كلمة صاحب الغبطه بطريرك المدينه المقدسه آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاحتفال بعيد الظهور الالهي في نهر الاردن 18-1-2016
عطوفة محافظ أريحا واللواء المحترم
سعادة قنصل اليونان العام الجزيل الإحترام
أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين،
أيها المؤمنون ،الزوار الحسنو العبادة،الحضور الكريم كلٌ باسمهِ مع حفظِ الألقاب،
احتفلنا بالعيد الماضي، بابتهاجٍ في مدينة بيت لحم بميلاد السيد المسيح ،واليوم ببهاءٍ ومجدٍ نحتفل بعيد الأنوار (كما كان يُسمى قديماً ) أي عيد الغطاس أي معمودية إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح في نهر الأردن .
نُرحب بكم يا عطوفة محافظ محافظة أريحا المحترم ونتقدم لكم بأحر الشكر والإمتنان على استقبالك لنا بحفاوةٍ في محافظة مدينتكم التاريخية العريقة .
تحتفلُ كنيسة آوروشليم المقدسة وسائر فلسطين بتألقٍ وبهاءٍ بهذا السر العظيم أي عيد ظهورِ ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ،كما يشهد بذلك مُرنم الكنيسة : “اليوم تستنير الخليقة اليوم يُسَرُّ الكل . ما في السماوات وما في الأرض معاً . ويمتزج الملائكة بالبشر .فإنه حيث يحضر الملك فهناك يكون الانتظام . فلنبادرنَّ كلنا إلى الأردن .فنعاين كيف يعمدّ يوحنا الهامة الغير المصنوعة بيدٍ والبريئة من الخطيئة .ولنشدوَنَّ الآن بنغمةٍ رسولية .هاتفين باتفاق الأصوات وقائلين : لقد ظهرتْ لجميع الناس نعمة الله الخلاصية تنير المؤمنين وتمنحهم عظيم الرحمة”
إن عيد ظهورِ ربنا يسوع المسيح هو عيد إشراق النور الإلهي بامتياز ،نور العدالة والسلام و محبة الله لجنس البشر التي لا يُسبر غورها ،فهو عيد العالم أجمع و هذا لأنَّ ” اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ “. (1 يوحنا 5-6) .
إن الشهادة الصادقة والغير الكاذبة لشركة بعضنا البعض أي بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية واخوتنا العرب المسلمين،في هذة الأرض المُقدسة ، يشهدُ عليها الاحترام المتبادل بيننا والذي ينبعُ من أشياءَ كثيرة ومن الظروف التاريخية الحاصلة بين بطريركيتنا المقدسية المُقدسة متمثلةً بالبطريرك القديس صفرونيوس الذي سبقنا على سدة البطريركية المقدسية والخليفة العظيم عمر بن الخطاب .
إن المسيحيون و المسلمون على هذة الأرض يُشكِلونَ شعباً واحداً و كياناً وطنياً فلسطينياً واحداً .فالمؤمنين و من تَبعهم من أصحاب الديانات الإبراهيمية “أي الأديان السماوية” يعيشون و يحيون سويةً بمحبةٍ و انسجامٍ هذا المكان المقدس الذي أشرق فيه نور الحقيقة الإلهيّ والذي من هنا استنارت كل أقطار المسكونة.
إن كل من يحيا على هذة الأرض يتلذذُ من ثِمارِ هذة الأشجار المُرتويةِ من مياه نهر الأردن المقدسة والتي تقدست من كلمة الله الذي اعتمد فيها،وهذة الثمار أي الثمار الروحية يتمتعُ منها أيضاً، الزوار القادمون من أقاصي الأرض لكي يسجدوا ههنا.
لقد قدِمنا من مدينة القدس المُقدسة ، قادمين إلى مدينة أريحا ،التي ورد ذِكرُها في الكتاب المقدس ،مُسرعين بلهفةٍ إلى نهر الأردن لكي بتقوى و إيمانٍ نَغْتَرِفُ من مياهه المقدسة.و من جهة أخرى طالبين نور المحبة والسلام المتجسد الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ )1 بط 2: 9 ).
ختاماً نتضرعُ إلى النور الإلهي الذي لا يُدنى منهُ أي الروح القدس الذي حلَّ بهيئة حمامةٍ أن يُنير حكّام الأرض و الذين يسكنون في المناطق المُمْتحنة بأنواع التجارب الصعبة أي منطقة الشرق الأوسط ،ونتضرعُ أيضاً أن يُسدد الله خُطاكم و يجعل التوفيق حليفكم في المُفاوضات السلمية و أنّ تَعُمّ المصالحة و المحبة لجميع سكانِ هذه الأرض المُقدسة .
راجياً من الله أن يُشرقُ نور الدولة الفلسطينية الحرة والمستقلة على كامل أراضيها، وأنَّ تكونَ مزدهرةً في النمو والإستقرار برئاسة حكيمها ورئيسها السيد محمود عباس أطال الله في عمرهِ .
كل عامٍ و أنتم بخير.
مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية