كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الكلي الطوبى والجزيل الإحترام القداس الالهي الاحتفالي مدينة الحصن الأحد 30 تموز 2006

أيها الابناء الروحيون المحبوبون بالرب ،

إن المسيح الرب يحث تلاميذه قائلاً لهم : “فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليشاهدوا أعملكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات” (متى 16:5) .

إن هذا النور الذي يتحدث عنه ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح في مخاطبته لتلاميذه الاطهار هو نور الثالوث الاقدس ، وهو نور الاله الواحد وهو نور الروح القدس أي روح المسيح وهذا النور ايها الاحبة هو الذي جمعنا اليوم اكليروساً وشعباً في هذا اللقاء الافخارستي (أي لقاء سر الشكر الالهي) وذلك في هذه الارض المباركة العزيزة على قلوبنا ارض الاردن الحبيب وخاصةً مدينتكم الحصن ، وهذا النور الالهي انبلج وظهر بفضل سر التدبير الالهي وسر التجسد الالهي أي بواسطة ظهور وتجسد وتأنس المسيح الذي به استنارت المسكونة حيث أن مجيئه هو الذي اباد الظلمة وازالها والظلام مصدره الشيطان أما نور المسيح فهو الذي ازال هذا الظلام .

إن كنيستنا المقدسة وهي كنيسة المسيح الرب حجر الاساس بالنسبة اليها هو المسيح ذاته الاله الانسان الرب يسوع المسيح وكذلك الدعامة الحقيقة لهذه الكنيسة هم تلاميذه ورسله الاطهار الذين بهم استنارت المسكونة بأسرها في كافة الدهور والازمان وهذا النور الساطع الذي ينير العالم انما ينطلق وينتشر من الكنيسة المقدسة الواحدة الجامعة الرسولية التي هي جسد المسيح أما نحن فبنعمة الله نعتبر اعضاءً في هذا الجسد المقدس .

وبصفتنا أعضاءً مؤمنين في جسد الكنيسة الذي هو جسد المسيح وبصفتنا أيضاً من تلاميذ المعلم الاوحد مسيحنا وفادينا فاننا مدعوون ان نجعل من انفسنا ابناءً للنور أي ابناء نور المسيح وذلك لكي يرى اخوتنا في الانتماء الى الانسانية اعمال الكنيسة الصالحة ويمجدوا ويسبحوا أبانا الذي في السماوات .

ابناءنا الروحيين بالرب ،
إن نور المسيح هو نور الحقيقة الايمانية ذلك لان مصدره هو المسيح ذاته وهذا النور هو ينبوع بركات لا ينضب وهذا النور الالهي قد منح بواسطة كنيسة اورشليم المقدسة التي تجمعنا كافةً تحت كنفها مقدمةً كل مساندة ومساعدة روحية وإن حضورنا تحت حماية هذه الكنيسة لهو ابلغ شهادة على استمرارية بقاء هذا النور الالهي ساطعاً في هذه الارض المباركة .

إن كنيستنا المقدسة وهي التي نعرفها ببطريركية الروم الارثوذكس المقدسية ام الكنائس كافةً ترفع التمجيد والتسبيح للاله الواحد المثلث الاقانيم ذلك لانها حافظة وما زالت تحافظ على هذا النور الذي هو نور مجد الله الاله الواحد بدون ان ينطفء ابداً وهذا النور أيضاً انما يقدس ويشفي ويخلص وهو نور مليء بمحبة الانسان ذلك لانه نور الهي والهنا هو عظيم الرحمة ومحبته للانسان لا حدود لها ، والله يريد لكل انسان ان ينال الخلاص وكنيستنا الارثوذكسية المقدسة انما تعتبر هذا النور تعبيراً عن محبة المسيح لها وتعتبر أيضاً بان هذه الكنيسة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه الارض فهي كنيسة محلية وهذا النور هو الذي يقدس ويبارك هذه البلاد التي به تستنير وتتبارك وخاصةً هذا الوطن العزيز الذي يفتخر بان قائده هو حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله .

أيها الاحبة ان الاعمال الصالحة التي يدعونا الله لكي نقوم بها لكي يراها الناس هي اعمال محبة الله ومحبة الله تعني أيضاً محبة واحترام اخينا الانسان الذي هو مخلوق على صورة الله ومثاله ، والاعمال الصالحة الخيرة هي أعمال التضامن والشعور مع الاخرين في السراء والضراء والعطاء المتواصل ومحبة الوطن والوقوف الى جانب المستضعفين ومساندة كل انسان بدون اي تميز بين صالح وطالح وبين ديانة واخرى او اتنماء قومي او مرتبة اجتماعية .

إن اباءنا القديسين المتوشحين بالله الذين تذكرهم الكنيسة بكل وقار وتقدير لدورهم الريادي في حياة الكنيسة اصبحوا شركاء في نور المسيح واباءنا القديسون يحملون نور المسيح هذا حيث حافظوا بمساندة المسيح الرب على الايمان القويم بعيداً عن البدع والهرطقات واظهروا الكنيسة بشكل لائق حيث ان كنيستنا هي كنيسة الايمان المستقيم ونحن نعتقد أيضاً بان الاستقامة في الايمان تعني الاستقامة في الحياة وفي التعامل مع الاخرين ايضاً ، لاجل هذا تسمى كنيستنا كنيسة ارثوذكسية أي مستقيمة الرأي لانها حافظت على التعاليم الحقيقية وتعلم كيف يجب ان يكون الانسان في حياته مستقيماً وعائشاً في مجد الرب الحقيقي .

النور الذي قال المسيح عنه أنه يجب أن يضيء لكي يمجد أبانا السماوي هو اسلوب الحياة المستقيم ، والى المسيح الرب يليق كل مجد وتسبيح الى الابد ، أمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الكلي الطوبى والجزيل الإحترام لدى زيارته إلى مدينة الحصن حفل الإستقبال بعد القداس الأحد 30 تموز 2006

السيدات والسادة المحترمون ،
أيها الحفل الكريم ،

إن قلبنا اليوم عامر ومليء بالفرح والابتهاج الروحيين ذلك لاننا اشتركنا معا وسوياً في الكأس المقدسة الواحدة التي يقدمها لنا سر الشكر الالهي وذلك ابرازاً للعلاقة المسيحية الوطيدة معكم وهي علاقة الراعي برعيته ، وبالطبع فان راعي الكنيسة الحقيقي هو المسيح الرب ذاته أما نحن جميعاً فقد انتدبنا لكي نكون خداماً له ولكنيسته المقدسة . وإننا نعتبر جميعنا رعيةً واحدةً رأسها المسيح الرب ونشعر كذلك بالارتياح والفرح لاننا بمعونة الله تمكنا من إعادة تجديد وتوثيق الرباط والعلاقة المتميزة بين المملكة الاردنية الهاشمية من جهة وبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية من جهة أخرى .

إن حضورنا اليوم في لقاء المحبة هذا انما هو فرصة سانحة لكي نلتقي ونتواصل ونخاطب بعضنا بعضاَ بروح مسيحية حقيقية ، ولقاءنا اليوم يحمل طابعاً كنسيا بامتياز ، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الاهتمام الابوي الرعوي والعملي الذي تقدمه بطريركيتنا المجيدة ومجمعنا المقدس وأخوية القبر المقدس ونحن أيضاً نحو رعيتنا المباركة المحبوبة بالرب .

لقد أصبحنا ًاليوم شهوداً بعد أن التقينا واياكم وتواجدنا معكم لما سمعناه ورأيناه في هذه الرعية المباركة فقد لمسنا أن هنالك نشاطاً روحياً وأدركنا أن هنالك ايضاً تحديات واشكاليات واحتياجات وطلبات ونعتقد بان حضورنا اليوم هنا مع من رافقنا من السادة المطارنة الاجلاء واعضاء مجمعنا المقدس انما يظهر بشكل جلي وواضح المسؤولية الرعوية التي تقع على عاتقنا واننا بهذا نود ان نلفت عنايتكم أنه منذ اليوم الأول لاستلامنا لمسؤولياتنا الرعوية ونحن نبذل كل جهد مستطاع لكي نعالج النواقص وكافة الأمور التي تحتاج الى تفعيل ، ونعتقد أيضاً باننا ملزمون بأن نقول لكم اليوم بان معالجة الكثير من القضايا تحتاج الى وقت وصبر وكما نحن نبدي تفهماً ورغبةً من أجل مساندتكم والوقوف الى جانبكم فاننا نحن أيضاً بدورنا نتمنى منكم ان تتفهموا ما تقوم به البطريركية من محاولات وأعمال هادفة الى القيام بتأدية الرسالة الروحية والكنسية بشكل لائق والتي تنصب في مصلحة رعيتنا وفائدة ابناءنا في الاردن وكذلك مصلحة بلدنا الحبيب الاردن أيضاً .

واعتقد بانه من واجبنا في هذا المقام ان نعبر عن امتنانا القلبي لجلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله على ما يقدمه من اهتمام ورعاية نحو البطريركية ونحو كافة المسيحيين القاطنين في هذه البلاد كما ونتوجه أيضاً بشكرنا القلبي الى رجال الأمن والشرطة الذين يسهرون على مصلحة الوطن على ما قدموه من تسهيلات ومساعدة لدى استقبالنا وزيارتنا لهذه المدينة .

وفي الختام نشكر كافة الذين حضروا واشتركوا في هذا الاحتفال ونعبر عن فرحنا وابتهاجنا بوجودكم ونشكر بنوع خاص وكيلنا البطريركي في إربد قدس الارشمندريت خريستوفورس ومعاونيه .

مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق والخير والفلاح .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الكلي الطوبى والجزيل الإحترام القداس الالهي الاحتفالي مدينة الحصن الأحد 30 تموز 2006

أيها الابناء الروحيون المحبوبون بالرب ،

إن المسيح الرب يحث تلاميذه قائلاً لهم : “فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليشاهدوا أعملكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات” (متى 16:5) .

إن هذا النور الذي يتحدث عنه ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح في مخاطبته لتلاميذه الاطهار هو نور الثالوث الاقدس ، وهو نور الاله الواحد وهو نور الروح القدس أي روح المسيح وهذا النور ايها الاحبة هو الذي جمعنا اليوم اكليروساً وشعباً في هذا اللقاء الافخارستي (أي لقاء سر الشكر الالهي) وذلك في هذه الارض المباركة العزيزة على قلوبنا ارض الاردن الحبيب وخاصةً مدينتكم الحصن ، وهذا النور الالهي انبلج وظهر بفضل سر التدبير الالهي وسر التجسد الالهي أي بواسطة ظهور وتجسد وتأنس المسيح الذي به استنارت المسكونة حيث أن مجيئه هو الذي اباد الظلمة وازالها والظلام مصدره الشيطان أما نور المسيح فهو الذي ازال هذا الظلام .

إن كنيستنا المقدسة وهي كنيسة المسيح الرب حجر الاساس بالنسبة اليها هو المسيح ذاته الاله الانسان الرب يسوع المسيح وكذلك الدعامة الحقيقة لهذه الكنيسة هم تلاميذه ورسله الاطهار الذين بهم استنارت المسكونة بأسرها في كافة الدهور والازمان وهذا النور الساطع الذي ينير العالم انما ينطلق وينتشر من الكنيسة المقدسة الواحدة الجامعة الرسولية التي هي جسد المسيح أما نحن فبنعمة الله نعتبر اعضاءً في هذا الجسد المقدس .

وبصفتنا أعضاءً مؤمنين في جسد الكنيسة الذي هو جسد المسيح وبصفتنا أيضاً من تلاميذ المعلم الاوحد مسيحنا وفادينا فاننا مدعوون ان نجعل من انفسنا ابناءً للنور أي ابناء نور المسيح وذلك لكي يرى اخوتنا في الانتماء الى الانسانية اعمال الكنيسة الصالحة ويمجدوا ويسبحوا أبانا الذي في السماوات .

ابناءنا الروحيين بالرب ،
إن نور المسيح هو نور الحقيقة الايمانية ذلك لان مصدره هو المسيح ذاته وهذا النور هو ينبوع بركات لا ينضب وهذا النور الالهي قد منح بواسطة كنيسة اورشليم المقدسة التي تجمعنا كافةً تحت كنفها مقدمةً كل مساندة ومساعدة روحية وإن حضورنا تحت حماية هذه الكنيسة لهو ابلغ شهادة على استمرارية بقاء هذا النور الالهي ساطعاً في هذه الارض المباركة .

إن كنيستنا المقدسة وهي التي نعرفها ببطريركية الروم الارثوذكس المقدسية ام الكنائس كافةً ترفع التمجيد والتسبيح للاله الواحد المثلث الاقانيم ذلك لانها حافظة وما زالت تحافظ على هذا النور الذي هو نور مجد الله الاله الواحد بدون ان ينطفء ابداً وهذا النور أيضاً انما يقدس ويشفي ويخلص وهو نور مليء بمحبة الانسان ذلك لانه نور الهي والهنا هو عظيم الرحمة ومحبته للانسان لا حدود لها ، والله يريد لكل انسان ان ينال الخلاص وكنيستنا الارثوذكسية المقدسة انما تعتبر هذا النور تعبيراً عن محبة المسيح لها وتعتبر أيضاً بان هذه الكنيسة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه الارض فهي كنيسة محلية وهذا النور هو الذي يقدس ويبارك هذه البلاد التي به تستنير وتتبارك وخاصةً هذا الوطن العزيز الذي يفتخر بان قائده هو حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله .

أيها الاحبة ان الاعمال الصالحة التي يدعونا الله لكي نقوم بها لكي يراها الناس هي اعمال محبة الله ومحبة الله تعني أيضاً محبة واحترام اخينا الانسان الذي هو مخلوق على صورة الله ومثاله ، والاعمال الصالحة الخيرة هي أعمال التضامن والشعور مع الاخرين في السراء والضراء والعطاء المتواصل ومحبة الوطن والوقوف الى جانب المستضعفين ومساندة كل انسان بدون اي تميز بين صالح وطالح وبين ديانة واخرى او اتنماء قومي او مرتبة اجتماعية .

إن اباءنا القديسين المتوشحين بالله الذين تذكرهم الكنيسة بكل وقار وتقدير لدورهم الريادي في حياة الكنيسة اصبحوا شركاء في نور المسيح واباءنا القديسون يحملون نور المسيح هذا حيث حافظوا بمساندة المسيح الرب على الايمان القويم بعيداً عن البدع والهرطقات واظهروا الكنيسة بشكل لائق حيث ان كنيستنا هي كنيسة الايمان المستقيم ونحن نعتقد أيضاً بان الاستقامة في الايمان تعني الاستقامة في الحياة وفي التعامل مع الاخرين ايضاً ، لاجل هذا تسمى كنيستنا كنيسة ارثوذكسية أي مستقيمة الرأي لانها حافظت على التعاليم الحقيقية وتعلم كيف يجب ان يكون الانسان في حياته مستقيماً وعائشاً في مجد الرب الحقيقي .

النور الذي قال المسيح عنه أنه يجب أن يضيء لكي يمجد أبانا السماوي هو اسلوب الحياة المستقيم ، والى المسيح الرب يليق كل مجد وتسبيح الى الابد ، أمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في جناز الشاب حبيب عيس عواد قرية عبلين الإثنين الموافق 24 تموز 2006

المشيعون الكرام ،

لقد آلمنا جداً النبأ الذي تلقيناه يوم أمس أثناء تواجدنا في مدينة الفحيص الأردنية حيث قمنا بزيارة رعوية لأبناءنا هناك ، وقد ألمَ بنا حزن وأسف شديدين عندما اخبرنا بخبر إنتقال إبننا الروحي حبيب عواد الى الأخدار السماوية نتيجة إنفجار صاروخ في مكان قريب من معمله وفي الوقت الذي تواجد فيه هناك ، حيث كان يعمل من أجل تأمين لقمة العيش الكريمة لأسرته التي كان حريصاً عليها جداً .

واليوم أتينا من مدينة القدس المدينة المقدسة مركز البطريركية بإيمانٍ كبيرٍ ورجاءٍ واتكالٍ على الله جئنا إلى هذه البلدة مسقط رأس المرحوم لكي نشاطركم العزاء ونكون الى جانبكم في ألمكم ونقيم هذه الخدمة الجنائزية راحة لنفس فقيدنا .

وفي هذه الخدمة الجنائزية التي نقيمها في هذه الكنيسة المقدسة نسأل الله أن يتولى الفقيد برحمته وعدله وحنانه وأن يكون موضعه في مكان حياةٍ وفرحٍ أبدي كما نسأله تعالى أن يمنح عزائه لارملة الفقيد وأبنائه الثكالى والاسرة الحزينة بأسرها ، كما نضرع الى الله أيضاً أن ينير ويرشد جبابرة هذا العالم واقوياء هذا الدهر لكي يحترموا القيم الإنسانية والأخلاقية وأن يحافظوا على الحياة الإنسانية وأن يعملوا معاً من أجل انتشار قيم السلام المبني على العدل وهو السلام الدائم الذي اذا ما تحقق يمكنه أن يكون الضمانة لامن واستقرار وسلامة وتقدم سكان هذه البقعة المقدسة من العالم .

إن بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية التي هي وبحق أم الكنائس وأم المسيحيين كافةً في هذه الأرض المقدسة ترفع الدعاء وتقيم الصلاة أمام قبر الفادي المخلص من أجل راحة نفس الفقيد التي اغتصبت واختطفت حياته فجأةً ونصلي أيضاً من أجل السلام في العالم وفي هذه المنطقة بشكل خاص مؤكدين بأننا سنقف الى جانب اسرة الفقيد مقدمين كل مساندة ومساعدة ممكنة .

إله المراحم وأب الحزانى فليكن مع هذه الاسرة مع الزوجة الفاضلة والإخوة والأبناء والأصدقاء كافةً الذين نعزيهم من قلوبنا سائلين الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته في الراحة الأبدية الخالدة .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث القداس الإلهي الإحتفالي في كنيسة الفحيص الأحد 23 تموز 2006

لقد ارشدتنا اليوم نعمة الهنا القدوس المثلث الاقانيم الى هذه الارض المباركة أرض الاردن الحبيب حيث تتميز مدينتكم الفحيص بنضارتها واخضرارها واشجارها المثمرة المليئة بثمار الايمان .

اننا نسجد ونمجد ونسبح الهنا الذي حبانا نحن البشر واسبغ علينا بنعمه وبركاته “لكي ندوس العقارب والحيات وكل قوة الشر” وهذه النعمة اعطيت للكنيسة وتمنح بواسطتها اذ هي جسد المسيح أي آدم الجديد الذي حسب هامة الرسل بولس “هو باق ودائم الى أبد الدهور” ، ونحن جميعنا اكليروساً وشعباً نحن أعضاء في هذا الجسد بكل تواضع وانسحاق وهذا الجسد رأسه ورئيسه هو المسيح الرب .

إن هذا السلطان الذي اعطي لجنس البشر بواسطة ابن الله الوحيد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح هو سلطان روحي أي سلطة نابعة من الروح القدس روح المسيح وبواسطة الروح القدس يدعى كل انسان الى الكمال في مسيرة معالجة قمتها أن يصل الانسان الى التأله وذلك بواسطة قوة التجلي والعلاج الروحي الذي تقدمه الكنيسة ، وإن كنيستنا الارثوذكسية المقدسة وبنوع خاص كنيسة القدس المحلية إنما لها ميزة كبيرة وهي أن أساسها ليس فقط الرسل القديسين والتلاميذ الأطهار ولكن الرب ذاته الذي صلب وقام من أجلنا نحن البشر والذي أصبح القاعدة الأساسية لهذه الكنيسة بواسطة دمه الكريم الذي سفك من أجلنا ومن أجل افتدائنا والذي بواسطته تقدس وتبارك ثرى القدس والأرض المقدسة . حيث نحن قاطنون ، ولكن أيضاً إن هذه الأرض المباركة ذاتها هي التي احتضنت في داخلها جسد الرب والإنسان يسوع المسيح في ذلك القبر الفارغ الذي هو القبر المقدس الذي منه بزغ نور القيامة وانبلجت الحياة الجديدة .

إن رعيتنا المباركة في مدينة الفحيص تشكل وتجسد شهادة ايمانية حية لرسالة الصليب ونور المسيح القيامي ، انكم شهادة حية للمسيح المصلوب والدم الالهي المسفوك غفراناً لخطايا البشرية وتصحيحاً للاعوجاجات واعادة للامور الى نصابها الصحيح ، ذلك لكي يعود الإنسان الى جماله ونقائه القديم الذي افتقده بالخطيئة وان يعود الى نقاء صورة المسيح لأن الكتاب الألهي يقول : “بأن كل إنسان دون ان تميز هو مخلوق على صورة الله ومثاله” ولذلك فاننا مدعوون ان ننظر الى كل انسان بكل احترام ومحبة لان الله أحب هذا العالم وقدم من أجله ابنه الوحيد وذلك لكي ما كل من يؤمن به تكون له الحياة الأبدية ولا يكون تائهاً بل سائراً في الطريق المستقيم .

وفي الإنجيل المقدس الذي تُلي على مسامعكم في هذا اليوم نسمع أن المسيح قُدم إليه مخلعاً مريضاً ملقاً على سرير وأولئك الذين قدموا له هذا المخلع كانوا يلتمسون منه الشفاء والمسيح التفت الى ايمان هؤلاء وقال مخاطباً المخلع المريض قائلاً له : “تشجع وتقوى لقد غُفرت لك خطاياك” ، إن هذا الإيمان هو ذاته مصدر كل نعمٍ آتية الينا من الله والكلمة الالهية هي كلمة خلاص ونعمة ، وان كنيسة اورشليم المقدسة تعترف وتؤكد في كل آنٍ وزمان بأن هذا هو الايمان الحقيقي الذي يجلب على الانسانية النعم والبركات التي تبارك وتقدس الانسان وتجعله يتجلى بالكلمة الالهية ، وان هذا الايمان ايماننا بالمسيح هو الذي يسير بنا نحو مناهج الخلاص فالصليب والقيامة هما من أركان ايماننا الاساسية فالقيامة أظهرت للعالم بأسره بأن المسيح الهنا المحب البشر إنما اراد بواسطة قيامته ان يقيمنا معه ويخلص الانسان من سخطة الخطيئة والموت .

اننا نتوجه بشكرنا لله الذي نؤمن به ونسير بهديه ونحن على يقين دائم ورجاء اكيد بان الله لم يترك كنيسته أبداً ولم يترك هذه الارض المقدسة المباركة فقد افتقدنا بموداته وجعل لنا قيادةً حكيمةً تقود هذا الوطن المفدى الى بر الامان ، ولذلك فاننا نذكر بكل فخر واعتزاز جلالة مليكنا وقائدنا عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم هذا الملك الحكيم والصديق الوفي لبطريركية الروم الأرثوذكس والقائد العظيم لهذا الوطن ولهذه المملكة المباركة ، وان رعيتنا الارثوذكسية في هذا البلد تفتخر بقيادته الحكيمة ورعايته واهتمامه ومساندته لابنائه المواطنين من كافة الملل والطوائف دون تميز أو تفرقة .

إن وحدتنا المسيحية اكليروساً وشعباً هي تأكيد وابراز لوحدتنا الحقيقية مع المسيح التي تظهر بواسطة اشتراكنا كافةً في سر الشكر الإلهي حول الكأس الواحدة والجسد الواحد ففي هذا السر المقدس تظهر بشكل جلي الوحدة الطبيعية والروحية بيننا جميعاً بواسطة الجسد الالهي بربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح .

وفي الختام نقول نعمة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ومحبة الله الاب وشركة الروح القدس لتكن معكم جميعاً ، آمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون