بطريركية الروم الارثوذكسية

null
Share

image_pdfimage_print

 

شغلت بطريركية الروم الارثوذكسية دورا ًهاماً في الاراضي المقدسة منذ نشوئها  يوم العنصرة وحتى ايامنا هذه, اذ وفقا للعديد من الرسل والكُتّاب الذين كتبوا في تلك الفترة, عُين الرسول يعقوب اخو الرب اول اسقفا في الكنيسة الاورشليمية الاولى وهو الذي وضع أُسس القداس الالهي في اللغة اليونانية وساهم بقوة في المجمع الرسولي الذي اقيم في اورشليم في عام 50-51 ميلادي, المجمع الذي اظهر كمال وقوة الديانة المسيحية وتحرير القانون الموسي, ولكن الدمار الذي عم اورشليم كان له عواقب مأساوية, وليس فقط فهنالك ايضا تاثير كبير للظلم الكبير الذي شهدته الديانة المسيحية في عهد داكيوس عام 251, وايضا  الظلم الذي عم في تلك البقعة المقدسة حتى عام 313 حيث قدمت الديانة المسيحية العديد من الشهداء. 

ومنذ القرن الرابع, استقطبت اورشليم انتباه العديد من القياصرة البيزنطيين, واعيدت للكنيسه بريقها وشعاعها بعدما وجدت القديسة هيلانه الصليب المكرم واسست العديد من المزارات المقدسة. ويعتبر بناء كنيسة القيامة المقدسة والعديد من المزارات المقدسة في منطقة الجلجثة نقطة تحول مهمه ورفع اسم اورشليم  وجعلها المركز المسيحي الرئيسي, كذلك ابدى الامبراطور هرقل اهتماما كبيرا بعد انتصاره على الفرس عام 629 ودخوله لكنيسة القيامة ورفع الصليب المكرم في مكان الجلجثة والمساهمة في اعادة بناء العديد من المزارات المقدسة التي هُدمت من قِبل الفرس عام 614.

في عام 1099 وصلت الحملات الصليبية الى المدينة المقدسة وجعلوها عاصمتهم لحوالي 100 عام, وعند وصولهم قاموا بقتل العديد من الرهبان  اليونان, وفي القرن الرابع عشر استطاع الفرنسيسكان الاستيلاء على العديد من المزارات المقدسة. هذه العوامل اضعفت بطريركية الروم الارثوذكسية التي خسرت ايضا الكثير عند سقوط القسطنطينية تحت الحكم العثماني. وبقيت الامور على هذا الوضع حتى منتصف القرن التاسع عشر عند كتابة “الستاتوس كفو” الذي حدد بشكل مفصل حقوق وواجبات كل الطوائف في المزارات المقدسة.

خلال النصف الثاني من القرن ال19، دخلت البطريركية في فترة مجيدة مليئة بالإعمار والتجديد. حيث قام كل العالم المسيحي الأرثوذكسي بقيادة الدولة اليونانية, التي حصلت على استقلالها في تلك الفترة, بالمساهمة من خلال الهبات والمساعدات المادية لإعادة الإعمار. كما وقامت البطريركية وافرادها بشراء العديد من الاراضي وقاموا ببناء وتجديد العديد من المزارات, والاديرة وبناء العديد من الكنائس. هذه الاعمال كلها اسست وقوت اساس هذه المؤسسة, بطريركية الروم الارثوذكسية, التي حافظت ومازالت تحافظ على المزارات المقدسة والعمل الدائم من اجل الافضل.