دير القدّيس سابا المتقدس

null
Share

image_pdfimage_print

                  

يُعد دير القديس سابا (ويسمى أيضاً لافرا القديس سابا)  من أهم ألاديرة في ألاراضي المقدسة.  يقع الدير في صحراء يهوذا، بناه  الراهب الشهير القديس سابا سنة ٤٨٥  وفيه تُحفظ حتى اليوم رفاته  في الكنيسة الرئيسية التي شُيدت في القرن السادس ميلادي. الكنيسة ألاولى بُنيت داخل  مغارة  على إسم القديس نيقولاوس سنة ٤٨٤ من مؤسس الدير القديس سابا,  فيه عاش وسُيّم القديس يوحنا الدمشقي مُدافع ألاورثوذكسية  كاهناً وكتب ١٢٠٠ طروبارية شعرية, كما وكتب فيه القديس سابا اكثر كتاباته اللاهوتية.

فترة النهضة الكبيرة للدير لم تكن زمن مؤسسِهِ ولا في فترة بناء ألاديرة ألاخرى في صحراء يهوذا, إنما كانت بدايتها بعد هجوم الفرس سنة ٦١٤م, وألاحتلال الاسلامي لفلسطين سنة ٦٣٨م. القرن الثامن بأكمله والخمسون سنة ألاولى من القرن التاسع ميلادي كانت الفترة الذهبية للدير. ترهبن في الدير في تلك الفترة أكثر من ١٥٠من الرهبان القديسين  ومنهم أعمدة المسيحية وألاورثوذكسية مثل القديس يوحنا الدمشقي, القديس قزما المرنم, القديس استيفانوس المرنم, القديس ثيوذوروس, القديس ثيوفانس وغيرهم.

آثار الدمار والهدم والدماء التي حلت بالدير على مر العصور في قلب الصحراء ما زالت موجودة حتى اليوم. ومع كل ألاضطهادات التي تعرض لها الدير بقي صامداً وشامخاً وينظر الى كل مؤمن وزائر.  

واحتفظ سكان دير مار سابا على مدار مئات السنين التي مضت بطبيعته كما هي، ويعيش الرهبان فيه من دون كهرباء وخطوط ماء وأدوات اتصال وإنترنت وتلفزيونات وراديوهات، حيث يرفض القائمون عليه ذلك قائلين أنهم لا يريدون شيء أن يأخذ وقتهم ويشوش عقولهم وبالتالي اتصالهم بالله.

يعيش الرهبان على أضواء شموع زيت الزيتون في الليل، ويشربون الماء من نبع طبيعي يأتي من نبع ماء في مغارة أسفل الدير.

وتبدأ صلوات رجال الدين المقيمين في مار سابا يوميا في السادسة والنصف ليلا، وتمتد حتى العاشرة والنصف صباحا، بعد ذلك ينامون وينشغلون في بعض الترتيبات اليومية.

ويحتوي دير مار سابا على:

رفات القديس سابا المتقدس مؤسس الدير في الكنيسة الرئيسية الكبرى التي شُيدت في أيام القديس سابا سنة ٥٠٢ م، وكُرست على شرف بشارة والدة الإله  .

قبر القديس سابا.

 كنيسة الدير الأولى في مغارة, وهي مكرسّة للقديس نيقولاوس، وتوجد  فيها أيضاً  رفات مقدّسة وكنيسة صغيرة للآباء الشهداء الذين قتلهم الفرس سنة ٦١٤ م والبرابرة سنة ٧٩٦ م. وهذه الكنيسة كشف عنها الرب للقديس سابا، فيما كان يعيش بعد مع تلاميذه داخل الكهوف، على الجانب الآخر للممر الصخري، عندما كان القديس سابا يبحث عن مكان مناسب يستطيع أن يبني عليه كنيسة، إذا بعامود نور ينتصب أمامه من الأرض إلى السماء، ففهم بذلك أنها إشارة إلهية، فإذا في الموضع مغارة واسعة عجيبة لها شكل كنيسة بتفاصيلها ولها حَنِيَّة في الجهة الشرقية

صومعة القديس يوحنا الدمشقي الصخرية: وقد عاش فيها القديس يوحنا الدمشقي في القرن الثامن.

صومعة القديس سابا.

 سرداب في الساحة ما بين كنيسة البشارة وقبر القديس سابا. وهذا السرداب يؤدي إلى مقبرة الدير تحت الأرض، حيث توضع أجساد الآباء الراقدين على منضدة حجرية دون أن تُدفن في التراب، وتتحلل دون رائحة كريهة. وبعد مرور فترة من الزمن، تُجمع عظام الرهبان الراقدين، وتُغسل بالماء ومن ثم تُحفظ بعناية في غرفة جانبية

برج يوستنيانوس: بُني في القرن السادس بعد الميلاد، ويبلغ علوه ١٨ مترا وكان يُستعمل للمراقبة. ويضم مكتبة تحتوي على أثمن المخطوطات.

مغارات التنسك مقابل الدير – ١١٠ مغارة.

تعرض الدير للسلب والهدم زمن الفرس وأُعيد بناؤه زمن البطريرك موذيستوس, لكنه دَمر مرة أخرى عند ألاحتلال ألاسلامي لفلسطين وكانت الكنيسة الرئيسية التي كانت تًسمى” كنيسة صهيون المقدسة”  تُستعمل كجامع لفترة من الزمن.  حمل الصليبيون جثمانه إلى إيطاليا الى البندقية  لأكثر من سبعة قرون ثم أعادوه إلى مكانه عام ١٩٦٥ م.