1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة احد الفريسي والعشار

قال الرب : لأن كل من يرفع نفسه يتضع. ومن يضع نفسه يرتفع (لوقا ١٤:١٨).
ايها الأخوة الأحباء ايها المؤمنون والزوار الحسنيو العبادة.
بنعمة ورأفات الهنا العظيم الكلي التحنن تلج بنا كنيستنا المقدسة في هذا اليوم المبارك مرحلة الاستعداد للصوم الكبير المبارك. بدءا بمثل الفريسي والعشار الذي تلي على مسامعنا من انجيل البشير لوقا.
وكما يقول المرنم: ( لا نصلين يا اخوة فريسياً لان من يرفع ذاته يتضع. فلنتذلل امام الله متضعين وبواسطة الصيام نهتف هتافاً عشارياً قائلين إغفر لنا نحن الخطاة).
في هذا اليوم نبتدأ بمعونة الله العلية بكتاب الصلوات الخاص بالتريوذي الذي يستهل مطلعه بأحد الفريسي والعشار وينهي بيوم السبت العظيم اخر اسبوع الآلام, فهو بتضمن في فحواه جميع الأيام والآحاد الواقعة بينهما ليشكل صورة خاصة تامة وشاملة لتعاليم السنكسار كما نصه آباء كنيستنا القديسين الذين عملوا بغيره متناهية مستمدين عونهم من النور الألهي ومواهب الروح القدس العميمة وذلك للخوض في مناهج التوبة والخلاص والسير في دروب الجهاد الروحي من خلال العمل بفضائل الصيام والصوم والصلاة والتوبة.

فضائل الصوم والصلاة والتوبة ايها الأخوة الأحباء بالمسيح هي الوسائل الروحية المثمرة لضبط شهوات الجسد والأنتصار على نزوات الأفكار البشرية المهلكة. لكي نسمو بطهارة النفس والجسد ونقاوة العقل وصفاءه.

وكما اصعد يسوع الى البرية من الروح القدس ليجرب من ابليس كأنسان ليغلب بجهاده الشيطان وتجاربه, صام اربعين يوما واربعين ليلة (متى ١-٢: ٤). لذا علينا التمسك والأقتداء بما رسم وخط لنا المسيح كمنهج سليم للغلبة ضد الشيطان واعماله الشريرة.
فالرب يسوع المسيح يكرز قائلا ” لم آت الى العالم لأدعو ابرارا بل خطأه الى التوبة” (لوقا ٣٢:٥). ولتلاميذه الأطهار حثهم على التمسك بالصلاه وديمومتها قائلا ” صلوا كل حين ولا يمل” مانعا اياهم من الرضوخ للضعف والوهن في جهادهم الروحي” (لو ١١:١٨).
ان كنيستنا المقدسة ومن خلال مناهج التوبة والصوم والصلاة تحثنا لأن نكون شركاء في حياة المسيح المتجلية فينا. كما يقول بولس الحكيم: (لاننا ان عشنا فللرب نعيش, وإن متنا فللرب نحن. لانه لهذا مات المسيح وقام وعاش، لكي يسود على الاحياء والاموات) (رومية ٩-٨: ١٤).
ان موسم الصيام الاربعيني المقدس هو الميدان الروحي لنا نحن المؤمنين ابناء الكنيسة واعضاء جسد المسيح السري. لذا فالكنيسة تدعونا بلجاجة لأن نجاهد ونلاكم ونقمع شهواتنا حاملين فوق الكل ترس الأيمان, الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة (أفسس١٦:٦) حسب اقوال الرسول بولس.
ان من وصفات الصوم الجلية انه يكبح النفس الجامحة ويقودها الى التوبة. الصلاة السامية تتألق بالصلة والمناجاة مع الله الذي هو الحق والحياة. فهما الهدف والعمق للخوض في ميدان الجهاد العظيم للصوم الاربعيني المقدس.
ان ركيزة الصلاه الحقيقيه تستمد قوتها من جراء تواضع القلب وانسحاقه فعندما نصلي علينا الاعتراف بضمير صارخ بأننا غير مستحقين، وان الخطايا تكتنفنا كلنا بالتمام، كما حصل مع العشار في انجيل اليوم. بل علينا الهرب والابتعاد كل البعد من طريقة صلاة الفريسي، كما يرشدنا مرنم الكنيسه:( لا نصلين يا اخوة فريسيا). وكما يقول الكتاب المقدس (فإن الرب يمقت المتكبرين، ويعطي نعمة للمتواضعين) (امثال٣٤:٣). لان توبة الخاطئ افضل بكثير من تكبر المؤمن.
وكمثال فريد ومميز للتواضع، ظهر جليا لنا احد اباء كنيستنا العظام، القديس يوحنا الذهبي الفم رئيس اساقفة القسطنطينيه الذي نكرمه بتذكار نقل رفاته الكريمه، هذا الاب العظيم ( اوضح لنا سمو الاتضاع) كما يذكر مرنمه. أما بالنسبه للصيام، فالقديس يوحنا ذهبي الفم يقول: (ان الصيام غذاء للنفس, كما غذاء الجسد ينمي الجسم، هكذا الصوم ينمي النفس ويقويها).
الصلاه والصوم والتوبه، ايها الاخوه الاحباء هي أسلحة فتاكه ضد الشهوات وضد قوى الشيطان اب الكذب والغش، فهي الاسلحه الروحيه القاطعه، تعضد النفس اللابسه المسيح، لذا فهي تقاوم الشرير وتجاربه واضطهاداته. من اجل محبة المسيح، كما يقول الرسول بولس الى تلميذه تيموثاوس:( وجميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون) (٢ تيمو ١٢:٣). وبالعكس تماما (ولكن الناس اشرار المزورين سيتقدمون الى أردا، مضلين ومضلين). (٢ تيمو١٣:٣).
نتضرع الى ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح ومع المرنم نقول: (يا رب إن الفريسي لما برر ذاته متفاخراً بأعماله، شجبته وأما العشار فلما تقدم بتذلل جزيل والتمس اغتفاراً بتنهدات، بررته، لانك لا تقبل الافكار المتعظمه ولن ترذل القلوب المنسحقه. لذلك ونحن نجثو لديك بتواضع يا من تأملت لاجلنا امنحنا الغفران والرحمه العظمى. نتمنى لأبناء كنيستنا الاحباء صياماً نقياً ومباركاً.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار البار ثيوذوسيوس

“يا اخوة فاننا لا نكرز بانفسنا, بل بالمسيح ربا, ولكن بانفسنا عبيدا لكم من اجل يسوع. لان الله الذي قال: “ان يشرق نور ظلمة” هو الذي اشرق في قلوبنا, لانارة معرفة معرفة مجد الله في المسيح يسوع” (2 كور 4 : 5-6).

ايها الاخوة الاحباء. ايها المؤمنون, والزوار الحسني العبادة.

لقد تحققت استناارة معرفة مجد الله, بشخص يسوع المسيح الذي ولد في مغارة بيت لحم, والذي اعتمد في مياه نهر الاردن من يد السابق يوحنا المعمدان. هذه الاستنارة الالهية استقرت في شخص ابينا البار ثيوذوسيوس رئيس الاديرة, الذُ قدم من كباذوكية الى هذا المكان المقذس متخذا من منهج الحياة النسكية طريقا قويما للحصول على موهبة الروح القدس, بالتدرج في حياة التوبة حتى البلوغ لحالة التاله.

لقد استحق ابينا البار ثيوذوسيوس ان يحظى بلقب رئيس الاديرة, كونه اسس وبطريقة روحية اصيلة اللافرا (مناسك الرهبان) حيث ازدهرت فيها حياة الشركة النسكية, الامر الذي جذب عدد كبيرا جدا من طالبي الرهبنة, الذين قدموا زرافات زرافات للانضمام لهذه الحياة الملائكية الجديدة.

ان مركز الرهبنة هذا خضع نظام صارم, متخذا له نموذجا خاصا لحياة الشركة, فاصبحت ارض فلسطين محجا, لا بل قدوة ومثالا لحياة الشركة, حسب موهبة البار ثيوذوسيوس الفريدة التي ذاع سيطها جدا. ان البار ثيوذوسيوس سلك في حياته النسكية باقصى حالات التقشف, فلجم شهواته, واخضع جسده, وضبط فكره, وقيد رغباته الارضية ليسمو بالفضائل. وءعلو بالروح, حتى اكتسب المواهب العلوية, ليطلق عليه بانه انسان روحي يتمتع بمواهب روحية فائقة, الامر الذي حذا بالبطريرك الاورشليمي سالوستيوس (486 – 496 م) ي ان يرقي البار ثيوذوسيوس الى منصب الرئيس العام والمسؤول الاول والوحيد عن المراكز والاديرة الخاضعة لحياة الشركة الرهبانية في ارض فلسطين قاطبة, وذلك حسب ما نشره الناسك والمؤرخ (كيرللس سكيثوبوليتس), وفي مصدر موثوق اخر فقد كتب: (اما الانبا ثيوذوسيوس فقد اصبح ارشمندريتا ورئيسا لكل المبادئ والقوانين المختلفة للحياة النسكية المشتركة).

ان هدف هذا القانون لحياة الشركة النسكية, هي الوصول الى حالة التاله, اي حياة القداسة, وذلك من اتباع نظام الصلاة المستمرة المقرونة بالحياة التقشفية. وهذا ما نوه به الرسول القديس بولس الحكيم قائلا: “اتبعوا السلام مع الجميع, والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب” (عب 12:14) . اما القديس اثناسيوس الكبير فيقول “صار الله انسانا, ليصير الانسان الها بالنعمة”. والرسول بطرس يقول: “بل نظير القدوس الذي دعاكم, كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة لانه مكتوب: “كونوا قديسيين لاني انا قدوس” (1 بط 15 – 116).

بكلام اخر ايها الاخوة الاحباء

الله هو قدوس, لانه خارج عن الزمان والمكان (اي المادة), فلا احد يستطيع الدنو منه, لانه سيحترق, لان “الهنا نار اكلة”, فلا شركة بين النور والظلمة (عب 12:29).

وكما يقول الرسول يعقوب: ” الله غير مجرب بالشرور” (يعقوب 1 : 13). اما الرسول بولس فيعلن: “الذي وحده له عدم الموت. ساكنا في نور لا يدنى منه.
الذي لم يره احد من الناس ولا يقدر أن يراه.
الذي له الكرامه والقدره الابديه.
امين (١تيمو ١٦:٦).
عند عماد ربنا يسوع المسيح في نهر الاردن من يوحنا المعمدان، انشقت السموات، وظهر هذا النور الذي لا يدنى منه، أي الروح القدس، بهيئة حمامه نازلاً عليه. (مرقس ٩:١).
ان كل مؤمن من كنيسة المسيح المقدسه، ومن خلال مراسيم سر عماده, يستلم ختم وموهبة الروح القدس، روح المسيح.
ان مفاعيل هذا السر هي مفاعيل الهية حقيقيه، تماما كالاقوال الالهيه التى هي مصدر للحياه وديمومتها، وهذا ما تم في تجربة المسيح في البريه عندما اجاب الشيطان: (ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، بل بكل كلمه تخرج من فم الله) (متى ٤:٤).
هذه الاقوال هي اقوال الهيه محضه فهي التى تعطي الحياه ببعديها الطبيعي والاروحي، كما يشهد بذلك السيد يسوع المسيح القائل: (الروح هو الذي يحيى، اما البشر (الجسد) فلا يفيد شيئاً. الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة.
هذا يصبح واضحاً، عندما معي قول الله تحقق بالله الكلمه الذي تجسد، اي المسيح، لهذا السبب بولس الرسول يصرح قائلاً:(انتم الذين بالمسيح اعتدمتم، المسيح قد لبستم) (غلاطيه ٢٧:٣)
النور الالهي للثالوث القدوس المحيي، هو نور ابن الله المسيح كلمة الله وحكمته، الذي فيه اي في المسيح سر ان يحل كل ملء اللاهوت جسديا (ا كول ١٩:٢)، هذا هو اللباس الجديد الذي نلبسه (المسيح)، لانه نور وحياه.
ان البار ثيوذوسيوس ملكته الغيره المقدسه ليحضى بلباس العماد المقدس بالمسيح، لذا انطلق بحراره روحيه كبيره من موطئ رائسه في كباذوكيه، نحو هذه الارض المقدسه ، ليجاهد الجهاد الحسن في منهج الحياه النسكيه في هذه البراري والقفار، فبنى فيها واحة روحيه وطبيعيه، فاعتنى بالخراف الناطقه بالمسيح في هذه الحظيره الروحيه لحياة الشركه الرهبانيه، ليتحقق ما قيل بفم أشعياءالنبى ( … الشعب الجالس في الظلمه أبصر نوراً عظيماً، والجالسون في كروة الموت وظلاله أشرق عليهم نور). (متى ١٦-١٤:٤).
ان هذا النور ما زال يشرق في هذا الدير العامر حتى يومنا هذا. لأن يستمد إشراقه من النور الالهي الذي لا يعروه مساء.
لنجسد لله مخلصنا يسوع المسيح ومع المرنم نقول:
حين ابصرناك ايها المسيح الاله ظاهراً في الجسد على منوال يمتنع وصفه. عرفنا أباك الغير المنظور وروحك القدوس هاتفين: باركوت الرب يا جميع اعمال الرب. بالاضافه، نشكر ربنا والهنا الذي من علينا وعلى الكنيسه المقدسه بهذا الكاروز (البار ثيوذوسيوس) الذي يكرز للثالوث القدوس ولحقيقته الالهيه، كونه اناءاً طاهراً نقياً لقوة استنارة الروح القدس، لتستنير نفوسنا، لنصبح ابناء النور والنهار وحرية المسيح كما يقول المرنم:
اننا نتذكر تعاليمك يا ثيوذوسيوس، فنكرز بالمسيح ذا جوهرين. ونعتقد بمشيئتين وطبيعتين وفعلين وسلطتين مستقلين في الاله الذي اعتمد بالجسد، والان ومع الكلية القداسه والدة الاله الدائمه البتوليه مريم. تشفعا بغير فتور، من اجل السلام في العالم وفي منطقتنا، ومن أجل خلاص نفوسنا، بصلوات ابينا المتوشح بالله ثيوذوسيوس.
امين.
كل عام وانتم بخير.
الداعي بالرب البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينه المقدسه أورشليم.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطه بطريرك المدينه المقدسه اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاحتفال بعيد الظهور الالهي في نهر الاردن

عطوفة محافظ اريحا السيد ماجد الفتياني
قنصل اليونان العام السيد يورغوس زاخريوذاليس,
الحضور الكريم,
ان هذه الارض المقدسه، وخاصة ارض مدينتكم اريحا القديمه قدم التاريخ، ونهر الاردن المقدس المحاذي لها في العراقة والاصاله، يرتبطان بشكل وثيق وصادق مع التاريخ المقدس أجل ارتباط.
وباكثر جلا يتصدر هذا التاريخ المقدس عماد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي يعتبر أس الكنيسه، لتتمتع بهذه الوزنه الإلهيه ام الكنائس بطريركية الروم الارثوذكس الاورشليميه وسائر فلسطين.
ان الاديره والكنائس الموجوده في هذه الاماكن المقدسه، في منطقة اريحا ونهر الاردن، تنطق بشهادة الحق، وتعلن بشرى حضور الله على الارض، وتكرز بظهور النور الالهي، وظهور الروح القدس فعلياً للبشريه جمعاء.
وجود هذه الشواهد المقدسه، وشح نسيج المحيط الاجتماعي والديني المتين عبر الزمان، مروراً ببساسة العظام، الذين تالقوا في عذا النسيج المميز والفريد، أمثال القديس صفرونيوس الذي سبقنا على سدة البطريركيه الاورشليميه،
والخليفه عمر بن الخطاب اللذين أرسيا قواعد التعايش، المبنى على الاحترام المتبادل بين المسيحين والمسلمين.
لقد نزلنا اهلاً ووطئنا سهلاً. لنحتفل بهذا الحدث الكريم في مدينتكم التارخيه اريحا، لنتشارك سوية ملء الفرحة والابتهاج بحلول عيد الغطاس العالمي ( عيد الظهور الالهي).
نقول هذا لأن هذا العيد هو عيد اشراق النور الالهي، نور المحبه والسلام والعداله، الذي اشرق للجالسين في كورة الموت وظلاله كما يقول الانجيلي متى (متى ١٦:٤)، ليشمل سلطان وقوات ظلمة هذا الدهر، ليشمل سلطان وقوات ظلمة هذا الدهر، كما يذكر الحكيم بولس ( افسس ١٢:٦)
لذا اتينا الى هذا المكان، حيث تم ظهور النور الالهي غير المدرك، نور العداله للعالم اجمع، لنرفع صلواتنا وتضرعاتنا للباري عز وجل، احتفالاً بتقديس مياه نهر الاردن.
نتقدم بأحر الشكر والامتنان لهذه الحفاوة والضيافه الاصليه، املين من كل قلوبنا: ان النور الالهي ونور العداله يكتنفكم بحلته السماويه، ويسربل الارض الفلسطينيه وشعبهاالكريم باليمن والبركه، واهباً للرئيسمحمود عباس ابو مازن العزيز على قلوبنا تمام الصحه والعافيه، منعما عليه بالقياده الرشيده ليحظى شعبه الكريم بالحريه الكامله وتحقيق الاستقرار والنمو والازدهار.

وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المطينه المقدسه اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطه بطريرك المدينه المقدسه اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لرجال الدين المسلميين خلال زيارتهم لتهنئتة الطائفة الارثوذكسية بعيد الميلاد المجيد

في البدايه نرحب بكم اجمل الترحيب في دار البطريركيه الروميه الارثوذكسيه (ام الكنائس).
نرحب برجال الدين واخواننا واشخصيات الوطنيه الاعتباريه في قدسنا الشريف والاراضي المقدسه، ونشكركم جزيل الشكر لتهنئتكم لنا بمناسبة ميلاد يسوع المسيح ملك السلام في مغارة بيت لحم.
واننا ايضا نعيدكم بمناسبة مولد النبي الشريف الذي صادف في هذه الايام المباركه.
وكيف لا نعايد بعضنا البعض ونحن اصحاب العهده المعمريه التي تمت في سماء القدس بين سلفنا البطريرك صفرونيوس المثلث الرحمات والخليفه عمر بن الخطاب رضى الله عنه، هذا النموذج للتعايش الاجتماعي والديني وقبول الاخر نعتز ونفتخر به دائماً. واننا نؤمن بأن الاعياد الإسلاميه والمسيحيه هي اعياد وطنيه واجتماعيه لجميع ابناء شعبنا الفلسطيني في القدس والاراضي المقدسه.
هنا لا بد لنا ان نشيد بالدور الكبير الذي يقوم به فخامة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس ابو مازن وبرعايته للاعياد الاسلاميه والمسيحيه الذي شرفنا وشرف عيدنا بمناسبة ميلاد يسوع المسيح ملك السلام في بيت لحم .
وإننا نشكره لانتدابه دولة الدكتور رامي الحمد الله الذي شرفنا ايضا ممثلاً عن فخامة الرئيس في الامسيه الروميه البيزنطيه في قصر المؤتمرات في محافظة بيت لحم.
وهنا لا بد لنا الى ان نشكر السيد حنا عميرة الذي قام بدور كبير وهام في مدينة بيت لحم والتي تكللت جهوده بالنجاح والتوفيق في مراسم تنظيف كنيسة المهد المهد والذي نشيد به دائماً.
وهنا لا بد لنا ان نشير وللمره الثانيه بانه قمنا بإضاءة شجرة الميلاد داخل اسوار القدس وهذا وان دل على شيء يدل على وجودنا وجذورنا الراسخه في تراب قدسنا الشريف.
نحن اليوم نشكركم جميعاً بالدور الوطني والاجتماعي الذي تقومون به في قدسنا الشريف والمحافظه على الاماكن المقدسه الاسلاميه والمسيحيه وخاصة ما يتعرض له المسجد الاقصى المبارك.
وهنا لا بد ان نشيد بالاتفاقيه التى تمت بين جلالة الملك عبد الله بن الحسين حفظه الله ورعاه وفخامة رئيس دولة فلسطين محمود عباس ابو مازن حفظه الله ورعاه بالوصايه والمحافظه على الاماكن المقدسه المسيحيه والاسلاميه في القدس والاراضي المقدسه.
وفي الختام تضرع الى الله سبحانه وتعالى ان يعيد علينا هذه المناسبه وقد تحققت امال واهداف شعبنا الفلسطيني المعذب بالحريه والاستقلال وان يعم السلام في منطقة الشرق الاوسط والاراضي المقدسه.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطه بطريرك المدينه المقدسه اورشليم كيريوس كيريوس الثالث بمناسبة بدء السنه الجديده، وختان الرب يسوع بالجسد.

سعادة القنصل العام اليوناني.
ايها الاباء المحترمين.
ايها الاخوه الاحباء، ايها المؤمنون، والزوار الحسنيو العباده.

(روح الرب عليّ، لانه مسحني لابشر المساكين. ارسلني لأشفي المنكسري القلوب.
لأنادي للمأسورين بالاطلاق وللعمى بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحريه. واكرز بسنه الرب المقبوله) (لوقا ١٩-١٨:٤).
يقول الرب بفم اشعياء النبي.
كنيستنا المقدسه في المسيح، جمعتنا اليوم في هذا المكان المقدس، في باحة البطريركيه الاوشليميه الموقره، لنحتفل بابتهاج وحبور، لنودع السنه العابره التى ولت، واعلان بقدوم وبدء السنه الجديده، سنه الرب المقبوله، سنة جود وصلاح الرب يسوع المسيح.

من الجدير بالذكر، ان في كنيسة المسيح، لا وجود للزمن المخلوق في كنهها، انما فقط في ملكوت الله الابدي. هذا يعني: ان تحديد المعنى للزمن حسب مفاهيم الكنيسه، لا يتاثر (بالخرافات المصنعه)، كما يظن التفكير الانساني. لكن ليفهم من الكنيسه بقوة واستناره الروح القدس. روح المسيح، الذي قال لتلاميذه: (ليس لكم ان تعرفوا الازمنه والاوقات التي جعلها الاب في سلطانه) (اعمال ٧:١).
كلمة الله الذي تجسد في مغارة بيت لحم، وولد من مريم العذراء، اعلن لنا جهاراً، من خلال تعاليمه الالهيه، الرؤيه الجليه في الفصل بين اوقات الفساد، واوقات غير الفساد، أي طرق ومسالك الخطيئه التى تصنع فساداً. ومناهج التوبه التى تؤدي الى الخلاص. ( لم ات لادعو ابراراً بل خطاه الى التوبه) (لوقا ٧٩:١). هكذا يقول الرب. نقول هذا لان كلمة الله المتأنس يجدد ويدشن، في كنيسته المقدسه، الزمن الجديد، زمن النور غير المدرك:(ليضيء على الجالسين في الظلمه وظلال الموت) (لوقا ٧٩:١).
( هوذا الان وقت مقبول ) يصرح بولس الالهي ( هوذا الان سنة الخلاص).
حيث يشرق لنا من خلالها، هلال التوبه، وفضيلة الرجاء، وطريق العداله، ومنهج السلام كما يقول المرنم متضرعاً: ( اجعل لنا نحن الذين يعرفوك انك مساو للاب في الازليه ايها الكلمه تعاقب العام إنتقالاً الى حاله افضل مقرونه بالسلام).
القديس باسيليوس العظيم الذينكرمه اليوم، يعلق على مفهوم( معنى الوقت) في كتابه ( الستة الايام) التى الفه، فهو يستعين من أمثال سليمان الحكيم القائل: ( أن تفعل صلاحاً هو بداية الطريق الصالح)(ام ٩:٢). فيفسر لنا قائلاً:( فالاعمال الصالحه هي حقً الخطوات الاولى للحياه السعيده).
ايها الاخوه الاحباء
الاستقبال الاحتفالي للينه الجديده، اذ يصادف عيد ختان ربنا ومخلصنا يسوع المسيح،يدعونا لان نفكر بامعان وتركيز على الاعمال والاشغال التى مضت مع السنة المنصرمه، ومع بولس الحكيم نقول:( ولكني افعل شيئاً واحداً: اذ انسى ما هو وراء وامتد الى ما هو قدام.
اسعى نحو الغرض لاجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع) (فيلبي١٤-١٣:٣)
انها البدايه، اي الخطوه لدى الحياه السعيده، الحياه حسب المسيح، بحسب سلوكنا وسيرتنا في الحياه بتقوى، مدعووين ان نضعها كهدف بدخول السنه الجديده المقبوله لدى صلاح ربنا. لان لك العزه والملك الابدي.
امين

الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينه المقدسه اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون