كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في حفل استقباله في مدينة الفحيص السبت 22 تموز 2006

سعادة رئيس بلدية الفحيص المحترم ،
السادة الاعزاء رئيس وأعضاء لجنة وكلاء الكنيسة ،
الآباء الكهنة الأجلاء ،
أبناءنا الروحيين الأعزاء والمحبوبين بالرب ،

• إن الكتاب المقدس يقول : “ما أجمل وما أطيب أن يلتقي الإخوة معاً” وها هو لقاءنا اليوم معكم يُظهر بشكل حقيقي وجلي كم هو جميل الإتصال والتواصل بين الإخوة بالمسيح ، ونحن اليوم إذ نبتهج ونفرح لاننا معكم وفيما بينكم في هذا الإستقبال الرائع البهي الذي حظيت به مع من رافقني من الحاشية البطريركية الكريمة ، كذلك فإننا أيضاً نفرح معكم اليوم وفي نفس الوقت نعبر عن مشاعر الشكر والإمتنان القلبيين .

• إن ابتهاجنا اليوم لكبير جداً ذلك لاننا نلمس بأن رعيتنا الارثوذكسية المباركة في مدينة الفحيص في هذه الارض الطيبة أرض أردننا الحبيب إنما حافظت وما زالت تحافظ على نور الإيمان جيلاً بعد جيل وما زالت متمسكةً بالشهادة الإيمانية بالرب يسوع .

• إن مدينتكم تقدم القدوة الطيبة بواسطة ما يبذل من أعمال تجسد شهادة المحبة والخدمة الإنسانية وهي التي تظهر بشكل جلي في العظة الإنجيلية لربنا يسوع المسيح ذلك لأن الإنجيل يدعونا جميعاً الى أن نحب بعضنا بعضاً لا بل يقول لنا بشكل لا يقبل التأويل بأن الله محبة .
• والمحبة عندنا لا تكون مقصورةً نحو الله فحسب ولكنها أيضاً تجاه كل الخليقة وتجاه الأرض وبنوع خاص تجاه الوطن الذي ننتمي اليه ونرتبط به كمواطنين محافظين على الوديعة العظمى التي هي تراثنا الروحي الرومي الأرثوذكسي وكذلك التراث الذي يرتبط بالديانات التوحيدية ، إذاً نحن مدعوون للحفاظ على الحضارة والتراث المؤتمنين عليهما .

• إن بطريركية القدس والتي مركزها هذه المدينة المقدسة إنما هي أداة تواصل بين كافة المناطق التي تتبع لادارتها الروحية والتي منها هذه الأرض المباركة أرض المملكة الاردنية الهاشمية التي نحن في حمايتها ورعايتها في ظل قيادة حكيمة وفذة لجلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه ، ونحن من هنا نعلن بأن صلواتنا لم ولن تنقطع من أجل أن يكون في صحة وعافية وأن يُطيل الله في عمره وأن يحفظه سالماً معافاً .

• أيها الأبناء الأعزاء ،
إننا اليوم أتينا إليكم ليس كزائرين فقط وإنما كراعٍ أتى لكي يلتقي مع رعيته ، جئنا لكي نسمعكم ونستمع الى التحديات والاحتياجات الكنسية التي تحتاجون إليها وذلك كي نتمكن من تقديم المعالجة الرعوية اللائقة لهذه الشؤون ذلك لان الله قد كلف وأوكل هذه الرسالة الى بطريركيتنا المجيدة ، واننا ندرك عظمة المسؤولية الملقاه على عاتقنا ونرغب أن تعرفوا أن بطريركيتنا تؤدي رسالتها الروحية وتقوم بواجباتها الرعوية مستذكرةً كلام هامة الرسل بولس الذي قال : “فلننسى ما هو ورائنا ونتقدم إلى الأمام” (فيلبي 3: 13) .

• وكما يقول الكتاب المقدس في موضع آخر أيضاً : “ها هو ذا وقتٌ يُعملُ فيه للرب” أي آن لنا أن نعمل معاً بقلب واحد وبمحبة حقيقية وثقة متبادلة اكليروساً وشعباً من أجل تقدم أبناءنا في سائر الحقول والميادين الروحية والإجتماعية والمادية وهاجسنا هو العمل من أجل مصلحة كنيستنا وتقدم رعيتنا وسؤدد وطننا الأردن الحبيب تمجيداً لله والتماساً لمرضاته الذي له يليق كل تسبيحٍ وتمجيدٍ الى الأبد ، آمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد السامرية مدينة نابلس الأحد 21/5/2006

أبناءنا الأحباء بالرب

إحتفلنا في الأسبوع الماضي بنصف الخمسين وها نحن اليوم إستأهلنا من قبل الرب ان نتواجد في المكان المقدس الذي سار عليه الرب ، هذا المكان الاستشهادي الذي عطرته دماء القديس الشهيد فيلومينوس وأن نقوم بذكرى مقابلة الإمرأة السامرية القديسة فوتويني وربنا يسوع المسيح التي كتب عنها القديس يوحنا في انجيله الشريف. يرتبط هذان العيدان بلا انفصال بعيد نصف الخمسين حيث دعانا الرب أن نأخذ “ماء الخلود” أي الروح القدس معدين انفسنا لعيد الخمسين أي لاتمام عمل الرب الخلاصي ورسالة الروح القدس للعالم . نرى في هذا العيد محبة الرب لنا نحن البشر وهو يتكلم حول الروح القدس مع المرأة السامرية ، ويعلم بأن الروح القدس هو الماء الذي يرضي العطش الحقيقي للانسان الذي منه “من يشرب لن يعطش الى الأبد” .

فلنفكر بمحبة ربنا يسوع المسيح التي لا توصف فالمسيح المساوي للآب في الجوهر خالق كل الخليقة المنظورة منها وغير المنظورة الملائكة والبشر بصفته انساناً جلس في هذا المكان قبل ألفي سنة تقريباً عَطشاً ليس للماء الأرضي الصادر من البئر بل لخلاص نفس السامرية . وكلمها حول اسس الايمان وعن مجيء مسيا وعبادة الله الروحية ونيل الروح القدس . إن خلاصنا بواسطة معرفة الله الحقيقي هي طعام يرغب به المسيح والذي لم يعرف عنه التلاميذ بعد كما سمعنا اليوم من القراءة الانجيلية . لقد أهلتنا نحن المسيحيين الارثوذكسيين محبة الرب لنا جميعاً أن نكون مالكين ليس لهذا المكان الشريف فحسب أي بئر يعقوب بل لايمان البطاركة القديسين والتقليد الكنسي الشريف بابن الله . لقد نُقل الحجر الذي جلس عليه الرب الى القطسنطينية لمباركة المؤمنين هناك . يرجع تاريخ هذا المكان الى أربعة آلاف سنة تقريباً عندما عاش البطريرك يعقوب في هذا المكان لكن الايمان بالمسيح أعظم بركة بالنسبة لنا لانه كما يقول الرب : “إنه منذ القدم هو المسيح مسيا المنتظر” .

علينا أن نعير انتباهنا الى ما يلي : الرغم من ان السامرية سلكت سلوكاً مشيناً وكانت تعيش مع رجل بدون زواج إذ وصفها الآباء القديسون وكاتبو التسابيح كزانية ومع ذلك استحقت أن تعرف من فم الله ذاته الحقائق الاساسية للايمان الصحيح وأن تتحول الى رسول الرب مع اسرتها وأن تموت موت الشهادة أخيراً كما نعرف في عهد نيرون . حدث هذا لانها كانت تملك نفساً صالحةً بالرغم من خطاياها كانت تهتم بعبادة الله الحقيقية لذلك سألت المسيح عن ذلك ولم تخجل أن تكرز في السامرة بأن الرب قد كشف لها عن خطاياها وأعلن أنه هو مسيا المنتظر .

