الإحتفال بعيد القديس ثيوفيلوس وعيد إسم صاحب الغبطة
احتفلت البطريركية الأورشليمية يوم السبت الموافق 28 آذار 2020 بعيد إسم صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث الذي يحمل إسم شفيعه القديس ثيوفيلوس أحد الشهداء الأربعين الذين استشهدوا في بحيرة سيسطية في البونديوس في عهد ليسينيوس في 320 م, وتقيم الكنيسة تذكاراً لهم في هذا اليوم.
صلاة الغروب
عشية العيد بعد قراءة خدمة صلاة الساعة التاسعة في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في البطريركية توجه آباء أخوية القبر المقدس الى كنيسة القيامة نزولاً من درج كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب, وبدأت خدمة صلاة الغروب الكبرى في كنيسة القيامة حسب الترتيب الطقسي البطريركي التي ترأسها غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بعد الدخول الكبير كما يسمى في الطقوس وتقديس الخبز. شارك في الخدمة عدد قليل من الآباء الذين سمح بدخولهم بعد التنسيق بين البطريركية والشرطة الإسرائيلية بعد فرض التعليمات الخاصة من السلطات للحد من إنتشار جائحة فيروس كوبيد 19.
بعد نهاية خدمة صلاة الغروب تم تلاوة قانون المديح لوالدة الإله والبيت الرابع من المديح “إنك يا عذراء يا والدة الإله سورُ للعذارى ولكلِّ الملتجئين إليكِ…”و ” با ذات كل تسيبح يا من وَلَدَت الكلمةَ الأقدسَ من كلِّ القديسيين”, من قبل سيادة رئيس أساقفة اللد كيريوس ذيميتريوس.
يوم العيد
أقيمت خدمة القداس الالهي المسائية في كنيسة القيامة ترأسها صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركة سيادة متروبوليت كابيتاليس أيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة ايرابوليس كيريوس إيسيذوروس, سيادة رئيس أساقفة مادبا أريسطوفولوس, قدس الأرشمندريت نيكتاريوس, قدس الأرشمندريت ماتيوس, المتقدم في الشمامسة الأب ماركوس والشماس الأب بارتريكيوس, بحضور الآباء المناوبون في كنيسة القيامة.
في تمام الساعة 11:00 قبل الظهر أقيمت صلاة المجدلة الكبرى في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة في البطريركية. بعدها توجه صاحب الغبطة مع الآباء الى قاعة البطريركية للتهنئة وقرأ سيادة المطران أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية نيابة عن أخوية القبر المقدس كلمة تهنئة لغبطة البطريرك بعيد إسمه وشفيعه.
كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد شفيعه القديس الشهيد ثيوفيلوس الذي مع الشهداء الأربعين. 28-3-2020
لقد احتمل الشهداء القديسون الآلام الحاضرة بشجاعة لفرحهم بالخيرات المرجوة. يقول بعضهم لبعض ألعلنا ننزع عنا أثواباً لا بل إنما نخلع الإنسان العتيق، الشتاء قاسٍ لكن الفردوس حلوٌ لطيفٌ. دنق الجليد أليمٌ ولكن النعيم لذيذٌ فلا نجزعنّ ولا نثنيَنَّ عزماً يا رفقاء في الجندية. بل لنصبرن على الضيم قليلاً فنُتوج بأكاليل الظفر من لدن المسيح الإله مخلص نفوسنا.
سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد خريستوس سُفيَنوبولس المحترم
أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمون،
أيها الزوار المسيحيون الحسني العبادة،
يُعلِّم القديس يوحنا الدمشقي عن نفوس القديسين الأبرار: إن الله حياةٌ ونورٌ. ومن هم بين يديه هم في الحياة والنور، فقد استند في تعليمه على قول الكتاب الإلهي: إن نفوس الصديقين بيد الله فلا يمُسُّها عذابٌ. وأيضاً: عظيمٌ في عيني الرب موت أبراره.
حقاً إنه كريمٌ في عيني الرب موت أبراره ومن بين هؤلاء الأبرار من تكرمهم كنيستنا المقدسة هم الشهداء القديسون العظماء الأربعون شهيداً والقديس ثيوفيلوس المستشهد معهم في بحيرة سبسطية. الذين لم يجزعوا من وعيد وتهديدات مضطهديهم ولا من التعذيبات بل تسلحوا بالسلاح الإلهي، صليب المسيح كما يقول مرنم الكنيسة:
أيها القديسون الشهداء كيف لا نتعجب من جهاداتكم لأنكم بجسمٍ فانٍ قهرتم الأعداء الذين لا أجسام لهم ولم يُهوّلكم وَعيدُ المغتصبين ولا أرهبتكم صدمات التعذيب فبالحقيقة تمجدتم بواجبٍ من المسيح المانح نفوسنا عظيم الرحمة.
لقد تمجد القديسون الأربعون شهيداً باستحقاق من المسيح وذلك لأنهم التهبوا غيرةً ليس من أجل مجد الناس، بل من أجل أن يُظهروا مجد الله الآب كما يقول القديس يوحنا الإنجيلي: وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. (يو 1: 14) لهذا فقد أهملوا الجندية العالمية هؤلاء مجاهدي الرب المغبوطين الأربعين وكرزوا بالمسيح الإله الحي الذي أشرق في قلوبهم نور معرفة مجد الله الآب في شخص المسيح.
إن هذه الشهادة، شهادة مجد الله الآب في ابنه الوحيد ربنا يسوع المسيح التي يكرز بها إلى الأبد من موقع الجلجلة ومن مكان موته ودفنه الثلاثي الأيام في كنيسة القيامة المقدسة هذه الشهادة التي تمثل واقتدى بها جميع شهداء المسيح ومن نعيّد لهم اليوم الشهداء الأربعين لهذا فقد صنعنا الذبيحة الغير دموية أي سر الشكر الإلهي ورفعنا الحمد والتسبيح والمجد لإلهنا في كنيسة القيامة المقدسة.
إن أبي الكنيسة المتوشح بالله باسيليوس الكبير في مديحه للشهداء الأربعين يقول: خلع كل واحدٍ ثيابه عن آخرها وساروا إلى الموت، موت الجليد، حاثين إيانا أن نتمسك بإيمانهم قائلين: لسنا نخلع ثوبنا بل الإنسان العتيق الفاسد بشهوات الغرور، إننا نشكرك يا رب على أننا بتجردنا من هذا الرداء نطرح الخطيئة. لقد ترديناه بمشورة الحية وها نحن ننزعه لأجل المسيح.
لهذا عينه فإن الشهداء الأربعون أيها الإخوة الأحبة يدعوننا اليوم في تذكارهم المقدس ونحن في ميدان الصوم الأربعيني الكبير لكي نتمثل ونقتدي بفكرهم، هؤلاء القديسين لابسي المسيح كما يقول القديس باسيليوس الكبير المتوشح بالله: إن لهم أباً واحداً هو الله، وجميعهم إخوة لم يلدهم رجلٌ وامرأة بل وُلدوا بتبني الروح القدس وآلفت بينهم وحدة المحبة المتبادلة.
إن حقارتنا البطريركية تحمل اسم القديس ثيوفيلوس المستشهد مع الشهداء الأربعين، لذلك فقد رفعنا المجد والشكر للإله الواحد المثلث الأقانيم في هذا العيد الموقر، وأيضاً لدعوتنا لهذه الرسالة الرعوية أي الرعاية الأبوية لكنيسة آوروشليم المقدسة من جهة ورئيساً لطغمة رهبان أخوية القبر المقدس من جهة أخرى.
أي فضيلةٍ وأي مديحٍ ينبغي للقديسين هؤلاء الذين سفكوا دمائهم من أجل المسيح الذي أخلى ذاته آخذاً صورة عبد، هؤلاء شهداء المسيح القديسين قد جاهدوا على الأرض وحطموا العدو وألغوا ضلالة الأوثان، ولأنهم كانوا حائزين على النعمة فقد شفوا المرضى وأحيوهم وكانوا عجائبيين في نهايتهم. سامعين لأقوال ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. (متى 10: 1)
ختاماً نتضرع نحن اليوم إلى القديسين الشهداء الأربعين والقديس ثيوفيلوس المستشهد معهم لما لهم من دالة في السماوات لكي يتشفعوا مع سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم متضرعين إلى المسيح المصلوب طبيب نفوسنا وأجسادنا أن يخلصنا وينجينا وينجي العالم أجمع من هذه الجائحة الكبرى أي مرض الكورونا المنتشر ويؤهلنا أن نعيد لقيامة مخلصنا يسوع المسيح البهية، لهذا أدعوا جميع من شاركنا اليوم في هذه الصلاة الذين حضروا والذين تغيبوا لصعوبة وصولهم وذلك بسبب وباء الكورونا، متضرعين أن يمنحهم الله قوة من العلاء ونعمة من القبر القابل للحياة وصبراً وكل بركة من لدن الله مخلصنا معبراً لكم عن شكري الحار وعن كل الذين تكلموا سيادة المطران أريسترخوس السكرتير العام الذي تكلم نيابة عن أعضاء أخوية القبر المقدس.
مكتب السكرتارية العامة