1

رسالةُ صاحبِ الغبطةِ بطريرك المدينةِ المقدسةِ كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبةِ عيدِ الميلادِ المجيدِ في فلسطين

 

إِنَّنِي أُشاهِدُ سِرًّا غَرِيبًا بَاهِرًا،

المَغَارَةَ سَماءً وَاَلْعَذْراءَ عَرْشًا شاروبِيمْيًا

والمَذوِدَ مَحَلًّاً شَرِيفًا أُضْجِعَ فِيه

المَسيحُ الإِلَه غَيْرُ اَلْمَوْسوعِ فِي مَكانٍ، فَلْنُسبحْهُ مُعْظَمينَ.

(ارمس الأودية التاسعة من قانون الميلاد)

 

حقاً لقد رأتِ البشريةُ عندَ نهايةِ الأزمنةِ سراً غريباً باهراً كما يقولُ مرنمُ الكنيسة، في عهدِ أوكتافيوس أغسطس قيصر، إذْ عاينتْ تنازلَ اللهِ جلياً في بيتَ لحمَ، لقد حققَ اللهُ وعودَهُ للأنبياءِ إذْ “أرسلَ فداءً لشعبِه”. وهذا الفداءُ هوَ ابنُ اللهِ الوحيدِ وكلمتُهُ المساوي للآبِ في الجوهرِ. لهذا فإنَّ الآبَ سرَّ بأنْ يتجسدَ الابنُ وأنْ يأخذَ جسداً وصورةً بشريةً حيةً وعاقلةً من الروحِ القدسِ ومنَ الدائمةِ البتوليةِ مريم، كما علِمَ وشاءَ وارتضى ويقولُ الإنجيليُّ يوحنا وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا (يو 1: 14) لإجلِنا أَخلى ذَاتَهُ (في 2: 7). ولقدْ وُلِدَ في الَمغارةِ مُتنكراً واقتَبلَ الفقرَ الأقصى مولوداً في مغارةٍ مُضْجَعاً في مِذودٍ مُدْرجًا في الأقمطةِ وفي هذا الفقرِ ظَهرَ غِنى لاهوتِهِ متلالِئاً. لهذا فإنَّ السَّماءَ قدَّمتْ لهُ المجوسَ بواسِطةِ النّجمِ كبَاكورةِ الأُممِ. (وسَابقي الكنيسةِ) بحسبِ القديسِ يوحنا الذهبيِّ الفمّ. وملاكٌ من السماءِ أعلنَ مَولدَهُ للرّعاةِ السّاهرينَ وجُمهورُ الملائكةِ بشّروا بهِ منَ السماءِ بالتسبيحِ “الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَفي الناس الْمَسَرَّةُ، معلنينَ بأنَّ مسرةَ اللهِ للبشرِ هي السَلامُ. هذا السَلامُ الإلهيُّ الذي يَفوقُ فهم العَقلِ يأتي إلى العالمِ بكلمةِ الله ِالمتجسدِ، يسوعَ المسيح؛ إنّهُ “رسولُ الرأيِ العظيمِ ورئيسُ السلامِ وشَمسُ البرِّ”. 

إنَّ الكَنيسةَ مؤسَسَةٌ على هذا الاعِلانِ الالهيِّ بشهادةِ شهودِ العيونِ والآذانِ في الكتبِ المقدسةِ، تُؤمنُ وتُبَشِّرُ أعَضاءَها في العَالمِ أَجمْع، بأنَّ المسيحَ هوَ الُمخلِصُ وفادي الجنسِ البشريّ، ِ لا كإنسانٍ مُؤَلّهٍ بلْ كَإلهٍ مُتأنّسٍ لأجلِ الخلاصِ أي تَأليهِ الإنسانِ. لقد انَحدرَ الله ُإلى الأرضِ ليرفعَ الإنسانَ إلى السماءِ حيثُ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ (في 3: 2) بحسبِ بولس الذي عبرَ إلى السّماواتِ. إنَّ آباءَ الكنيسةِ يَقولونَ دائمًا وبدونِ توقّفٍ بأنّهُ تأنَّسَ الإلهُ لكيْ يتألّهَ الإنسانُ. وأما القديسُ غريغوريوس بالاماس يُكرِزُ بأنّهُ تَمجدَ الجسدُ عِندما أَخذَهُ المسيحُ، ومَجدُ الألوهيةِ يُصِبحُ مجدَ الجَسَدِ. وبتأنُّسِهِ وصلبِهِ وقيامتِهِ منْ بينِ الأمواتِ وصعودِهِ، جَلسَ المسيحُ كإِلهٍ وإنسانٍ، عنْ يمينِ الآبِ مَع طبيعَتَهِ البشريّة التي أَخذها، أي “جسدَهُ” بحسبِ الآباءِ، وصَنعَ طريقَ التألّهِ لكلِّ المؤمنينَ بِهِ.

وبعدَ أنْ صَعِدَ المتأنسُ ربُّنا يسوعُ المسيحِ والمصلوبُ بالجَسَدِ والقائمُ من بينِ الأمواتِ إلى السّماواتِ، تَركَ على الأرْضِ الكَنيسةَ الذينَ همُ القديسونَ التلاميذُ والرسلُ وخلفاؤُهُم رؤساءُ الكهنةِ والكهنةُ والرعيةُ المسيحيةُ، لكي تُكمِلَ عملَهُ إلى الأبدِ، أي التَعليمَ والمُصالحةَ وتَقديسَ النّاسِ حتّى يعُمَّ ويسودَ على الأرضِ ما سُمِعَ في الليلةِ الأولى من ميلادِهِ: المجدُ للهِ في العلى وعلى الأرض ِالسلامُ وفي الناس المسرةُ.

 إنَّ الكَنيسةَ في كلِّ مَكانٍ في الأرضِ وبخاصةٍ كنيسةُ آوروشليم المباركةِ تُكرِزُ بهذا القولِ وتقومُ بهذا العملِ طَاعةً لمؤسِّسها، وإذْ تَخدُمُ في أمَاكِنِ ظُهورِهِ بالجسدِ، وأولُّها مَدينةُ بيتَ لحم. في كنيسةِ المهدِ القسطنطينيةِ الملوكيةِ، وفي هَذهِ الَمغارةِ البسيطةِ المتواضعةِ القَابلةِ للإلهِ سَتحتَفِلُ هَذهِ السَنةَ أيضاً أمُّ الكنائسِ مبتدئةً بآوروشليم، محافظةً على تقليدِها العريقِ منذُ أيامِ الزائرةِ الحاجةِ إيثريا وسَلَفِنا السعيدِ الذكرِ البطريرك صفرونيوس. وتَحتَفِلُ أيضاً هذهِ السَنةَ أمُّ الكنائسِ بِبَساطةٍ وتواضعٍ بدونِ مَظاهرِ الاحتفالِ، لأنَّ رَاحِيلَ أُخْرَى تَبْكي، على ضَحَايا الحربِ الُمدَمرةِ في غَزةَ وفي المنَاطِقِ الشَاسعةِ، وتُنَاشِدُ الكَنيسةُ حُكّامَ العَالمِ الذينَ لَديهِم القوّةُ والَمقدِرَةُ لِوقفِ الأعمَالِ الحربيّةِ العدائيّةِ منْ أجلِ حِمايةِ كُلِّ نَفْسٍ بَشريّةٍ؛ لأنَّها صورةُ اللهِ.

وإذ ممُتْلَئينَ بِفَرحِ ميلادِ المسيحِ نَتَقَدّمُ بِبركاتِنا وأدعيَتِنا البطريركيةِ والأبويّةِ إلى كلِّ منْ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ (1 يو 4 :2) وإلى زوارِنا الأتقياءِ وبالأخصِّ رعيتُنا التقيةِ في غزةَ ومع صلواتِنا لكيْ يبقى القديسُ بورفيريوس حَامياً للرَعيّةِ ولكلِّ منْ هُمْ في ضيقٍ ورُزءٍ شَديدٍ بِسببِ الحربِ المشْتعلةِ.

هَذِهِ الْحَرْبُ الَّتِي ارْتَقَى ضَحِيتَهَا الْآلاَفُ مِنَ الْمَدْنِيِّينَ، غَالِبِيتُهُم مِنَ الأَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ، وَدُمِّرَتْ خِلَالَهَا أَحِيَاءُ سَكَنِيَّةٌ بِرُمْتِهَا، وَمَدَارِسُ وَمُسْتَشْفَياتٌ ودورُ عبادةٍ وَمَرَاكِزُ ثَقَافِيَّةٍ وَآثَارٌ تَارِيخِيَّةٌ، لِتَكُونَ شَاهِدًا عَلَى مَدَى الشَّرِّ الَّذِي يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ بِهِ الإِنسَانُ الظّالمُ. فَتَرَفَّعُ دَعَوَاتِنَا لِرَبِّنَا الْعَلِيِّ الْقَدِيرِ فِي هَذَا الْيَوْمِ المُباركِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ ملك ُ السَّلاَمِ، لِيَرْفَعَ الظُّلْمَ وَالْعَذَابَ عَنْ أَهْلِنَا فِي غَزَّةَ، وَيُمْنِحَهُمْ الأَمَانَ وَالسَّلاَمَ وَالطَّمَأْنِينَةَ، لِأَنَّنَا نَتَوَجَّعُ لِوَجْعِهِمْ، وَنَتَأَلَّمُ لآلامِهِم، وَمِنْ هَذَا الْمَنْطِقِ أَتَتْ دَعْوَتُنَا لِاقْتِصَارِ أَعِيادِ الْمِيلَادِ عَلَى الشُّعَائِرِ الدِّينِيَّةِ فَقَطْ، فِي رِسَالَةِ وَحْدَةٍ وَتَكَاتُفٍ، لَيْسَتْ فَقَطْ لِأَهْلِنَا وَإِخْوَانِنَا وَأَخَوَاتِنَا الْمُعَذَّبِينَ فِي غَزَّةَ بَلْ أَيْضًا رِسَالَةٌ إِلَى شعوب الْعَالَمِ، بِأَنَّنَا شَعْبٌ وَاحِدٌ يَعِيشُ نَفْسَ الأَلَامِ وَالآمَال.

تُبارِكُ كنيسةُ أوروشليمَ رَعِيَّتَهَا في الأرضِ الْمقدَّسَةِ، ونتوجهُ إلى فخَامةِ رئيسِ دولةِ فِلسطينَ الأبيةِ محمود عباس أبو مازن من خلالِ مُمَثِّلهِ معالي عضو اللجنةِ التنفيذيةِ لمنظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ ورئيسِ اللجنةِ الرئاسيةِ العليا لشؤونِ الكنائسِ، معالي الدكتور رمزي خوري، وأيضاً إلى جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني، صاحبِ الوصايةِ الهاشميةِ على المقدساتِ الإسلاميةِ والمسيحيةِ في الأراضي المُقدَّسةِ، من خلال مُمَثّلهِ معالي السفير عصام البدور، والى جميعِ الضيوفِ الكرام، قائلينَ: لقد شرفْتُمُونا بحضورِكُم عيدَنَا اليوم، مُتَمنيينَ لكم موفورَ الصحةِ والعافيةِ ، مُتضرعينَ إلى العليّ القديرِ أن يمنحَكَم جميعاً العمرَ المديدَ ليحصد َشعبنُا ثمرةَ نضال طويلٍ للوصولِ إلى دولةٍ فلسطينيةٍ حرةٍ مستقلة.                                                                                                     

في مدينةِ بيتَ لحمَ المقدَّسَةِ

عيدُ الميلادِ المجيدِ 2023

الدّاعي لَكُم بحرارةٍ للرَّبِّ

 

ثيوفيلوس الثالث

بطريرك أوروشليم

 

 




اجتماع اللجان الثلاث المسؤولة عن الوضع الراهن في كنيسة القيامة المقدسة

انعقد يوم الثلاثاء الموافق 20 كانون الأول 2023/ 2 كانون الثاني 2024 في مقر البطريركية الأورشليمية اجتماع اللجان الثلاث المسؤولة عن الوضع الراهن في كنيسة القيامة المقدسة، من البطريركية الأرثوذكسية الأورشليمية, من اخوية الفرنسيسكان, ومن البطريركية الأرمنية، لدراسة والاتفاق على استمرارأعمال الصيانة والترميم حول مكان إنزال الجسد المقدس عند باب كنيسة القيامة.

وتم الاتفاق على الاستمرار في الأعمال مع احترام الوضع الراهن المتفق عليه.

مكتب السكرتارية العامة




أحد الآباء الأجداد القديسين في البطريركية

احتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأحد الموافق 24 كانون الأول 2023 (12 كانون أول شرقي)، وفقًا للتيبيكون الكنسي ، بعيد الآباء الأجداد القديسين.

في هذا اليوم تُحيي الكنيسة وتكرم أجداد المسيح في الجسد، الذين عاشوا يرضون الله من إبراهيم الذي وعده الرب ” بك تتبارك جميع قبائل الأرض”, حتى جميع الأبرار في العهد القديم الذين حضَّروا وتنبأوا بمجيء المسيح ( المسيّا ) المخلِّص.

بهذه المناسبة ترأس سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم  خدمة القداس الإلهي الإحتفالي في كنيسة الآباء الأجداد في بلدة الرعاة بيت ساحور، يشاركه الرئيس الروحي في بيت جالا وبيت ساحور قدس الأرشمندريت إغناطيوس، كهنة الرعية قدس الأب عيسى مصلح، قدس الأب سابا خير، قدس الأب يوحنا رشماوي، وقدس الأب جوارجيوس بنوره. وشارك أبناء الرعية في بيت ساحور والمنطقة بخدمة القداس الإلهي، وحضر أيضاً القنصل اليوناني العام في القدس ذيميتريوس أنجيلوسوبولوس.

صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بعت برسالة معايدة لأبناء الرعية بهذه المناسبة المباركة:

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد الآباء والأجداد في مدينة بيت ساحور 

تعريب قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

إنَّ المالئَ الكل قد أُفرغ في جسد من أجلنا. والازليَّ قد اقتبل بداءةً. والذي هو كلمة الله أُضجعَ كطفلٍ في مذود البهائم. ليعيد جبلة كل المائتين منذ الأَبد

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

إن نعمة الروح القدس قد جمعتنا اليوم في هذه الكنيسة المقدسة التي تحمل اسم الآباء الأجداد القديسين، في هذا المكان المبارك حيث الرعاة الساهرين والممجدين الله لكي نعيد لتذكارهم الموقر مسبحين ومرتلين الله بالتسبيح الملائكي وقائلين الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَفي أنَّاسٍ الْمَسَرَّةُ (لوقا 2: 14 )

لقد تنبأ اشعياء العظيم الصوت بتجسد كلمه الله قائلاً:” وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ (اش 11: 1) إن جذر يسَّى المشار إليه هو جذر جذع الشجرة اليهودية أي الشعب. ولذلك لأن يسَّى كان والد داود، ومن هنا جاءت وانحدرت سلالة داود التي ولد منها المسيح.

المسيح هو إتمام الشريعة الموسوية والأنبياء، والتاريخ المقدس بدايةً من أب الآباء إبراهيم كما هو مكتوبٌ:” كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ(متى 1 : 1 ).إن هذا الكتاب، أي كتاب ميلاد يسوع المسيح، يشكل تاريخ الإعلان المقدس الذي من خلاله الله عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ مشيئَاتهِ(مز 102 :7 ) من جهةٍ ومن الجهةِ الأخرى:” أَعْلَنَ الرَّبُّ خَلاَصَهُ. وكشف قدَّام الأمم عدلهُ (مز 97 :2 ).

بمعنى آخر، إنّ الآباء والجدود القديسون هم الذين أعلن لهم الله مشيئاتهُ، وبواسطتهم أي من خلالهم أعلن عدله للأمم، أي للوثنيين. فيقول القديس ثيوذورس كيرو: إنّ الرب قدم لجميع البشر مشروب الخلاص وعلّمهم مظهراً لجميع الأمم ملكوت بره.

وبحسب الانجيلي لوقا البشير فإن الانبياء هم الذين سبق وتنبأوا بمجيء البار) اع 7 : 52 ) وتنبأوا ايضا بآلام المسيح ( اع 3 : 18 ) ولنسمع شهادة القديس الرسول بطرس كارزاً :”فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ. وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ لاَ تَسْمَعُ لِذلِكَ النَّبِيِّ تُبَادُ مِنَ الشَّعْبِ. وَجَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَيْضًا مِنْ

صَمُوئِيلَ فَمَا بَعْدَهُ، جَمِيعُ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا، سَبَقُوا وَأَنْبَأُوا بِهذِهِ الأَيَّامِ. أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ، وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ…إِلَيْكُمْ أَوَّلًا، إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ، أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ. ( اع 3 :22-26)

وبكلامٍ آخر إن أقوال الرسول بطرس تؤكد وتبرهن بوضوح بأن الأنبياء وشخصيات أخرى كثيرة من العهد القديم قد سبق وتكلموا وأنبأوا بفتى الله الذي هو ربنا يسوع المسيح، كما كرزَ النبي اشعياء:”هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ» ( اش 7 : 14 ) و الملك النبي داوود الذي يقول قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ» (مز 109 : 1 )

إن النبوءات المذكورة أعلاه تشير الى “المسيَّا” المسيح كلمة الله أي ربنا يسوع المسيح، كلمة الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، الذي تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنس. إن هذا الحدث يؤكده بوضوحٍ مرتل الكنيسة قائلاً:” لقد أصبح بنو ابراهيم انبياءَ الهيين كلّيي الحكمة. فسبقوا عن حرارة قلبٍ وأخبروا بالروح القدس عن الكلمة أنّه يولد من نسل. إبراهيم ويهوذا. فبتضرعاتهم يا يسوع ارأف بنا جميعاً” ولنجتمعن اليوم يا محبي الآباء مسرورين بتذكار الآباء. فنمتدح بحق واجب إبراهيم واسحق ويعقوب. الذين منهم ظهر المسيح الرب متجسداً عن فرط تحننهِ.

إن سبب الاحتفال اليوم بتذكار الآباء والأجداد القديسين، هو أنهُ تمَّ من خلالهم تحديداً ظهور المسيح الرب بالجسد. ولكن إن يسوع المسيح، أيها الإخوة المحبوبون، هو بدون نسب من ناحية لاهوتهِ. إذ لا يمكن إعطاء وصفٌ لنسب للمسيح من جهة لاهوته، كما يعلم القديس غريغوريوس بالاماس قائلاً: “لا يمكن إعطاء وصف لنسب المسيح من جهة لاهوته ولكن نسبَهُ هو بحسب طبيعته البشرية، إذ صار من نسل البشر لأنه صار ابن الإنسان لكي يخلص الإنسان.

ويقول أيضاً القديس غريغوريوس بالاماس متسائلاً فكيف من المعقول أن يكون سلالة نسبٍ لله، الغير الموصوف، والغير المدرك، الذي لا بدء له والأبدي؟ الذي يقول عنه الإنجيلي اللاهوتي يوحنا:”فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. (يوحنا 1: 1). ولم يكن لكلمة الله آباء وأسلاف قبله، وله مع الآب اسمٌ فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ. (في 2 : 9 )

ومن الجدير بالذكر ان القديسين الآباء والأجداد، الذين استناروا من الروح القدس يشهدون ويذيعون كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم، بأن المسيح هو كمال الناموسِ والأنبياء الذي أتمَّ وأكمل التدبير الأبوي، فنحن مدعوون أن نشارك في كمال التدبير الأبوي هذا نحن المؤمنون، أعضاء جسد المسيح أي كنيستهِ، لهذا فإن القديس الرسول بولس يوصي قائلاً :”اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِل، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ

حَسَبَ الْمَسِيحِ فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا. وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ (كو 2 :8-10)

ويفسر القديس ثيوفيلاكتوس أقوال القديس الرسول بولس هذه، بأن الله اتحد في طبيعتنا “نحن البشر” ونحن أيضا شاركنا في طبيعته الإلهية، لهذا فإننا نتضرع الى الآباء الأجداد القديسين لكي بتضرعاتهم وتوسلات الفائقة البركات سيدتنا والده الاله الدائمة البتولية مريم ان يؤهلنا ان نعيد لأم الأعياد أي لولادة كلمه الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح في مغارة بيت لحم.

امين

كل عام وأنتم بألف خير

اعياد ميلاديه مجيده

مكتب السكرتارية العامة




بطاركة ورؤساء الكنائس في الأراضي المقدسة يتحدون في نداء عاجل لوقف إطلاق النار الإنساني الدائم في غزة

القدس، الاراضي المقدسة 

 في تأكيدٍ قوي للوحدة والقيم المسيحية، ألقى غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس، خطابًا مؤثرًا نيابة عن جميع البطاركة ورؤساء الكنائس في الأراضي المقدسة، خلال اجتماع الأعياد الدينية السنوي مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وطالب بوقف فوري للعمليات العسكرية في غزة.

 وفي معرض تناوله للقضايا الحرجة التي تواجه الأراضي المقدسة، أكد بطريرك المدينة المقدسة على القيم الأخلاقية المشتركة المتأصلة في الديانات التوحيدية الثلاث. وشدد على قدسية حياة كل إنسان، وضرورة الكرامة، والسعي لتحقيق الحرية والسلامة والأمن لجميع سكان الأراضي المقدسة المتنوعة.

 في قلب خطاب غبطته كانت هناك دعوة حثيثة ونداء عاجل لوقف إطلاق النار الإنساني الفوري والدائم في غزة. وأكد أن زعماء كنائس الأراضي المقدسة متحدون في التزامهم بالسلام، ويدركون الأزمة الإنسانية المتفاقمة ومعاناة المدنيين الأبرياء العالقين في خضم الصراع. ويتردد صدى نداءهم كاستجابة رحيمة للعنف المستمر الذي ابتليت به المنطقة.

 ورفضًا لفكرة الحل العسكري، دعا رؤساء الكنائس إلى الحوار والمصالحة باعتبارهما السبيل الوحيد المستدام نحو السلام. إن الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار ليست مجرد تعبير عن القيم الأخلاقية ولكنها رفض جماعي لدوامات العنف التي أثبتت عدم فعاليتها في تحقيق السلام الدائم.

 وفي خضم التحديات التي يفرضها الصراع المستمر، يؤكد زعماء كنائس الأراضي المقدسة على أهمية التصرف بسرعة، ويحثون على عدم فقدان المزيد من الأرواح البريئة. تحتضن كلمة غبطته موسم النور والأمل، معبرة عن التطلع الجماعي لمستقبل أفضل حيث تعزز القيم الأخلاقية والروحية المشتركة الرخاء للجميع.

 مع دخول الأراضي المقدسة موسم الأعياد الميلاديةالمباركة، يعرب بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس عن تمنياتهم الحارة بالسلام وحسن النية وأملهم الجماعي هو تحقيق سلام عملي ودائم في العام الجديد القادم، مما يجلب العزاء للأراضي المقدسة.

 




رؤساء كنائس القدس يضمون صوتهم لملك الأردن في ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء دوامة العنف

ترأس غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، ومعالي الشيخ عزام الخطيب رئيس الأوقاف الإسلامية، وفداًَ من رجال الدين المقدسيين والأردنيين في لقاء مع جلالة الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، في قصر الحسينية، يوم أمس الأربعاء.

وأكد جلالته خلال اللقاء موقف المملكة الأردنية الهاشمية المعبر عن موقفها الثابت والواضح تجاه القضية الفلسطينية والعدوان على الشعب في قطاع غزة، كما وِشدد أنه “لا تراجع عن مواقف المملكة في ضرورة الوقوف متحدين” في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس.

وفي هذا السياق، عبر جلالته عن رفضه وإدانته للاستهداف العسكري لدور العبادة من مساجد وكنائس في غزة، مشيراُ إلى أن هناك من لجأ إليها طلبا للحماية، وهم يحتاجون إلى مساعدات يسعى الأردن لإيصالها بكل الطرق. كما حذر من خطورة تداعيات الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، وفي القدس والضفة الغربية نتيجة الاعتداءات المستمرة على الأهالي فيهما.

من جهته أشاد غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وبحرص جلالته المستمر على الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة، وأكد على أهمية حماية التعايش التاريخي بين المسلمين والمسيحيين في الأراضي المقدسة، مشيرا إلى التقدم الكبير في المرحلة الثانية من مشروع الترميم الشامل لكنيسة القيامة، ضمن الإعمار الهاشمي للمقدسات المسيحية.

فيما يخص الأزمة الإنسانية التي تستمر بالتفاقم بشكل يومي في غزة، أكد غبطته أن رؤساء الكنائس في الأراضي المقدسة يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار للتخفيف من آثار الكارثة الإنسانية المتدهورة في القطاع وضمان إيصال المساعدات الحيوية للأبرياء الذين يفتقرون اليوم إلى أبسط مقومات الحياة.

كما دعا البطريرك ثيوفيلوس إلى إنهاء دوامة العنف والبناء على القيم والتطلعات المشتركة بين الشعوب، للوصول إلى مستقبل يعيش فيه الشعب الفلسطيني بكرامة كغيرهم من شعوب العالم.

ومع حلول موسم الأعياد الميلادية المجيدة، حذر جلالته من التضييق على مسيحيي الأراضي المقدسة خلال قداس عيد الميلاد المجيد في بيت لحم، مؤكدا أن الأردن سيبذل جهودا مع المجتمع الدولي لتمكينهم من أداء شعائرهم بالحرية والكرامة المستحقة.

وخلال اللقاء الذي حضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وسمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، خاطب غبطة البطريرك بيرباتيستا بتسابلا، بطريرك اللاتين في القدس جلالة الملك قائلاَ أننا معكم نسعى بكل الوسائل لحث العالم والمجتمع الدولي للوقف الفوري للحرب، ومن المؤكد أن تدخل المجتمع الدولي سيكون ضروريا للمساعدة في إيجاد منظور جديد وواقعي لمستقبل غزة والفلسطينيين، ولا يمكن تحقيق هذا المنظور دون الدور المركزي للأردن وجلالتكم.

ومن جهته خاطب مدير عام الأوقاف الشيخ محمد عزام الخطيب جلالة الملك قائلا “أنتم أصحاب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأثبتم للقاصي والداني أنكم حماة للأمة تتسم مواقفكم بالوضوح والصلابة والثبات في الحرص على مصالحها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، واعتبرتم ذلك خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها”.

هذا وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن الأردن قدم لمحكمة العدل الدولية مرافعة شاملة تعاملت مع ما يجري في القدس من محاولات لخرق الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية ومن محاولات لتهجير الفلسطينيين المقدسيين من بيوتهم وهدم المنازل.