إن مسيا هذا ايها الابناء الاحباء بالرب هو شوق قلوبنا والناس الذين لا يقبلونه كمسيا الوحيد والمخلص سيضلون بعيداً عن الحقيقة سائرين في الخطيئة وواصلين الى التجديف عليه لانه “حجر عثرة وصخرة سقوط” (روما 9-33) هذا ما نراه خاصة في ايامنا التي وصلت فيها الانسانية لان تُرجع الى الله اي للمسيح أهواءً بشرية ورغبات تمثلاً بعبادة القدماء الوثنية . نحن سنعبد المسيح كإله الى الابد في ملكوته وسنكرمه على الأرض كما كرمه حقاً من تعب وشقي مثل قدس الارشمندريت يوستينوس باني هذه الكنيسة العجيبة الكنيسة المستحقة لهذا المكان الرهيب .

إن حياتنا قصيرة ولا اهمية لها فلنصل بحرارة أن يظهر لنا ربنا يسوع المسيح الذي قابلنا أيضاً كما قابل السامرية في نقطة من حياتنا واهتماماتنا بالرغم من خطايانا كنز معرفة الله وأن يُأهلنا أن نتوب توبة صادقة كما تابت القديسة فوتويني السامرية وأن يجعلنا بواسطة اسراره المقدسة وحفظ وصاياه شركاء للروح القدس “كي لا نعطش الى الأبد” .

فبشفاعات القديسة فوتويني والقديس فيلومينوس أيها المسيح الاله إرحمنا ، أمين.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد السامرية مدينة نابلس الأحد 21/5/2006

أبناءنا الأحباء بالرب

إحتفلنا في الأسبوع الماضي بنصف الخمسين وها نحن اليوم إستأهلنا من قبل الرب ان نتواجد في المكان المقدس الذي سار عليه الرب ، هذا المكان الاستشهادي الذي عطرته دماء القديس الشهيد فيلومينوس وأن نقوم بذكرى مقابلة الإمرأة السامرية القديسة فوتويني وربنا يسوع المسيح التي كتب عنها القديس يوحنا في انجيله الشريف. يرتبط هذان العيدان بلا انفصال بعيد نصف الخمسين حيث دعانا الرب أن نأخذ “ماء الخلود” أي الروح القدس معدين انفسنا لعيد الخمسين أي لاتمام عمل الرب الخلاصي ورسالة الروح القدس للعالم . نرى في هذا العيد محبة الرب لنا نحن البشر وهو يتكلم حول الروح القدس مع المرأة السامرية ، ويعلم بأن الروح القدس هو الماء الذي يرضي العطش الحقيقي للانسان الذي منه “من يشرب لن يعطش الى الأبد” .

فلنفكر بمحبة ربنا يسوع المسيح التي لا توصف فالمسيح المساوي للآب في الجوهر خالق كل الخليقة المنظورة منها وغير المنظورة الملائكة والبشر بصفته انساناً جلس في هذا المكان قبل ألفي سنة تقريباً عَطشاً ليس للماء الأرضي الصادر من البئر بل لخلاص نفس السامرية . وكلمها حول اسس الايمان وعن مجيء مسيا وعبادة الله الروحية ونيل الروح القدس . إن خلاصنا بواسطة معرفة الله الحقيقي هي طعام يرغب به المسيح والذي لم يعرف عنه التلاميذ بعد كما سمعنا اليوم من القراءة الانجيلية . لقد أهلتنا نحن المسيحيين الارثوذكسيين محبة الرب لنا جميعاً أن نكون مالكين ليس لهذا المكان الشريف فحسب أي بئر يعقوب بل لايمان البطاركة القديسين والتقليد الكنسي الشريف بابن الله . لقد نُقل الحجر الذي جلس عليه الرب الى القطسنطينية لمباركة المؤمنين هناك . يرجع تاريخ هذا المكان الى أربعة آلاف سنة تقريباً عندما عاش البطريرك يعقوب في هذا المكان لكن الايمان بالمسيح أعظم بركة بالنسبة لنا لانه كما يقول الرب : “إنه منذ القدم هو المسيح مسيا المنتظر” .

علينا أن نعير انتباهنا الى ما يلي : الرغم من ان السامرية سلكت سلوكاً مشيناً وكانت تعيش مع رجل بدون زواج إذ وصفها الآباء القديسون وكاتبو التسابيح كزانية ومع ذلك استحقت أن تعرف من فم الله ذاته الحقائق الاساسية للايمان الصحيح وأن تتحول الى رسول الرب مع اسرتها وأن تموت موت الشهادة أخيراً كما نعرف في عهد نيرون . حدث هذا لانها كانت تملك نفساً صالحةً بالرغم من خطاياها كانت تهتم بعبادة الله الحقيقية لذلك سألت المسيح عن ذلك ولم تخجل أن تكرز في السامرة بأن الرب قد كشف لها عن خطاياها وأعلن أنه هو مسيا المنتظر .

إن مسيا هذا ايها الابناء الاحباء بالرب هو شوق قلوبنا والناس الذين لا يقبلونه كمسيا الوحيد والمخلص سيضلون بعيداً عن الحقيقة سائرين في الخطيئة وواصلين الى التجديف عليه لانه “حجر عثرة وصخرة سقوط” (روما 9-33) هذا ما نراه خاصة في ايامنا التي وصلت فيها الانسانية لان تُرجع الى الله اي للمسيح أهواءً بشرية ورغبات تمثلاً بعبادة القدماء الوثنية . نحن سنعبد المسيح كإله الى الابد في ملكوته وسنكرمه على الأرض كما كرمه حقاً من تعب وشقي مثل قدس الارشمندريت يوستينوس باني هذه الكنيسة العجيبة الكنيسة المستحقة لهذا المكان الرهيب .

إن حياتنا قصيرة ولا اهمية لها فلنصل بحرارة أن يظهر لنا ربنا يسوع المسيح الذي قابلنا أيضاً كما قابل السامرية في نقطة من حياتنا واهتماماتنا بالرغم من خطايانا كنز معرفة الله وأن يُأهلنا أن نتوب توبة صادقة كما تابت القديسة فوتويني السامرية وأن يجعلنا بواسطة اسراره المقدسة وحفظ وصاياه شركاء للروح القدس “كي لا نعطش الى الأبد” .

فبشفاعات القديسة فوتويني والقديس فيلومينوس أيها المسيح الاله إرحمنا ، أمين.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد المخلّع قرية طُرعان – الجليل الأحد 14/5/2006

“أيقظ يا رب نفسي المشلولة من الخطايا كلها والأعمال التي ليست في محلها برعايتك الالهية كما أيقظت المخلع قديماً” .

أيّها الأبناء الأحباء بالرب !

يُخلد القديس يوحنا البشير ، في إنجيله الشريف ، أُعجوبة شفاء المُخلَّع ، التي تعرضُها لنا ، اليوم ، كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة ، لا لأن هذه الأُعجوبة تُظهر أُلوهية ربّنا وإلهنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات ، بل ومع قيامة البشّر ، ليست القيامة الجسدية من بين الأموات ، بل القيامة الروحية من موت الخطيئة واللامبالاة الروحية والإنحلال .

نرى في هذه الأُعجوبة أيضاً ربّنا ، ربّ الحياة والموت يقيم عن فراش المرض مخلعاً منذ ثمانٍ وثلاثين عاماً بكلمته الواحدة ، وبسلطته الذاتية ، لأنه إله . ففي ظروف أخرى كما صلى قبل قيامة لعازر إلى الآب ، لا لأنه كان بحاجة إلى موافقة الآب وكأنه نبي بسيط بل ليظهر فقط أنه ليس مضاداً للآب ، كما يقول هو ذاته : “أنا علمتُ أنك في كلِّ حينٍ تسمعُ لي ، ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلتُ ، ليؤمنوا أنك أرسلتني” (يوحنا 42:11) . تظهر أُلوهية المسيح في أنه كان يعرف أيضاَ بالدقة بأن مرض المخلّع يرجع إلى خطايا ، لذا قال له ألا يُخطىء لئلا يحصل له شيءٌ أسوأ ، كما سمعنا . أنه لمدرك أن المسيح يملك ملء الالوهية للثالوث الأقدس ، وكان إلهاً تاماً ، بعكس ما كان يظن الهراطقة القدماء الآريوسيون ، والنساطرة ، وبعض الهرطقات المعاصرة ، كشهود يهوه وآخرون . لأن المسيح أعلن بوضوح أنه “واحد” مع الآب (يوحنا 30:10) وان كل ما للآب هو له (يوحنا 15:16) .
بالإضافة إلى ذلك فإن عيد اليوم الذي يشير إلى أُعجوبة شفاء المخلّع يخصنا بشكل أكثر نحن البشر خاصة بشر العصر الحالي لأن أناس اليوم مغلوبون من الخطيئة ومستعبدون لعادتها ، اننا مرضى بالنفس والجسد وبدون مساعدة . ننتظر تدخل العون من العلي لنخلص دون أن نريد التوبة ، ولكن في انسانية اليوم ، التي تفخر بحالتها الخاطئة . ارسل الأب السماوي المعزي، الروح القدس ، روح المسيح ، زائر المخلّعين ، بالرغم من أن انسانية اليوم تظن بأنه “ليس لها انسانٌ” تطلب في مكان آخر الخلاص والتأله . ويُطلب منا اليوم كما آنذاك من المخلّع ، الصبر على التجارب التي ارسلها لنا الله ، كما صبر المخلّع منذ ثمان وثلاثين سنة ، كما تُطلب ارادتنا الحرة كي نشفى ، والايمان بقدرة المسيح الكلية، كما كان ايمان المخلّع ، الذي لم يكفر عندما أمره الرب أن يحمل سريره . يلزم الطلب المتواضع بالرحمة الالهية ، كما أعلن المخلّع بقوله : “يا رب ، ليس لي إنسان” وأيضاً انقطاع الخطيئة بواسطة التوبة ، حتى لا يحدث لنا أبداً الأسوأ بسبب عدم التوبة كما قال الرب “ألا يصير لك أسوأ”. أخيراً إنه لمن الضروري وجود العرفان بالجميل ودعوة الهنا المحب البشر كما تواجد المخلّع بعد ذلك في هيكل الله لعبادته حيث قابله يسوع .

يظهر ان الانسان يعاني من شلل جسدي ونفسي من حدث الموت . ان كنيستنا المقدسة هي المجال والمكان الذي ينتقد الانسان فيهما ذاته ويشفى شلله النفسي والجسدي باشتراكه في أسرار الكنيسة ، التي تشفي الانسان من كل مرض وخطيئة ، عندما نتبع هذه الطريق سيقابلنا المسيح وسيعلن لنا أنه هو ذاته الشافي لنا بالطرق العديدة لعنايته الالهية وسنتحول الى كرزة رحمته للجميع أصدقاء وأعداء .

لعل رحمة المسيح تظلل أولئك البشر ، الذين خدعوا من الأشياء العابرة للتقدم ويظنون انهم يواجهون غياب الله وحدهم . لأن هذا يأتي كطبيبٍ كلي القدرة إلى فراش البشرية المشلولة ليقدم علاجه الحقيقي والقيامة من بين موت لامبالاة النفس .

فله كل مجد وإكرام وسجود دائماً الآن وإلى دهر الدهور ، آمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون




كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس الشهيد جاورجيوس اللابس الظفر مدينة عكا 6/5/2006

“أما الأتقياء فيحيون إلى الأبد . يجازيهم الرب خيراً ، وبهم يهتم العلي .”

أيها الأباء الأجلاء
أيها الأبناء الروحيون الأحباء بالرب

إننا بنعمة الله نجتمع اليوم هنا في هذه الكنيسة المقدسة كي نكرم شهيدنا العظيم المجترح العجائب القديس جاورجيوس ونقيم ذكراه العطرة في إحتفالنا الكنسي الكبير هذا وهو احتفال شعبي في نفس الوقت ، وإن بطولة قديسنا العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر وانتصاراته لم تكن حربيةً وإنما كانت انتصاراتٌٍ روحية بإمتياز ، إذ أنه ظهر شجاعاً من بين تلاميذ الرب ، وسيرته العطرة أصبحت نوراً بهياً ينير هذه الأرض المقدسة، فهو معروف في كل مكان وهو عونٌ للجميع وعزاءٌ للمهشمين والفقراء ومحررٌ للمأسورين وطبيبٌ للمرضى ومكافحٌ ومجاهدٌ في المصائب والمصاعب .

لقد كان قديسنا جاورجيوس العظيم قائداً من قادة الامبراطور ذيوكلتيانوس تميز ببطولته وبسالته التي بفضلها كرّمه هذا الامبراطور الذي كان وثنياً ، وقد أعطى القديس جاورجيوس مثالاً متميزاً في التفاني والتضحية والعطاء والطاعة ، وإنه لمن الأهمية بمكان وبنوع خاص في يومنا الحاضر أن نسعى لكي يكون قديسنا جاورجيوس مثالاً حياً بالنسبة إلينا في حياتنا في هذا العصر الذي فيه الكثير من الحروب والعنف وسفك الدماء البريئة ، وإن الكنيسة كونها جسد المسيح الموجه من قبل الروح القدس “روح المسيح” إذ أنار هذا الروح الالهي القدوس عقول وقلوب المدافعين عن الايمان المسيحي مثل القديس جاورجيوس وقد كان هذا بمساعدة الروح القدس روح سلام المسيح وقيامته الذي غلب بواسطته القديسون قوة الظلام والفساد والموت . ولذلك فإن كنيستنا تعتبر أن سلاح الشهداء هو السلاح الروحي حسب الرسول بولس ، والقديس جاورجيوس الذي نكرمه اليوم والذي ولد من أم من هذه الأرض المقدسة ، نكرمه لأنه تميز بإستعماله السلاح الروحي بالمسيح ، وبشجاعته في ميدان الدفاع عن الحقيقة الإيمانية بالمسيح ، وتمسكه الصلب بقيم العدل ، إن القديس جاورجيوس تميز بأنه جندي شجاع ضد أعداءه ، فإنه يخضع الان للموت بالسيف ولكن موت القديس جاورجيوس بالسيف هو موت بالمسيح ، وموت المسيح هو الذي جرى من أجل خلاص الجنس البشري ، وهو الموت الذي تجسد بتضحية والآم المسيح على الصليب فاتحاً لنا مناهج الحرية ومرشداً إيانا الى طريق الخلاص .

لقد تعرض قديسنا العظيم جاورجيوس لحرب واضطهاد شرسين عندما طلب منه ان يتنكر للمسيح وامره الامبراطور أن يسجد للاوثان فهذه الحرب وهذا الاضطهاد الذي تعرض له قديسنا جاورجيوس انما هو صورة واضحة على أن هذه الحرب هي حرب روحية من أجل ازالة الظلم وحلول العدالة المنشودة ، وهذه الحرب الروحية لا تطلب مهارة طبيعية بل ارادة صلبة وهي أن نحب الله حتى الموت ومن أحب الله أحب أخيه الانسان وهذا عمل بطولي يحتاج الى نكران للذات ومقاومة للانا والغرور والعجرفة ومقاومة النزوات والشهوات الخبيثة . فهؤلاء هم أبطال الإيمان الذين انتصروا على قوة الشر وعلى الكذب والنفاق والشهوات البشرية الدنيوية ، ولذلك فقد رفعتهم الكنيسة الى مصاف الشهداء القديسين وبشكل خاص ومميز القديس جاورجيوس ، ذلك لان نعمة الله التي تقوي من يجاهدون من أجل المسيح هي التي قوت القديس جاورجيوس أيضاَ فجعلته يجتاز ببطولة عذابات رهيبة بصبر وثبات ولعلنا نجد في سيرة القديس جاورجيوس والشهداء الباقين استمراراً لشهادة اولائك الذين هم شهداء العهد القديم المكابيين الذين جاهدوا دفاعاً عن الحقيقة ومقاومة للوثنية وتعدد الالهة ، وهكذا بواسطة دماء القديسين الزكية تمكنت الكنيسة من مواجهة الوثنية الغاشمة ، وقد حافظت الكنيسة هنا في فينيقية على مراكز هامة كثيرة وكان أحد هذه المراكز الهامة مدينة بتوليماييس التاريخية المعروفة اليوم بمدينة عكا وهكذا فان الشعوب التي سكنتها عبر الازمنة وجدت هذا المكان خالياً ونقياً من بدعة عبادة الاوثان الكاذبة ، وبالاضافة الى ذلك فان جهاد القديس جاورجيوس لم يكن صراعاً عاماً ونظرياً ضد الوثنية فحسب ولكنه كان وبوضوح من أجل محبة المسيح.

فبعد عودته وبطريقة عجائبية الى وضعه الصحي الطبيعي بعد كل ما لاقاه من عذابات واضطهادات عمل على ارشاد الناس أجمعين الى المسيح حتى أن الارواح الشيطانية الشريرة العاملة بواسطة الاوثان كانت تعترف حسبما هو مدون في سيرة حياته بأن “الله وحده هو المسيح” .
إن سيرة قديسنا العظيم جاورجيوس تشع هنا منذ سبعة عشر قرناً وسيبقى هذا الاشعاع الروحي دائماً ومستمراً لأن سيرته الطاهرة كانت سيرةً مليئةً بنور الله وبره وكما يقول الكتاب المقدس : “ذكر الصديق الى الأبد” فإن قداسة القديسين كما تعتقد كنيستنا الارثوذكسية المقدسة لا ترتكز فقط على الاعمال الحسنة بل على شركة الروح القدس وعلى اشتراكهم بنور الله الذي لا ينطفىء على الاطلاق لانه في ملكوت الله “لن يكون ليلٌ هناك” (رؤيا يوحنا اللاهوتي 5:22) وكما يقول كاتب التسابيح الكنسية “إن القديس جاورجيوس يشع بكل نور الثالوث ومن نور الثالوث الاقدس هذا ينشر القديس عجائبه حتى يفرح معه جميع محبيه” ، وإن القديس جاورجيوس أصبح شريكاً لملكوت الله وهذا ما تشهد به له ذخائره الطاهرة المحفوظة التي تنشر عطر محبة الله ورائحة قيامة المسيح الزكية والتي تشكل كنزاً وإرثاً بأن ملكوت الله وقيامة المسيح هما الحقيقة التي نترجاها ونتوق اليها جميعاً ، إنها النصر والغلبة ضد موتنا وخطيئتنا وقد منحنا القديس جاورجيوس فرحاً عظيماً إذ أصبحت حياته تجسيداً للمحبة .

إذاً فلنطلب شفاعة قديسنا المكرم اليوم وهو قديس الله الحامي ومجترح العجائب من أجل حماية هذه المدينة وسكانها جميعاً ومن أجل السلاح والعدل والوئام والسعادة لكل العالم وخاصةً هذه البقعة المقدسة سائلينه تعالى الرحمة لكل التائقين للخلاص والعائشين بايمان وخوف الله ولتكن نعمة الله معكم وشفاعات قديسنا جاورجيوس مرافقة اياكم أجمعين ، أمين .

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون