1

الإحتفال بعيد النبي ايليا في بلدة معلول

ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يوم السبت الموافق 5 آب 2023 (22 تموز شرقي) خدمة القداس الالهي إحتفالاً بعيد النبي ايليا (مار الياس) في كنيسة مار الياس في بلدة معلول الواقعه قرب مدينة الناصرة. هذه الكنيسة كانت تخدم في الماضي الرعية الأورثوذكسية التابعة للبطريركية الأورشليمية في هذه البلدة قبل أن يُهجر أهلها سنة 1948, وفي سنة 2014 وبمبادرة وبركة غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث تم ترميم الكنيسة المهجرة على نفقة رئيس دير جبل طابور قدس الأرشمندريت أيلاريون وتحت إشراف سيادة متروبوليت الناصرة كيرياكوس, لتعود لفتح أبوابها لخدمة الرعية الأوثوذكسية, وتقام خدمة القداس الالهي إحتفالا بعيد النبي ايليا شفيع الكنيسة والبلدة في كل عام.

شارك غبطة البطريرك في القداس الالهي سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, قدس الأرشمندريت ايلاريون الرئيس الروحي لدير جبل طابور, آباء من أخوية القبر المقدس, وكهنة مطرانية الناصرة والقضاء.

بعد خدمة القداس الالهي قام قدس الأرشمندريت إيلاريون بتقديم ضيافة في ساحة الكنيسة, وظهراّ أعد سيادة المطران كيرياكوس مأدبة غذاء على شرف غبطة البطريرك والآباء والحضور الكريم في دار مطرانية الناصرة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث،في عيد القديس النبي إيليا التسبيّ 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي 

   لمّا كنتَ قدْ امتزجتَ بالله بواسطة الفضيلة والسيرة المُثلى يا إيليا النبي العجيب نلتَ من لدنهِ سلطاناً فأعدتَ نظام الخليقة على مُقتضى رأيكَ وأغلقتَ أبواب المطرِ بإرادتكَ واستنزلتَ ناراً من العلاء فأهلكتَ بها المُلحدين فتضّرع طالباً خلاص نفوسنا. هذا ما يتفوه به مرنم الكنيسة.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن الملاكَ بالجسدِ قاعدةُ الأنبياءِ وركنهم، إيليا الشريف الموقر قد جمعنا كلّنا في هذا المكان والموضع المقدس لكي بشكرٍ نُعيّد لتذكار صعودهِ إلى السماواتِ بالمركبة النارية.

    ويتحدثُ سيراخ عن شخصية إيليا التسبيّ قائلاً: وَقَامَ إِيلِيَّا النَّبِيُّ كَالنَّارِ، وَتَوَقَّدَ كَلاَمُهُ كَالْمِشْعَلِبَعَثَ عَلَيْهِمِ الْجُوعَ، وَبِغَيْرَتِهِ رَدَّهُمْ نَفَرًا قَلِيلًاأَغْلَقَ السَّمَاءَ بِكَلاَمِ الرَّبِّ، وَأَنْزَلَ مِنْهَا نَارًا ثَلاَثَ مَرَّاتٍمَا أَعْظَمَ مَجْدَكَ، يَا إِيلِيَّا، بِعَجَائِبِكَ، وَمَنْ لَهُ فَخْرٌ كَفَخْرِكَ(حكمة سيراخ 48 :1-4 )

    ويورِدُ لنا القديس يعقوب أخو الرب في رسالتهِ الجامعة عن قوة صلاة الإنسان البار، إذ يقول: “طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَاكَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا.“(يع 5: 16-18).

    ويذكر الإنجيليين مرقس ولوقا عن حضور النبي إيلي، عند تجلي مخلصنا يسوع المسيح على جبل ثابور قائلاً: وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ،.وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى، وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ(مرقس 9: 2-4 ) 

    إن التحدث أي تكلّم إيليا وموسى مع المسيح يؤكدُ ويشهدُ أن المسيحَ هو ربُّ الناموس والأنبياء، فأمّا موسى فإنه يظهرُ كممثلٍ عن الناموس، وأمّا إيليا كممثلٍ عن الأنبياء و وفقاً لتفسير أوريجانوس والقديس كيرلس الإسكندري “إن في شخص موسى يستبان الناموس، وفي إيليا الأنبياء، لأن المسيحَ هو ربُّ الناموس والأنبياء”.

    يتميزُ النبي إيليا أنّه وحدهُ بين الأنبياء قد استحق مع موسى التكلم مع المسيح المُتجلي، اللذان كليهما عرفا المسيح على جبل سيناء قديماً. فأما موسى ففي دخان النار والضباب وأما إيليا ففي النسيم اللطيف. هؤلاء قد عرفوا الإله بأبصارهم في شخص يسوع المسيح المتجلي على جبل ثابور، صانعين بهذا اسثناءً لقول الرب لتلاميذه:” فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا.(متى 13: 17).

    حقاً أيها الإخوة الأحبة، لقد نالَ إيليا التسبيّ نعمةً خاصةً من الله وذلك لأنّهُ امتزج أي اتحدَ بالله بواسطةِ الفضيلة والسيرة المُثلى كما يقول ناظم التسابيح: يا إيليا النبي العجيب نلتَ من لدنه سلطاناً فأعدتَ نظام الخليقة على مُقتضى رأيكَ وأغلقتَ أبواب المطر بإرادتكَ واستنزلتَ ناراً من العلاء فأهلكتَ بها المُلحدين.

    لقد نالَ تلاميذُ المسيح وقديسوهُ هذا السلطان ، كما يشهدُ بذلك الإنجيليّ لوقا قائلاً:” هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ.(لوقا 10 : 19 ).

   ويفسرُ القديس باسيليوس العظيم أقوال الرب هذة قائلاً”  إنّه من غير المعقول ، أي أنه من المستحيل أن يمارسَ الإنسانُ هذا السلطان ما لم يكن قد طهّرَ نفسهُ من قَبلُ وتشدّدَ من قِبَل الرب.إذ يقول””من المستحيل على الإنسان أن يسلك في حرب ضد الترس والتنين والأسد إذا لم يُطهر نفسه أولاً ويتشدد من قبل الرب القائل للرسل وها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا على الحيات والعقارب “”.

    وبكلام آخر أيها الإخوة الأحبة إن الذي يسمعُ ويحفظُ وصايا الله فإنّهُ يستطيعُ من خلالِ فعلِ النعمة الإلهية أن يكونَ مُساهماً ومُشاركاً في قوةِ النبي إيليا كما حصل تماماً مع النبي أليشع الذي كان يتبعهُ، لهذا فإن الرسول بولس يوصي قائلاً: فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ.(فيلبي 1: 27)

    ومن الجدير بالذكر أن شخصيةَ النبيّ إيليا، لها مكانةً خاصةً ومميزةً في العهد القديم وأيضاً في العهد الجديد، وذلك لأنّ إيليا النبي يُعرَفُ بأنّه السابق الثاني لحضور المسيح، أي في الأيام الأخيرة للدينونة . وعن الأواخر أي الأيام الأخيرة ،يورِدُ النبيُ ملاخيا قائلاً حول إعادة ظهور إيليا الغيور إذ يقول:هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ. (ملاخي4: 4).وأما يسوع فقد أجاب تلاميذهُ عندما سألوهُ قائلين: «لِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلًا؟ فقال لهم إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلًا وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ(متى 17: 10).

     ولنتنبهُ هنا إلى تفسيرِ آباءِ الكنيسة العِظام، إذ أن الربَّ يتحدثُ هنا عن مجيئه الثاني الرهيب، والذي سيكونُ فيهِ إيليا النبيُ سابقاً لمجيئهِ الثاني الرهيب. ويكمِلُ الربَّ قولهُ:  وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ(متى 17: 12) إذ أن إيليا في المرة الثانية هنا لقول الرب ” هو يوحنا المعمدان السابق” الذي جاءَ قبلَ مجيء ربنا يسوع المسيح، فإن يوحنا السابق والمعمدان كان مشابهاً للنبي إيليا في كثير من الأمور لهذا فإن الكتاب المقدس يسمي يوحنا المعمدان أنه يَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ( لوقا 1 :17 ) وربما يتسألُ أحدٌ ما قائلاً، ما المقصود هنا بروح وقوة إيليا؟

    لهذا فإن زيغافينوس وأوريجانوس يفسران أقوال الرب هذه قائلين: إن الكتاب المقدس يسمي الموهبة النبوية بالروح وأما القوة فبالفعل، ويقولان بأن الروح والقوة التي لإيليا النبي سيحوز عليها “القديس النبي يوحنا المعمدان”.

   ختاماً فنحن الذين بشوقٍ نكرم تذكار النبي القديس إيليا مع المرنم نهتف ونقول: امنح شعبكَ بشفاعات الفائقة البركة والدة الإله الدائمة البتولية مريم وبتضرعات نبيّكَ القديس المجيد إيليا التسبيّ أيها الرب المُتحنن غفران الخطايا وعظيم الرحمة.

آمين

مكتب السكرتارية العامة




البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد النبي ايليا (مار الياس)

إحتفلت البطريركية الاورشليمية يوم الأربعاء الموافق 2 آب 2023 (يعادله 20 تموز شرقي) بعيد النبي ايليا التسبيتي.

في هذا اليوم تقيم الكنيسة حسب ما ذكر في العهد القديم في سفر الملوك وكذلك في العهد الجديد في رسالة القديس يعقوب, تذكار القديس المجيد ايليا النبي الذي يرجع إصله من تسبيت, رجل الله الذي كان مملوءاً غيرة على إيمانه بإله إسرائيل على أنه هو الإله الحي الحقيقي لذلك دُعي بالغيور. كان لهذا النبي العظيم إيمان عميق وتقوى قوية لدرجة أن الرب سمع صلاته وحبس الأمطار لمدة ثلاث سنوات وبصلاته أيضاً فُتحت أبواب السماء وهطلت الأمطار ثانية. سمع الله صلاته وتحدا ايليا انباء البعل وانزل ناراً من السماء واكلت ذبيحة التقدمة التي قدمها على جبل الكرمل. 

بالنسبة للكنيسة  إيليا هو ” الملاك بالجسم، قاعدة الأنبياء وركنهم، السابق الثاني لحضور المسيح، إيلياس المجيد الموقر، لقد أرسلت النعمة، من العلى لأليشع، ليطرد الأسقام، ويطهر البرص، لذا يفيض الأشفية لمكرميه دائما” (طروبارية العيد).

كانت نهاية النبي إيليا أنّه عبر وتلميذه أليشع الأردن. وفيما هما يسيران ويتكلّمان إذا مركبة من نار وخيل من نار فصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء

اقيمت خدمة القداس الالهي بهذه المناسبة في دير النبي ايليا الواقع على الطريق ما بين القدس وبيت لحم حيث سيادة متروبوليت ذيقيصارية كيريوس فيلينذكتوس خدمة صلاة الغروب عشية العيد, وصباحاً ترأس خدمة القداس الإلهي صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس آباء من أخوية القبر المقدس, وآباء من بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور. رتل خورس كاتيدرائية القديس يعقوب أخو الرب الترانيم الكنسية بقيادة السيد ريمون قمر باللغة العربية والمرتل الأول السيد أنجلو باللغة اليونانية. وحضر القداس القنصل اليوناني العام السيد إيفانجيلوس فليوراس في القدس وعدد من المصلين من القدس وبيت لحم.

بعد القداس أعد مشرف الدير الراهب أخيليوس مائدة غذاء إحتفالاً بعيد شفيع الدير.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث،في عيد القديس النبي إيليا التسبيّ 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي 

   لمّا كنتَ قدْ امتزجتَ بالله بواسطة الفضيلة والسيرة المُثلى يا إيليا النبي العجيب نلتَ من لدنهِ سلطاناً فأعدتَ نظام الخليقة على مُقتضى رأيكَ وأغلقتَ أبواب المطرِ بإرادتكَ واستنزلتَ ناراً من العلاء فأهلكتَ بها المُلحدين فتضّرع طالباً خلاص نفوسنا. هذا ما يتفوه به مرنم الكنيسة.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن الملاكَ بالجسدِ قاعدةُ الأنبياءِ وركنهم، إيليا الشريف الموقر قد جمعنا كلّنا في هذا المكان والموضع المقدس لكي بشكرٍ نُعيّد لتذكار صعودهِ إلى السماواتِ بالمركبة النارية.

    ويتحدثُ سيراخ عن شخصية إيليا التسبيّ قائلاً: وَقَامَ إِيلِيَّا النَّبِيُّ كَالنَّارِ، وَتَوَقَّدَ كَلاَمُهُ كَالْمِشْعَلِبَعَثَ عَلَيْهِمِ الْجُوعَ، وَبِغَيْرَتِهِ رَدَّهُمْ نَفَرًا قَلِيلًاأَغْلَقَ السَّمَاءَ بِكَلاَمِ الرَّبِّ، وَأَنْزَلَ مِنْهَا نَارًا ثَلاَثَ مَرَّاتٍمَا أَعْظَمَ مَجْدَكَ، يَا إِيلِيَّا، بِعَجَائِبِكَ، وَمَنْ لَهُ فَخْرٌ كَفَخْرِكَ(حكمة سيراخ 48 :1-4 )

    ويورِدُ لنا القديس يعقوب أخو الرب في رسالتهِ الجامعة عن قوة صلاة الإنسان البار، إذ يقول: “طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَاكَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا.“(يع 5: 16-18).

    ويذكر الإنجيليين مرقس ولوقا عن حضور النبي إيلي، عند تجلي مخلصنا يسوع المسيح على جبل ثابور قائلاً: وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ وَحْدَهُمْ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ،.وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى، وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ(مرقس 9: 2-4 ) 

    إن التحدث أي تكلّم إيليا وموسى مع المسيح يؤكدُ ويشهدُ أن المسيحَ هو ربُّ الناموس والأنبياء، فأمّا موسى فإنه يظهرُ كممثلٍ عن الناموس، وأمّا إيليا كممثلٍ عن الأنبياء و وفقاً لتفسير أوريجانوس والقديس كيرلس الإسكندري “إن في شخص موسى يستبان الناموس، وفي إيليا الأنبياء، لأن المسيحَ هو ربُّ الناموس والأنبياء”.

    يتميزُ النبي إيليا أنّه وحدهُ بين الأنبياء قد استحق مع موسى التكلم مع المسيح المُتجلي، اللذان كليهما عرفا المسيح على جبل سيناء قديماً. فأما موسى ففي دخان النار والضباب وأما إيليا ففي النسيم اللطيف. هؤلاء قد عرفوا الإله بأبصارهم في شخص يسوع المسيح المتجلي على جبل ثابور، صانعين بهذا اسثناءً لقول الرب لتلاميذه:” فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا.(متى 13: 17).

    حقاً أيها الإخوة الأحبة، لقد نالَ إيليا التسبيّ نعمةً خاصةً من الله وذلك لأنّهُ امتزج أي اتحدَ بالله بواسطةِ الفضيلة والسيرة المُثلى كما يقول ناظم التسابيح: يا إيليا النبي العجيب نلتَ من لدنه سلطاناً فأعدتَ نظام الخليقة على مُقتضى رأيكَ وأغلقتَ أبواب المطر بإرادتكَ واستنزلتَ ناراً من العلاء فأهلكتَ بها المُلحدين.

    لقد نالَ تلاميذُ المسيح وقديسوهُ هذا السلطان ، كما يشهدُ بذلك الإنجيليّ لوقا قائلاً:” هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ.(لوقا 10 : 19 ).

   ويفسرُ القديس باسيليوس العظيم أقوال الرب هذة قائلاً”  إنّه من غير المعقول ، أي أنه من المستحيل أن يمارسَ الإنسانُ هذا السلطان ما لم يكن قد طهّرَ نفسهُ من قَبلُ وتشدّدَ من قِبَل الرب.إذ يقول””من المستحيل على الإنسان أن يسلك في حرب ضد الترس والتنين والأسد إذا لم يُطهر نفسه أولاً ويتشدد من قبل الرب القائل للرسل وها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا على الحيات والعقارب “”.

    وبكلام آخر أيها الإخوة الأحبة إن الذي يسمعُ ويحفظُ وصايا الله فإنّهُ يستطيعُ من خلالِ فعلِ النعمة الإلهية أن يكونَ مُساهماً ومُشاركاً في قوةِ النبي إيليا كما حصل تماماً مع النبي أليشع الذي كان يتبعهُ، لهذا فإن الرسول بولس يوصي قائلاً: فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ.(فيلبي 1: 27)

    ومن الجدير بالذكر أن شخصيةَ النبيّ إيليا، لها مكانةً خاصةً ومميزةً في العهد القديم وأيضاً في العهد الجديد، وذلك لأنّ إيليا النبي يُعرَفُ بأنّه السابق الثاني لحضور المسيح، أي في الأيام الأخيرة للدينونة . وعن الأواخر أي الأيام الأخيرة ،يورِدُ النبيُ ملاخيا قائلاً حول إعادة ظهور إيليا الغيور إذ يقول:هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ. (ملاخي4: 4).وأما يسوع فقد أجاب تلاميذهُ عندما سألوهُ قائلين: «لِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلًا؟ فقال لهم إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلًا وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ(متى 17: 10).

     ولنتنبهُ هنا إلى تفسيرِ آباءِ الكنيسة العِظام، إذ أن الربَّ يتحدثُ هنا عن مجيئه الثاني الرهيب، والذي سيكونُ فيهِ إيليا النبيُ سابقاً لمجيئهِ الثاني الرهيب. ويكمِلُ الربَّ قولهُ:  وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ(متى 17: 12) إذ أن إيليا في المرة الثانية هنا لقول الرب ” هو يوحنا المعمدان السابق” الذي جاءَ قبلَ مجيء ربنا يسوع المسيح، فإن يوحنا السابق والمعمدان كان مشابهاً للنبي إيليا في كثير من الأمور لهذا فإن الكتاب المقدس يسمي يوحنا المعمدان أنه يَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ( لوقا 1 :17 ) وربما يتسألُ أحدٌ ما قائلاً، ما المقصود هنا بروح وقوة إيليا؟

    لهذا فإن زيغافينوس وأوريجانوس يفسران أقوال الرب هذه قائلين: إن الكتاب المقدس يسمي الموهبة النبوية بالروح وأما القوة فبالفعل، ويقولان بأن الروح والقوة التي لإيليا النبي سيحوز عليها “القديس النبي يوحنا المعمدان”.

   ختاماً فنحن الذين بشوقٍ نكرم تذكار النبي القديس إيليا مع المرنم نهتف ونقول: امنح شعبكَ بشفاعات الفائقة البركة والدة الإله الدائمة البتولية مريم وبتضرعات نبيّكَ القديس المجيد إيليا التسبيّ أيها الرب المُتحنن غفران الخطايا وعظيم الرحمة.

آمين

مكتب السكرتارية العامة




بطريركُ المدينةِ المقدسةِ كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يترأسُ خدمةَ القداسِ الإلهيِ وجناز الأربعينَ في مدينةِ عكا لراحةِ نفسِ المغبوط الذكر الأرشمندريت فيلوثيوس

زارَ صاحبُ الغبطةِ بطريركَ المدينةِ المقدسةِ أورشليم وسائرِ أعمالِ فلسطينَ والأردنِ كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث ديرَ القديسِ جورجيوس في مدينةِ عكا، ورافقهُ كل من أصاحب السيادة المتروبوليت كرياكوس متروبوليت الناصرة، والسكرتير العام للبطريركيةِ المتروبوليت اريستارخوس، ومطرانَ الأردنِ رئيسَ الأساقفةِ خريستوفوروس، ولفيف من الإكليروس الموقر. حيثُ كانَ في استقبالِ الموكبِ البطريركيِّ قدس الأرشمندريت سلوانوس نائب الوكيل البطريركيِّ في عكا، وقدس الآباءِ الأجلاء رعاة الكنائس، والسيد فُؤَاد بِرَيك رئيس المجلِس المَلِي في عَكَّا، كما ورؤساء وأعضاءَ المجالس الرعوية.

خِلَال خِدمَة القداس الإلَهيِّ، تَحدَّث صَاحِب الغبطة فِي عِظَته عن مَفهُوم المحَبَّة والغيرة الإلهيَّة العاملة فِي الكنيسة، والتِي تَحلَّى بِهَا قُدس الأرشمندريت فِيلوثيوس المغبوط الذِّكر مِن خِلَال خِدمته لِرعيَّته، مَظهَرًا بِكلماته الأبويَّة أمانَته ونكرانه لِذاته، وأخلاقه الكنسيَّة والرَّهبانيَّة، وانتمائه الوثِيق بِالبطريركيَّة المقدسيَّة وأخوِية القبر المُقدس، كمَا وعن موهبَته اللِّيتورجيَّة والموسيقيَّة الكنسيَّة التِي كَانَت تَحرُّك نُفُوس المؤمنين لِلتَّسبيح والتَّمجيد، مُعرِبًا عن تَركِه بِموته المفاجئ فراغًا وحزنًا فِي قَلب كُلّ مَن عَرفَه، مُؤَكدًا رَجَاءنَا أَنَّه مَغرُوس فِي المسِيح الكرمة الحقيقيَّة، رافعًا الدُّعَاء لِلإله المتحنِّن أن يَتَغمَّد نَفسَه في مضَال القدِّيسين.

وتابع غِبطته قائلًا “إِنَّ النِّعمة الإلهيَّة بِالرُّوح القُدس افتقَدت الكنيسة المقدَّسة في هَذِه المدينة التَّاريخيَّة، مِن خِلَال قَرَار المُجمع المُقدس بِتعيِين قُدس الأرشمندريتِ سلوانوس بِهَذا اَلمنصِب الرفِيع؛ لِحَمل رِسالَته ومهامِّه الرِّعائيَّة، مُوصيًا إِيَّاه أن يذكُر على الدَّوَام قَول الرَّسول بُولس لِتلميذه تِيموثاوس ” اتبَعِ البِرَّ وَالإِيمَانَ وَالمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدعُونَ الرَّبَّ مِن قَلبٍ نَقِيٍّ” (2 تيموثاوس 2: 22).

وبعد أن أقام غِبطته خِدمَة جَنَّاز الأربعين، توجه مع الوفد المرافق والمؤمنين إِلى القاعة الرَّئيسيَّة لِلدَّير، والتِي أطلق عليهَا مِن هذَا اليوم ” قَاعَة الأرشمندريتِ فِيلوثيوس ” إِكرامًا لَه. حَيث أقيم حَفل تَأبِين تَخللَه كَلمَة لسيادة مُطران الأُردن خِريستوفوروس الجزِيل الاحترام نِيابة عن صَاحِب الغبطة، رَكَّز فِيها على الوحدة الرُّوحيَّة التِي نَنَالهَا بِالقدَّاس الإلَهيِّ، إِذ نَتحِد بِإلهِنَا القائم مِن بَين الأموات أحياء وراقدين، فهِي إيماننا وتعزيتنَا. كما تحدث عن الوحدة المجتمعيَّة التِي يَتَحلَّى بِهَا أَبنَاء مَدِينَة عَكَّا، ورباط المحَبَّة والعَيش المشترك والمتجسِّدة فِي الحفَاظ على الهوِية المسيحيَّة والإسلاميَّة المشتركة، وتَكلَّم عن رُوح التَّفاؤل والخَير الذِي يحمله أَبنَاء الرعِية والمنطقة مِن كَهنَة ولجان ومؤمنين لِلنُّهوض بِيد وَاحِدة بِالكنيسة والوَطن.

وألقِيت كلمات أُخرَى مِن قَبل كُلٍّ مِن سَماحَة الشَّيخ سمير عَاصِي، حَضرَة الأَب سَامِر زَكنُون مِن الكنيسة المارونيَّة، السَّيِّد إِسكندر سُليمَان مِن جَوقَة اَلجلِيل، السَّيِّدة سَلمَى حَزبُون، الابنة رَانِي لُوسيَا عن مدارس الأحد، السَّيِّدة سِهَام مَنسِي عن سيِّدات مار جِريس والسَّيِّد فُؤَاد بِرَيك. معبربين مِن خِلالِهَا عن مَفهُوم الانتقال بِالرَّبِّ بِرجاء القيامة والحياة الأبديَّة، وعن عمل المغبوط الذِّكر الرُّوحيُّ والمعماريُّ لِلكنيسة وحسِّه الاجتماعيِّ والإنسانيِّ الطَّيِّب فِي المجتمع العكَّاوي.

وبعد اِنتِهاء حَفل التَّأبين استضَاف قُدس الأرشمندريت سلوانوس ورئيس المجلِس المَلِي السَّيِّد فُؤَاد بِرَيك، صَاحِب الغبطة والوَفد المرافق والحضور على مَأدُبة مَحبَّة فِي الدَّير، حَيث تَميَّز اللِّقَاء بِأجوَاء المحَبَّة والرَّاحة بِقرار غِبطته والمجمع المُقدس مِن تَعيَّن قُدس الأرشمندريتُ سلوانوس لِهَذا اَلمنصِب الرفِيع لِخدمة هَذِه المطرانيَّة المحروسة مِن اللَّه. وفِي نِهاية الزِّيارة وَدَّع غِبطته والوَفد المرافق الحُضور شَاكرِين الجمِيع على حَفاوَة الاستقبال والضِّيافة ورُوح المحَبَّة التِي تَجمَّع الرَّاعي بِأبنائه ورعيَّته.




النشاطات الرعوية لصاحب الغبطة

إستقبل صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يوم الجمعة الموافق 28 تموز 2023:

1 العروسين السيد أمير نصار والسيدة إليزابيث تشانك مع والدي العريس حيث أعطاهم صاحب الغبطة بركته الأبوية.

2 مجموعة من المؤمنين من الرعية الاورثوذكسية في بلدة الجديدة مع السيد يوسف قسيس.

3 أخيرًا قام غبطة البطريرك يرافقه آباء أخوية القبر المقدس وخبيري الصيانة السيد أندرياس ستافروس والسيد إيغور من روسيا ومعاونيهم، بتفقد الثريا الرئيسة المحفوظة والمرمّمة حديثاً في كاثوليكون كنيسة القيامة.

مكتب السكرتارية العامة




لقاء الجمعيات النسائية الأورثوذكسية في بيت جالا

أقيمت في صباح يوم الخميس الموافق 27 تموز 2023 (14 تموز شرقي) خدمة القداس الإله في كنيسة ميلاد السيدة العذراء للرعية الأورثوذكسية في بيت جالا, ترأسها الرئيس الروحي قدس الأرشمندريت إغناطيوس يشاركه آباء الرعية. حضر خدمة القداس كهنة وسيدات (قرابة 300) من إحدى عشرة رعية للبطريركية في الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية.

صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بارك هذا اللقاء بكلمة القاها: 

هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا! “(مز ١٣٣ ، ١) ، يعلن صاحب المزمور. “لأنه حيث اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي ، أكون أنا في وسطهم” (متى 18 ، 20) يقول الرب

أيها الأبناء الأحباء في المسيح أيها الإخوة والأخوات،

اجتماعنا باسم ربنا يسوع المسيح في هذه المدينة التاريخية والمقدسة في بيت جالا هو بالفعل حسنٌ وممتع، وهذا لأن يسوع المسيح في صلاته الهرمية ، يصلي إلى إلهه وأبيه من أجل نفسه ، وتلاميذه الرسل ، وجميع الذين سيؤمنون به ، قائلاً: ” قدسهم في حقك. كلامك هو حق. كما ارسلتني الى العالم ارسلتهم انا الى العالم، ولاجلهم اقدس انا ذاتي، ليكونوا هم ايضا مقدسين في الحق.

ولست اسال من اجل هؤلاء فقط، بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، 21 ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني.”(يوحنا 17 ، 17 – 21)

يقول القديس كيرلس الإسكندري، في تفسيره لكلمات الرب: “المسيح يطلب رباط المحبة والوحدة والسلام ليجمع المؤمنين به في وحدة الروح القدس”. ويقول زيغافينوس: “كنقطة انطلاق كمرجع للحب والوحدة ، يختتم المسيح في هذا مرة أخرى، ويظهر أن المحبة ترضي الله”.

من الجدير بالذكر أن هذا لا يشير إلى وحدة الجوهر، كما في حالة أقانيم الثالوث القدوس، بل إلى وحدة المحبة. يتعلق الأمر بوحدة الروح التي ستنجم عن حقيقة أنهم سيكونون “جسد واحد، وروح واحد، كما دعيتم ايضا في رجاء دعوتكم الواحد. رب واحد، ايمان واحد، معمودية واحدة، اله واب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم. “(أف 4 ، 4 – 6) ، كما يكرز القديس بولس. ووفقًا للقديس يوحنا اللاهوتي ، مات يسوع “لكي يجمع في واحد أبناء الله المشتتين” (يوحنا 11 ، 52)

  خلال آلام المسيح على الصليب ، ظهرت هذه المحبة، محبة الأم من قبل والدته، والدة الإله المباركة مريم العذراء، وثانيًا من قبل النساء حاملات الطيب. عبرت أختا لعازر مارثا ومريم عن هذا الحب عندما استقبلوا المسيح في منزلهم في بيت عنيا، حيث انتهز يسوع الفرصة لتوبيخ مرثا بالكلمات ، “مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة 42 ولكن الحاجة الى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها” (لوقا 10 ، 41-42).

في تفسير كلمات الرب هذه، يلاحظ ثيوفيلاكتوس: “عظيم هو نفع الضيافة ، الذي أظهرته مارثا، ولا يمكن تجاهله ؛ ومع ذلك، فمن الأفضل أن ننتبه للكلمات الروحية ”. ويقول زيغافينوس: “قال يسوع ” النصيب الصالح، لا يعني أن النصيب الآخر كان شريرًا، لكنه دعا النصيب الصالح الذي كان متفوقًا. هناك نصيبان جيدان ، لكن أحدهما أفضل من الآخر.

بعبارة أخرى أبنائي الأحباء في المسيح ، تتميز خدمة الأختين مارثا ومريم في جزأين ؛ – العناية بالجسد والاحتياجات اليومية، والعناية بالروح والاعتناء بالاحتياجات الروحية. كلا النوعين من الخدمة من قبل أولئك الذين يحبون الكنيسة، يجب أن يستهدفوا مجد الرب، حسب دعوة كل شخص. ” لكن كل واحد له موهبته الخاصة من الله. الواحد هكذا والاخر هكذا” (1 كو 7 ، 7).

“” فانواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد. وانواع خدم موجودة، ولكن الرب واحد. وانواع اعمال موجودة، ولكن الله واحد، الذي يعمل الكل في الكل “(1 كورنثوس 12 ، 4 – 6)، يكرز بولس الرسول.

هذا يعني أن المرأة ليست أقل في جهاد الإيمان ، كما يعلم القديس الذهبي الفم: “لا يوجد جنس ذكر أو أنثى للمسيح ، ولا طبيعة الرجل ، ولا ضعف الجسد، ولا العمر ولا أي شيء آخر من هذا القبيل. الذي من شأنه أن يمنع أولئك الذين يسيرون في طريق التبجيل إذا كان هناك إرادة شجاعة وعقلية يقظة وخوف شديد ومتأصل من الله في نفوسنا”.

إن كلمات القديس الذهبي الفم هذه أكدها عدد كبير من النساء القديسات والنبيبات والمعادلات للرسل والشهداء والمعترفين العظماء الصالحين الذين تم إحياء ذكراهم في العهدين القديم والجديد من الكتاب المقدس، وكذلك في التاريخ. ومرة أخرى يشدد القديس الذهبي الفم على حقيقة أنه فيما يتعلق بالجهاد الروحي من أجل الله والكدح من أجل الكنيسة ، فإن المرأة هي التي تنخرط في الجهود الحسنة والعمل بجرأة أكثر من الرجل.

من الواضح أن رسالة المرأة المسيحية اليوم ، “تمامًا مثل رسالة النساء القدامى” (بطرس الأولى 3 ، 5)، في عالم الارتباك والارتداد والخروج على القانون و في يوم التجربة في العالم”  (راجع عبرانيين 3 ، 8)، هي ضرورية أكثر من أي وقت مضى. لذلك ، نحن مدعوون للاستماع إلى الرسول بطرس قائلاً: ” فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه، ملقين كل همكم عليه، لانه هو يعتني بكم. اصحوا واسهروا. لان ابليس خصمكم كاسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو”  (بطرس الأولى 5).

تواصل كنيستنا المقدّسة في أورشليم التي تأسست على دم المسيح القائم من بين الأموات، رسالتها الخلاصية، وفقًا للتقليد الرسولي وتقليد الآباء القديسين، معززة ومُشجعة بكلمة الرب: “وأبواب الجحيم لن تقوى عليها”(متى 16، 18).

أخيرًا، نود أن نشكر كل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء الذي يرضي الله لجمعيات الرعية الأورثوذكسية النسائية، وخاصة قدس الأب إلياس الذي بادر بهذه المبادرة، وكذلك قدس الآباء الأعزاء بطرس ويوسف.

نعمة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين

مكتب السكرتارية العامة