غبطة البطريرك يستقبل القنصل الفرنسي العام
المدينة المقدسة أورشليم، الأرض المقدسة
زار مقر البطريركية يوم الجمعة الموافق 27 تشرين الأول 3023 سعادة القنصل العام الفرنسي في القدس السيد نيكولاوس كاسيانيديس, لتقديم الإحترام لصاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث.
وأعرب السيد كاسيانيديس عن امتنانه لغبطة البطريرك على توفير وقته الثمين لهذا اللقاء. وأكد أن هذه الزيارة تمثل بداية فترة ولايته كقنصل في المدينة المقدسة، وهدفها الأساسي هو الحصول على معلومات من غبطة البطريرك حول كيفية تعامل البطريركية مع التحديات والصعوبات المتعددة التي تواجهها الكنائس في الأراضي المقدسة وسط حالة الصراع المستمرة.
ورداً على ذلك، أكد البطريرك أن البطريركية تقف ثابتة كأقدم مؤسسة دينية في الأرض المقدسة، وهي ملتزمة بثبات بتعزيز المصالحة والتعايش السلمي بين جميع سكان المنطقة، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية. المهمة الأساسية للبطريركية هي ضمان الوصول إلى الأماكن المقدسة دون أي تمييز.
وأضاف غبطته أن أحد الجوانب البارزة لهذه الرسالة هو تعزيز التعايش الديني من خلال المؤسسات التعليمية، حيث يدرس الطلاب المسيحيون والمسلمون جنبًا إلى جنب، معتبرين التنوع مصدر قوة.
وشدد غبطة البطريرك على “التزام الكنائس المستمر بالحفاظ على الوضع الراهن في الأراضي المقدسة، وخاصة في البلدة القديمة في القدس”. ولفت غبطته الانتباه إلى الغارة الجوية التي استهدفت الكنيسة الأورثوذكسية التابعة للبطريركية في غزة، مما يجسد التصميم الثابت لسيادة المطران ألكسيوس، الذي تعهد وسط التحديات بحماية الكنيسة. وتناول الحديث أيضًا الغارة المأساوية التي تعرض لها المستشفى الأنجليكاني في غزة، والتي أسفرت عن مقتل 470 شخصًا.
وسلط الحوار أيضاً الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها البطريركية، بما في ذلك الصدام الدائم مع الإسرائيليين المتطرفين في الممتلكات الواقعة على جبل صهيون. وشدد غبطته على أن الحل الناجع للقضايا السياسية المعقدة يمكن تحقيقه من خلال النظر العميق في الدور الجوهري للدين.
وتم التأكيد على أن البطريركية، باعتبارها كنيسة مستقلة وسلطة اتخاذ القرار، تحافظ على استقلاليتها ولا تعتمد على أطراف خارجية في البيانات أو القرارات. وشدد غبطته على أن التعاون مع الكنائس الأخرى مستمر مع الالتزام بالحفاظ على الوضع الراهن، مسترشدين بوصاية جلالة ملك الأردن الوصي على الأماكن المقدسة.
وأوضح غبطته أن سلطة البطريركية الأورشليمية تمتد إلى إسرائيل وفلسطين والأردن وقطر، وأن تعاونها مع الكنائس الأخرى والمملكة الأردنية يرتكز على اتفاقية قديمة يعود تاريخها إلى عام 637م بين الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وبطريرك اورشليم آنذاك صفرونيوس. ويؤكد هذا الاتفاق التاريخي الالتزام بالوئام والتعايش الذي لا يزال يشكل رسالة البطريركية في العصر الحديث.
مكتب السكرتارية العامة