رسالة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لعيد الفصح المجيد 2024

ثيوفيلوسُ الثالثُ

برحمةِ اللهِ بطريركُ المدينةِ المقدسةِ آوروشليمَ وسائرُ أعمالِ فلسطينَ إلى أبناءِ الكنيسةِ أجمعين، نعمةٌ ورحمةٌ وسلامٌ لكم من القبرِ المقدّسِ المانحِ الحياةَ قبرِ المسيحِ القائمِ منَ بين الأمواتِ

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونومس يوسف الهودلي

اليومُ يومُ موسمٍ إذْ بقيامةِ المسيح

قد اضمحَلَّ الموتُ ولاح فجرُ الحياة

وادمُ نهضَ مرتكضاً بفرحٍ

لذلك نهللُ مسبّحينَ نشائدَ الظفرِ

(من قانونِ أحدِ السجودِ للصليبِ الكريمِ)

اليومُ كنيسةُ المسيحِ تعلنُ في العالمِ بشارةَ الفرحِ وتذيعُ إلى أقاصي الأرضِ بقيامةِ مؤسِّسِها من بينِ الأمواتِ مخلِّصنا يسوعَ المسيحِ الناصريّ المصلوب. إنَّ يسوعَ المسيحِ ابنُ وكلمةُ الله ِالذي منَ الروحِ القدسِ ومنَ العذراءِ مريمَ تأنَّسَ وولِدَ بالجسدِ وشوهدَ على الأرضِ واتّخذَ جبلتَنَا البشريّةِ في أقنومٍ واحدٍ، وفي طبيعتَيْن: الطبيعةِ الإلهيةِ والطبيعةِ البشريةِ، فقد خالطَنا نحن البشر معلماً إيانا طرقَ التّوبةِ، طرقَ حياةِ السلامِ والتضامنِ والمحبةِ حتّى للأعداءِ، شفى المرضى وأقامَ الموتى وأحبَّنّا نحنُ البشرَ إلى المنتهى. وأسلمَ نفسَهُ للموتِ طوعاً من أجلِنا حتّى موتِ الصليبِ المهينِ سافكاً دمَهُ الإلهيَّ الطاهرَ لمغفرةِ خطايانا مقدماً نفسَهُ ذبيحةً حيّةً كفارةً مرضيةً للهِ.

وبعد أنْ صُلِبَ على عهدِ بيلاطسَ البنطيَّ ودُفِنَ، انحدرَ إلى الذينَ في الجحيمِ أيضاً إلى الأمواتِ منذُ الدّهور،

المعتقلين في قبضةِ الشيطان. وقدْ شَمَلَهم هم أيضاً في عملِهِ الفدائيِّ الخلاصيِّ الَّذِي أَعْطَاه إياهُ الآبُ؛ ليكمِّلَهُ. (يوحنا 17: 4)، وقد سبقَ التدبيرُ الإلهيُّ، فهيأ هؤلاءِ الأمواتَ للتوبةِ بيوحنا المعمدان السابقِ الذي قُطِعَ رأسُه. ولهؤلاءِ “الأمواتِ” كرزَ ربُّنا يسوعُ المسيح الذي انحدرَ إلى الجحيمِ لثلاثةِ أيام، وبإيمانِهِم بهِ سلبَهُم منَ الجحيم، وأعتقَهم منْ عذابِ النّارِ الأبديّة. وتنازلَ لهم وأصعدَهم ومنحَ لهمُ الحياةَ الأبديةَ قائلاً: “ادخلوا إلى الفردوسِ مجدداً. وعندَ إتمامِهِ هذا العمل، لم يكنْ للجحيمِ عليهِ أيُّ سلطانٍ فلمْ يستطعْ أن يضبطَهُ، فلقدْ ظنَّ الجحيمُ أنهُ تناولَ إنساناً فألفاهُ إلهاً. فالرّبُّ يسوعُ المسيحِ بقوّةِ الآبِ وبقوَّتِهِ الإلهيّةِ الذاتيةِ طحنَ الأمخالَ الدهريةَ وحطمَ أقفالَ الموتِ وبسلطانِهِ الذاتيِّ قام َمن بينِ الأمواتِ وأقامَ آدمَ مَعَهُ بيدٍ قويةٍ.

تحتفلُ الكنيسةُ بقيامةِ المسيحِ من بينِ الأمواتِ أي انتصارِهِ على الموتِ مترنمةً بفرحٍ: إذ كانَ القبرُ مختوماً أشرقتَ منه أيّها الحياةُ، ولما كانتِ الأبوابُ مغلقةً، وافيْتَ التلاميذَ أيّها المسيحُ الإلهُ قيامةَ الكلّ. وجدّدتَ لنا بهم روحًا مستقيماً، بحسبِ عظيمِ رحمتِك. إن َّهذا الروحَ، روحَه القدوس، روحُ الحقِّ، كرَّسه أو بالأحرى أعطاُه المسيحُ “بالنّفخِ” لتلاميذِهِ في اليومِ الأولِ من القيامةِ قائلاً: اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُم تُغْفَرُ لَهُم،

(يوحنا 22:20). ومنحَ “الروحَ القدسَ” أيضاً في جميعِ ظهوراتِهِ بعد القيامةِ اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، (أعمال3:1) و ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ.. (اعمال 1: 9).

وصعدَ يسوعُ المسيحِ بمجدٍ إلى السماواتِ وجلسَ عنْ يمينِ الآبِ مؤلِّهاً الجبلةَ، ولم يتركْ تلاميذَهُ يتامى (يوحنا18:14) ولكنّهُ أرسلَ لهم من الآبِ معزِّياً آخرَ كما

وعدَهُم (يوحنا16:14)، روحَ ِالحق، هذا أرسلَهُ، في يومِ العنصرة في صوتٍ كما من هبوبِ ريحٍ عاصفةٍ وفي ألسنةٍ منقسمةٍ كأنَّها من نارٍ، استقرّتْ على كلِّ واحدٍ منهم، (اعمال 2 : 1-3 )الذي أنارَهم وقوّاهُم وأظهرَهم كارزين بحماسةٍ بصلبِ الرّبِّ وقيامتِهِ. “مُظهراً الصيادينَ غزيري الحكمةِ الذينَ بهم اصطدتَ المسكونةَ”. بكرازتِهمِ زرعَ الكنيسةَ في كلِّ الأرضِ حتّى أقصاها وكما وعدَهُم بأنَّ أَبْوَابَ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. (متى 16: 18)

لهذا فإنَّ الكنيسةَ التي هيَ ظهورُ ملكوتِهِ على الأرضِ قدْ أوكلَ إليها عملُ البشارةِ وبالطبعِ خدمةُ المصالحةِ بمسرّةِ الآبِ؛ لأنهُ كما يقول رسولُ الأممِ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ (2 كور 5: 19) فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا. (كول 2: 9).

إنَّ عملَ المصالحةِ هذا تقومُ به الكنيسةُ التي هيَ جسدُ المسيحِ عبرَ العصورِ في جميعِ أنحاءِ العالم. إنَّ كنيسةَ آوروشليمَ أمَّ الكنائس، هي التي أولُّ منِ اقتبلَ مغفرةَ الخطايا بالقيامةِ، تتمّمُ هذا العملَ في أماكنِ ظهورِهِ بحسبِ الجسدِ على الأرضِ. وتبشِّرُهُم بالسلامِ للبعيدين والسلامِ للقريبينَ وبالأخصِّ في هذهِ الأوقاتِ العصيبةِ منَ الحربِ المشتعلةِ في العالمِ التي تدمرُ بدونِ رحمةٍ ليسَ فقط الممتلكاتِ والمساكنَ بلْ حياةَ الإنسانِ أيضاً.

ومنْ هذهِ الأماكنِ ولا سيّما منَ القبرِ المقدسِ القابلِ الحياةَ، الذي منهُ أشرقَ نورُ الحياةِ والذي في داخِلِهِ يتمُّ القداسُ الإلهيُّ الفصحيُّ للقيامةِ تدعو الكنيسةُ إلى اللهِ من أجلِ وقفِ جميعِ الأعمالِ العدائيةِ الحربيةِ وخاصةً في غزةَ وفي جميعِ بقاعِ الأرضِ المقدّسة والشرقِ الأوسط،

متضرعةً للهِ أيضاً من أجلِ وحدةِ الكنائسِ الأرثوذكسيةِ برباطِ السّلام. منْ أجلِ أن يشهدوا لوحدتِها ، وذلكَ لأنّ العالمَ المتألّمَ بشدةٍ ينتظرُ شهادةَ الوحدةِ هذه بفارغِ الصبرِ.

وخاصةً وقبلَ كلِّ شيءٍ تتوسّلُ الكنيسةُ إلى رعيَّتِها في أماكنِ اختصاصِها القانونيِّ في المملكةِ الأردنيّةِ الهاشميّةِ ودولةِ فلسطينَ ودولةِ قطرَ ودولةِ إسرائيلَ وفي كلِّ الأرضِ وإلى الزوارِ المؤمنينَ الأتقياء معايدةً إياكم بالتحيةِ الفصحيّة: المسيحُ قام، وبقولِ المخلّصِ المنتصِرِ: تشجّعوا فأنا قد غلبتُ العالمَ. (يوحنا 16 :33 )

المسيح قام

في مدينةِ أوروشليمَ المقدسة فصح2024

مع أدعيتِنا وبركاتِنا الأبوية

الداعي لكم بحرارةٍ من أعماقِ القلبِ

ثيوفيلوس الثالث بطريركُ المدينةِ المقدسةِ أوروشليم




البطريرك ثيوفيلوس الثالث يرعى مؤتمر “سلامي أعطيكم” في القدس بحضورٍ روسي رسمي

تحت رعاية غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، وبمشاركة معالي السيد سيرجي شيريمين، وزير حكومة مدينة موسكو ورئيس إدارة العلاقات الخارجية والاقتصادية والدولية،

وسماحة الشيخ موفق طريف، وسعادة السفير الروسي في تل أبيب أناتولي فيكتوروف، إضافةً إلى سعادة القنصل د. أمين صفية وعدد من الشخصيات الدينية والوطنية، عُقد يوم امس مؤتمر “سلامي أعطيكم” في القدس، بدعم من الحكومة الروسية.

وألقى غبطة البطريرك كلمة المؤتمر حيث اكد على أهمية تحقيق الاستقرار والوئام على اسس العدل في زمن الشك وعدم الاستقرار، مشدداً على أهمية القدس كمركز للخير والمصالحة. واستشهد غبطته بآيات من الكتاب المقدس لتأكيد الأبعاد الإلهية والإنسانية للسلام، ودعا إلى التعاون الدولي لوقف التصعيد وتعزيز المصالحة.

وقد أشار غبطة بطريرك القدس إلى الدور البارز الذي تقوم به روسيا في المنطقة، معرباً عن أمله في استمرار دعمها لجهود الاستقرار والتهدئة. وختم كلمته بالمناشدة لتكاتف الجهود لتحقيق السلام والاستقرار.

وأثنى المشاركون في المؤتمر على الحاجة الملحة للعمل المشترك والمستمر نحو خير البشرية بعيداً عن النزاعات والحروب، معبِّرين عن تطلعهم إلى إيصال صوت السلام الصادر من القدس إلى جميع أنحاء العالم.




عيد السجود للصليب في دير الصليب المُكرّم

إحتُفل في دير الصليب المُكرم التاريخي (المعروف بدير المصلبة) الواقع في القدس الغربية يوم الأحد الموافق 14 نيسان 2024 (يعادله 1 نيسان شرقي) وهو الأحد الرابع من الصوم الأربعيني المقدس وتذكار القديس يوحنا السلمي بعيد السجود للصليب الكريم المحيي. 

حسب العادة المتبعة في البطريركية الأورشليمية يتم الإحتفال بهذا العيد في هذا الدير المقدس في الأحد الرابع من الصوم أي بعد أسبوع من أحد السجود للصليب الذي يُحتفل به في كنيسة القيامة, لأنه حسب التقليد الكنسي في هذا الموضع زرع لوط الشجرة التي منها صُنع خشب الصليب الذي صُلب عليه ربنا ومخلصنا يسوع المسيح فداءً عنا.

تقدم خدمة صلاة الغروب عشية العيد قدس الأرشمندريت إيرونيموس يشاركه آباء من أخوية القبر المقدس. صباح العيد ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خدمة القداس الإلهي يشاركه سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة طابور كيريوس ميثوذيوس, المتقدم قدس الأرشمندريت متايوس, قدس الأرشمندريت إيرونيموس الرئيس الروحي في مادبا, قدس الأب يوحنا عواد, وآباء متوحدون, بحضور السيادة آنا ماديكا ممثلة القنصلية اليونانية في القدس وعدد من الرهبان وزوار الدير.

بعد القداس الإلهي أقيمت دورة السجود للصليب الكريم المحيي حسب التيبيكون, عقبها ضيافةَ اعدها الرئيس الروحي للدير الأرشمندريت خريستوذولوس في قاعة الدير.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في دير المصلبة

يكرز الرسول بولس قائلاً:” وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ. (غلاطية 6: 14)

إن قوة الصليب الكريم المحيي لإلهنا ومخلصنا المسيح، قد جمعتنا اليوم في هذا الموضع والمكان المقدس حيث الشجرة الثلاثية، غُرِست في دير الصليب الذي يحمل اسمه، لكي نعيّد بشكر وتمجيد للسجود لعود الصليب الذي به وَاللهُ مَلِكِي مُنْذُ الْقِدَمِ، فَاعِلُ الْخَلاَصِ فِي وَسَطِ الأَرْضِ. (مزمور 73: 12) كما يهتف نبوياً داوود الملك.

والحقيقة أنه من خلال آلام الصليب، كما يكرز الرسول بولس وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ (عبرانيين 5 : 9) إذ أن الصليب الكريم هو أداة الفداء المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بآلام ودم المسيح وموته الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ (أفسس 1: 7-8) كما يكرز الرسول بولس.

وبحسب رؤيا الإنجيلي يوحنا فإن الصليب هو العود المحيي أي شجرة الحياة:” مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ(رؤيا 2: 7) وبتوضيح أكثر أن ذلك الذي سينتصر في جهاده على الشيطان والخطيئة سأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة وسأجعله مستحقاً أن يتمتع بالخيرات الأبدية في فردوس أبي وإلهي بحسب طبيعتي البشرية يقول الرب.

ويتعجب القديس أثناسيوس العظيم من تدبير الله الذي يقود المؤمنين بالصليب إلى الخلاص وهزيمة عمل الشيطان فيقول:” أيتها الحكمة الإلهية الحقيقية وآلة السماء، غُرِس الصليب وتحطمت عبادة الأوثان، رُفع الصليب وهُزمت جيوش الشيطان وقوته.

لقد هُزمت جيوش الشيطان من محبة الله للإنسان التي لا تحد ولا توصف كما يكرز الرسول بولس فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً.(أفسس 5: 1-2) ومن الجدير بالذكر أن تقدمة وذبيحة المسيح الحية كانت على خشبة الصليب ولهذا سمي أيضاً الصليب بالمذبح «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!(يوحنا 1: 29) إن الأعظم هو تقدمة المذبح لان تقدمة المذبح هي من تقدس.

وبكلام آخر إن المسيح هو التقدمة أو القربان الأعظم والأسمى من المذبح. لهذا فإن المذبح الذي هو عود الصليب يتقدس من التقدمة المقدمة عليه الذي هو المسيح المذبوح لهذا فإن

القديس يوحنا الدمشقي يقول إنه يجب السجود للعود الكريم حقاً والمستحق الإكرام الذي قرّب عليه المسيح ذاته مذبوحاً لأجلنا، وقد تقدس بلمسه الجسد والدم الأقدسين. ونحن نسجد أيضاً لرسم الصليب الكريم المحيي ولو كان من مادة أخرى، لأننا لا نُكرم المادة، حاشا! بل الرسم، على أنه رمز المسيح.

وفي عظة القديس صفرونيوس بطريرك آوروشليم والتي تُقال في أحد السجود للصليب الكريم في منتصف الصوم الأربعيني الكبير المقدس.افرح أيها الصليب الكريم الذي بسط ابن وكلمة الله يديه عليه واحتضننا جميعاً وقادنا إلى الآب السماوي. افرح أيها الصليب الكريم الذي عليه سفك دم ابن وكلمة الآب غير المنظور.

إن عود الحياة ذاك الذي قد غرسه الله في الفردوس كان قد سبق ورمز إلى الصليب الكريم فلما دخل الموت إلينا بالعود وجب أن تُعطى لنا بالعود الحياة والقيامة.

ولأن إلهنا ومخلصنا الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ .(1 تيم 2: 4) أَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ شَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الفردوس(تكوين 2: 9) وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، (غلاطية 4: 4) غرس شجرة الخلاص في الفردوس السري الذي هو مريم العذراء والدة الإله التي من دمائها النقية أنبت المسيح كما يهتف المرنم القديس قوزماس أسقف مايوما قائلاً: يا والدة الإله إنك فردوس سري لأنك بلا فلاحة أنبتِ المسيح الذي غرس في الأرض شجرة الصليب المثمرة الحياة فبسجودنا الآن له مرفوعاً إياكِ نعظم.

إن ثمر شجرة الصليب المثمرة الحياة أيها الإخوة الأحبة هو جسد ودم المسيح القائم من بين الأموات والذين نحن مدعوون بحسب وصيته أن نأكله وأن نشربه إذ يقول الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ.(يوحنا 6: 53) مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.(يوحنا 6: 56)

ولا ينفك القديس الرسول بولس يذكر دائماً دم المسيح الخلاصي وذلك لأنه من خلال الدم الخلاصي نتبرر ونخلص لإن فِيهِ لَنَا الْفِدَاء، (أفسس 1: 7) ونصبح “اقْتناء الله” بِدَمِهِ. (أعمال 20: 28) ويحافظ المؤمنون على وحدتهم بالاشتراك في كأس الشكر وأيضاً يُذيعون بموت الرب ويُكرزون بمجيئه فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ.(1 كور 11: 26)

فها قد اتضح لنا أيها الإخوة الأحبة لماذا يرنم القديس يوحنا الدمشقي قائلاً: نسجد بغير فتور لصليبك المحيي أيها المسيح الإله ونمجد قيامتك الثلاثية الأيام فإنك بها جددت طبيعة البشر الفاسدة أيها القدير ودللتنا على المصعد إلى السماء بما أنك وحدك الصالح والمحب البشر.

ختاماً أيها الإخوة الأحبة نتضرع إلى والدة الإله أم الله التي ولدت من ارتفع على الصليب بالجسد لكي تؤهلنا أن نصل بقوة الصليب الكريم أن نصل إلى القيامة المجيدة قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.

آمين

مكتب السكرتارية العامة




زيارات صاحب الغبطة يوم 9 أبريل 2024

استقبل غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث يوم الثلاثاء 9 إبريل 2024:

ممثلين عن متحف الكتاب المقدس في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية تحت إشراف أمينه العام السيد جيفري كلوها. وكان في استقبالهم غبطة البطريرك وآباء القبر المقدس.

كما زار سفير جورجيا لدى إسرائيل السيد زازا كانديلاكي ووفد مرافق دار البطريركية. وفي هذه الزيارة، أكد غبطة البطريرك على حقوق البطريركية في ملكية دير الصليب المقدس غير القابلة للتصرف وغير القابلة للتفاوض.

وتلى ذلك زيارة للسيد إياد سرحان مع السيد سيزار مرجيه، وأوضح غبطته لكليهما ضرورة التسهيل للحجاج حضور مراسيم فيض النور يوم السبت العظيم، وضرورة الحصول على مساعدة من الحكومة المحلية لتركيب المياه في دير طابور.

مكتب السكرتارية العام




زيارة أخوية القبر المقدس للكنائس الغربية للتهنئة بعيد الفصح المجيد

صباح يوم الثلاثاء الموافق 2 نيسان 2024 (20 آذار شرقي) وحسب العادة المتبعة, ترأس غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وفداً من أخوية القبر المقدس لزيارة الكنائس الغربية في المدينة المقدسة التي أحتفلت بعيد الفصح المجيد, حيث زارت أخوية القبر المقدس بدايةً أخوية الفرنسيسكان وكان بإستقبالهم حارس الأرض المقدسة ورئيس الأخوية الأب فرنشيسكو باتون.

خلال الزيارة القى صاحب الغبطة كلمة معايدة:

“Your Paternity, dear Father Francesco,

Beloved Members of our Respective Brotherhoods,

Dear Fathers,

Christ is risen!

We greet you, dear Father Francesco, and your Brotherhood, as you celebrate the Feast of Feasts, and we are mindful of the words of the Paschal Liturgy:

Come, receive the Light that is never overtaken by night,

and glorify Christ, who is risen from the dead.

We keep this holy season of light and life at a time of deep darkness for our region and our world, and yet we do not shy from proclaiming that Christ has “trampled down death by death,” and given new life to the world.

It is our spiritual mission to keep the Light of the Gospel shining even in the most difficult of circumstances and the most hopeless of situations. To this end we are steadfast in proclaiming the message of salvation that is given to us and to all humanity in the resurrection of our Lord Jesus Christ from the dead. As our Lord has said, “I am the resurrection and the life. Those who believe in me, even though they die, will live” (John 11:25).

We are also grateful that we remain united in our common conviction as the Churches and Christian Communities of the Holy Land in standing against all forms of violence, in calling for an immediate and sustained ceasefire, the release of the hostages, the guarantee of humanitarian aid, access for doctors and medical personnel, and a fresh commitment to a new path forward for our region that leads us away from prejudice, violence, and war to mutual respect, reconciliation, and peace.

We wish to express our appreciation to you, dear Father Francesco, for your clear commitment to these goals, and we are encouraged by our fraternal co-operation. In the face of such terrible conflict, the readiness of the Churches to join together in a common witness and a common cause is not only a sign of our strength; it is also a visible sign of hope for our peoples in the Holy Land and for all people of good will around the world.

We cannot but mention other challenges that affect our mission. Once again the Israeli municipal authorities are raising the issue of illegal and unfair municipal taxes on church property and even moved to freeze our bank accounts. This would deprive us of essential resources that enable us to run our church, charitable, educational, and other essential services.

We call on the local authorities to respect our historic and universally-recognised rights, so that we can carry out our spiritual mission without impediment or interference.

We are beset by dangers all around. And yet we are not afraid and we do not give up hope. For we are community that believes in the resurrection of our Lord Jesus Christ. As Saint Paul reminds us, affliction produces endurance, and endurance produces character, and character produces hope, and hope does not put us to shame, because God’s love has been poured into our hearts through the Holy Spirit that has been given to us (Rom. 5:3-5).

ΜΑΥ this joyous feast of Easter be a hopeful time for you and your Brotherhood, and for all our peoples, as we rejoice in the victory of our Lord Jesus Christ over sin and death, and may this season bring us a new and tangible path to a lasting peace in our region.

Christ is risen!

Thank you.”

بعد أخوية الفرنسيسكان زار الوفد البطريركي البطريركية اللاتينية حيث كان بإستقباله غبطة البطريرك بيير باتيستا بيزابيلا.

خلال الزيارة القى صاحب الغبطة كلمة معايدة:

“Your Beatitude, dear Cardinal Pizzaballa,

Your Eminences,

Your Graces,

Dear Fathers,

Christ is risen!

We are pleased to rejoice with you, dear Cardinal Pizzaballa, as you and your communities celebrate the great feast of Easter. As Saint John of Damascus has written:

Meet it is that the heavens should rejoice,

and that the earth should be glad,

and that the whole world, both visible and invisible,

should keep the feast;

for Christ our everlasting joy has arisen.

(From the Canon of Pascha)

Even in the face of the terrible difficulties that we are facing in our region, we must not let violence and war rob us of the everlasting joy of the resurrection of our Lord Jesus Christ, for it is precisely this hope that sustains us, our communities, and the world.

The resurrection, by which our Lord Jesus Christ destroyed sin and death, strengthens us in our resolve to be witnesses for peace and reconciliation. We shall not waver in our calls for an immediate sustained ceasefire, the release of hostages, the effective delivery of humanitarian aid, safe access for medical personnel and supplies, and a new resolution to chart a pathway to peace that promises a future for all those who call the Holy Land our home.

These are not vain desires: they are the necessary actions that will restore life and well-being, and they accord with the Scriptures. As we read in the Book of Proverbs, It is honorable to resolve a dispute (Prov. 20:3), and in the First Letter of Saint Peter, we understand that since, therefore, Christ suffered in the flesh, [we must] arm ourselves also with the same intention (for whoever has suffered in the flesh has finished with sin), so as to live for the rest of our time in the flesh no longer by human desires but by the will of God (1 Pet. 4:1-2).

In addition to our united commitment to peace, justice, and reconciliation in the current war, we remain determined to resist the broadening of areas of conflict in our life. As was the case in 2018, so today in the strongest possible terms we are encouraging the authorities not to over-reach their jurisdiction in attempts to impose illegal and unjust municipal taxation on the Churches that contravene our historical and internationally recognized position and rights. To press this matter in the present circumstances would add an unacceptable level of pressure on the Churches at a time when all people of good will in our region must be focused on the rebuilding of our society, its structures, and communities. We also call on the authorities to refrain from the freezing of all Church assets immediately, so that the Churches can fulfil their mission to serve, to educate, to heal, and to care for those who come to us.

We continue to be grateful to you, Your Beatitude, for your steadfastness in the pastoral care of our communities and for your dedication to our shared efforts within our council of the Patriarchs and Heads of the Churches. At no time has our mutual support and alliance been more crucial for the well-bring and future of the Christian presence in the Holy Land. Our co-operation is one of the few signs of hope in our increasingly fractured and disrupted society.

MAY God strengthen you in your pastoral ministry, and may God sustain us all as we seek to be faithful to our spiritual mission of proclaiming the joy and the hope of the resurrection.

Christ is risen!

Thank you.”

أخيراً قام صاحب الغبطة يرافقه السكرتير العام للبطريركية سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس  بزيارة القاصد الرسولي ممثل الفاتيكان في القدس الكاردينال  Adolfo Tito Yllana.

مكتب السكرتارية العامة