهبا السلام للعالم اجمع ولمنطقتنا التي تئن تحت وطاة التجارب. امين.

وكل عام وانتم بألف خير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة التذكار الحافل لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبران (طعام الغذاء) 21 \11\2014

سيادة… الاباء الأجلاء… الحضور الكريم .
نشكر ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح , على هذه البركة الروحية العظيمة التي بلغت ذروتها في رفع شعائر العبادة الليتورجية والشكرية للرب الضابط الكل ,حيث اشترك معنا في هذا القداس الالهي جم غفير من الطغمات الملائكية العديمة الأجساد,فعلاً انها الشركة ما بين السماويين والأرضيين والمنظورين وغير المنظورين .

ان احتفالنا الكبير بعيد رؤساء الملائكة ميخائيل وجبران .يجعلنا نتفرس باهتمام وتدقيق في الفضائل والنعم التي لدى القوات الملائكية , لعلنا نقتدي بها ونسير حسب مسيرتها , فاننا نلاحظ أن الطبيعة الملائكية هي محبة لله, مطيعة له , تبذل كل شيء في تتميم مشيئته, لا تتواني , مليئة بالخوف والرعدة والوقار والخشية للثالوث القدوس , تنفذ وصاياه بكل حذافيرها , تمجد الله على الدوام , تنصاع له باحترام وتبجيل , تستمد طاقتها من العرش الالهي, تكرم الباري وتتعاضد فيما بينها لاتمام الرسالة المزمعة بتنفيذها,حتى في زمن السقوط للشيطان , كانت الملائكة المطيعة تحت شعار واحد ألا وهو : ( الانتباه, التوافق والاتحاد).
ليتنا نركز على هذه الخصال الملائكية لتكون لنا محفزاً ودافعاً لنرتقي من خلالها في معارج الكمال والفضيلة . امين .


كل عام وانتم بألف خير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية