غبطة بطريرك المدينة المقدسة يتراس القداس الالهي في كنيسة القديس جوارجيوس الرومانية

تراس غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث, اليوم الثلاثاء 6 ايار 2014, القداس الالهي في كنيسة الشهيد الكبير القديس جوارجيوس الرومانية الواقعة على الحدود التي فصلت بين الدولة الاردنية الهاشمية والدولة الاسرائيلية قبل عام 1967 والتي تقع الان في حارة اليهود المتدينون. وقد نظم غبطة بطريرك رومانيا دانيل هذا القداس الالهي وطلب من غبطة البطريرك ثيوفيلوس بان يتراسه للتاكيد على العلاقات القوية التي تربط الكنيستين والتي رجعت في الفترة الاخيرة بعدما كانت قد تزعزعت جراء خلاف حول بناء كنيسة رومانية في اريحا بدون اخذ اذن البطريركية الاورشليمية.

شارك غبطة البطريرك في هذا القداس نيافة رئيس اساقفة ابيلا ذوروثيوس, السكرتير العام رئيس اساقفة قسطنطين اريسترخوس, الارشمندريت بورفيريوس, رئيس الدير الارشمندريت تيموثيوس, رئيس الشمامسه ايفلوغيوس, مرتل كنيسة القيامة الارشمندريت اريستوفولوس واخرون من الكنيسة الاورشليمية والكنيسة الرومانية, وحضر هذا القداس ايضا سفير رومانيا في اسرائيل السيد اندريا باستاركانك.
وخلال القداس الالهي القى غبطته الوعظة الالهية في اللغة اليونانية والتي من مستطاعتكم قراءتها في الموقع اليوناني, وفي نهاية القداس شكر رئيس الدير والكنيسة غبطة بطريرك المدينة المقدسة اذ وصفه بالملاك الحامل بركة, سعادة, سلام وتعاون بين البطريركية الاورشليمية والكنيسة الرومانية.

ngg_shortcode_0_placeholder
مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




يوم ” الوئام بين الأديان” في الاردن

أقيم اليوم الأحد, 27 ابريل 2014, في عمان الاردنية يوم “الوئام بين الاديان” تحت رعاية العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى بقصر الحسينية. هذا الحدث يقام منذ عام 2010 بشكل منظم, تحت رعاية العائلة الهاشمية الاردنية من اجل تعزيز التعايش السلمي والهني بين الاديان المختلفة ولمحاربة جميع ظواهر العنصرية , العنف والارهاب.

في هذه الندوة القى فضيلة الشيخ علي جمعة كبير مستشاري مؤسسة (آل البيت) الملكية للفكر الإسلامي, المطران منيب يونان مطران الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة رئيس الاتحاد العالمي للكنائس اللوثرية الإنجيلية الأميرة أريج غازي وغيرهم والذين وافقوا جميعهم من خلال كلماتهم على اهمية الوئام والتعايش السلمي في هذه الاراضي المقدسة.

وفي هذه الندوة القى ايضا غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث, الذي قدم الى الاردن مع السكرتير العام نيافة رئيس اساقفة قسطنطني والارشمندريت يرونيموس, كلمة باللغة الانجليزية والتي من مستطاعتكم قراءها على الرابط التالي: http://www.jp-newsgate.net/en/2014/04/27/6600.

وخلال الحفل سلم الملك عبدالله الثاني الجوائز لأربعة من الفائزين في أسبوع الوئام العالمي بين الأديان, حيث فاز بالجائزة الأولى شركاء الأمم المتحدة للوئام بين الأديان في الفلبين وذلك تقديرا للفعاليات التي قاموا بها للسنة الثالثة على التوالي ولمدة أسبوع كامل احتفالا بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان في مدينة زامبوانجا الفلبينية.
اما الجائزة الثانية فقد سلمت لمركز السلام وحقوق الإنسان في الهند وذلك تقديرا للفعالية التي قام بها تحت عنوان (مبادرة مألوفة لضمان سلام غير مألوف) في ولاية أتر برديش- الهند ، اما الجائزة الثالثة فقد سلمت الى طرفيين بعدما انقسمت بين مدرسة جمال فرغلي سلطان الثانوية للبنين بأسيوط تقديرا للفعالية التي قاموا بها تحت عنوان (في سبيل سلام خال من التحيز) ومجمع الأديان في أوغندا للفعالية التي قاموا بها في مركز جوما الصحي الثالث.
لجنة الحكم للجوائز الثلاثة كانت مكونة من الاميرة اريج غازي, غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث, فضيلة الشيخ علي جمعة, المطران منيب يونان, الاب نبيل حداد, الدكتور منوير المهيد والسيد افتاب محمد.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الأحد الجديد 27/4/2014

” هلموا بنا في يوم القيامة المشهور، نشارك ملكوت المسيح، عصير الكرمة الجديد الذي للفرح الإلهي، مسبحينه بما أنه الإله إلى الأدهار”.
أيها الأخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيون الحسنيو العباد
ة
إن بشائر الفصح تألقت في قانا الجليل، في ذلك العرس الذي دعي إليه السيد المسيح وأمه العذراء الفائقة القداسة، في عرس صديقه سمعان القانوي، حيث جرت ألى آيات وعجائب السيد المسيح عندما حول الماء في الأجاجين إلى خمر، هذا الحدث يحوي بين طياته معانٍ كثيرة وخاصة، لأن الخمر الطبيعي للكرمة يرمز إلى الدم الثمين الذي انسكب من جنب المسيح الطاهر عندما طعن بحربة وهو على عود الصليب.
إن هذا الدم ( الشراب الجديد )، كما يقول القديس يوحنا الدمشقي:” هلموا بنا نشرب مشروباً جديداً، ليس مستخرجاً بآيةٍ باهرةٍ من صخرةٍ صماء، لكنه ينبوع عدم الفساد بفيضان المسيح من القبر، الذي به نتشدد”.
فعلاً أيها الأخوة الأحباء ( الشراب الجديد ) دم مخلصنا يسوع المسيح المصلوب والمقام، هو ينبوع عدم الفساد ، حسب شهادة الرب: ” لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا” (مت 26 : 28 ).

إن العشاء الرباني الذي أتمه السيد يسوع المسيح مع تلاميذه الأطهار، في علية صهيون، قبل آلامه الطوعية، يتمركز حول مأكل جسده الكريم ومشرب دمه الثمين، هذا الطعام الإلهي، هو دواء الخلود، الذي يمنحنا الحياة الأبدية والإشتراك في الملكوت السماوي. إن القديس زيغافينوس يعلق مفسراً لهذا الأمر قائلاً: ” عندما يصرح الرب أن: هذا هو جسدي، وهذا هو دمي، فكما ألّه المسيح الطبيعة البشرية التي التحف بها عندما أخذها من أحشاء البتولية مريم، تماماً وبنفس القدرة الغير مدركة والغير موصوفة يحول الخمر والخبز إلى جسده الكريم ودمه الثمين، اللذان يعطيان الحياة والخلود”.
من خلال القيامة المجيدة، الخلاصية والمشعشعة، والصعود الممجد لمخلصنا يسوع المسيح، تألهت البشرية بعدما كانت في دركات الجحيم، لأن هذا هو عمل المسيح الخلاصي باستعادة آدم الساقط، هذا يعني أن قيامة ربنا يسوع المسيح كونه باكورة الراقدين، لهي عربون قيامتنا نحن البشر أيضاً، عندما يتم في مجيئه الثاني المخوف يوم الدينونة، كما يشهد القديس يوحنا الإنجيلي: ” من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير” ( يو 6: 54 ).
بالإضافة الى ذلك، فإن مشاركتنا في سر الإفخارستيا الإلهية، حسب قول الرب ، هي التذوق المسبق للفرح السماوي والنعيم الأبدي فنتكىء قرب المسيح في ملكوته السماوي، كما أعلنه لنا قائلاً :” إني من الآن لا أشرب من الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي ” ( مت 26: 29 ).
أيها الأخوة الأحباء
الأسم الحسن الذي دعي به عليكم، أي مسيحي لا يتعلق بالجنس والقومية والوطنية، لكن يتعلق بجنس آدم الجديد، المسيح عروس الكنيسة، وأما أنتم فجنسٌ مختارٌ، وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة، شعب اقتناء، لكي تخبروا بفائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب” ( 1بط 2: 9 ).
أما ( النور العجيب ) هو النور الذي لا يعتريه مساء، هو مجده الذي أظهره في هذا المكان المقدس في قانا الجليل حيث تقيمون وتسكنون.
في هذا اليوم الذي هو الأحد الثاني من الفصح، نعيّد لتجديد قيامة المسيح وتفتيش القديس توما الرسول.
هذا التجديد لقيامة المسيح الذي تحقق من توما عندما منحنا إيماناً بعدم الإيمان، يدعونا لنصنع ثمار توبة لائقة، ليتسنى للروح القدس أن يملأ قلوبنا وسلام الله الذي يفوق كل غقل. وكما يقول الحكيم الإلهي بولس: وليملأكم إله الرجاء كل سرور وسلام، في الإيمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس”
( رومية 15: 13 ).
ومع مرنم الكنيسة نقول:
فيما كان القبر مختوماً أشرقت منه أيها المسيح الإله. وفيما كانت الأبواب مغلقة وقفت بالتلاميذ يا حياة الكل. وجددت بهم نعمة الروح المستقيم بحسب عظيم رحمتك.

المسيح قام ، حقاً قام

الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشلي
م

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الفصح المجيد

ثيوفيلوسُ الثالثُ

برحمةِ اللهِ بطريركُ المدينةِ المقدسةِ اورشليمَ
وسائرِ أعمالِ فلسطينَ
وطاقمِ الكنيسةِ أجمعينَ, بنعمةِ ورحمةِ وسلامِ القبرِ المقدّسِ المانحِ الحياةِ
قبرِ المسيحِ القائمِ منَ الموتِ.

“أنتنَّ تَطلبنَ
يسوعَ الناصريَّ المصلوبَ.
قدْ قامَ ليسَ هوَ ههُنا.
هُوذا الموضعُ الّذي وضعُوهُ فيهِ”
(مرقس: الإصحاح 16:6)

هذهِ هيَ الكلماتُ السماويَّةُ والخلاصيّةُ الّتي سُمِعَتْ منْ فمِ الملاكِ “بَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ ” أتتِ المريماتُ الثلاثُ إلى القبرِ ليحنّطْنَ ويعطِّرْنَ جسدَ المسيحِ (أنجيل مرقس.16:1:2). شعرتِ النّساءُ بفرحةِ البشارةِ عندَما تلقَّيْنَ الخبرَ أنَّ ابْنَ اللهِ الوحيدَ وكلمةَ اللهِ, المتجسِّدَ منَ الروحِ القدسِ ومنْ مريمَ العذراءِ, الّذي نزلَ إلى الجحيمِ عنِ الصليبِ, قدْ قامَ منْ بينِ الأمواتِ. ظنَّ الجحيمُ هناك أنَّهُ قدْ تلقَّى إنساناً عاميَّاً بَشَراً.. ولكنَّهُ سُحِقَ سُحِقَ ، إذْ سَرْعانَ ما تيقَّنَ أنَّهُ لمْ يتلقَّ إنسانًا فحسْبُ بلْ إنسانًا كاملاً، وإلهاً عظيمًا خالدًا لا يموتُ، يحكمُ معَ الثالوثِ القدوسِ ومساويًا للآبِ.

هذهِ هيَ فعلًا معجزةُ وحكمةُ وقدرةُ ونعمةُ اللهِ, التي تتمثَّلُ بتضحيتِهِ منْ أجلِ خلاصِنا نحنُ. إنّه يسوعُ الناصريُّ بقوةِ الآبِ وطبيعتِهِ الإلهيةِ ، أقامَ الطبيعةَ البشريةَ ، أقامَ أيضًا آدمَ, وأقامَنا نحنُ البشرَ.

سِرُّ اللهِ الآبِ هذا حدثَ هنَا في هذا المكانِ, المكانِ الّذي نقفُ فيهِ.! تحتَ هذا النّصَبِ قُبِرَ ودُفِنَ ، ومنهُ قامَ اللهُ المتجسّدُ يسوعُ المسيحُ . وإنّه لشاهدٌ على حدوثِ هذا السرِّ هنا هو هذا القبرُ الفارغُ ، وكانَ شهودًا على ذلكَ أيضًا النساءُ والتلاميذُ الرّسلُ الذينَ عاينُوا القبرَ فارغًا ..! وعلى ذلكَ أيضًا كانَ شاهدًا الربُ نفسُهُ , الذي ظهرَ بهيئةٍ أُخرى, المصلوبُ القائمُ منْ بينِ الأمواتِ بجسدِهِ الممجَّدِ في اليومِ الأوَّلِ من قيامتِهِ ، وكانتْ أوَّلَ الشهودِ على ذلك “مريمُ المجدليَّةُ” (إنجيل مرقس.16:9) والّذي ” قالَ للمريماتِ الثلاتِ عندَما انطلقْنَ ليخبرْنَ التلاميذَ “السَّلامُ لكمْ” (إنجيل متى.28:9) والّذي “َظَهَرَ بِهَيْئَةٍ لاثْنَيْنِ مِنَ التَّلَامِيذِ, وَهُمَا يَمْشِيَانِ مُنْطَلِقَيْنِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ” (إنجيل مرقس.16:12) والّذي ” ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ” (إنجيل مرقس.16:14) والّذي “ظهرَ لتوما في اليومِ الثامنِ منَ القيامةِ (إنجيل يوحنا.20:27) والَّذي “أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ الله” (سفر أعمال الرسل. 1:3).

إنّه المصلوبُ بالجسدِ والقائمُ في اليومِ الثالثِ منْ بينِ الأمواتِ .! والصاعدُ بمجدٍ عظيمٍ من أجلِنا إلى السَّماءِ باعثًا منَ الآبِ روحَهُ القدوسَ ، وروحَ العنصرةِ المقدَّسةِ لتلاميذِهِ، وبروحِهِ المقدَّسةِ هيّأَ الربُّ ورفعَ الكنيسةَ للعالمِ ، بوصفِها جسدَ المسيحِ المقدَّسِ ، والّتي ضحَّى لأجلِها من خلالِ دمِهِ الثمينِ والطَّاهرِ.!

إنَّ الكنيسةَ تعملُ في العالمِ بنورِ وقوةِ الروحِ القدسِ, على مدَى القرونِ .. إنَّ الكنيسةَ تُعلّمُ الإنسانَ، تثقّفُهُ وتمُدُّهُ بأسرارِها, تعمِّدُهُ وتجعلُهُ عضوًا مهمًا فيها.!! إنَّها تُؤْنِسُ الإنسانَ, تُقدِّسُهُ ، وتجعلُهُ يعيشُ ويهنَأُ بسلامٍ معَ نفسِهِ ومعَ غيرِهِ .!! تمنحُهُ التّغييرَ اللائقَ ، وتجعلُهُ يتواصلُ بالإحسانِ ، والعملِ الصّالحِ في المجتمعِ.! إنّها تجعلُ الإنسانَ يتغلَّبُ ، وينتصرُ حتَّى على الموتِ ، وأنْ لا يهابَ خوفَ وعذابَ الموتِ.! لقدْ أبرزتِ الكنيسةُ ملايينَ الشّهداءِ الّذينَ ضحَّوا بأرواحِهمْ منْ أجلِ اسمِ المسيحِ ، وسُفِكَتْ دماؤُهمُ التي اصبحتْ جنبًا إلى جنبٍ معَ دمِ المسيحِ تدعَمُ وتُشكّلُ أُسُسَ الكنيسةِ الّتي “َأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا” (إنجيل متى. 16:18).

إنَّ هذا العملَ ما تزالُ الكنيسةُ تقومُ بهَ حتَّى اليومِ، وفي أوقاتِ الأزماتِ الاقتصاديَّةِ والأخلاقيَّةِ , الجوعِ ، والفقرِ، والاستغلالِ، والتّجارةِ بالإنسانِ.! إنّ الكنيسةَ تتضامنُ وتتعاطفُ معَ الإنسانِ، وتعملُ على مساعدتِهِ بكلِ إمكانيَّاتِها وقُواها، وبعِدَّةِ وسائلَ ، ليستْ منَ الناحيةِ الروحيّةِ وحْدَها فحسبُ ، بلْ مِنَ الناحيةِ المعنويّةِ والاقتصاديّةِ والماديَّةِ أيضًا.! إنّها تُعلّمُ الإنسانَ أُسُسَ الحياةِ على القناعةِ وطبيعتِها.!

إنَّ الكنيسةَ في الارضِ المقدسةِ ملكةُ الكلِ, الأولى التي قبلتْ مغفرةَ الخطايا منْ خلالِ القيامةِ , تمارسُ وتواصلُ مشروعَها الرعويَّ لطائفتِها في الأرضِ المقدسةِ التي تتزعزعُ وتعاني في ظلِ الوضعِ السياسيِّ غيرِ المستقرِّ. إنَّها تبعثُ الرحمةَ والنبيذَ إلى جروحِ طائفتِها ، وفي الوقتِ ذاتِهِ تواصلُ عملَها في الحفاظِ على الأرضِ المقدَّسةِ ، مكانِ حدوثِ ظهورِ الإلهِ بابْنِهِ المولودِ الوحيدِ وكلمتِهِ ، وهيَ تلكَ التي تستضيفُنا بمودةٍ، وحنانٍ، نحنُ الحجاجَ الورعينَ ، معتبرةً إيَّانا كجزءٍ منها في هذا اليومِ العظيمِ منْ حجِ القيامةِ.

إنَّ أمَّ الكنائسِ التي تتمجَّدُ بقيامةِ المسيحِ تهدي منَ القبرِ المقدسِ المانحِ للحياةِ ، طائفتَهَا الورِعةَ في الأرضِ المقدسةِ وخارجَها وتناشدُنا نحنُ محبّي المسيحِ والحجاجَ التقيّينَ ترتيلةَ فصحِ القيامةِ ” المسيحُ قامَ منْ بينِ الأمواتِ ووطِئَ الموتَ بالموتِ ووهبَ الحياةَ للذينَ في القبورِ”.

المدينةُ المقدسةُ ، أورشليمُ ، عيدُ الفصحِ 2014
إلى الربِّ منْ أعماقِ القلبِ
ثيوفيلوسُ الثالثُ

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد الشعانين 13/4/2014

” إن الإبن كلمة الآب المساوي له في الأزلية وعدم الإبتداء الذي الشاروبيم بخوف لا يمكنهم التحديق نحوه قد وافى اليوم الى مدينة أورشليم جالساً على جحش لا نطق له، والأطفال سبحوه مرتلين له تسابيح سرية بسعف وأغصان هاتفين أوصنا في الأعالي للوارد لينقذ من الضلالة كل جنسنا”.
سيادة القنصل اليوناني العام
الآباء الأفاضل الأجلاء.
أيها الأخوة الأحباء. أيها المؤمنون.

نعمة الروح القدس جمعتنا كلنا في هذا المكان حيث تمت فيه آلام ربنا يسوع المسيح الطوعية وصلبه المحيي ودفنه الثلاثي الأيام، أي في كنيسة القيامة المقدسة، فتعالت من جوارحنا وقلوبنا تسابيح سرية بسعف وأغصان الشعانين مثل الأطفال، قائلين هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب.

فعلا أيها الأخوة الأحباء، قد أتى اليوم إلى المدينة المقدسة الأورشليمية كلمة الله الآب المساوي له في الأزلية وعدم الإبتداء ليخلص الجنس البشري من الضلالة الشيطانية. نقول(اليوم ) لأن المسيح ابن الله “هو الكائن والذي كان والذي يأتي” كما يشهد يوحنا الإنجيلي ( رؤيا 1: 4 )، إن خبرة هذه الأحداث نعيش معانيها الروحية والخلاصية داخل كنيستنا المقدسة من خلال تتميم سر الشركة الإلهية، الإفخارستيا أي المناولة المقدسة، لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.
نعمة الروح القدس جمعتنا اليوم، وكما يصرّح مرنم الكنيسة قائلاً: ” … كلنا حاملين صليبك أيها المسيح، نهتف لابن داود أسرِع لتخلص الذين جبلتهم، لأنك لهذا وافيت يا يسوع المبارك لكي نعرف مجدك “.
إن مجد المسيح هو قيامته الظافرة، وذلك حسب قوله : ” أنا هو القيامة والحياة ، من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد” ( يوحنا 11 : 25 – 26 ).
إنّ كنيستنا المقدسة ومن خلال الأسبوع العظيم المقدس من الصوم المبارك تحثّنا للمشاركة في مجد وقيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي يبتدأ بأسبوع الآلام الطوعية، لذا تدعونا بإلحاح من خلال صوت المرنّم قائلة:” لنلتصق أيها المؤمنون بالرب الذي سارع ليصابر كل شيء، ولنكن مستعدين للسخرية والبصاق والهزء، لكي نتمجد مع آلامه الطاهرة الخلاصية، ونعاين قيامته الظافرة المجيدة، ساحقاً من خلالها سلطان الموت والفساد” . الذي له كل تمجيد وإكرام وسجود مع أبيه وروحه القدوس إلى الأبد آمين.
نتمنى لكم فصحاً مجيداً
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية