1

دحض التصريحات الصادرة عن موقع “تلفزيون بلا حدود”

ترفض البطريركية الأورشليمية رفضاً قاطعاً التصريحات التي نشرها موقع https://tvxs.gr/ “تلفزيون بلا حدود”, التي تفيد بأن عشرة معلمين يونانيين وثلاثة عشر طالبًا من مدرسة البطريركية صهيون التابعة للبطريركية الأورشليمية ما زالوا محاصرين في القدس رغماً عنهم، ومحرومين من حق السفر إلى اليونان, هي تصريحات كاذبة وغير صحيحة وعارية عن الصحة.

وفقًا لبرنامج وزارة التربية والتعليم اليونانية، يقوم معلمو المدرسة بتعليم طلاب المدرسة، الذين ترعاهم البطريركية بشكل كامل بكل ما يحتاجون إليه، وهم موجودون في المدرسة بمحض إرادتهم، ولهم كل الحق باختيار المغادرة والعودة إلى اليونان في أي وقت يختارونه, ويتواصل المعلمون وطلاب المدرسة بانتظام مع أولياء أمورهم وأحبائهم.

وفيما يتعلق بهذا الموضوع بالذات وكذلك سائر الأمور الناجمة عن الوضع العدائي الحالي الذي تعيشه أرضنا المقدسة الحبيبة، فإن البطريركية على تواصل وتعاون كامل مع القنصلية اليونانية العامة في القدس.

مكتب السكرتارية العامة




صلاة إبتهال وتضرع من أجل سلام العالم

 أقيمت يوم الثلاثاء الموافق 17 تشرين أول 2023 صلاة إبتهال وتضرع في موضع الجلجلة الرهيب المقدس في كنيسة القيامة من أجل سلام العالم ووقف جميع الأعمال العدائية في إسرائيل وغزة ومن أجل سيادة روح الحوار والسلام وإغاثة وشفاء جميع جرحى الحرب ومن أجل احترام كل روح بشرية كصورة الله. 

مكتب السكرتارية العامة




بطريركية المدينة المقدسة تبادر بوساطة وحوار لحل النزاع في أوكرانيا وروسيا

 
 
الفاتيكان، ٢٩-٩-٢٠٢٣
 
 
خلال لقائه مع البابا فرنسيس في حضرة الفاتيكان اليوم، اطلق غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر اعمال فلسطين والاردن، مبادرة تُعبّر عن التزام بطريركية القدس بالوساطة وتعزيز الحوار لحل النزاع في أوكرانيا وروسيا. وتهدف هذه المبادرة إلى التصدي للصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، وللتهديد المحتمل بالانقسام داخل جسد الكنيسة الأرثوذكسية.
 
معربًا عن الألم العميق، أكد غبطته أن بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، بوصفها أم كنائس العالم، تُسلط الضوء على وحدة المسيحيين وتشعر بقلق عميق إزاء وضع الكنائس الأرثوذكسية في جميع أنحاء العالم. وإن النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا والانقسام المحتمل داخل جسد الكنيسة الأرثوذكسية يؤثر ليس فقط على المسيحيين الأرثوذكسيين وإنما على العالم المسيحي بأسره.
 
وتتقدم بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، والتي تستند إلى قرون من الجهود في مجال تحقيق المصالحة والسلام، بيد الوساطة لأخوتهم وأخواتهم في أوكرانيا وروسيا، حيث تسعى هذه المبادرة إلى تعزيز الحوار الذي قد يسهم في إنهاء المعاناة وتعزيز “علاج الجروح” داخل الأسرة الأرثوذكسية.
 
مع الاعتراف بالتحديات والانقسامات العميقة، تلتزم بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية بالمهمة الروحية للحوار والمصالحة كما كتب القديس بولس، “المسيح هو سلامنا”، وتقف البطريركية جاهزة لتقديم المساعدة بأي وسيلة ممكنة للمساهمة في إنهاء الصراع والمعاناة.



بطريرك المدينة المقدسة يلتقي بالبابا فرنسيس ويطلق مبادرة وساطة لحل الصراع الروسي الأوكراني

الفاتيكان، ٢٩-٩-٢٠٢٣
 
أخذ غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، خطوة هامة نحو تعزيز الحوار والمصالحة في النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا. ذلك جاء خلال زيارته الحالية إلى الفاتيكان، حيث سيشارك غبطته في حفل تنصيب البطريرك اللاتيني في القدس، بيير باتيستا بيتسابالا، برتبة “كاردينال” في الكنيسة الكاثوليكية. والتقى غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بالبابا فرنسيس، حيث اعلن عن مبادرة من بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية للوساطة بهدف بدء حوار جديد يهدف إلى وضع حد للمعاناة وتعزيز عملية علاج الجروح داخل الأسرة الأرثوذكسية في روسيا وأوكرانيا.
 
 وفي تصريحاته أكد البطريرك ثيوفيلوس على أهمية وحدة المسيحيين، مشيرًا إلى أن بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، بوصفها أم الكنائس جميعها، تسلط الضوء على ملف وحدة المسيحيين الذي يشكل شعورًا بالقلق لدى كل الكنائس في جميع أنحاء العالم. وعبّر عن مدى التأثير السلبي العميق الذي يُسببه استمرار النزاع الروسي الأوكراني، ليس فقط على المسيحيين الأرثوذكسيين بل وعلى مجتمع المسيحيين العالمي بأسره.
 
تأتي هذه المبادرة انطلاقًا من تاريخ بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية الغني بالخبرة والجهود في مجال المصالحة، وتسعى لمعالجة التحديات التي يثيرها الانقسام العميق والجروح الناجمة عن هذا الصراع. وأكد غبطة البطريرك أن بطريركية القدس تنظر بجديه لهذه المبادرة نظرًا لمهمتها الروحية للحوار والمصالحة، ومتبنية عبارة القديس بولس: “المسيح هو سلامنا”.
 
كما أثنى غبطة البطريرك على تفاني البطريرك بيتسابالا في الحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة وتحدث عن التحديات التي تواجه المسيحيين والتراث المسيحي في الأرض المقدسة، ولا سيما المخاطر الناجمة عن مجموعات اليمين الاسرائيلي المتطرف وتقويضها الممنهج لترتيبات “الوضع الراهن” المعروفة أيضًا باسم “الستاتيكو”، ومحاولات هذه المجموعات تغيير طابع المنطقة متعددة الأعراق والثقافات والديانات. وأشار غبطته إلى أن “جرائم الكراهية، والاستحواذ على الممتلكات بطرق غير الشرعية، وتدنيس المواقع المسيحية، والضغط المتزايد على الكنائس يشكلون تهديدًا كبيرًا للوجود المسيحي”.
 
وقدم غبطة البطريرك ثيوفيلوس الشكر والتقدير لدعم صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ووصايته على المقدسات وجهوده في الحفاظ على الهوية المسيحية والإسلامية في القدس وسط هذه التحديات.
 
وأختتم غبطة البطريرك ثيوفيلوس اجتماعه مع البابا فرنسيس بالتأكيد على أن الرحلة نحو الحوار والمصالحة تعتبر تحديًا بالغ الصعوبة، ولكن بطريركية القدس على اتم الاستعداد وبكل وسيلة قد تُسهم في إنهاء الصراع والمعاناة.
 
وتأتي هذه الخطوة الهامة من بطريرك القدس في سياق دور الكنيسة في تعزيز الحوار والسلام بين الشعوب. وإن مبادرته هذه تعكس اهمية القاعدة الروحية للسعي لإيجاد حلول دبلوماسية ومصالحة في وجه التحديات الراهنة، وهي رسالة إلى العالم بأن السلام يشكل هدفاً عظيماً يجب تحقيقه.
 
خطاب غبطة البطريرك كان كالآتي:
 
 

“Your Holiness,

We bring you greetings from our fellow Heads of the Churches of the Holy Land and the blessing of the Holy Tomb of our Lord Jesus Christ.

We rejoice in the elevation of our brother Patriarch Pizzaballa to the Sacred College of Cardinals, and we assure you of the prayers and support of the Heads of the Churches of the Holy Land and of the Christian communities.

As the Custos of the Holy Land and now as Latin Patriarch, he has been steadfast in his pastoral zeal for the Christian presence in our region, and resolute in opposition to all those forces that seek to undermine the integrity of the Christian character of Jerusalem and the Holy Land.

As Your Holiness is well aware, we face deepening challenges and difficulties. While the majority of Jews, Christians, and Muslims in the Holy Land recognise the multi-ethnic, multi-cultural, and multi-religious reality of our region, in recent years we have seen the rise of Israeli radical groups that are working systematically to undermine the legitimate “Status Quo” and to reshape our common life. Hate crimes, the underhanded and illegal acquisition of historically Christian properties in strategic locations, vandalism and desecration of church buildings and holy places, and increasing pressure at various levels are evidence of the single greatest danger to our life that we face.

Patriarch Pizzaballa has been, and continues to be, a strong presence and voice in opposition to all this, and he has been responsible over the years in building trust and effective co-operation between our two Brotherhoods so that we may speak and act with a united voice.

We are united and steadfast in routing out this existential danger, and are encouraged by the multitude of support that we are experiencing in particular through the Hashemite Custodianship of the Holy Sites.

We are appreciative to you, Your Holiness, for your ongoing support of a vital and vibrant Christian presence in the Middle East. May God continue to bless you, and may God bless all the peoples of our beloved Holy Land.

As the Mother of all the Churches, the Rum Orthodox Patriarchate of Jerusalem has a special concern for the unity of Christians generally, and especially of the Orthodox Churches around the world. The ongoing conflict between Russia and Ukraine, and the threat of schism in the body of the Orthodox Church, are matters of deep pain and difficulty not just for Orthodox Christians, but for the entire Christian world and for all people of good will.   

In our life and witness in the Holy Land, we seek continually for reconciliation and peace. We have come to understand over centuries that true dialogue is the only way to effective reconciliation and lasting peace, and this has been our constant commitment.

It is in this spirit and mindfulness that we extend the hand and effort of the Patriarchate of Jerusalem to our sisters and brothers in Ukraine and Russia, to mediate and do all that we can to initiate a dialogue that may lead to an end to suffering and to a healing within the Orthodox family.

This work will not be easy. The divisions that have occurred over the decades are deep. The wounds of conflict will take time to heal.   And trust, once broken, is hard to restore.

But the Patriarchate of Jerusalem, that was built upon the redeeming blood of Lord Jesus Christ, understands all this. Our life down the generations has been forged in the same crucible. We are strangers neither to conflict nor to the new life that is possible beyond it. As Saint Paul reminds us in the Letter to the Ephesians

Christ is our peace; in his flesh he has made both into one and has broken down the dividing wall, that is, the hostility between us…that he might create in himself one new humanity in place of the two, thus making peace, and might reconcile both to God in one body through the cross, thus putting to death that hostility through it  (Eph. 14-16).

The journey in dialogue to reconciliation is our spiritual mission, and this is our wish for the Church and the peoples of Ukraine and of Russia. We stand ready to assist in any way that we can to help bring an end to conflict and suffering.”

 

 
 



ألإحتفال بميلاد والدة الإله الفائق قدسها في بيت جالا

 

إحتفلت البطريركية الأورشليمية يوم الأحد الموافق 24 أيلول 2023 (11 أيلول شرقي) بميلاد والدة الإله الفائق قدسها الدائمة البتولية مريم. وأقيمت خدمة القداس الإلهي الإحتفالي بكنيسة ميلاد السيدة في بلدة بيت جالا التي تعود للقرن التاسع ميلادي.

 الرئيس الروحي في  لبيت جالا قدس الأرشمندريت إغناطيوس كان في إستقبال صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث مع آباء الرعية ووجهاء وأبناء الرعية وفرق الكشافة, ثم ترأس صاحب الغبطة خدمة القداس الإلهي  يشاركه سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم, قدس الأرشمندريت إيرونيموس, رئيس مزار كنيسة القديس جوارجيوس في بيت جالا  قدس الأب بورفيريوس, آباء الرعية الأورثوذكسية في بيت جالا قدس الأب بولس, قدس الأب يوسف, قدس الأب الياس, والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس. وحضر القداس الإلهي عدد كبير من أبناء الرعية.

بعد القداس الإلهي أأقيم حفل استقبال في القاعة المجاورة للكنيسة، ثم تناولت وجبة طعام بحضور الحاشية البطريركية ورئيس البلدية ومندوب عن رئيس اللجنة الفلسطينية الكنسية العليا السيد رمزي خوري.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليمكيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد ميلاد العذراء مريم والدة الإله في بيت جالا

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

 يهتف مرنم الكنيسة قائلاً:” ميلادُكِ يا والدةَ الإله، بشَّرَ وأنذر بالفرحِ لكل المسكونةَ. لأنَّهُ منكِ أشرقَ شمسُ العَدلِ المسيحُ إلهُنا. حلَّ اللّعنةَ ووهبَ البركة، وأبطلَ الموتَ ومنحَنا الحياةَ الأبديّة.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن نعمة الروح القدس وقوة العلي التي ظللت العذراء مريم قد جمعتنا اليوم في هذه الكنيسة الفائقة الجمال التي تحمل اسمها لكي نُعيّد لميلادها، سامعين لما يوصينا به أبينا القديس يوحنا الدمشقي قائلاً: هلمّ يا جميع الأمم ويا أيها البشر الذين من كلّ عرقٍ وكل لغةٍ وكل جيلٍ وكل رتبةٍ، ولنعيّد ببهجةِ لمولد بهجة العالم برمّته.

    حقاً إن هذا الحدث “ميلاد سيدتنا الفائقة البركات المجيدة والدة الإله الدائمة البتولية مريم هو بهجة العالم وذلك لأنه كما يقول فيها المرنم: فيكِ أيتها النقية سر الثالوث مُسبح وممجد.  فالآب سُرَّ وارتضى، والكلمة حلّ بيننا، والروح الإلهي ظللك. لقد كنت المبخرة الذهبية، يا والدة الإله الطاهرة، لأن النار اتخذت مسكنها في بطنك: الكلمة من الروح القدس؛ وظهر فيك بشكل إنساني.

    إن ميلاد العذراء مريم والدة الإله هو بدء خلاص العالم أي انحلال اللعنة من جهةٍ وإلغاء الموت من الجهة الأخرى، فإن آدم وحواء كانا يرزحا تحت ناموس الخطيئة واللعنة والموت بسبب عصيانهما لوصية الله وعلى العكس تماماً فإنه بالعذراء مريم والممتلئة نعمة التي صارت أماً لشمس العدل أي المسيح قد تبشر بالفرح لكل المسكونة.

    إن ميلاد والدة الإله العذراء قد بشر وأنذر بالفرح لكل المسكونة وذلك لأنه كما يقول القديس يوحنا الدمشقي: إن والدة الإله العذراء مريم قد ولدت للعالم كنزاً لا يبلى من الخيرات وبها حوّل الخالق كل الطبيعة من خلال طبيعة المسيح البشرية لأنه إذا كان الإنسان الذي يقف متوسطاً ما بين العقل والمادة فبالتالي يربط كل الخليقة المنظورة وغير المنظورة، فكلمة الله بعد اتحاده بطبيعة البشر (بواسطة العذراء مريم) اتحد من خلالها بالخليقة كلها.

    إن ميلاد العذراء مريم قد سبق وأنبأ بالحرية ليس فقط للإنسانية بل للخليقة كلها من عبودية الفساد والموت لهذا فإن الرسول بولس يقول: لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ.(رومية 8: 21) وأيضاً إن ميلاد والدة الإله العذراء مريم قد أظهر فعل السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ (كولوسي 1: 26) وكما يهتف النبي اشعياء وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ.(اشعياء 7: 14) ، فالابن عمانوئيل المولود منها ليس هو إلا المسيح الظاهر كما يقول المرنم: أيتها العذراء الطاهرة والدة الإله إننا نحتفل بمولدك المقدس ونسجد بإيمان لميلادك المقدس الذي حسب الوعد والذي به المسيح الظاهر افتدانا من اللعنة القديمة.

    ومن الجدير بالذكر أقوال النبي عاموس والتي يقول فيها فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ مِظَلَّةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ (عاموس 9: 11) ويرى القديس كيرلس الإسكندري أقوال النبي عاموس أنه في المسيح ستكون قيامة المسكن الإنساني أي الجسد البشري قائلاً: إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. (2 كور 5: 17) فبحسب الكتب والنبوءات بأننا سنقوم نحن أيضاً لأنه إن كان الموت هدم جميع مساكن البشر أي أجسادهم فالله الآب في المسيح أعاد بناءها.

    وأما مرنم الكنيسة فإنه يرى في ميلاد العذراء مريم نموذج ومثال خلاص الإنسان في قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي يقول: قدْ تمتْ نبوة النبي الهاتف قائلاً سأقيم خباءَ داود الشريف بعد تقويضهِ وقد تم رسمهِ فيكِ. يا من كلّ تراب جبلة البشر قد أعيد بها جبلهُ جسداً لله.

    إن ميلاد والدة الإله العذراء مريم الطاهرة التي حفظت عفتها وبتوليتها لها أهمية خاصة لكنيسة المسيح والتي هي بحسب الرسول العظيم بولس: هي جسد المسيح (كول 1: 24) وَالمسيح هُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. (كول 1: 18) وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ أي الكنيسة. (أفسس 5: 23).

    وبكلام آخر في شخص العذراء مريم الفائقة البركات المجيدة نرى سر التدبير الإلهي الذي به أخذ ابن وكلمة الله الآب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح جسداً من دماء النقية الدائمة البتولية مريم وأعاد بهذا الجسد جبلة كل الجنس البشري الترابي. لأن القديس يوحنا الدمشقي يكرز قائلاً: وبمقتضى رغبة الآب لم يتجسد الكلمة ويسكن فيما بيننا البتة عبر اتحاد طبيعيّ بل بما يفوق نواميس الطبيعة: من الروح القدس والعذراء مريم وذلك لأن اتحاد الله مع البشر إنما يتم بالروح القدس.

    اليوم أيها الإخوة الأحبة إن كنيستنا المقدسة تدعونا من خلال الصديقين يواكيم وحنة الذين كانوا سبب وعلة ابتهاج العالم وفرح المسكونة وذلك بولادتهم ابنتهم الفائقة القداسة والدة الإله لكي نعيد معاً لهذه العطية الإلهية العظيمة لنا نحن البشر من جهةٍ واضعين كل رجاءنا عليه ونتضرع الى الله أن يمنح شعبنا السلام والعدل الذي منحه ليواكيم وحنة الذي حررهما بها من لعنة الجدين الاولين وليغدق ربنا وإلهنا على رئيس دولة فلسطين السيد مجمود عباس أبو مازن القوة في القيادة الحكيمة والاستنارة الإلهية. ومع المرنم نهتف ونقول تجدد يا آدم واعظمي يا حواء. وارقصوا طرياً يا ايها الانبياء مع الرسل والصديقين. فان في العالم فرحاً عاماً يشمل الملائكة والبشر. لأن يواكيم وحنة الصديقين قد ولدا اليوم والدة الاله. فإنها وحدها قد أدخلت المسيح وحده إلى المسكونة لخلاص نفوسنا.

كل عام وأنتم بخير

ولتكن السنة الكنسية الجديدة الإنديقيتي سنة مباركة وسنة صلاح للرب

آمين

مكتب السكرتارية العامة